الفصل السابع عشر عشق ولعنة

الفصل السابع عشر: عشق ولعنة.
-لا اصدق يا أبي، تلك الحالة الغريبة التي انتابت "لوقا"، بعدما أتى بعائلة خاله "عزيز" إلى هنا،
أبي أنا أتحدث معك وأنت تضحك، منذ فترة ولا أعلم السبب.
-حسنا لا أعلم، لماذا ضحكاتي تجعلك قلقة؟

-ليست ضحكاتك يا أبي، وإنما أنا متفاجئه، أعلم جيدا أن تلك الحالة هي حالة عشق وغرام، وان "لوقا" وجد وليفته، لم أكن أتخيل أن يجدها في مثل هذا السن، خصوصا ونحن بعيدون عن مدينتنا، عن أرضنا يا والدي "ثينيس" التي كنت أتمنى أن يذهب إليها ولدي، وهو ممسك بيد والده بعدما مات جده لذلك، أنا حزينة ولا أتخيل تلك الحالة التي أجد فيها "لوقا"، بعدما أحضر أخي وأسرته.
-وما أصعبها الأيام يا حبيبتي، منذ سنوات طويلة، ونحن في مثل هذا التوتر.

-لا يا والدي، أنا لا أعلم ماذا أقول لك، ولكن كنت أنتظر من "آدم"، عندما يموت والده أن يأتي ويأخذنا إلى هناك ويجعلنا محاطين بحمايته، حتى لا تقرب ابن " نونيا " وما علمته منك أن ولدها هو فارس شهم، وأصيل يحب أخاه.

-انتظري لا تكملي، هناك فرق بين "بافلوس" و "لوقا".
-أجدك يا والدي تنحاز لذلك الشاب، أبي بسبب تعامله معك منذ سنوات قليلة أم أعجبتك شخصيته عن شخصية حفيدك، الذي أنشأته أنت.

-يجب أن تعلمي جيدا، في حالة دخول الأخوان حربا ضد بعضهم البعض، سينتصر "بافلوس" هو فارس المغوار يستطيع استخدام، جميع انواع الاسلحه سواء السيوف الخناجر او حتى الاسلحة الاوتوماتيكية الحديثة، لقد دربه "آدم"، على ذلك اما ولدك أين تم تدريبه في المعمل لقد دربته عقليا، وليس جسمانيا هناك فرق كبير بينهما.

-لهذا فأنا حزينة لوجوده، في مثل تلك الحالة الآن، اعتقدت أن الوليفه ستكون من داخل "ثينيس"، وليس مثلنا طريدة تعيش في مثل هذه المدينة.

-نحن يا أبنتي لا نستطيع أن نعيش بعيدا، عن مدينتنا أكثر من ذلك لكنها الظروف التي ادت بنا، الى ذلك خوفي عليكما من والدنيا ومن "نونيا"، او تعلمين ومن "جيكاي" قبل وفاته، نظراته التي ارسلها الي قبل وفاته بوقت قصير عندما طلب مقابلتي، وقتها كنت أضع يدي على قلبي كان يجلس كالوحش، يا ابنتي ادخلني "آدم" من سرداب طويل لا أعرف طوله، أكان بالكيلومترات ام ماذا وهو مموه فيه كثير من المداخل، حتى لا يعلم احد اين هو السرداب الحقيقي.

-أعلم يا أبي ماذا قلت لي سابقا، وقد حفظت تلك الحكاية عن ظهر قلب، ان هناك سراديب وكهوف أسفل "ثينيس" تؤدي الى تلك الكهوف، والسراديب التي توجد أسفل الهرم، ومنها الى مدخلة السفلى حتى تلك الحجرة التي لم تكتشف إلى الآن، أعلم ذلك يا والذي أعلم أننا أبناء "أنوبيس"، وهو حارس العالم السفلي ونحن أيضا كذلك ورثنا تلك المهمة عنه وأعلم إنها.

-أكملي.
-حديثنا ابتعد يا أبي عن "لوقا"، وتلك الحالة التي هو بها أسفه لك.
-ما أريد قوله يا عزيزتي، إن في تلك الليلة التي قابلني بها في تلك الحجرة الخاصة، داخل الهرم الأكبر، تحدث معي عقار ما وتعويذة لا أعلم ماهيتها، وبعد ذلك أمسك ذلك الكرسي الذهبية،
الذي يجلس عليه، وكان هناك نوبة من مرض ما قد أتته فجعل يصرخ، أن انصرف لكن عينيه يا ابنتي، كانت تتسع في ذلك الوقت وقال لي كلمة واحدة وأنا أغادر، أبعد "لوقا" فترة طويلة عن هنا، لا أريده أن يتقاتل مع أخيه "بافلوس"، وأنا أريد أن يكون "بافلوس" هو الوريث، بعد أبيه "آدم" هو الألفا يا أبنتي فهمتي.

-سأذهب إليه في غرفته يا والدي، وبعدها سأقوم بتحضير الغداء، لقد أنهيت عمل جميع تلك المأكولات التي طلبت مني، أن اطهيها لضيوفنا.
-اليوم فقط يا أبنتي أو غدا وبعد ذلك، فلتقم "غادة" بمراعاة شؤون بيتها.

قامت "هادية"من جانب والدها لكي تذهب الى غرفة ابنها، كي تحدثه أن يعمل عقله قليلا ويترك قلبه، هذه الفترة ولا يفكر في شيء غير التصدي لذلك القاتل خصوصا إنها شعرت ان هناك خطب ما، فقد طارت الحمامات منذ يومين مرة واحدة، مثلما كانت تتوقع لكن لم يحدث أن أغار عليهم أي احد من عشيرة الذئاب، لكنها تتعجب هل اتى السفاح اليهما، وفي حالة عثوره عليها، لماذا لم يقتل أحد منهم او حتى يحاول؟

-حبيبي أجدك ما زلت تجلس منذ ساعتين، وقد أعددت الطعام وأريدك أن تذهب وتنادي خالك، وعائلته من الطابق الثاني، لكن أولا قل لي من فيهما تلك التي نهض لها قلبك "تمارا"، تلك الغجرية المليئة بالحيوية، أم توأمتها "ميريت" تلك الأميرة الحالمة، اعتقدك أحببت "تمارا" أن شخصيتك تماثل شخصيتها التمرد والاندفاع.

-أحببت التي بدت لي كسحابة كبيرة يا أمي، مرت أمام عيني في يوم مشمس حار لكنها أبت، أن تكمل رحلتها وتوقفت تظللني، أعتقد أن القدر بعثها لي هي كغيمة أمطرت بغزارة، على قلبي عندما شاهدتها أتت لكي تروي قلبي بعد ظمأ طويل.
-ظمأ ماذا يا "لوقا"؟ أنت ما زلت في بداية مرحلة الشباب.

وكأنه لم يستمع لكلمات والدته إنما كان يجلس على الأريكة المتواجدة في حجرته، ووالدته قد جلست على السرير المقابل لتلك الأريكة، تنظر إليه لكنه كان يكمل كلامه.
- أتت من الإسكندرية يا أمي وقد أحضرت معها البحر، ذلك البحر الذي شاهدته في عينيها أتعلمين يقولون إن النار تحرق، لا لو غابت عني لاحترق قلبي.
كان يتحدث بانفعال تشوبه العاطفة، وعندما انتهى من حديثه، أخذ في التقاط أنفاسه ببطء، حتى يستعيد رباطة الجأش قليلا ثم استأذن من والدته، لكي يذهب وينادي خاله وأسرته، خرج من غرفته فوقفت "هادية" تكلم حالها:

-كنت أقصد بسؤالي له، أن يصف شكلها فإذا به يصفها كما يراها قلبه، لا كما تراها عينيه كم هي محظوظة، بحب ولدي لها، أتمنى أن تصونه وتبادله العشق عشقا، وتبتعد عن أحاديث والدتها فإنا أعلمها منذ كنا صغارا، وكان أخي يحبها.

وفي "ثينيس"
يجلس "آدم" بمفرده في حجرة والده، يتألم ألم شديد لقد أتته تلك النوبة الآن في الفترة الأخيرة، يأتيه ذلك التحول الخارق دون أن يأخذ العقار من "ثمودي".

-أكرهه لما فعله بي لكني لا أستطيع مجابهته، وأنا الألفا ذلك العقار المضاد الذي ينهي تحولي الخارق معه، ماذا أفعل يا أبي؟ ماذا أفعل لو تسمعني لماذا مت؟ وأنت الذئب الخارق لماذا؟ وكيف؟ ولماذا ذهبت إلى الكهوف الجنوبية؟ التي تؤدي إلى العوالم السفلى،
وتلك الأوامر التي تأتينا من هناك، آه بحق "أوزيريس" ماذا افعل؟

هل أذهب وحدي إلى "أرض تانن"؟ إلى العالم السفلي لكي احضر دوائي من هناك، أم ماذا أفعل؟
ثم صمت فجأة، عندما شعر أن هناك من يسترق السمع، نعم هو يعلم من هي " نونيا " زوجته، و عدوته اللدودة، تلك التي تريد منه قتل ولده البكر "لوقا"، هي تلك الرقطاء التي يكرهها منذ اليوم الأول لزواجهما منذ أن اكتشف إنها تتصنع النوم، وقد سمعته يبكي لحبيبته "هادية" أنه لا يستطيع أن يدخل بها كزوجة، ومع ذلك استمرت وتصنعت عدم علمها بالأمر.

انتظر قليلا حتى بعدت الأقدام وقال:
-واعلم أنك تحبين "بتاري"، وأعلم أنه يمقتك، فأنا اعلم أخلاق أن عمي وأخي الأصغر جيدا، وقد علمت من والدتي لعشقه، لإحدى بنات "عزيز" ويساعده في الحصول عليها كزوجة وأتطلع للنظر في وجهك عندما تعلمين.

استجاب عزيز لنداء "لوقا":
-حسنا يا "لوقا" أعطيني بعض الوقت، وابنتاي ما زالتا يبدلان ملابسهما، وحين ينتهيا سننزل مباشر.
وفي حجرة "ميريت"
-"ميريت"، هل تعجبك حجرتك إنها تشبه حجرتي في كل شيء لون الحوائط، حتى تلك الزهور الجميلة، التي رسمت على الحوائط ولون الستائر كل شيء.
نظرت "ميريت" إلى أختها "تمارا" وهي تقوم بتمشيط شعرها بعدما قامت بتبديل ملابسها:

- نعم حجرتي بالتأكيد شبيهه بحجرتك، فهم ما زالوا لا يعلمون أن شخصياتنا مختلفة اعتقد عندما يعلمون ذلك سيرسمون على حوائط غرفتك سيوف وخناجر، تلك الأشياء التي تفضلينها.
-لست أنا فقط من أفضلها بل حبيبي أيضا.

ثم نظرت الى اختها "ميريت"نظرة مليئة بالمكر المحبب وهي تقول لها:
-وحبيبك انت ايضا ماذا يفضل.
ارتبكت "ميريت" وقد وقع من يدها المشط الخاص بها.

-لا أعلم ماذا حدث لي؟ عندما شاهدته عندما تلامست يدانا في ذلك السلام، شعرت وكان هناك تيار كهربائي، قد اجتاح جسدي، اتعلمين لم اشعر بالعشق يتدفق الى قلبي، فقط انما شعرت بشيء غريب طاقة وقبول شعور بالسلام الداخلي تتخيلين ذلك، شعرت انه قد أنار قلبي و روحي المنطفئة، وستعود البسمة الى حياتي مرة اخرى، اتعلمين كم ارغب في احتضانه، او حتى تقبيل جبينه، اتمنى ان اقبل روحه تتخيلين ذلك.
قامت "تمارا" من مجلسها و واحتضنت اختها فرحه بما حدث لها.
-لقد شفيت الآن يا حبيبتي من ذلك المرض، تلك الأعراض التي تجيء إلينا بعد مرحلة البلوغ واحساسنا بوليفنا، لقد وجدتي ذلك الوليف، ايضا يا حبيبتي مثلما انا وجدته.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي