الفصل الثلاثون الرجوع الى ثينيس

الفصل الثلاثون: الرجوع الى "ثينيس"
-"عزيز" لماذا اتيت الى هنا، قلت لك ان تنتظر هناك لترافق النساء، لماذا تركتهم بمفردهم؟

-لم استطع الابتعاد عنك مره ثانيه يا والدي، لقد عشت سنوات طويله بعيدة عنك، كنت لا أشاهدك لعده سنوات، وذلك بناء على رغبة "غادة"، التي كانت تخاف أن يتبعك أحد من أعدائي، أنا و "آدم" ظللنا سنوات وسنوات نهرب من شيء مجهول ليس له وجود، لكن جميع ما حدث أظهر لي الصورة الحقيقية للأمر، أن "آدم" هو من كان يقوم على إبعادنا، وليس ذلك القاتل، التي توهمت اختي انه قد زرها اشياء كثيره، نظرت اليها يا والدي، وادركت هل من الممكن أن يكون "آدم" هو القاتل.
قامت "نجمة" من مجلسها وهي تقول:

كيف استطعت ان تقول ذلك، ولدي ليس بقاتل، ولدي كان يحاول أن يصنع ما كان يصنعه والده، كان يحاول أن ينشر العدل بيديه، ان يقضي على كل قاتل، ان يقضي على كل منتهك لكنه ليس القاتل، في السابق اعتقد والدك لسنوات طويلة أن "بتاري" هو القاتل، حتى عندما افشى بذلك لي نهرته، كيف يكون ذلك الشخص هو القاتل، وقد اقتربت منه ايضا ابي لديه أسرار، لكنه ليس القاتل.


-صحيح يا "عزيز" "آدم" ليس بقاتل، ان القاتل يفوق قوة "آدم" عدة مرات، ساشرح لك باختصار، في الماضي عندما كان والد "جيكاي" هو الالفا، تم اختراع عقار يجعل قوة الالفا او او اي احد من العشيرة تتضاعف مائة ضعف، فما بالك بالاقوى وهو الالفا، اعتقد ان العقده تبدأ من هنا، وما نعتقده الان بل ومتاكدين منه انه اعطى سر تلك التركيبة إلى "ثمودي"، الذي أصبح سفاح، ذلك بمساعدة والدته "حكمت"، التي كانت تتعامل في السحر.

-حقيقه يا والدي، لا يهمني من هو القاتل، سواء كان "آدم" أو "ثمودي" هذا، ما يهمني ان اكون بجوارك، وليكن لديك علم في حالة عثور نقع على ذلك السيف، الذي لا اعرف حقيقته، ولا أعرف أهميته بالنسبة إليك واحضروا الى هنا، اعتقد ان ابنتي لن تنتظر اكثر من ذلك، وسياتون بجانب أن والدتهم كرهت المعيشة خارج "ثينيس"، لقد حان وقت العودة لنا جميعا يا والدي، وسواء ستكون هناك مواجهة او حرب، يجب ان نشترك فيها جميعا، يكفي تجنبا لمشكلاتنا، التي جعلتنا نبتعد ونعيش سنوات طويلة فيما يشبه المنفى.

-وكان "عزيز" قد تنبأ بما حدث بالفعل، لقد ساعد "غانبو" وأخيه "بتاري"، ولقى على استرداد ذلك السيف، وتبقى مشكله واحده فقط، قد حلت ببساطه شديده.

-وها نحن الان في الطائره، نستعد للرجوع يا "لوقا"، لم نأخذ إلا يومين فقط.

-وانا قد اتصلت قبل ركوب الطائرة وأبلغت "ميريت".

-وكيف تفعل ذلك؟
كيف سيتوجهون بمفردهم، أخشى عليهم أن تظهر أمامهم مخاطر لا نعلمها، لكني اعتقد ان والدتك حينما تعلم بذلك، ستقوم على منعهم وأنا مع ذلك التصرف، يجب ان يكون معهم أحد منا.

-لا تقلق يا "بتاري"، لقد اتضح لنا صدق ما تحدث عنه جدي، لقد ساعدتنا تلك الجنية هارو، في الخروج من المطار وركوب تلك الطائره، ومعي كما تعلم ذلك الشيء الثمين، انها تجعل الاجهزة لا تشاهده، يتبقى لنا الدخول إلى مصر وقتها سأطمئن، واعتقد ان "حسام" قد سهل لنا الكثير ايضا هناك.
أما "آدم"، فهب واقفا وقد استعاد بعضا من نشاطه وقال ل"هيثمي":

-لقد قلت لي أنك تتسلق الى الاعلى، وان هناك جحر قد قمت على حفره منذ سنوات، تدخل منه بعض الفئران الجبليه والأرانب الجبلية ايضا، لذلك لقد اتتني فكره ما، اليك حزامي هذا انه مرصع بالمجوهرات، عندما تنعكس عليه أشعة الشمس يعطي اضواء كثيره، اعتقد انه سيعطي إشارة عن مكاننا، لانني اعتقد ان مكاننا في الصحراء.

-حتى وان فعلت ذلك، كيف سيقومون على مشاهدة ذلك الضوء، يجب أن يكون هناك مبنى مرتفع، وأنت كما تعلم ليس لدينا اي مبنى مرتفع أو حتى طائرات، من الممكن ان يقوموا بالبحث عنك بها.

-منذ فترة ابلغني ولدك "محب"، انه سيبعث بولدي "لوقا"، لكي ياتي بذلك السيف، معنى ذلك أن "لوقا" سيأتي، و "لوقا" سيعرف كيف يصل الى الممر السري، والدخول إلى قلب الهرم الى الحجرة الملكية المخبأة، لقد علمته منذ الصغر، وانا العبه لعبه تشبه لعبة الاختباء، وكنت اقول له ان هذه اللعبه، يجب أن نخطو فيها بخطوات واتجاهات معينة، وصدقني سيعرف ولدي "لوقا" الدخول الى تلك الحجرة، التي بها طاقتين صغيرتين لكل بعد مختلف، طاقة اشاهد منها مدينة بني البشر، والطاقة الاخرى التي تقع بجانبها في بعد آخر، هي البعد الذي فيه مدينتنا مدينة "ثينيس"، وقتها وعندما ينظر ولدي من تلك الطاقة الصغيرة، سيشاهد بالتأكيد انعكاس ذلك الحزام.

-تتحدث يا "آدم"، وكأن ذلك الحزام قد وضع فعلا، فكيف سيتم وضعه.

-شيء بسيط، تسمح لإحدى تلك الأرانب التي قمت على اصطيادها.

بالهروب، بعد أن تكون ثبت و ربط باحدى قدميها طرف ذلك الحزام، والطرف الآخر يتم تثبيته من من داخل ذلك الجحر.

-فهمتك، وعندما تهرب ستاخذ الحزام معها، واكون أنا ممسكا بالطرف الآخر منه، ثم يفلته الارنب ويهرب، ويظل هو ممددا خارج الجحر، لكن لو أتى "ثمودي" وشاهده، ماذا سيفعل معنا؟

-لا تقلق منه، اعتقد انه لا يأتي هنا الا في الليل، حتى لا يتتبعه أحد ويشاهد أين يذهب.
بعد ذلك بدأ "هيثمي" في التسلق، بعدما خلع "آدم" ذلك الحزام وأعطاه له.


الجميع ينتظر في القاهرة، وبالتحديد في حي الزبالين بالمقطم، تنتظر "ميريت" و"تمارا" حتى غاده والدتهم، و رأي عمتهم هادية فيما تحدثوا عنه.

-عمتي يجب أن نكون في استقبال "لوقا" في مدينة "ثينيس"، لا نريد له مواجهة أعداء بدون تواجدنا معه.
-حسنا يا "ميريت"، وهذا هو رايي ايضا، لكني لم استشر والدي، انه لم يتصل بي ولم يقل لي ماذا افعل، حتى انني اعرف ان ولدي سيذهب الى هناك، بعدما قال لك انه قد استرد ذلك السيف، ومع انني لست ضعيفه، الا انني تعودت أن أخذ تعليماتي من والدي، لكن وبغريزة الام، والمرة الوحيدة التي سأخالف رأي والدي، هيا نتجهز جميعا ونخرج الى مدينه "ثينيس"، ولا تقلقوا اعلم اين يقع المدخل.


قامت كلا من "ميريت" و"تمارا" باحتضان عمتهم، اما "غادة" فاخذت في البكاء وهي تقول:

-اخيرا سأشاهد والدي، ووالدتي واخوتي، اخيرا سأقوم باحتضان والدتي، بعد كل تلك السنوات، وها أنا سأذهب إليهما ومعي اجمل اميرات.



-أما "حسام"، فيجلس يبث بعينيه للاديس، كل معاني الغرام، لايعلم لما عشقها منذ اللحظة الاولي:

-"خالد" اعتقد انني قد وقعت أخيرا في العشق ليس الحب، لكنني عندما نظرت اليها، اشعر انها فلتت زمانها، اعتقد ان لديها الكثير من مشاعر الامومه صبوره جدا، واعتقد ان نداء الأنوثة لم يصمم الا من اجلها، هي جميلة الشكل والروح رقيقه، واعتقد ان الرقة باكملها سجنت في ملامحها، اعتقد ان لو العالم فقد النور ذات ليلة، لقصدوا عيناها في مهمه.

-نعم يا "حسام"، انها تشبه الأعياد يشتاق الانسان لبهجتها، أتعلم أن مجرد وجودها يشعرني بالسرور، ما بالك لو تحدثت اليها، لتمنيت ألا ينتهي كلامي معها، هي تشبه لحظة الامان الاولى، بعد سنوات قليلة من القلق، لقد زرعت في قلبي الرضا والاطمئنان، وفعلا ان ملامحها بريئه، إنها كالعصافير الصغيرة، اعتقد انها الاف الاناث قد اختلطوا معا.

-اعتقد يا "خالد" ان القدر قد ساقها لي، هي لا تأتي في العمر إلا مرة واحدة، اتشاهدها وهي تنظر الي رقيقه الحس والشعور، تجعلك مطمئنا كلحظه أمان جاءت بالفعل بعد سنوات، سبحان من زرع القبول في قلبي من ناحيتها، عندما وقع نظري عليها.

-"حسام" انتبه لكلامك عن من تتحدث.

-انتبه، انتبه عن ماذا!
ثم كيف تقول عنها تلك الكلمات التي قلتها منذ قليل، لكن انتظر عن ماذا تتحدث يا "خالد".

-بالتأكيد عن كايلا، تلك الفاتنه بالشعر الكستنائي.

-حسنا يا "خالد" أرحت قلبي، أما أنا فأتحدث عن تلك الاميرة الخيالية، التي تنظر لي الان نظرات خجل، ذات الشعر الاسود الفاحم.

بالفعل ما قاله "حسام"، فإن لاديس كانت تتعجب من نظراته لها، هناك شيء ما في تلك النظرات جعلت قلبها يرتعش، لكن كيف وهي ما زالت تحب "ثمودي"، أم هل فعلا ما قالته له، قائلة إنها تحب الحب لذاته وليس شخصا معينا، وها هو عندما نظر اليها "حسام"، فإن قلبها تعتقد انه رجع ينبض مرة أخرى.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي