الفصل التاسع والعشرون الاستحواذ على السيف

الفصل التاسع والعشرون: الاستحواذ على السيف.

وبسهولة ويسر كما قال له جده.
- لا تقلق يا"لوقا"، ستجد هناك في مطار اليابان، وهناك ستجد أصدقاء لي الاخوان "سونغزان"، سيقومون بتسهيل اشياء كثيرة لك، أنهم معرفه قديمه او بالاصح اعرف والدهم منذ سنوات طويلة مضت، قبل أن يقتل.

وبالفعل ها هو قد وصل هناك، ووجد لفته قد كتب عليها اسمه، لم يكن يعلم أن "بتاري" معه في نفس الطائره، فهو لم يشاهده من قبل.
- أنا من تبحثون عنه.

- حسنا مرحبا بك، أنا "غانبو" وهذا اخي.
"سونغزان"، أين صديقك الآخر؟
- لقد اتيت بمفردي.

- لقد تم إخبارنا أنه سيكون معك شخص.

وتقدم منهم رجلا طويل القامة، جسده رياضي وسيم الوجه يبتسم وهو يتحدث:
- نعم أنا هو، لقد اتيت.

ثم نظر الى"لوقا" وقال له:
- اعتذر منك يا صديقي، ولكن جدك من اخبرني بذلك.

- حسنا لا باس.
نظر لهم "غانبو" وقال لهم هيا بنا،
استضافهم في منزله، وأخبرهم أن مغارة "ريوسين"، قد أصبحت مزارا سياحيا الان، وان هناك من اكتشف ذلك السيف، فأعتقدوه أنه سيفا تاريخيا يرجع تاريخه إلى عصر قديم، وقد تم وضعه في المتحف.

- لا تقلقوا لقد رتبت الوجود، نسخة أخرى سيتم وضعها، و سنحضر نحن ذلك السيف.

تعجب"لوقا" الذي قال له:
- كيف هذا!
أمن السهل تبديل قطعه اثريه متواجد داخل متحف، أظن أننا في عصر متقدم هناك كاميرات، وهناك اجهزه ليزر وما شابه.

- ضحك "غانبو" وضحكت والدته، وهي تضع أطباق من الطعام امام الضيوف.

- لا تقلقوا أيها الشابان، أن أبنائي على معرفة ببعض الأشخاص، سيسهلون لكم مثل هذه الامور، وايضا فان ولدي قد ورث عن ابيهما قدره مشاهده الجان، ونحن لنا اصدقاء كثيرون من الجان، قد وقفنا معهم في حرب لهم، كما ساعدهم جدك، وهو على معرفه وثيقه بملكتهم وقائد جيوشهم.

نظر"لوقا" إلى "بتاري" وهو متعجب:

- اذا لماذا اتيت أنا الى هنا، وقد كان من الممكن أن يتم العثور على ذلك السيف بل واحضاره الى ثينيس، وأكون أنا متواجد في تلك اللحظه، مع جدي وبجانب أبي.

لم يستطع "غانبو" او والدته الرد على هذا التساؤل، إنما من تحدث هو "بتاري"، الذي كان قد أخذ شيئا من هذا الطعام، ووضعه في فمه.

- أعتقد أن "محب" له كامل الحق في ذلك، أنت لا تعرف أن الثاني الان وكانها تتواجد فوق بركان، سيقوم بالانفجار في أي وقت، وأنت لا تعرف طبيعة المعيشة هناك، ومن السهل على "ثمودي" أن يصل إليك، مثلما وصل الى والدك آدم، لذلك يقوم "محب" بتحضير مجموعة كبيرة من الموالين لنا، حتى عندما تاتي أنت يكون الجميع مستعد أن ياتي شخص من الخارج، حتى ولو كنت واحد منا، إلا أنك تربيت بعيدا عن عاداتنا وتقاليدنا، حتى لو أقنعتهم أنك تربيت على ذلك، لكنك غريبا عنهم، لقد اخذتك والدتك من ثينيس، وانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات، فكيف بعد كل تلك السنوات تقوم بالرجوع والمطالبه بحقك بل، وقتل واحدا منهم.

- لكنه مجرم قاتل وسفاح.
- قاتل وسفاح في نظر بني البشر، أن "ثمودي" لم يقتل أي فرد من أفراد عشيرتنا، غير شخص واحد كان على خلاف معه في السوق، كانت هناك مشادة بينهما، إلا أنه اقنع الجميع بعد ذلك أنه لم يقتله او يقترب منه، كما أنه كان يعطي الكثير من الهدايا الى بعض العائلات، وعندما قام بالقتل قتل خارج المدينة، قتل أشخاص غريبون عنا، لم يقتل احدا من عشيرتنا، ولم يعلم احد أنه قد اضر بعائلتك، نظرا للتكتم الشديد، الذي كان فيه "آدم" ووالده "جيكاي" وهو عمي ايضا، حتى أن الجميع لم يعلموا إلى الآن، أنه قام بقتل والدي ووالدتي، وانا اقسم امام الجميع أنني ساقوم بقتله، وها أنا لدي ثأر معه، لكنني جئت هنا وقد اقتنعت بكلام "محب"، عندما قال لي ستدفع رغبة في الثأر، هذا الوقت وقت تفكير وتدبر، لذلك أنا معك هنا، تقوم على حماية الالفا القادم فهمت ذلك.


- حسنا فهمت.
نظرت والدة "غانبو" الى ولدها الهيئة، فلتدخل الضيوف الى تلك الحجرة، التي كانت قد حضرتها لهم سابقا.

لم يشعر"لوقا" كيف أنه راح في نوم طويل.

- هيا استيقظ يا"لوقا"، لقد استيقظت منذ ساعتين، وانت ما زلت نائم الى الان.
- كم هي الساعة؟

- هيا يا صديقي أن الساعة الآن الثامنة صباحا، فلترتدي ملابسك سريعا، سأنتظرك في الخارج.

وبعد ساعتين كان الثلاثة يتبادلان أطراف الحديث، و هما يسيران في احدى الشوارع.
- هل تعلم يا "لوقا"، أنني اكتشفت وانا جالس بالقرب منك في الطائره، باننا نتشابه في اشياء كثيرة.

- بالتأكيد يا "بتاري"، ومع أنك تكبرني بسنوات، إلا أنني أنظر الى عينيك، وكأنني أنظر الى عيني والدي، وايضا هناك ملامح متشابهة ما بيني وبينك.

- هذا هو ما جعلني اتعرف عليك، منذ أن وقعت عيني عليك في المطار، لكن عجيبه أنك تقول أن هناك تشابهه، ولكنك لم تتعرف علي.
- صراحه كنت افكر في حبيبتي.

- أعلم ذلك وأنا سعيد لك، أنا أيضا كنت افكر في حبيبتي، هل تعلم من هي؟

ضحك "لوقا"، وهو يسير وقال له:
- نعم علمت من هي.

كان قد اقترب من المتحف، الذي كان ما زال"لوقا" يتعجب، كيف سيستطيع أن يسرق منه ذلك السيف، لكنه رجع وتذكر أن هذا السيف ملك لعشيرته، وقد كان جده يخبئه في تلك المغارة، وان من وجدها هو من اخذها، اذا فهو يسترد حقا ضائعا ولا يسرق شيئا.

-"لوقا":
"بتاري" لقد اقتربنا من الوصول الى المتحف، هل فهمتم تلك الخطة، التي اتفقنا عليها اليوم في الصباح.

رد "بتاري":
- لا تقلق يا سانهو، فهمت تماما أنا و"لوقا" ما أخبرتنا به، سندخل أنا ولوقا الى المتحف في وقتين مختلفين، لكي لا يدل أحدنا على الآخر، في حال انكشاف أمرنا، مع أني لا اعتقد ذلك، وبعدها ستدخل أنت، بعدما ندخل نحن بربع ساعه، حتى تقوم على إيقاف الكاميرات، وسنقوم نحن بإيداع هواتفنا المحمولة في صناديق الأمانات عند المدخل، بعد ذلك نذهب الى المبنى الثاني في المتحف، وهناك ساذهب إلى دورة المياه، وساجد بعض القمصان البيضاء، قد قمت بتعليقها أنت او بعض معارفك، تلك القمصان التي يتخذها عمال النظافة أثناء قيامهم بعملهم، سأرتدي أحد تلك القمصان، واتوجه نحو القاعة، التي يتواجد بها ذلك السيف.

- حسنا، وانت يا"لوقا".

- بعدما يخرج "بتاري" من دورة المياه، سأكون اتحدث مع الحارس، كي نقوم بلفت انتباهه عن "بتاري"، او حتى عن مشاهده وجهه اثناء دخوله الى تلك القاعة، لكن هل أنت متاكد أن باب القاعه مفتوح؟

- نعم يا"لوقا"، أن القاعه ليس لها باب من الاساس، وانما تحتوي على مدخل صغير يربطها ببهو المبنى الثاني، وفي الظروف العادية يكون هذا المدخل مفتوحا دائما، ولكن للاسف فإنهم يقومون في هذه الأيام بأعمال ترميم في هذه القاعة بالتحديد، لذلك اقفلوا هذا المدخل بستائر من القماش البلاستيكي، وهذه الستائر يمكن الدخول اليها بسهوله من الجانب، وكما اخبرتك فإنني عندما اتيت منذ عدة أيام، للبحث في تلك القاعة عن ذلك السيف، صدمت بأنها مغلقة للترميمات، وعندما سألت عن موعد افتتاحها للجمهور، اخبروني بان الامر سيستغرق عدة أشهر، ونحن يا صديقي لا نستطيع الانتظار، لذلك بقيت طيلة نهار أول أمس في المتحف، كي أضع تلك الخطة، التي تمكننا من معرفة سرقة السيف.

رد "بتاري":
- لا يا "غانبو"، أنه سيفنا هو من تراثنا نحن، من تراث مدينه ثينيس، وقد وضعه "محب" هنا بعيدا عن بلادنا حتى لا يتم اكتشافه، وقد اخبره عدة اصدقاء هنا، أن ذلك هو أأمن مكان، لكن للأسف ومنذ عدة سنوات، تم اكتشاف ذلك السيف، بعدما تم فتح تلك المغارة الكبيرة للجمهور كمزار سياحي.

- حسنا يا اصدقائي لا تغضبوا، اتعلمون أنه عندما تواجدت أول أمس، أعربت عنه ل لموظفة الاستعلامات، عن الوقت الطويل الذي ستستغرقه أعمال الترميم، لذلك فقد أخبرتني بأن السبب يرجع الى أن بعض الموظفين يقضون اجازتهم الصيفية، لذلك فإن أعمال الترميم متوقفة حتى نهاية الصيف، اما عن كاميرات المراقبة، فلا تقلقوا بشيء لن ترصد اي شيء غير طبيعي، وحتى أن لم يستطيع اصدقاءنا إيقاف الكاميرات، فان "بتاري" يرتدي ملابس احد العاملين، ولذلك لم يصير اي ريبة، وسيكون كأحد العاملين الذي يدخل الى القاعة، لذلك لا تستغرق أكثر من ربع ساعه، تحت أي ظرف من الظروف، حتى ولو لم تستطع أخذ ذلك السيف.


- لأن لا اعلم لماذا لم يستطع اصدقائك من الجان، الحصول على ذلك السيف بدون أن ناتي نحن الى، هنا فما فائدتنا أنا لست مقتنعا.

- حسنا يا"لوقا"، وانت يا "بتاري" سأقول لكم السبب، عندما حاول اصدقائي لمس ذلك السيف، قالت لي احدى صديقاتي من الجان وتدعا هارو، أنها عندما قامت بلمسه، وكأن هناك قوه غريبه دفعتها الى الخلف، وعندما حاولت مرة أخرى، وجدت أن هناك طاقه غريبه قد خرجت من ذلك السيف، قامت على رميها لمسافه بعيدة، فتألم جسدها وهذا ما جعلها تتعجب، لذلك سيقوم اصدقائي على حمل الصندوق الزجاجي، الذي يقع فوق السيف، ويقوم "بتاري" على أخذ السيف، وصديقتي هارو ستضع السيف الآخر المقلد الذي معها.

-حسنا لقد فهمنا، لا تقلق يمكنك الاعتماد علي.

نظر "بتاري" الى"لوقا"، الذي كان قد اخبره أنه متشوق لمشاهدة جميع تلك المقتنيات، المتواجدة في ذلك المتحف.

-"لوقا" لا تنسى أننا لا نقوم بأي عمل غير قانوني، نحن لن نسرق شيئا، ولن تقوم بتصوير اي شيء، ولن ندون أي شيء على ورقة، وحتى لو تم اكتشاف أمرنا، فمن الناحية القانونية نحن لم نرتكب اي جريمة، لأن ذلك السيف كما قال صنغو بالشرح لي، أن ذلك السيف المقلد، هو ايضا سيف قديم يمتلكه الجان، قد قاموا بتغيير هيئته، لذلك عند الكشف عنه سيجدون أنه ايضا سيف تاريخي فلا تقلق.

"غانبو":
- أن الامر بسيط وسهل، فإن موظفي المتاحف معتادون على بعض الزوار من المهوسون بالتاريخ، هؤلاء عادة ما يقومون بمخالفة القواعد أثناء زيارتهم للمتاحف او الاماكن الاثرية، ويرغبون بمشاهدة كل شيء ممنوع فيها، واذا تم سؤالك عن سبب تخفيك بذي عامل نظافه يا "بتاري"، اخبرهم بكل بساطه أنك قمت بذلك، لكي تتمكن من الدخول الى هذه القاعة، لمشاهدة محتوياتها لا سيما وأنك سافرت كل هذه المسافه من "القاهره"الى هنا من اجل ذلك، كما هو واضح في جواز سفرك، وفي أسوأ الظروف سيتم طردك من المتحف، بعد تفتيشك والتحقق من أمرك، بعدما تكون قد أعطيت السيف ل "لوقا"، الذي سيضعه داخل البنطال الخاص به، وسيقوم اصدقائي بتغيير إعدادات الجهاز الخاص، بالكشف عن المعادن عند مدخل المتحف، حتى لا يتم الكشف عنه وهو في طريقه للمغادرة.


- وبعد هذا النقاش الذي دار بينهم هم الثلاثة، وصلوا الى الساحه الكبيره امام المتحف.

وبعدها حدث ما رسمه "غانبو" بالدقة، وقد تعجب كل من "بتاري" و"لوقا"، أنهم شاهدوا ذلك الصندوق الزجاجي يرتفع، بدون أن يشاهدوا من قام برفعه، وما ساعدهم على تنفيذ تلك الخطة، أن هذه القاعة كانت تحت الصيانة، ولم يكن بها غيرهم، وتلك الجنيه المدعوة "هارو"، التي تحدث عنها "غانبو".

- وفي المساء، كان"لوقا" يجلس بجانب "بتاري"، وأمامهم "غانبو" ينظرون إلى ذلك السيف.
- أتعلمون يا أصدقائي، إن "هارو" سعيده أنكم استطعتم الحصول على ذلك السيف، هي معنا هنا في نفس الغرفه وتترك لكم السلام، وتقول إنها سترحل الآن، وتتمنى أن تقابلكم مرة ثانية يوما ما.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي