الفصل السابع المعمل السري

الفصل السابع: المعمل السري.

-تبا لك "بتاري"، لم تنفذ ما أمرتك به، أن غضبي ليس بهين .
نظر بتاري ل"نونيا"، بنظرات لا تكترث لما تنطق به، فهو مازال حبيس قصره.

-لايهمني شئ، فالتفعلي ما يحلو لك.
_أتقول ذلك، لزوجة الالفا.
_بل أقول ذلك لابنة عمي الصغرى، ووالده الوريث الثاني.
_أتظن أنني استفز، لا أن "نونيا" القديمة قد رحلت منذ زمن، لقد مات قلبي منذ زمن وانت تعلم.

_لا أعلم شئ،كل ما أعلمه، أنك لا تستطيعين العيش، من دون أن يخفق قلبك.

_ ومن خفق له قلبي، جعلني بعيده عنه، أدار ظهره، واغمض عينه وتركني، يوما ما، كنت انت حلمي تمنيت ان التقيك كثيرا بمفردنا، حتى تعرف ما اكنه لك، ورغم كل الأمنيات التي احملها في قلبي إليك، لكنني فشلت ان اجلبك لي، كما لو أنك من الأشياء المستحيلة، في هذا العالم، ومع تواجدنا في نفس المكان، الا انني اشعر، ان هناك مسافات كثيره بيننا منذ زمن.

_ قلت لك، كيف تفكرين في ذلك؟ منذ ذلك منذ ذلك الوقت، الذي صارحتني فيه بمشاعرك، وقد اخبرتك انك منذ صغرك، موعوده لادم.

_ اي وعد هذا! الذي يجعلني أتجاوز هذا الحب، الذي اكنه اليك، انني ابتدع في خيالي لقاءات عديدة بيننا، حتى ذلك الوقت.

_ ولو تحدثت معي مائة عام، لا يشغل بالي غير شيء واحد، ان اعرف من هو ذلك القاتل، حتى انتقم منه لقتله والدتي، وبعدها قتل لوالدي.

_ صدقني لم اكن اعرف، ان عزيز ليس هو ذلك القاتل، تعرف أن الامر لا يشغلني، طالما ابتعد عنا، منذ أن قتل والدك، اعتقد ان والدك قد علم، من هو؟او من اين يأتي لعله، ليس من عشيرتنا، فكيف تصدق انه سيكون من ابناء عمومتنا؟

_ لا اعلم، لكنني اشعر بتواجده، انا متحير، كيف لنا نحن الذين تواجدنا من الاف السنين؟ جيل بعد جيل حراس على العالم، أمام ذلك الجيش، الذي سيأتي يوما ما لا نعرف وقته.

_ اتصدق مثل هذا الكلام، أنا لا اصدقه ولا أصدق أن هناك كائنات أخرى، غيرنا في هذا العالم نحن وهؤلاء المستضعفين المسمين بالبشر.
_ كيف ذلك حتى البشر قد علموا منذ وقت قريب، ان هناك عوالم أخرى في باطن الأرض، تستعد للنهوض وسيخرجون وسنكون ندا لهم قبل غزوهم للعالم.

لم تكن تستمع اليه، أو تنصت، انما كانت تتلفت يمينا ويسارا.

_ من أتت الى هنا؟
_ "نجمه" والدة زوجك، وابنة عمي الكبري.

_ أتعرف ان "نجمه" هي الاخرى، قد ظلمها والدها، عندما وعد بها الى "جيكاي" وتركت، حبها "محب" ذلك الطبيب، الذي أنجب تلك الحرباء "هاديه" كان من الممكن، ان احب "آدم" بل في بدايه تواجدي معه، قد احببت لشخصيته فهو قائد، لكن عندما علمت أنه تزوجها قبلي، بل وانجب منها، وقتها قد تحول قلبي الى اللون الأسود، ومع انني قد انجبت له، الا انني امقته وأشعر أنه لا يفكر الا بها.

_ وها هي، قد أبتعدت، لماذا تصرين على أن تشركيها هي وعائلتها؟ في أي ثأر بيني وبين القاتل.


استطاع "لوقا" الحصول على بعض العطر من والدته، وأتصل"محب" ب"حسام" الذي أخبره بقدومه بنفسه الى منزلهم.

كان جميع من في المنطقة، قد عرفوا أن "حسام" ضابط، وهم لا يحبون الدخلاء، فكانوا ينظرون اليه نظرة ريبه، منذ أن خط بأرجله، الى حيهم.

_ لا أعلم كيف عرف أهل الحي أنني ضابط شرطه؟ وكأن لديهم حساسية تجاههم.

_ هم يكرهون الغرباء، ولكنهم أناس بسطاء،
هكذا نطقت "هاديه" وهي تقدم بعض الفواكه الى "حسام".

_ لا أعلم كيف أشكرك سيدتي؟ على اعطائي بعض العطر.
_ لا أنه واجبي، نحن أيضا نريد أن نعرف من ذلك القاتل السفاح، الذي يقولون إنه من عشيرتنا، وأنا اعتقد أنه نسل مختلف، وأنا اؤيد والدي أن ذلك الكائن ما هو إلا نتيجة إستنساخ، وليس من بني جنسي.

_ وأنا بالفعل قد احضرت عينة وهي تلك الشعرة التي تواجدت، بجانب الجثة، وأيضا أحضرت القالب الذي يحدد حجم، وطول ذلك المخلب، لكنني أنتظر والدك الطبيب "محب" حتى يأتي، أين هو لقد تأخر؟

_ إنه في المنزل، لكن في المعمل الداخلي.
_ أيوجد معمل هنا! لقد علمت منه أن لديه مكتبة كبيرة.
_ بالفعل، ومعمل ايضا، لا تنسى انه طبيب، هذا المعمل يقع في البدروم الخاص بالمنزل، لكنه قام بغلق جميع المنافذ، وجعل التهويه مركزيه، حتى لا يستمع احد اليه، او يتلصص على تلك الاختبارات، التي يقوم عليها.

وهنا دخل "لوقا" الذي أخبر "حسام":
_ هيا بنا، إن جدي ينتظرك بالاسفل.
_ اتقصد المعمل، كما أخبرتني والدتك!

_ لقد سبقتني اذا، واخبرتك كنت اعتقد انني، سأفاجئك بالأمر.

قام "حسام" وسار وراء "لوقا"، الذي أدخله غرفة النوم الخاصة بجده، فوجد ان الغرفه صغيره مساحتها، حوالي مترين ونصف في مترين ونصف، سرير لفرد واحد، وخزانة ملابس فقط، وسجاده صغيره، وضعت ما بين السرير، وتلك الخزانة.
التفت "حسام" وقال:
_ هل نسيت الطريق؟
_ لا، بل هي مفاجاتي لك.

هنا فتح "لوقا" الخزانة، فوجد حسام أمامه سلم، من الرخام شديد البياض، بل حتى انه يعتقد انه يخرج اضاءه، مع أن "لوقا" لم يشعل ايه اضاءه، فهبطا الى الأسفل.

لم يشعر "حسام" الا وهو يفتح فاه من تلك المفاجأة الكبيرة،
فالمعمل مشيد، على مساحة كبيرة.

_ رأيت تلك المفاجأة.
_ أنا أشعر بالذهول، التام، اعتقد انه اكثر معمل متقدم في مصر، ما تلك الأجهزة، وتلك المناضد جميعها، من الرخام، وتلك الاضاءه وكأنها الشمس، حتى الهواء نقي، لا تشعر انك تحت الأرض.

أتاهم صوت "محب" وهو يضحك ضحكه صغيره، بعدها التفت إليهم وقال:
_هيا لدي بعض الاشياء، التي اريد ان اريها لك.
_ وبالفعل تقدم حسام الى الامام، الى تلك الشاشة الكبيرة، التي يقف أمامها "محب" والتي ثبت عليها، تلك الصور التي بعثها الى "محب" عن طريق الايميل الخاص به.
_ "حسام" أريد ان تنظر جيدا، الى تلك الصور سأقوم الان على تكبير جزء صغير.
- هل لاحظت شيء يا حسام؟
_ لا لم الاحظ شيء.
_ سأريحك أنا، بداية أن الجثة بالفعل تم سحب الدماء منها، ولكن وهي على قيد الحياة، وكأنها قد سحبت بذلك الجهاز الذي يضعونه، لمن يغسل الكلى، فمن يغسل الكلى لو لم تكن تعرف يضعون بجسده مخرجان، أحد منهم لخروج الدم، ثم يذهب الدم في خراطيم خاصة، الى تلك الآلة يقوم بسحب البول، والمخلفات منها ثم يدخل من الطرف الآخر تلك الدماء الى الجسم مرة اخرى نظيفه.

_ صحيح، وانا اعلم كيف تعمل تلك الآلات، لكن أين وجدت تلك الآلة، وقد وجدناها في ذلك المنزل، ولا يوجد شيء في تلك الحجره التي وجدت بها الجثه.
_ انتظر قليلا، ساشرح لك.
_ خروج الدم والجثه على قيد الحياه اولا، ثانيا لقد بردت الجثه قبل ان تقطع، وذلك لسهوله التقطيع، لكن لم تبرد فقط إنما ثلجت أي جمدت.
_ شيء غريب لقد وضعت الجثة في الارض، كأنها ذبحت في ذلك المكان.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي