الفصل الثامن مرض ميريت توأم تمارا

الفصل الثامن: مرض "ميريت" توأم "تمارا".

-"عزيز" ماذا حدث؟ لكلا البنتين اكاد اجن.
- انا لا استطيع التفكير في الوقت الحالي ، لا استطيع التركيز ما بين عملي وما يحدث في البيت هنا وذلك الشخص، الذي اتى منذ عدة أيام ، المقنع اكاد اجزم انه ذلك السفاح لكن لا اعلم لماذا اتى الينا؟
- ما يحدث ل "ميريت" هو أشد قسوة مما حدث ل"تمارا".

_"غادة" انهم ابنتاك انت اعلم بها عني ، لقد تركتك منذ زمن تتصرفي كما يخلو لك، حتي عندما قلتي ان نبتعد عن والدي واختي الوحيدة هادية ، وافقتك لحبي الشديد لك ، ثم ماذا الان.
-"عزيز" ان مايحدث لاذنب لي به.
-كيف لقد صممتي ان نبتعد عنهم وهاهي واحدة قد ضاعت اتعلمين ان "تمارا" قد هدأت بعدما شاهدته
-من؟
نظر اليها "عزيز" وقد اختلف شكله وظهر عليه ملامح تحوله لذئب انما فذئب حزين يمتلك اعين حمراء من شدة البكاء.
-القاتل ابنتك اعتبرته حبيبها، مايشغل عقلي كيف ذلك وكيف له ان يأتي وكيف عرف مكاني؟
اسألة كثيرة تدور في عقلي ، لقد فاضت مشاعري غضبا اليوم وانا في سوق السمك.
-ماذا حدث؟
-لاول مرة منذ اتينا الي هنا واشريت متجر السمك اثور اليوم لسبب بسيط وظهرت مخالبي وتغير صوتي فأستدرت بسرعة ووضعت يدي دخل ثلاجة السمك ونهشته وقطعته من شدة غضبي وتصوري واتهمت القطط الضالة بذلك
-اظن انني بعيدة عن ما اغضبك.

-انتي سبب ابعادي عن والدي لكن طمأنيني "ميريت" ما حالتها الآن؟
- تنام لساعات بسبب تاثير هذا الدواء الذي بعث به والدك، ثم تستفيق بعد ذلك واجدها تشعر بدوار وجسدها منهك اشاهدها، تتجه بخطوات متثاقله للمراه تقوم بتمشيط شعرها وتضع بعض المساحيق و تهمس، وتقول انه قادم اين فستان الابيض وترتعش يداها وتوقع كل المساحيق من يدها اجري اليها بعد ذلك واحتضنها، وقد ساعدتني اليوم اختها نظرت اليها وقد تناست انها توام "تمارا" فجعلت تكلمها انه سياتي، وسيحضر ذلك الفستان ووجدت "تمارا" تحتضنها بقوه وتقول لها اثق في ذلك يا اختي لقد كانت حالتي مثل حالتك وها انا الان لقد وجدت.
- صدقتيني الان لذلك يجب علينا المغادره من هذا المكان، الذي ظلمنا فيه سنوات طويله وساتعلل بان لي ميراث، في محافظة اخري وابيع المتجر لعبدالرحمن ليوسع متجره.
-هو رجل طيب ويستحق.

-نعم ولن ادقق معه في الثمن، حتي وان دفع جزء بسيط.
-هل اعطيتها الجرعه المناسبه؟
- نعم نفس الجرعه التي اخبرك بها والدك.

- يتبقى امامي شيء واحد الاتصال بوالدي، كي يجهز لي الطابق الثاني في المنزل، ولا اريد منك ان تتحدثي باي كلمه والا ساقوم بارجاعك انت، الى سينيس وتتبقى معي البنتان في رعايه والدي ورعايه اختي "هاديه".

وفي "ثينيس" تجلس "نانيس" تبكي حبها الذي اوصلها للخذلان، بكثرة عطائها لذلك الفاسد "ثمودي".
تحركت "نجمة" صوب الحزين، فوجدتها ابنتها تنظر للقمر وتتحدث:
_ وها انا الان اتوسد الخيبات، وارتدي قميص الامنيات، وعندما استفيق اجد ان عيوني قد ارهقتها البكاء حتى التورم فاضع يدي فوق عيني كطفله صغير، ه وكانني ازيح ضباب الواقع المر الذي حجب عني رؤيه ذلك الفاسد.

قاطعتها "نجمه" عندما سمعت كلمه الفاسد:
_ ها انت يا ابنتي قلتي انه فاسد لماذا بعدما جاءتك تلك التنبيهات؟ من بعض النساء تماديتي في حبه لتكملي الى نهايه هذا الطريق.

_ اعتقدت انني ساغيره يا امي بعطائي وحناني بحبي الافلاطوني، كما كان يقول لي اتصدقين انه لو طلب عينا من عيني بل عينان الاثنتان، كنت ساعطيهم لهم عن طيب خاطر.

_ قلت لك سابقا انت لم تحبيه لقد احببت، تلك الحاله التي كنت فيها وهي حاله الحب فزوجك الاول، لم يكن يمنحك اي عاطفه كان حاد الطبع شرس وقد كانت نهايته متوقعه.

- فلتتركيني ابكي، واتحدث يا امي بداخلي بركان اريد ان اخرجه، واريحيني يا امي من اللوم ما عاد الصبر يجديني وما عادت حتى كلماتي تكفيني فلتتركيني او لتتحدثي مع محب عندما قال ان هناك دواء اريد هذا الدواء.

- نعم يا ابنتي قال ان هناك دواء لحالتك، لكني اعتقد انه كان يلقي علي بكلمات يصبر قلبي بها، والا لكنت اخذت هذا الدواء منذ سنين ويعطيه هو لنفسه، فلتتركي لنفسك عنان الحزن ولا تقبطيه في القلب وساتركك كيفما شئت فانت عنيده، واعرف ان قلبك ليس من حجر وان العشق ما هو الا سيف بتار.

- لقد قتلني يا امي لانني كنت حنونه معه شديدة العاطفة، فأمات قلبي بدلا من ان يحيه، اتمني ان يعذب في حب احداهن.

-لاتقلقي متأكدة انا يا ابنتي من ذلك.


وبعد يوم طويل من العمل سواء في مقر الشرطه، او في المشرحه واخيرا يذهب حسام الى منزله، لياخذ قسطا من الراحه.

لم تمضي الا بضع الدقائق، وبعدها امسك بهاتفه لكي يتحدث مع "محب".
- "محب" ان القاتل يلاعبني .
- كيف ذلك؟
ـ بعدما كنت معك في المعمل ذهبت الى القسم، وبعدها الى المشرحه ولم اجد جديدا فرجعت الى منزلي، حتى ارتاح وفي الصباح نكمل ما بداناه لكنني عندما دخلت وجدت تلك الرائحه لتلك الظاهره تملا المنزل وقمت بفتح غرفه نومي، ووجدت دميه مقطعه الاجزاء بنظام ودقة موضوعة علي السرير مثلما فعل مع تلك الجثه.
_ اريد منك ان تجلبها لي في اي وقت.
_ في الصباح الباكر لاني اعتقد ان اهل المنطقه، التي تعيش فيها يرتابون فيه ولا اريد لك اي مشاكل، مع انني اتعجب كيف يرتابون في شرطي.

_ لا تقلق هذه هي عاده الاماكن المغلقه على اصحابها، يتخوفون من اي غريب اتعلم سامهد لهم في الصباح الباكر، ان لدي ابن وسياتي هو واسرته للاقامه عندي سافتعل اي محادثه مع اي جار وهنا الكلام يتناقل بسرعه كبيره، حتى عندما ياتي بعد يومين يكونون على علم مسبق بذلك.

بعدما قامت "نجمه" بتهدئه ابنائتها كان لابد ان تقوم بالاطمئنان، على "بتاري" هل خرج من دائره الاحزان التي اتته ام ماذا حدث؟

وصلت حتى منزله بسرعه كبيره فمنزله بجانب منزلها.
لم نوصف بعد مدينه "سينيس" تلك المدينه الراقيه الجميله، الذي ينظر اليها يشعر وكانه قد رجع بالزمن 7000 عام"

- جميع المنازل او القصور بمعنى ادق مطلى باللون الابيض، او اللون العاجي الممرات بين القصور والشوارع ضيقه لتقاربهما، ناظر لهما من بعد او من الفضاء يشعر انها دائره كبيره في المنتصف قصر كبير هو قصر "ادم" الذي تورثه من ابيه وابيه عن جده، وهكذا فهو الالفا الكبير وقائد العشيره، وهو الوحيد الذي يعلم بذلك الممر الذي يؤدي الى قلب الهرم الاكبر، ذلك الممر الذي لا يعلم عنه احد حتى زوجته او والدته.

وتلك الحجره التي حاول كثير من رجال الاثار، جميع بقاع العالم ان يدخلوها، او حتى يتوصلوا اين مكانها بداخل الهرم الاكبر.

ـ "بتاري" اجدك بخير لكنك تجلس، مثل ما تجلس ابنتي "نانيس"لا اعلم ان العشق اصبح مرض.
ـ فلتجلسي اولا، قبل ان تتحدثي وكانك حكيمه هذا العصر.
ـ نعم بالفعل انا حكيمه هذا العصر، بل حكيمتكم انتم ولم لا كنت زوجه قائدكم، وبعدها ام لقائدكم وانا من عذبت سنوات عمري بسبب العشق، لكن ما اشكر القدر عليه ان حبيبي ظل يحبني كل تلك السنوات الطويله لم يقم بخيانتي، حتى عندما تزوج ظل يحبني فهو لم يخني لم يخن قلبي.
_ لكن انا يا "نجمه" من خانني قلبي تلك الفتاه، التي تحدثت عنها معك لا استطيع ان اخرج تفاصيلها من راسي اشعر، وانا انظر الى القمر انني انظر الى وجهها، اتعلمين لو كنت ممسك الان بالوان وريشه لرسمت وجهها لكن سأرسمه، على القمر بكل تفاصيلها، اتعلمين هي ملاكي التي سكنت العلياء برفعتها ليس لها شبيهات، من البشر فشبيهها هو القمر وانفاسها من عطر الزهور، والمسك وقوامها كالمهرة الجامحه تميل للأمتلاء قليلا، تختل بجمالها عشقت تفاصيلها، فهي ملهمه قلبي التي جعلتني اعشق بعد كل تلك السنوات الطويله كلماتها عذبه فاصبحت حبيبه الروح، والوجدان وسكنت بداخلي لا اعرف كيف.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي