الفصل الرابع عشر مذبحة قديمة

الفصل الرابع عشر: مذبحة قديمة.

_أتعرف يا "محب"، أنا أشعر بالغضب الشديد، لأننى لم اجد خيطا واحدا يوصلنى بهذا القاتل، نبحث عنه ونحن جالسون في مكاتبنا او هنا فى معملك،ليس هناك مطاردة ليس هناك تكافئ انه متقدم جدا عنا
_صحيح
والأكثر من ذلك دخوله، منزلى ومعرفته الكثير عنى.
_ومع ذلك، لا نستطيع ان نفعل له شيئا آخر يا "حسام"، إنه لغز كبير، نجمع تلك الأحجية بجانب بعضها البعض، وعندها سنعرف شخصيته هذا هو الحل الوحيد للقبض عليه، او قتله اعتقد ان ذلك الذئب، يستحيل القبض عليه.
_ بالتاكيد أتفق معك، فانت تقول ان له امكانيات خارقة، ايضا الجريمة الاولى، التي حدثت تظهر ذلك أعتقد أنه كان يتسلق المبانى، حتى وصل لتلك الفيلا.

_الجريمة الأخيرة، يا "حسام" لفتت انتباهي، وكأنه يريد نصل اليه، او انه يتباهى ان لا احد يستطيع، ان يقترب منه لكن تلك الجريمة وأيضا تلك الرساله جعلتني اصل للجريمة التي تحدثت عنها معك.

_ نعم انت قلت بني مزار، على ما اعتقد حدثت في الصعيد في سنة 2005، إذ ليس منذ سنوات طويلة كما قلت لي.
_ حدث قبلها، ولكن المسؤولين تكتموا على تلك الجريمة، وتم إخبار الجميع انه ثار ما بين عائلتين مات فيها الكثير والكثير، وقد حاولوا أن يجعلوا مذبحة بني مزار كذلك، الا ان كان هناك الصحافه التي علمت بالأمر.

_ لقد اتصلت بأحد أقرباء المجني عليهم هو يعتقدنى طبيب بشري، وقد ساعدته في اشياء كثيره، اولها الهروب من هناك هو وأسرته والإقامة في القاهرة، هو يقطن الآن بحي السيدة زينب، وقد اتصلت به امس وقلت له أن يأتي ويقص عليك بنفسه ادق التفاصيل التي شاهدها.

ارتفع صوت رنين حاد، فقام "محب" وذهب الى جهاز الانتركم الذي تم وضعه بجانب باب المختبر، استمع الى شخص ما يتحدث، بعدها نظر الى "حسام" وهو يقول:

_ "حسام" لقد اتى "عبد التواب"، هو خباز ويمتلك الأن مخبز قد ساعدته في شرائه أو تعتبرني شريك به، لأنه يأتي الى كل حين ويعطيني نسبة الأرباح الخاصة بي، هو رجل امين وصادق لذلك يجب أن تصدق كل كلمة ينطق بها، لكن لا تقلقه او تشعره بشيء، فما شاهده ومر به ليس بالهين.

صعد كل "حسام" و"محب" الى الاعلى، وجدا ان هذا الرجل "عبد التواب" يجلس على الاريكه، لكنه يجلس ينظر يمينا ويسارا يشعر بالريبة،
لكنه عندما شاهد "محب"، وكأن الروح قد ردت إليه شعر بالاطمئنان، هذا ما شاهده "حسام" في عين ذلك الرجل، فاقترب من "محب" واحتضنه وقبل كتفه، ووقف ينتظر أن يعرف من ذلك الشاب الذي يقف بجانب "حسام".

_ اقدم لك "حسام" ولا اخفي عليك انه ضابط من الشرطة، ولكي تطمئن هو حفيد صديقي اللواء حافظ مصطفى انت تعرفه، ذلك الشخص الذي ساعدنا في استخراج أوراق رسمية لك، لكي تستطيع ان تبدا حياه جديده هنا في القاهرة دون ان يعرفك احد،
اقترب "عبد التواب" من "حسام" ومد يده إليه بحرارة شديدة لكي يصافحه.

_ انا لا استطيع ان انسى فضل اللواء حافظ علي، لقد استطاع أن يحضر لي اوراق رسميه وهوية جديدة حتى شهادة الميلاد كل ذلك، احضرهم لي رسميين حقيقيين، لكن عما كتب بها غير حقيقي، حتى استطيع ان اعيش حياه جديده.

جلس بعدها "عبد التواب"، وقد دخلت "هادية" وقدمت بعض الفاكهه، وبعضا من الحلويات التي تصنعها في المنزل، وكوب من الشاي وضعته أمامه وانصرفت في هدوء،
أخذ "محب" يتحدث في الشؤون الحياة عامة، حتى يذيب تلك الريبة التي انتبت "عبد التواب"، وبعدما اطمئن ان الرجل يجالسهم باريحيه ويضحك معهم فجاء بهذا الطلب.

_ ايها الرجل الصالح، اريد منك خدمه، اريد ان تقص ما حدث هناك مره اخرى، اعرف ان هذا الامر صعبا عليك، لكن هناك بعض الاشياء التي يريد ان يعرفها صديقنا "حسام" وقد وعدته بذلك، واعرف انك لن تخذلني وستحكي له ما حدث منذ.

_هل من الممكن أن أقوم بإشعال سيجارة حتى أقوم بتهدئة اعصابي، لأن عندما أتذكر ما حدث اجد ان جسدي بأكمله يرتعش،
نظر اليه "حسام" قد شعر بالشفقة تجاهه.

_ لا بأس فلتشتعل سيجاره و سأشعل انا ايضا سيجارة معك، لكني اريد منك ان تتحدث، لست اجلس امامك ضابط من الشرطة، وإنما من شخص يريد منك أن تقدم إليه يد المساعدة، لقد تحرك القاتل مره اخرى واريد حتى لو خيط واحد شيء قد تركه واهمله.

عندها نظر اليه "محب" وهو يقول:
_ صدقني يا "حسام" هو من افراد عشيرتي، لكن به شيئا مختلف، سيقص عليك "عبد التواب"، ان حجمه هائل بالنسبة الينا اعتقد انه يتناول شيئا ما يجعله بهذا الحجم وهذه الشراسة، واخاف ان يكون مستنسخ.
_ لا هذا مستبعد لم يستنسخ البشر الى الأن.
_ وهل هذا الشخص من البشر يا "حسام"؟
ثم نظر الى "عبد التواب" وهو يقول له:
_ تحدث يا صديقي بما شاهدته في ذلك الوقت.

وضع "عبد التواب" تلك السيجارة التي اشعلها في فمه، ثم تحدث لكن عينيه كانت تنظر الى الفراغ، وكأن "حسام" و "محب" لا يجلسان بجانبه:
_ قريتنا صغيرة اعتدت أن أستيقظ كل يوم قبل الفجر بقليل اتوضا واذهب الى المسجد الصغير ثم اصلي، لكن يجب اولا ان اذهب الى منزل والدتي، لكي اطمئن عليها هي واخي الصغير محسن، واقوم بإيقاظ والدتي كي تصلي الفجر وأقبل يدها.

نظر "عبد التواب" ارضا، وظلت يده ترتعش كان ينظر الى يديه، وكأنه يخشى ملاقاه اعين "حسام":
_ دخلت لكي أوقظ امي كما تعودت، لكن وجدت أن المصباح الذي كنت قد وضعته منذ فترة أمام غرفة والدتي حتى تنام وباب الغرفه مفتوح يضيء غرفتها جزئيا، ذلك المصباح فتعجبت، لكني لم القي بالا لذلك، بعدها دخلت إلى غرفة والدتي وشاهدتها ملقاة في بركة كبيرة من الدماء، لم اعرف ماذا افعل؟
وقفت حتى الصراخ رفض أن يخرج من حلقي، لكني ذهبت مسرعا الى غرفة اخي حتى أوقظه، وجدته هو ايضا يركد في بركة من الدماء.

تحدث "محب" وهو يقدم قول الشاي الى "عبد التواب":
_ لو اردت عدم تكمله شهادتك قل ولا تخشى شيئا.
_ لا سأتحدث، لعلكم تستطيعون العثور على ذلك المجرم، فانا لا استطيع النوم ليلا من ذلك الوقت.
خرجت من باب المنزل وانا اصرخ، وذهبت الى المنزل المجاور واخذت اترك الباب وانا اصرخ، وعندما فتحت الأبواب وقعت مغشي علي ولم أشعر بشيء بعدها،
بعدها علمت ان هناك شقيقتين ايضا في المنزل المجاور هبطا الى الأسفل، ووجدت والديهما وشقيقهما جثثا هامدة غارقين في الدماء.

أتعرف أيها الضابط، حدث شيئا في ذلك الوقت حادثه الولد الصغير، الذي كان يجلس في بيت جده بعيدا عنا في أطراف البلد، لكنه ذهب في الصباح يأخذ كتابا له من منزل والديه، لكي يستطيع الذهاب الى المدرسه، قالوا انه نظر الى الجميع وجعل ينادي على ابيه وامه، وعندما لم يسمع صوتهما جرى إلى منزلهما وفتح المنزل، ووجدهما غارقين ايضا في بركة من الدماء هذا الصغير وقع، لكن لم يقع مغشي عليه، إنما وقع وقد مات، لم يتحمل قلبه الصغير ما شاهده.

_اتعلم كم اتمنى ان نصل الى ذلك القاتل، حتى نقتص منه لكل هؤلاء، ولذلك الصغير ان يوم 29 ديسمبر سنة 2005 لهو يوم حزين، ليس على عزبة شمس الدين التابعة لمركز بني مزار محافظة المنيا فقط، وإنما كان يوما حزينا لكل فرد سمع بتلك المذبحة.

رد "محب":
_بالفعل يا "حسام"، مذبحة بشعة راح ضحيتها 10 افراد بدون ذنب اقترفوه، ليس لهم أي عدو في تلك الدنيا، لا سيما الا الفقر هو العدو الأول، جرائم قتل حدثت لثلاث عائلات مسالمه يعانون من ضيق العيش، كانوا نياما وقت وقوع الجريمة، ولا يعلموا أنها كانت ستكون نومتهم الأخيرة، قد قتلوا على يد ذلك السفاح الغادر، وبعدما قتلهم مثل بجسسهم لم يذكر لك "عبد التواب" لكني اعتقد انك تعلم ان ما جعل الجميع يخشى عليه ليس منظر الدماء، إنما ذلك الذي شهدوه من بقر بطون الضحايا، وقطع الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية، بل وأيضا القيام بتعليقهما، انها جريمة تهتز لها السماء.

_اعتقد أن السلطات قد استدعت جدي في ذلك الوقت للبحث في تلك المذبحة.
_نعم يا "حسام"، تم استدعاء جدك الذي قد اخبرني بما حدث وذهبنا معا، وقد جعلني اجلس معه في السياره مثلما تفعل انت الأن مع لوقا، إن الزمان يعيد نفسه مرة اخرى، بحثنا انا وهو وما شاهدناه هناك لم نشاهده من قبل.

اتعلم ما فعله يا "حسام"، كان من ضمن الجثث جثة رجل يدعى "سيد"، قد هشمت راسه وذبح من الرقبه من الامام، كما في تلك الحادثة الاولى التي وقعت منذ فترة الذبح من الحلق، لكنه شق البطن من الرقبه الى اسفل البطن، وبعد ذلك قام ببتر العضو الذكري وبجانبه كانت زوجته، التي كانت على ما اعتقد توضع صباح مصابه ايضا بنفس الذبح ونفس الطريقه من الرقبه، وقد شقت بطنها حتى العضو الأنثوي، بجانبها ابنائها احمد الذي ذبح بنفس الطريقه والده وبطر العضو الذكري، والطفله الصغيره فاطمه التي ايضا ذبحت بنفس طريقة والدتها..

_ قام "حسام" ووضع يده فوق راسه ونظر الى "محب" وهو منفعل ويقول:
اتعلم اني اعتقد الأن ان ذلك الرجل الذي قبضت عليه الشرطة برئ، من يفعل تلك الأشياء إما أن يكون ليس من البشر، أو فعلته مجموعه من الاشخاص مشتركين في تلك الحادثة معا.

_ لقد صعقت يا "حسام" في ذلك اليوم الذي كلمني فيه جدك واخبرني ان القاتل رجع مره اخرى، اريد ان اقتص منه أشياء كثيرة حدثت، سأقصه عليك في وقت لاحق، ونفس ما فعله في المنزل الاول فعله في المنزل الثاني الرجل يتم بتر العضو الذكري، ويتم تعليقه والأنثى يتم العبث بالعضو الأنثوي بسلاح الجريمة، وما فعله في المنزل الاول والثاني فعله في الثالث، وما يدري ويبكي قتل طفلان في المنزل الاول وثلاثة اطفال في المنزل الثالث، منهم طفل صغير يبلغ عمره سنه والطفل الثالث لهذه الأسرة، الطفل الذي مات بالسكته القلبيه عندما شاهد والديه واخويه الاثنان، لكن الشيء الغريب الذي حدث أنه تم ذبح الزوجة هنا بنفس الطريقه وصولا من الرقبة حتى البطن حتى العضو الأنثوي، لكن تم قطع أصابع يدها اليسرى.

رد "حسام" :
_ مثلما فعل في تلك الاصابع التي تم وضعها لنا في قوالب الثلج في تلك الشاحنة.
_نعم يا "حسام" مثل ما فعل، لكنه ايضا قام بذبح خمسة حمامات تم ذبحهم في المنزل الثالث، اجتمع اطباء كم، واقروا ان تلك الجريمة قد فعلها المجرم ببلطة أو ساطور، لكني متأكد ان الجاني قد استعمل مخالبه مثل ذلك المخلب الكبير الذي استطعت انت ان تصنع له مجسم، لكن الغريب ان ايا من تلك الجثث لم تقاوم، شيء غريب أليس كذلك!
لا يوجد على الجثة علامات مقاومة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي