الفصل العاشر الرموز توصل لبني مزار

الفصل العاشر:الرموز توصل ل"بني مزار".
لم يعطي "حسام"، أي فرصة ل"لوقا"، كي يتحدث إنما أشار إليه، أن يرتدي قفازات اليد والقدم.
فانصاع "لوقا" للأوامر بصمت، لانه بالفعل متشوق لمعرفة ما يوجد بالشاحنة.
وقف "حسام"، علي بدأية ذلك الدرج الذي وضعه رجال الشرطة، والمكون من ستة درجات.
-هيا بنا يا "لوقا"، أريد أن تتابع خطوة قدمك نفس خطوتي، أريد منك ان تستشعر أي شئ ارجوك، هذه المرة وصل لبيتي، وبدأ يترك رسائل بمعني انا هنا، ولن تستطيع الوصول الى.

_لقد وصل لدرجة كبيرة من البجاحة، وعدم الخوف.
_هيا بنا.

وبالفعل أرتقا معا السلم، وخلفهم الطبيب الشرعي، و"خالد" والمصور لكن أمرهم "حسام":
_ انتظرو قليلا، لعل هناك أدلة متواجدة.

تقدم "لوقا" خطوة و تعجب:
_هل ترك القاتل السيارة والموتور الخاص بها يعمل؟
_نعم، لكي تظل السيارة مبردة في الخلف.
_أذن بها شئ ما.
_اكيد.
وهنا وقع نظرهم، على شئ مغطى بمشمع، بلاستيك أزرق
تقدم "حسام" للأمام، ورفع الغطاء.
وهنا كانت المفاجأة مكعب كبير من الثلج، بداخله شيئا ما وكانه كف بشري في الاعلى، وفي الاسفل شيء ما شك "حسام"، في مهيته لكنه صمت.

تقدم "لوقا" في المكان جعل ينظر في الثلاجات، التي كانت مفتوحة بالفعل، فوجد أنها مليئة بالمنتجات التي تبيعها تلك الشركة التي سرقت منها السياره، لا يوجد شيء غريب هنا غير شيء واحد، وهو ذلك المكعب الكبير الذي بداخله أجزاء بشرية، الغريب ان المكعب ملمسه ناعم مصقول وكأنه برده في ثلاجه خاصه.
_ لم أشعر إلا بشيء، واحد شممت رائحه ذلك العطر الثقيل، الذي لا أعرف ماهيته إلى الآن، والذي اعتقده يميز القاتل.

_ دخل "خالد" وهو يقول "حسام"، هيا فلتخرج "لوقا" لأن الطبيب الشرعي، أعتقده يتذمر، يريد أن يباشر عمله، فالوقت متأخر من الليلة كما تعلم.

_ حسنا يا "لوقا" أنتظريني بالاسفل، سأذهب معك الى منزلك إن "محب" ينتظرني هناك، فمعي أشياء أريد أن يشاهدها.

_ دخل الطبيب الذي تفاجأ، بوجود ذلك المكعب الثلجي
فلحقه "حسام" بالحديث:
_ أريد منك الان اذابة ذلك المثلج هنا، في تلك السيارة، وليس الذهاب به إلى المشرحة، كما تعلم أريد أن أشاهد ما بداخل ذلك المكعب، واعتقد انك لو اخذته معك تتم إذابته في الطريق، لذلك هنا اضمن لعلني أجد أي شيء، من الأدلة التي ابحث.

_ تكلم الطبيب مع مساعده، والذي اتى بعد 10 دقائق، بماء ساخن كان قد استأذن حراس حديقة الحيوان، أن يقوم بتسخين بعض المياه لديهم، وبالفعل أعطوه الكثير، الذي وضعه في إناء من الألمنيوم كان قد استعاروا منهم.
بدأ الطبيب الشرعي، في سكب المياه.
_ ببطء ارجوك يا دكتور، ببطء شديد
_ لقد اقتربنا "حسام" بيك، من اذابته الى المنتصف، حتى تظهر لنا هذه الاشياء.

وبعد قليل:
_ كما توقعت أصابع لأنثى مطليه الأظافر، باستثناء أصبع واحد أظن أني أعرف مكان تواجده، أعتقد أن القاتل بذلك سهل علينا مهمة العثور على صاحبه تلك الأصابع، هل تستطيع أخذ بصماتها أيها الطبيب؟

_ نعم بالفعل استطيع، لكن ما اشاهده امامي شيء غريب! هل تشاهد هذا الجزء؟ هو المفصل الصغير الذي يربط كل عقله اصبع، بالعقلة الاخرى نظيفه جدا كما ان الجلد، واللحم تم قطعه بمهاره شديده أعتقد أنها قطعت بعد إزاحة الدماء، بأكملها من الجثة، أعتقد أن صاحبة تلك الأصابع قد قتلت.

_ صحيح، وذلك الشيء الذي يتواجد في الاسفل، لقد توقعت إنه هو.
_ نعم بالفعل انه شيء مقزز، هذا القاتل يتلذذ بتشريح الجثث، وتقطيعها أجزاء، كيف له أن يتسنى أن يقطع الأنثويه؟ لتلك المرأه هكذا، بل وتجميدها أيضا.
_ أعتقد أنها إشارة، على شيء ما، لكنني لا اعلم ماهيته بالفعل، هو إشارة أو رسالة سأفكر في الأمر، أما الآن أريد منك أخذ البصمات، وأخذ تلك الاعضاء، وأنت يا "خالد" أريد منك، أن تقول للمصور أن يصور كل جزء صغير، في تلك الشاحنة عدة نسخ، وأريد أن آخذ الان نسخه معي، أنتظر بالأسفل بجانب سيارتي.


وبعد ساعتين، كان قد وصل كلا من "لوقا"، و"حسام" الي منزل "محب".
كانت الساعة قد قاربت من الثانية، من صباح يوم التالي، وكان الجو باردا في تلك الليلة، كان "حسام" طوال الطريق يفكر بأمر تلك الرسائل الغريبة، هناك شيء يحاول الاقتراب من تفسيره، لكنه كلما أتى ليقترب شيء آخر يشتت ذهنه.
_ مرحبا يا "حسام" أراك، وكانك مشغول البال
_ نعم بالفعل أيها الطبيب "محب"، اشياء كثيره هل من الممكن أن أستسمح السيدة "هادية"، في كوب من القهوة
نظرت اليه "هادية"بتعجب، وهي تقول:
_ كوب! لقد أعتدنا أن نشرب القهوة، في فنجان صغير.
_ أعذريني سيدتي، أريد أن أشرب القهوة في كوب، انا لم انم منذ 48 ساعة و أريد أن استيقظ، هناك أشياء أريد التفكير فيها، لكنني لا يسعفني تركيزي.

_ "هادية" فلتصنع بعض الطعام أيضا، ولتجعل "لوقا" يأتي الينا انا و"حسام"، في المعمل سنهبط اليه الان.

وفي المعمل جلس "حسام" امام "لوقا"، الذي أحضر كثير من الأرغفة مليئة باللحم.
نظر "حسام" للطعام، وابتسم:

- ما هذا؟ إن جميع الأرغفة مليئة باللحم
ضحك "لوقا" وقال:
- نعم لحم، ألست أنت أيضا تاكل لحم، فلتحمد الله أنه ليس نيء.
اتسعت اعين "حسام"
- وهل تأكلون اللحم نيء؟ بدون أن تطهو.
ضحك "محب" الذي أخذ يقول ان "لوقا" يمزح معك، بالتأكيد نطهي اللحم قبل ان نأكله، لكننا نعتمد في أطعمتنا بنسبة كبيرة على اللحم.

- سؤال أعتقد انه مخجل قليلا، لكنني أريد أن أعرف من أين تأتون بالأموال، أنت لا تعمل ولا تعمل السيدة "هادية" وأيضا "لوقا"لا يعمل، فمن أين تأتون بأموالكم؟
ـ توقعت ان تسألني هذا السؤال لا سيما، انه نفس السؤال جدك منذ سنوات طويلة، بداية أنا لست غاضبا منك لانك اصبحت صديق أنت أصبحت في مقام ابني ليس صديقا فقط، انا كما تعلم كنت الحكيم بمدينة "ثينيس" قبل ان ارحل عنها، لكني مازلت اصنع بعض الاشياء التي يطلبها مني بعض الافراد، التواصل معهم صعب بالتأكيد، لكنني اجد طريقه لارسال ما يطلبه مني، إليهم وهم يضعون في حساب البنكي الأموال الخاصة بتلك الأشياء.

- هل هي أشياء قانونية، أنت قلت اشياء لكنك لم تقل ما هي
- لا تقلق انها بعض الأدوية، لكن ليست كالأدوية الخاصة بكم، هنا انها منتجات فلتقل تركيبات معينه ليست كل امراضنا مثل امراضكم، لا تنسى اننا نشفى سريعا لكن هناك أمراض للروح، اصنع لها بعض التركيبات الخاصة كتلك الفتاة التي تعشق شخصا، وقد نبذها لسوء اختيارها له هي قريبة لي اصنع لها شيء يشبه القهوة، كما تقولون شيء يعدل من نفسه الشخص وهناك اشياء أخرى تلك الأنتيكات التي وجدتها بالخارج هناك من يرسلها اليه وانا اقوم ببيعها، وأرسل صانعيها ليست اموال
انما بعض الاشياء التي يطلبونها من الحياة، التي اعيش فيها انا الان فمثلا ممنوع، لدينا الهواتف الخلوية لكنني اجد طريقه ما اقوم بتوصيل تلك الهواتف إليهم، اشياء كثيره وكثيره افعلها انا هنا انا اعتبر حلقة وصل ما بين العالم الذين تعيشون فيه، ومدينتي مدينة "ثينيس" لكن حلقة وصل غير معروفه لاحد اتعامل مع بعض الاشخاص، الذين لا اخبر احد عن شخصيته.

ـ أعلم انك لم تقل لي، جميع تلك الأشياء، التي تفعلها لكنني اثق بك انها ليست اشياء تضر المجتمع الخاص بي، المجتمع الذي أنت تعيش فيه الان، وانا اثق في ذلك كما قال لي جدي ان اثق بك.

- أخيرا تحدث "لوقا"، بأن قال ل "حسام" هيا فلتخرج لنا تلك الدميه الصغيره، التي قلت ان القاتل قد وضعها على السرير الخاص بك، بعدما قام بتقطيعها
حسنا ها هي وامتدت يد "محب" مباشره، وأخذها من يد "حسام".

- ألم تلاحظ فيها شيء ما يا "حسام"؟
- ما هو؟
- أن بها رسالة صغيرة جدا، ورقه صغيره دعني اضعها تحت المنظار، حتى نقرأ ما كتب فيها.

قام "محب" ووضعها تحت المجهر، وبجانبه وقف "لوقا" الذي أخذ يسأله:
جدي هل فهمت ما تعنيه هذه الرسالة، مرت ما يقرب من ربع ساعه، وأنت تنظر اليها ولقد نفذ صبري.

- رسالة غريبة حقا، لا اخفيك سرا في بداية الأمر اعتقدتها رساله من الممكن، ان اكتشفها بسهوله واكتشف رموزها لكنني بعد أن تفحصها، وجدت انها رساله تحوي على كثير من الرموز، ذات الدلالات العميقة.

قام "حسام" وذهب في اتجاههم، فقد كانوا يقفوا بجانب منضدة رخامية كبيرة، وضع عليها ذلك المجهر.
- اتقصد انها عبارة عن، رموز واشكال هندسيه.
- يا ليتها كذلك هي ليست فقط أشكال هندسية، فمعنى كلمة رمز يشمل الكثير يمكن للرموز، أن يكون هندسي او حتى علامة الماء، او حتى حرف.
- انا افهمك يا جدي.
- أما أنا، فلا افهم!
- سأشرحها لك يا "حسام"، هناك رموز أعتدنا عليها، في حياتنا مثل أن تمد يدك وتسلم علي، هذا رمز للسلام، وأيضا مثلا إشارات المرور، فإن كل لون يحمل معنى ما وقد اعتاد الاشخاص عليه.

وأكمل "لوقا" كلام جده:
- وأيضا الرموز التي توضع على بعض اللافتات، مثل قف وانتظر والأسهم تلك التي تضعونها.
- فهمت اذا، هو رمز درجه الجميع على معرفته.
رد عليه "محب" وهو يقول:
- لا يا "حسام" ليس بالضرورة، أحيانا يكون العكس، ففي بعض الأحيان يشتق الانسان الرمز من شيء موجود بالفعل
واحيانا اخرى يخترع هذا الرمز، ثم يصبح هذا الرمز مشهورا للجميع، حتى لو لم يكن له معنى أصلا فمثلا رمز تشغيل أي جهاز، من الأجهزة الكهربائية التي أعتدنا على استخدامها هنا هو يحمل معنى رقم واحد ورقم صفر، واحد يعني تشغيل وصفر يعني إغلاق وضعهما فوق بعضهما البعض لتعطي ذلك الرمز.

- فهمت والان لكي نختصر الوقت، انا لم انم منذ يومين هل من الممكن، ان تشرح لي ما معنى تلك الرموز التي تتواجد، في تلك الرساله الغريبه.

- صراحه يا "حسام" لست متاكدا، من معرفتي بكل معنى هذه الرموز، بعضها ظاهر بوضوح والبعض الاخر يحتاج لبحث وتدقيق، لذلك اعتقد أنني في حاجة للتأكد من بعض الأمور، أولا وسأحتاج للبحث قليلا في بعض الكتب الخاصة التي لدينا، والتي تحمل تاريخ عشيرتي لذلك سأتركك الآن لاكمال طعامك فأنت لم تأكل شيئا منذ أن بدأنا بالكلام، عن تلك الرموز بينما ساقوم انا و "لوقا" بإحضار تلك الكتب والبحث فيها.

بالفعل أبتعد "حسام"، وجلس يكمل طعمه ومد يده ليشرب، ذلك الكوب الخاص به الذي أحضرته هديه لكنه وجد أن القهوة قد بردت فوضعها، مكانها بدون ان يشربها، والا وبعد فتره وجدوا هاديا قد دخلت عليهم وبيدها اكواب اخرى من القهوه، وقالت له:
_ لقد توقعت بالفعل عدم شربك، لهذا الكوب خصوصا انكما كنتما تتحدثان.

- تحدث "محب" بصوت مرتفع، انها بالفعل رساله عجيبه، هي مكتوبة على ورقة من أوراق البردي وهذا الورق منتشر، لدينا في "ثينيس" وهي ليست رسالة قديمة، بل كتبت مؤخرا، وهذا ظهر بوضوح من خط وشكل الكتابة ورموز الكتابة.

-وماذا أيضا؟
- اعتقد انه بكتابته تلك الرموز على ورق البردي، يشير إلى رمز تاريخي أو الى بداية أمر ما أي أن الرموز لها علاقه وثيقه بالتاريخ وقد أستخدمت هذه الأرقام للدلالة على بعض الرموز التاريخية، التي أخفيت حقيقتها بأشكال أخرى للتمويه، عليها فمثلا هذه النجمة الخماسية التي تحتوي على رقم سته هي في الحقيقة الأمر نجمة ثلاثية لذلك وضع الرقم ستة داخلها.

وأكمل "محب":
- يجب أن تعلم أن هذا تصوري، فمن الممكن أن يفسرها بعض الأشخاص، كل شخص على حدة تبعا للتجارب والخبرات المختلفة، لكل منا لذلك فان عقل الانسان، هو الذي يحدد شكل الأشياء التي يريد أن يراها وفقا لقناعته فشكل أي شيء نراه، إنما هو في الحقيقة الأمر انعكاس لما يريد عقلنا أن يراه.


قاطعتهم "هادية" وهي تقول:
ابي منك ان تقنع "حسام"، ان يذهب لحجره "لوقا"، ولا ينتقي ملابس يرتديها، بدلا من تلك الملابس التي يرتديها أعتقد أنها مليئة بالماء.
- صحيح يا "حسام" فلتذهب مع "لوقا"،وتقوم بتغيير ملابسك، وانا متواجد ولو أردت ان تنام في حجرته فلتنام
وبعدما قام "حسام" وذهب مع
"لوقا"، نظرت "هادية" الى والدها وقالت:

- ابي اعتقد انك حللت ذلك اللغز، لكنك لا تريد ان تتحدث به، امام "حسام".
- لا يا أبنتى سأتاكد الأول، إلا أنني مقتنع بنسبة 80% ان ما افكر فيه صحيح، لقد حدثت حادثه هزت وجدان الكثيرين، بل جعلت الجميع خائف، من ذلك السفاح الذي فعل تلك الأشياء، وقتها شككنا فيه بالفعل لكننا لم نكن متأكدين، انه هو من صنعها ولا أعلم للأن لماذا فعل ذلك؟

- كيف يا أبي؟ كيف عرفت؟
- التاريخ الذي كتب في البردية، استطعت أن استنتجه من الرموز وأيضا أن الرمز أو تلك الرسمة الصغيرة ما هي الا خريطة لمكان وهذه الارقام، احداثيات بدرجات ذلك المكان.
-مكان، أي مكان يا أبي؟
-بني مزار يا ابنتي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي