الفصل السادس عشر السفاح يعطي هدايا

الفصل السادس عشر: السفاح يعطي هدايا.
وكأن خنجرا جليديا، قد أخترق كل خليه في يديهما، عندما تلاقت الأيدي بالسلام.
وعندما قامت بخلع نظراتها الشمسيه، شعر أن عينيه قد عميت، بسبب الشمس الذي ظهرت من عينيها، تلك العيون التي كانت بلون العنبر السائل.

أخذ لوقا يكلم نفسه، أو بالأصح يكلم عقله.
-اشعر بالغرابه والالفه في نفس الوقت، ولا اعلم ماذا دهاني لكن ما اشعر به ان هناك حواس اخرى غريبه علي قد بدأت في العمل، أيكون مجيئها هنا صدفة، أم يكون جدي هو من قد دبر ذلك اللقاء.

اما "عزيز" كان ينظر لابنته التي ماء مدت يدها حتى اتتها رعشه هائله فجرت خلف والدها، وكانها تختبئ من تلك الأحاسيس التي شعرت بها دفعة واحدة، ففهم "عزيز" ما معنى ذلك، اما زوجته"غادة" فكانت تنظر بغضب شديد.

-جعلت تتهامس، وهي تقول:
علمت الآن لماذا كان يصر "محب" على أن نأتي ونعيش هنا، لكن ما يفكر به "محب" مستحيل ان اقوم على تنفيذه، لن اقوم برمي ابنتي في تلك العائله، يكفيني منها ما جرى سنوات من الاختباء والبعد عن اهلي واصدقائي، يكفيني ذلك ولن اجعل ابنتي تعيش ذلك الواقع المرير الذي عشته.
جعلت تناجي نفسها:
_ لن يحدث لن يحدث.

لم تعلم ان صوتها كان ارتفع قليلا، فنظر اليها كلا من "عزيز" و"تمارا" تنظر اليها بتعجب، اما "عزيز" فكان ينظر اليها بغضب شديد.
-أين كنت يا "حسام"؟ لقد ظللت اتصل بك مرات كثيرة وأنت لم ترد.

-كنت في مكان بعيد عن الهاتف، ماذا حدث تكلم؟

-جريمه جديده ولنفس القاتل بنفس الطريقة، لكن هذه المره قد فعلها لاحد السائحين، الذي ما انكشفنا عن اسم وعمله، وجدنا انه رجل اعمال استرالي قد اتى الى القاهرة لزيارة الاهرامات، والشيء الغريب أن تلك الجريمة حدثت في مكان بعيد عن المكان الذي اكتشفنا فيه أجزاء الجثة.
-تحدث معي الأن بالتفصيل، وانا اقود السياره اصل اليك ويكون لدي معلومات كافيه.

-جاء بلاغ امس ليلا لشرطة النجدة عن سائح استرالي، كان لديه موعد مع رجل اعمال مصري الساعه 8:00 مساء في استراحة الفندق الذي يقيم به، وبعد ان جاء رجل الأعمال وجلس وانتظر حتى الساعة ،9:00 وقام بإبلاغ موظف الاستقبال ان يتصل بالسائح الاسترالي لعله نائم، لأنه فوت ميعاد لقائهم مع أن هذا الميعاد تم التأكيد عليه عدة مرات.

-وبعد.
-قالوا بأن موظف الاستقبال، بعث أحد الموظفين إلى الغرفة الخاصة بالسائح، و كان يسمع من الداخل الموسيقى بصوت مرتفع، ولم يستجيب أحد لترقه المتواصل، فقام بفتح باب الغرفة بمفتاح الفندق، وهنا كانت المفاجأة.
ـ بالتأكيد وجده، وقد ذبح.
-لا يا "حسام" المفاجأة كانت بركة كبيرة من الدماء، تملأ المكان ما بين السرير تلك الأريكة التي أمامه دماء فقط، ودماء تملأ الحوائط وكان من قتله أخذ يرسم ويلهو بتلك الدماء على الحوائط، الغريب ليس في ذلك الغريب كيف خرجت الجثة من الفندق؟
-هل راجعتهم الكاميرات؟

-بالتأكيد يا "خالد"، أنت لم تكن متواجد، وقد سهرت أنا و باقي زملائنا، والى الأن لم ننم، ولم نشاهد أي أحد يدخل أو يخرج من الحجرة.
-سأنهي معك المكالمة الأن، أنا بالفعل أسفل الفندق.

نزل "حسام" من سيارته، وجد أحد عمال الفندق يجري ناحيته أعطاه المفتاح ليركن، تلك السيارة بعيدا عن مدخل الفندق، بعدها دخل.
وجد على وجوه الجميع، علامات من التعجب، والدهشه والأكثر الخوف.

سأل في الأستقبال، فعرف أن الجريمة حدثت في الطابق الثامن عشر.
وصل "حسام" الى الغرفه بعدما ركب المصعد الكهربائي، الى ذلك الطابق كان يفكر كيف صعد القاتل،ك؟ وكيف خرج بالجثة؟ وكيف لم تكتشفه أو تصوره أي كاميرا من الكاميرات المتواجدة؟ سواء في المصعد أو الطابق، الذي تتواجد فيه الغرفة.

-أخيرا يا "حسام" وجدتك، لا أعلم أين أنت هذه الايام؟ لذلك أرجوك أن تبقى معك هاتفك، أتعلم أن اللواء "فوزي" أمام الغرفة، وقد سأل عنك مرات كثيرة، ولا اعلم ماذا اقول له؟

-لا تقلق يا "خالد"، سأتحدث معه لاحقا.

وهنا كان يقف الطبيب الشرعي، أمام الغرفة لم يتحدث مع "حسام"، لهول المفاجأة، أين هي الجثة؟ تلك المرة أعطاه حذاء من البوت لكنه بلاستيكي، ذلك لأنه من الممكن أن ينزلق في تلك الدماء بالداخل.

-دخل الطبيب الشرعي، ومعه "خالد" و"حسام" وورائهم المصور، الذي قال له الطبيب الشرعي:
-أريد منك أن تصور كل زاويه وكل سنتي، في تلك الحجرة ولا تنسي الحوائط، لا تترك مكان إلا وتقوم على تصويره، حتى دورة المياه.

كانت علامات الدهشة بادية على وجوه الجميع، قال "حسام" بتعجب:
-غريبه هذه المره توجد دماء، معنى ذلك انه لن يستدرج الضحية إلى تلك الشاحنة، التي قمنا بالتحفظ عليها، إذا فليس له مكان آخر يقتل فيه، الا المكان المتواجد به الضحية، هذا أولا.
و ثانيا كيف لا تتواجد على ارض الغرفه اثار لأقدام؟ مع وجود تلك الكمية الكبيرة من الدماء، أعتقد أنه قام بتصفية دمائه هنا، لكن كيف تسنى له ذلك؟
سأقوم بالاتصال هاتفيا في الخارج و بعدما انهي المكالمه سأدخل ثانيه.
-لماذا لا تريد أن تتحدث مع اللواء "فوزي"؟

فمال عليه "حسام" وقال له بصوت خافت:
-أتعجب من الطبيب الشرعي، لماذا إلى الآن، في حالة ذهول ولم يقل لنا كيف تم تصفية دماء الجثة؟ هنا بدون أي أله تستخدم في ذلك، أم قام بذبحها وأدى ذلك الى خروج الدماء من الجثة،

-لا اعلم يا "حسام"، خصوصا أننا عندما وجدنا الجثة، وجدناها قد لفت بأوراق الهدايا، وأيضا لا توجد بها أي نقطة من الدماء، لذلك فان الدماء قد صفيت منها، انا الأن لم اقل لك عن مكان تواجد تلك الأطراف التي وجدناها،
-تحدث أولا لي فقلت أين وجدتها؟ كنت تماطل في ذلك، منذ أن تحدثت إلى.

-وجدت في فجر اليوم، في مكان لا يخطر على بال اي شخص، ولن أجعلها فزوره لك حتى لا تتعصب علي، لقد وجدت على ارتفاع حوالي 75 مترا من الهرم الأكبر، وضعت على حجر من تلك الأحجار التي تم بناء الهرم بها.

-وكيف أكتشفت من الأساس وممنوع تسلق
الهرم.

-لقد تم لف تلك القطع من جسد الضحية، بورق الهدايا ووضع أيضا أوراق الأمنيوم، فكانت تعكس الضوء بشكل عجيب، ولفت نظر احد رجال الامن في المنطقة، وكان احد متواجد ويقوم بوضع مرآه كما اعتقد.

ـ وماذا فعل بعدها؟
-جاء ببضعة رجال، من زملائه لكنهم لم يستطيعوا، بالتأكيد تسلق الهرم، لذلك قام بالاتصال ببعض الأشخاص الذين يقومون على تأجير الجمال هناك، والذين لهم خبرة منذ القدم تسلق الأهرامات.

أكمل بسرعة، لدي مكالمة مهمة أقوم بها،
ولكن الأن مهمتنا صعبة، ويجب ان تعلم بالامر يا صديقي، واذهب الى عقر دار الذئاب.
نظر اليه "خالد" بتعجب:

_أية ذئاب؟ أعتقدك جننت يا "حسام"، هل تقوم الذئاب بمثل هذه الجريمة المنظمة والشديدة التعقيد لا وأيضا القيام بوضع أطراف القتيل، في علب للهدايا.
-انت لن تفهمني الأن، لكنني ساشرح لك كل شيء لاحقا.
-عموما لقد هبط الأشخاص بتلك العلب، على أعتقاد منهم أن أحد السائحين فعل، ذلك وقد ترك بعض الهدايا أو أنه مقلبا ما من تلك المقالب التي يصنعه الأشخاص، هذه الأيام حتى يصل الى الترند على التيك توك لكنها يا صديقي أحدثت لهم. صدمه شديده عندما قاموا بفتح أول علبة، قاموا بالإتصال بنا مباشرة، بعدما وجدوا بها قدم انسان.

-حسنا الأن خمس دقائق، وأرجع لك ثانية إلى تلك الحجرة الكئيبة.

خرج "حسام" مسرعا فوجد مدير الفندق، يقف بالخارج يتحدث مع اللواء "فوزي"، أن فندقه من أشهر الفنادق أمنا وأمان ولا يعلم كيف حدث ذلك،

قام "حسام" على مناداته واستأذنه، أن يقوم بفتح أي غرفة خالية، حتى يستطيع إجراء مكالمة مهمة مع بعض الرؤساء.

وبالفعل حدث له ما أراد، وعندما أغلق باب تلك الحجرة الخالية، التي تقع على بعد عدة أمتار من الحجرة التي وقعت بها الحادثة.

-"محب"، سعيد أنك قمت بالرد بسرعة على الهاتف.
-ضحك "محب" لأني ممسك بالهاتف في يدي، فهي مجرد صدفه يا صديقي، قل لي ما بك؟
-أشعر أنك سعيد، وأيضا تقوم برمي النكت.
ـ ولما لا وأخيرا وبعد سنين طويلهكة، يجتمع شمل أولادي معي، في نفس المنزل، وحدث أيضا أمر مفرح للغايو. ساقول له لك عندما تاتي انت الآن لو شاهدت 'لوقا'، ستتعجب من تلك النظرات، الغريبة، التي ينظر بها إلينا الأن.

ـ لا بأس سأتي لك اليوم حتى أتعرف على أبنك، لكن الأن ما أطلبه منك، هناك جريمة جديدة قد حدثت، والوضع شائك لأن القتيل، هذه المره رجل أعمال أسترالي لكنه أيضا يحمل الجنسيه الامريكية، وانت تعلم من الممكن أن يقوموا ببعض المشاكل، لنا لأنها جريمة غريبه طبعا، وأيضا عندما يعرفون أين تم وضع تلك الجثة، بعد ذلك أعتقد أنهم سيبعثون لنا بعض الأفراد، لكي يتطفلون علينا في هذا التحقيق وبالتأكيد، فإن الجهات السيادية ستوافق حتى لا تحدث أي مشكلة ما بين البلدين.

-قل لي ما عندك سريعا يا "حسام"، انا لا يهمني جنسية القتيل.

-حسنا لقد صفيت دمائه في حجرة في فندق مشهور، في الطابق الثامن عشر، ولم ترصد الكاميرات أي أحد لقد رصدت الكاميرا المجني عليه، وهو يدخل الى غرفته في حوالي الساعه 2:50، وكان من المفترض أن يقابل في الاسفل رجل أعمال مصري قد اتى لزيارته لكن في الساعة .،9:00 قام الموظف بالدخول عليه حجرته لأنه تأخر، فلم يجدوا ولكنه وجد كمية كبيرة من الدماء ما أريد معرفته الأن؟ كيف صفيت الدماء؟ هذا أولا وكيف دخل القاتل هذا ثانيا وثالثا كيف تم نقل الجثة اشياء غريبه وكثيره واسئله تملأ رأسي.

-وبالتأكيد الطبيب الشرعي، لم يعرف كيف صفيت الدماء.

-للاسف نعم وإلا ما كنت اتصلت بك.
-حسنا يا "حسام" أعتقد انه قد معلق من قدميه، حتى يتم تصفية الدماء من الشريان السباتي في الرقبة.

-وهل يستطيع تصفية جميع دماء القتيل منهما؟
ـ نعم يا "حسام" بالفعل يا "حسام" في الشريان السباتي، هو أحد الشرايين الرئيسية المتدفقة، عن قوس الأبهر الذي يجري جانب الرقبة، ليقوم بتزويد الرأس والدماغ بالدماء، وهو من أهم الشرايين الموجودة في الجسم، والمسؤولة عن نقل الدم المحمل بالاكسجين الى المخ والذي يقوم بتوصيل الإشارات العصبية لأعضاء الجسم، للقيام بدورها.
ادخل فورا وتحدث مع الطبيب الشرعي، وبعدها أنظر الى سقف الحجرة بالتأكيد تم تعليقه بسلك قوي أو حبل في شيء موجود في السقف.

-حسنا سأقفل الهاتف الأن، وأدخل مباشرة وأنظر إلى ذلك الأمر أرجوك، ضع الهاتف بالقرب منك دائما، هل أستطيع أن، أحضر لك في المساء.
-بالتأكيد يا "حسام" بيتي مفتوح لك، في أي وقت.
-حسنا الى اللقاء.

ترك تلك الحجرة وذهب الى الحجرة الاخرى، التي يقف بها "حسام" هو والطبيب الشرعي، وفي الخارج يقف عديد من زملائهما.
-"خالد" أريد منك النظر جيدا في السقف، هل يستطيع احد وضع حبل ما لكي يقوم بتعليق جثة.

-دكتور "يوسف" هل من الممكن أن تخرج جميع دماء جسده القتيل من شريان. متواجدان في الرقبة.
-نعم بالتأكيد ممكن لكن ذلك يحتاج, أن تكون رأس القتيل في الاسفل وكما قلت أنت الأن علق فيه.

صاح "خالد":
ـ انظروا الى تلك النجفه الكبيرة، هي مائله قليلا إلى جهة اليسار، اعتقد ان هناك حبل قد علق في الجهة اليمنى منها، أو بالأصح في ذلك المسمار الحديدي الكبير، الدائري الشكل الذي يتم تعليق النجفه به.
-حسنا يتبقى لنا الآن أن نقوم بالكشف على سطح ذلك الفندق، وبعدها نذهب مباشرة الى الهرم، ما أريده منك الآن يا "خالد" هو الاتصال بأحد رجال الأثار ليكون في استقبالي، هناك لانه ستكون لدي اسئله كثيره، وأنت تعلم، نحن ليست لدينا خبرة في هذا المجال.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي