الفصل الخامس عشر القبو الملعون

الفصل الخامس عشر القبو الملعون

داخل منزل سادم
كانت تغوص داخل أحلامها والإبتسامة تتسلل لشفتيها بنعومة، إذا فجأةً أخترقت أذنيها صوت خطوت اقدام تقترب منها منما جعل جسدها يهتز بخفة عندما وقف سادم أمامها ووضع كفة برفق على كتفها ، فقد عاد من الخارج وعندما وجدها نائمة على الأريكة تقدم منها ليُقظها.

تطلعت لهُ بدهشة وايقنت أنها كانت تحلم به وبقربه منها ، لا تعلم لماذا هذا الشخص سيطر على عقلها بهذا الشكل حتى أنهُ يُطاردها داخل أحلامها الخاصة، ماذا يريد منها لقلب حياتها رأسا على عقب.
خرجت من شرودها على همساتهُ الحانية:
- هيا اذهبي وأسترخي بغرفتك

لم يصدر منها سوا ايماءة بسيطة فهي لازالت تحت تأثير الحُلم وقدومه المفاجئ
نهضت بخجل وسارت مبتعدة عنه كأنها تهرب من التطلع لبحور عينيه الزرقاء كامواج البحر الهواجاء أثناء حدوث عاصفة قويه تجعل الأمواج عالية غير ثابتة ، كأنها تقزف بها هنا وهناك تتخبط بها

بعدما توارت عن أنظاره قادته قدمية إلى الغرفة المُغلقة، فتحها وولج لداخل ثم اغلق الباب خلفه بالمفتاح ثم أضاء الغرفة وتوجها إلى لوحات الرسم خاصته، أنزل اللوحة التي كانت مثبتة بالحامل الخشبي ووضع لوحة فارغة ثبتها بإتقان ثم ضغط زر الراديو ليشعله على محطة الموسيقة ليشرد بعالمه الخاص وهو ممسك بلوح الالوان ثم غمس الفرشاة بالمياه ووضعها تمتزج بالالوان المتداخلة وبدأ في رسم لوحته على نغمات الموسيقة الكلاسيكية التي تساعده على صفاء ذهنه..

القت بجسدها داخل الفراش وهي تبتسم على ذاك الحلم ورفعت اناملة تلامس شفتيها وتتذكر تقبيله لها داخل الحلم، شعرت بالخجل ووضعت الوسادة تداري بها وجهها وقررت أن تعود ثانياً للنوم ولكن استمعت لصوت نغمات موسيقية تأتي من بعيد، وضعت الوسادة ثانيا أعلى الفراش ثم نهضت هي تبحث عن مصدر تلك النغمات التي أخترقت أذنيها ، غادرت الغرفة وسارت خلف الصوت لتتقف قدميها أمام باب تلك الغرفة المُغلقة

انحنت بجذعها تطلع بمقلتيها لداخل الغرفة من عُقب الباب لتجد سادم جالس أمام لوحة ما ، استقامت في وقفتها وعلمت أن تلك الغرفة خاصة برسماته فيبدو أن هذا الطبيب لديه هواية الرسم ، عادت إدراجها ثانيا إلى غرفتها فهي تريد النوم لتبعد عن الواقع التي تعيشه وتعيش بخيالها الحالم الذي لا يُمثل الواقع في شيء
"ما بين الواقِعِ والأحلام تُخْلقُ الآلام ولا يمكننا أبدا تحديد ما إذا كانت أحلامنا نتيجة أفكارنا أم أن أفكارنا نتيجة أحلامنا".

**
حالة من الهياج والصراخ أصابة "جونجان" لن تستطيع السيطرة على غضبها وانفاعلاتها تكاد تُجن بعدما شعرت بأن قوتها تتلاشى وجسدها بدأ يهزل فقررت الذهاب بخطوات مسرعة إلى" القبو الملعون "

القبو الذي وجدته بغابة الاشباح عندما خطت بقدميها داخل الغابة وبعد أن ظهر لها المارد "دهمان"
اخذها إلى ذلك القبو لكي يجعلها خاضعة له، تنفذ فقط أوامره بخنوع، أعطاها قوة السحر الاسود، ومن يومها وهي تابعة له وهو جعلها تتربع على عرش الغابة والجميع يهابها وخاضع لها، تفعل بهم ما يحلو لها ، تستخدم قوتها في السحر والتعاويذ واللعنات التي أصابتهم ولا تتوقف عن أفعالها منذ أن فقدت ابنتها "تيا"

وسط العكمةُ وسكون الليل وقفت أمام القبو ثم انحنت بجذعها لترفع الباب الحديدي ثمَّ ولجت بقدميها داخل القبو تهبط دراجاتهُ من الداخل بخطوات حذرة إلى أن أستقرت قدميها أرضًا وسارت بخطوات مترقبة تبحث داخله عن ضالتها التي أتت من أجلها.
هتفت منادية بصوت فحيح هامس تستدعي ماردها وملكها الأعظم "دهمان"

-أرجو منك الحضور الآن يا سيدي وملكي "دهمان"
خرج الدخان من المكان وتهيء حولها في دائرة تكاد تخنقها وتُزهق روحها ثُمَّ أستقام أمامها بهيئةُ المُخيفة
هتف بصوته الغليظ:
- لما أتيتِ إلى هُنا "جونجان" حذرتكِ من القدوم مرارًا لا تُخطي بقدميكِ داخل القبو
ركعت على قدميها خضوعًا أمام قدميه الضخمتين وهتفت في توسل وخنوع:

-سيدي ومولاي ليس لدي سواك انقذني فقد تلاشت قوتي وضُعفت وأنت سيدي الأعظم هب لي قوتي ثانيًا ولن أعصي لك أمرًا
هتف غاضبًا:
-ابتعدي جونجان فقد سأمت تصرفاتكِ اللعينة، لم تنصتٍ لي، أنسيتي ما قولته سابقًا تلك الفتاة مُحاطةُ بهالة ذهبية لا تجرؤي على الاقتراب منها، لا تحاولين أذيتها وإلا ستحل علينا اللعنات وها قد حصل ذلك، هيا أُغربي عن وجهي

انهمرت دموعها وسط تواسلاتها الحارقة ولكن هو لم يتحرك ساكنًا فهو جن الابالسة وليس لديه أدنى شعور بالبشر بلا هو دائمًا ساخط وناقمًا عليهم جميعًا
خرج صوته الغاضب بشر ووعيد:
- عودي من حيث أتيتِ ولا تقربي القبو ثانيًا وإذا حدث ذلك سوف أخذ روحك بيدي جونجان
أنهى كلماته الحارقة لاوصالها وتبخر جسده في الحال، نهضت في استقامة وكفكفت دموعها ثم سارت بخطوات هزيلةُ تغادر القبو وهي تصعد دراجاتهُ رويدًا رويدًا في تهالك وخزي منما أدت إليه الأمور بينها وبين ذاك الشيطان اللعين..
* *
بالقاهرة..
عاد الجد محمود المنزل برفقة ابنه عبدالله ولم يكفون عن الدعاء يتمنون عودة "نيروز" ورؤيتها مرةً أخرى على قيد الحياة
استقبلهم زوجة عبدالله بتسأل:
- ماذا حدث لما وجوهكم شاحبةُ؟ ماذا فعلت نيروز بالخارج؟ بالطبع جلبت لكم العار هذه الفتاة كانت تتلون من أجل أستعطافكم هيا أخبروني بماذا فعلت تلك العاهرةُ؟

لم يتحمل الجد تلك الكلمات اللازعتةُ القاسية الطاعة في شرف حفيدتهُ، رفع كفه يلطم وجهها بكل قوته وهو يهتف بانفعال جلي:
-أصمتي يا حرباءةُ، لا تتحدثين عن حفيدتي بلسانك السليط هذا
رمقت زوجها بنظرات نارية وهمت بفتح فاهها ولكن أسكتها الجد قائلا بحزم:

- أياكِ أن تجرؤ وترفعين صوتك ثانيًا بمنزلي وإلا ستكونين خارجهُ من تلك اللحظة، أنا من تركتم بأرادتي، هذا المنزل خاصتي وقبلت بوجودكم فقط من أجل ولدي
ثمَّ نظر لابنه بخيبة أمل وأستطرد قائلا:
- كُنت مُخطء عندما تركت حفيدتي وفلذة كبدي بين يديك أنت وزوجتك لم تكن أمينًا عليها منذ أن كانت طفلة صغيرة وهي تعاني فقد والديها ولم تشفقون عليها تلك الزهرة الصغيرة التي قُطفت أوراقها وذبلت بسببكم أنتم، إذا أصابها مكروه لن أُسامحكم ولن يسامحكم الله على ما فعلتوه لهذه البريئة التي لا ذنب لها إلا انها خُلقت في هذه العائلة التي يوجد بها قلوب مثلكم كالحجارة

أنهى كلماته بقلب مكلوم :
-لا سامحكم الله ولا عفا عنكم، وإنما اشكو بثي وحزني إلى الله
تركهم في صمت ودلف لغرفته الذي اوصدها على نفسه وتوجهًا إلى سجادته ظل قابعًا عليها يُناجي ربه بأن يرد إليه حفيدتهُ بخير وسلام وفي أمان من الله ورحمته..

اما عن الخارج تبادل النظرات بينه وبين زوجته في حزن ولوعة وقال :
-أبي مُحق في كل ما قاله، كنت أراكِ أمام عيني توبخيها وتضربيها وكُنت صامتًا لم أحاول ان ابعدها عنكِ لن استحق ان تقول لي عمي، كان من الواجب عليَّ أن أكون لها الاب الذي افتقدته واعوضها عنه واحتويها بداخلي لا اتركها لكِ تفعلي بها ما يحلو لكِ وتُسلطي غضبكِ عليها، لقد فقدنا الفتاة ولا نعلم إذا كانت ستعود إلينا ثانيًا أم ذهبت لما هو ارحم عليها منًا

نظرت له بعدم فهم ثم قالت بتسال:
-ماذا حدث ل نيروز؟ تكلم عبدالله
جلس بالمقعد ونكس وجههُ أرضًا وقال بحزن دفين:
- وقعت الطائرة وجميع رُكابها فقدو حياتهم أثر هجوم من وحوش الغابات نيروز وصديقتها نجو ولكن إلى الآن لا أحد يعلم عنهن شيًا لقد أختفوا في ظروف غامضة
شهقت بصدمة وهمست قائلة:
- ابنتي ماذا أصابكِ يا ابنتي
نظر لها مستنكرًا وقال بصوت غاضب:
- ابنتك..... متى كانت ابنتك؟ لم تذق منكِ سوا الحقد والكره واسوء معاملة، الان تذكرتي انها فتاة يتيمة وليس لها من الدنيا سوانا، ماذا فعلنًا بها كسرنا خاطرها وقسونًا عليها كما قسي عليها الزمن، لن اسامح نفسي أذا حدث لها شيء

**
وقف منصور أمام باب منزله القابع بالطابق الأرضي وهو منكث الرأس حزينًا، يكبت دموعه من التساقط، لا يعلم كيف سيخبر زوجته بما حدث لابنتهم ، طرق الباب وظل مكانه منتظر ان تفتح له زوجته الباب، بعد لحظات فُتح الباب وتطلعت له زوجته بوجهها الباسم قائلة:
-منصور أين كُنت ولما لم تخبرني قبل أن تغادر المنزل على وجه السرعة
ولج لداخل المنزل ثم أغلق الباب خلفه وحاوط زوجته بذراعه وسار بها إلى حيث الاريكة اجلسها وجلس جوارها ثم تطلع له بحزن
لم يقدر على التفوه اما هي فقد انتابها القلق ووضعت كفها تلامس صدرها حيث يقبع القلب النابض بصخب الان خوفًا من القدم، هتفت هدى بقلق وهي تضرب مكان قلبها:
-قلبي أخبرني بأن ابنتي أصابها مكروه، هيا منصور أخبرني بما أصاب قُرة عيني ونور دربي، طفلتي وشقيقتي وروح فؤادي

ربت على كتفها بحنو واخبرها بما حدث مع سيرين وصديقتيها بعيون دامعة، اما عنها فلم يتحمل قلبها هذا الخبر فهي مريضة قلب

اتتها نوبة اختناق ولم تعد قادرة على التنفس، ركض منصور يجلب لها الدواء وعاد متلهفًا حاول إفراج شفتيها لكي يدس بداخله قُرص الدواء وتضعة أسفل لعابها لكي تختفي تلك النوبة المؤلمة لصدرها حد الاختناق، نحج في الأمر وعاد إليها نفسها بهدوء

اما هو فظل يواسيها ويواسي نفسه بقلب مكلوم ويخبرها بانهم داخل اختبار ومحنة من الله عليهم الصبر لتجاوز ذاك الاختبار العصيب على كلاهما
- ابنتنا بخير لا تقلقي أنا واثق في رحمة الله تعالى بنا فهو لن يُضيعها وليس بيدنا سوا الدعاء بأن يقر عينينًا رؤيتها ثانيًا وسوف تعود سالمة
بأذن الله تعالى

نهض يشعل الراديو على إذاعة القرأن الكريم لسماع تلاوة ما تيسر من القرأن بصوت الشيخ"ابو الفضل الجيزاوي" لتسير السكينة في قلوبهم بخشوع وسلام نفسي وطمأنينة بأن الله سبحانه وتعالى لن يضيعهما...
**
اما عن "شوقي"والد" ماري" فظل يتفتل بشوارع المملكة المصرية فقد كان يحكُمها في ذلك الوقت الملك فاروق.

ساقته اقدامه إلى ملاذه داخل الكنيسة فهي ملجئهُ الذي دائما يأتي إليه عندما يكون مهمومًا او متكاتلًا بالهموم، يأتي يزيل عن جسده هم الدنيا ومشاكلها من مصاعب الحياة الدنيا، دلف بقلب منفطر على غياب قطعة من روحه، تطلع لصورة السيدة العذراء "مريم" وبدء في بث حُزنه على ما هو فيه ويبكي ليريح صدره وعندما شعر بتحسن استقام واقفًا وغادر الكنيسة متوجهًا إلى منزله فلا مفر من مواجهة زوجته بالحقيقة.

عندما وصلا لوجهته تسمرت ارجله أرضًا وهو يتذكر صغيرته التي تأخر رؤيتها فقد تأخر الإنجاب عن زوجته ثلاثة أعوام ثمَّ رُزقُ بمن أنارت حياتهم "ماري" يتذكر عندما كان يمسك كفيها الصغيرتين بين كفيه ويُعلمها تسير أولى خطواتها في الحياة، واليوم التي هتفت مناديةُ بأسمه

وكما انها كانت الأقرب لقلبه ولن تتناول طعامها إلا من يده وكلما كَبرت تتقرب منه وتتعمق بالعلم والثقافة من أجله هو فقط، كما انها عشقت الطب وقررت دراسته عندما وجدت والدها يفتخر بالعلماء والأطباء العباقرة وارادت ان تكون هي الطبيبة القادمة التي سيفتخر بها، انهمرت دموعه عندما تذكر وداع المطار وعناقها الحار ودموعها المتساقطة على صفيحة وجهها ترفض فراقه وهو الكف الذي مسح لها دموعها يتسال داخله بخوف وهربة هل هذا كان أخر اللقاءات بين الطفلة وابيها؟

عند هذا الحد لم يتحمل ترك لدموعه العنان وبعد أن أسترد أنفاسه ولج لداخل منزله بهدوء ليتفاجئ بصغيرته ملاك تركض إليه تحضنه ثم تسلل كفها الصغير تدسه داخل جيب سترته لتخرج فارغة نظرت له بجبين معقود وقالت :
- أين الشوكولاتة سيد شوقي
تبسم لها بخفة وقال مُعتذرًا:
- أعتذر ملاكي الصغير سوف أجلبها لكِ غدًا وأنا الآن مُتعب سأذهب لغرفتي وأرسلي لي والدتك
قالت بمرح:

- حسنًا سيد شوقي علينا السمع والطاعة وسوف أُخبر الجارية "جينا" بأن تتبع مولاها الملك في الجناح الملاكي
توجهًا لغرفة مُسرعًا وهو يحاول كبت دموعه، ظل مكانه ينتظر قدوم زوجته التي دلفت الغرفة بقلق واقتربت منه تنظر له :
- ماذا بك حبيبي؟ أخبرتني ملاك بأنك مُتعب
تطلع لمقلتيها القلقتين وكلما تلاقت نظرتهم كان يبعد أنظاره عنها، شعرت بالريبة فالتقطت كفيه بين راحتيها وقالت بصوت دافئ:

- لما تبعد عينيك عنِ؟ هيا حبيبي أخبرني ما الأمر؟
أبتلع ريقه بصعوبة وبدء يقص عليها ما حدث مع ابنتهم منذ أن غادرت المطار والخبر الذي زعزع كيان المنزل باكمله وركضت الصغيرتين على صوت صراخات والدتها وعدم تصديقها لاختفاء ابنتها..

***
عودة إلى إيطاليا وبالتحديد داخل الفندق الماكث به "عزيز" و"نيروز"
داخل الغرفة خاصتهم، عندما شعر بحزنها وانها تهرب تلجأ للنوم أمسك بها من ساعديها وجعلها تتطلع له لتجد نظراته العاشقه لها حد النُخاع

تبسم لخجلها الذي صبغ وجنتيها بالحمرة القانية وهمس أمام شفتيها التي ترتجف يريد أن يدفئهما بخاصته ولكن يخشى حزنها وغضبها من فعلته، انهمرت دموعها الذي لا يتحملهما جذبها لصدره كالطفل الصغير يريد أن يخبئها عن العالم بكل ما في من قسوة ومُعاناةً

ثم همس بصوته الحاني :
-لن أتحمل رؤية دموعك نيروز، لا تبكي معشوقتي لن نُغادر إلا ومعنًا "ماري" و"سيرين " وهم بخير الآن لا داعي لكل هذا القلق، إذا كانت أحدهن أصابها شيء كانت الشرطة الفيدرالية أخبرتنا.

ابعدها عن احضانه ولكن لم يفلتها من محاوطه خصرها سار بها اتجاه الشُرفة فتحها وولج بها للداخل ثم اوقفها أمامه وظل هو خلفها دنا بذقنه ثبتها على كتفها الأيسر وقال وهو يتطلع لسحر وجمال العاصمة "روما"
- أُنظري لجمال الليل تحت أضواء القمر والنجوم المُحاطة به يا له من منظر بديع حقًا
لم يجد منها إلا صمت فقرر مشاكستها يريد أن تتخلى عن خجلها هذا :
- هيا نيروزي أخبرني كم تعشقين عزيز
تبسمت في أستحياء، ليديرها اليه ويجعلها تتطلع له فقد اقسم على تعليمها فنون العشق وأولى دروسها هو التخلي عن خجلها الزائد
-هيا قبليني

شهقت بصدمة ورفعت كفيها وتوارى وجهها خلفهما
ضحك هو على طفولتها وابعد كفيها بطريقته الخاصة عندما دغدغها خلف أُذنيها وأسفل ذراعيها وعندما زحفت يديه إلى خصرها لم تتملك من الصمود فظلت تقهقه بسعادة وركضت خلفه ترد له الصاغ صاغين
كان يشعر بالسعادة بسبب قربها ولم يتمالك نفسه إلا عندما التقط شفتيها في قُبلةُ شغوفة يبث بها كل مشاعره الملتهفة للمزيد من أرتواء شهد شفتيها الرقيقتين...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي