الفصل التاسع عشر أسيرة درب الهوى

الفصل التاسع عشر أسيرة درب الهوى

عادت معه إلى منزله گ الأسيرة ولكن عندما أغلق باب المنزل، تركت يده المُمسكة بيده وركضت إلى حيث غرفتها واغلقت الباب خلفها اوصدته بالمفتاح وهبطت بجسدها أرضًا تبكي بصمت كاد أن يُمزق قلبها إلى شطرين.

ركض خلفها ولكن سبقته واوصدت الباب بوجهه هتف قائلا برجاء:
-سيرو أفتحي هذا الباب أُريد التحدث معكِ، رجاءً سيرو أنا بحاجتكِ
لم يأتي منها أيّ رد ولكن استشعر صوت بكاءها فجلس هو الآخر عند الباب واسند ظهره على الباب وانهمرت دموعه هو الآخر

-أنتِ التي أيقظت النبض داخلي، فلاَ تُعاقبيني بفقدانك لأن َجريمتي
الوحيدة أنِ أحببتك بكل خفقة قلب، بكل رعشة يد، بكل رمشة عين
فانا تعلمتُ العشق من همساتِك ... وتعلمتُ الحب من نبضاتـــِـــك ... وعلمتُ أن كل معاني حياتي في وجودكِ جانبي..

هتف من بين دموعه :
-ارجوكِ "سيرين" أنا في أشد الحاجة إليكِ، لا تتركيني سيرو
عندما لم يجد منه رد نهض كالمذعور فهو يكره ذلك الضعف، توجها لغرفة المرسم انهال على اللوحات الخشبية والقاها جميهم ارضًا وأمسك بالحامل الخشبي ورفعه ليهشم الصناديق الزُجاجية وتنسكب المحاليل الحافظة وتسقط القلوب أرضًا ليقف عليهم يدعسهم أسفل قدميه وظل يجوب بالغرفة يُحطمها تمامًا

ولم يكتفى بذلك هرول يجلب زُجاجات الكحول خاصته وعاد ثانيًا لداخل الغرفة واوصدها من الداخل ثم سكب محتوياتهم على اللوحات الخشبيه وبكل رُكن من أركان الغرفة ثم أشعل القداحة والقاها ارضًا لتضرم النيران داخل الغرفة وتلتهم كل ما يقترب منها

وقف "سادم" بمنتصف الغرفة يتطلع لالسنة النيران المستعرة التي تنهش كل ما طالته والدخان يتصاعد منما انعدمت الرؤية وتلاشت تمامًا
واتته نوبة أختناق بسبب الادخنة التي أستنشقها وكتمت مجرى التنفس، لم يقوم للباقي، سقط ارضًا مستسلمًا


اشفقت على حالته ونهضت تستقيم في وقفتها ثم فتحت المِزلاج ثم غادرت الغرفة تبحث بمقلتيها عنه لتشتم رائحة الحريق، ركضت بلهفة إلى حيث الغرفة المُغلقة التي ينبعث منها النيران والدخان.
ظلت تركل الباب بقدميها وتضرب بكفيها أعلى الباب تطالبه بفتح الباب:

-سادم ارجوك لا تفعلها "سادم" أنا بجانبك هيا انهض وافتح هذا الباب رجاء سادم أنا لن اتخلى عنك كما وعدتك، هيا افتح هذا الباب.

زحف بجسده ببطء شديد لكي يصل إلى باب الغرفة وجاهد في مد ذراعه وافلته بسبب عدم قدرة على التحكم بيده، ولكن كلما استمع لصراخها أشتد حماسه وظل يحاول ويحاول إلى أن فتح المزلاج، لتدفع هي الباب بلهفة وامسكت بذراعيه تسحبه لخارج الغرفة، ظلت تسعل بسبب الادخنة التي عبئت رئتيها وأغلقت مجرى التنفس ولكن غريزة الباقي كانت أقوى من أستسلامها لمصيرها.

وسحبت سادم خارج الشقة ثم أستنجدت بالجيران اللذين ابلغوا المطافئ لتاتي وتخمد الحريق الذي أكل الشقة بأكملها، ساعدهم إحدى الشباب بأيصالهم إلى المشفى الذي يعمل به سادم ليتم أسعافهم..

***
أما عن الوضع داخل الغابة..

أتت الشرطة الفيدرالية وتفقد الوضع داخل الغابة بعدما تم عزيز الإبلاغ عن ما يحدث من "جونجان" وأنها المُتسبة في غياب "ماري" ذهبت الشرطة تُحقق في الأمر لتتفاجئ بأن جونجان لم يبقى من جسدها إلا أشلاء وقد التهمتها الذئاب وتم تحريرهم من قيود اللعنة

وأخبرو الشرطة الفيدرالية بما دار وأنهم كانوا تحت رحمتها أثر تعويذتها السحرية والآن فُكت تلك اللعنة ويريدون العيش بالعاصمة وأنهم من فاقدين منازلهم أثناء الحرب لذلك لن تتركهم الشرطة بهذه الغابة ثانيًا، وتم التعرف على "ماري" أنها الفتاة المصرية التي كانت مفقودة بسبب الساحرة وأخبرها المُحقق بأنها عليها أن تذهب معهم لمقابلة صديقتها والطيار.
غمرتها الفرحة والسعادة لأنها سوف تلتقي بصديقتيها وذهب "ماكسر" معها فهو لم يتركها بعد الآن .

أبلغت الشرطة الفيدرالية الفندق الذي يمكث به "عزيز" و "نيروز" بأنهم وجدو أحدى الفتيات.
وأبلغت أدارة الفندق عزيز بالأمر وتحدثت معه لذلك هم بأن يزف الخبر السعيد ذاك لمحبوبته، دلف الغرفة مسرعًا وجدها واقفة في الشرفة تتابع المارين بشوارع العاصمة

اقترب منها ببطء ضمها من الخلف وأطبق ذراعيه على خصرها بتملك ثم طبعة قُبلة رقيقة أعلى كتفها الأيسر وقال:
- معشوقتي الجميلة عندي لكِ خبرً سار
دارت وجهها له بتسأل:
- ما هو ذاك الخبر

لم يحل أحكام ذراعيه من عليها ولكنه همس بمشاكسة أمام شفتيها الشهية:
- أشتهي قُبلة جامحة من حبات التوت هذا
برقت مقلتيها وعادت راسها للخلف بتحذير

تبسم على خجلها وأرد مراوغتها فهو يليق به خجلها ولكنه يُريدها أن تنجذب معه ولا تضع حواجزًا بينهما وأن تظل واثقة بنفسها وشخصيتها الضعيفة لابد وأن تتبدل لكي تتأقلم مع العالم الخارجي فهو لا يُفضل أن تظل بهذا الضعف.

داعب وجهها بأنفه لكي تتطلع له ولا تنظر أسفل بخجل وعاد يردد أمام شفتيها برقة ونعومة:
- هيا نيروزي هذا أول درس في تخطي خجلك هذا هيا.

ظل يُشجعها ويُحمسها لكي تفعل ما يُريده دون تردد منها، يُساعدها على بناء شخصيتها القوية ونسيان ضعفها
رفعت جذعها قليلا لتكون في مقابلة شفتيه ثم مالت ببطء وعيناها تجوب هُنا وهُناك بتردد رفع انامله ببطء على ظهرها يربت عليه بحنو ويهمس بصوت دافئ:

- الأمر ليس صعبًا بهذا الحد حبيبتي، لا تُفكري إلا فقط ب عزيز ونيروز وعشقهما الأبدي ، الذي سنحاكيه لأطفالنا فيما بعد يا معشوقتي رفعت أناملها عن الأرض قليلا لتشب بطولها ولثمت شفتيه قُبلة خاطفة لم يشعر بها من الأساس.

ضحك على فعلتها وقربها بتملك لترتطم راسها بصدره ثم رفعت مقلتيه الرماديتين الساحرتين تنظر له بدهشة ليميل هو بخاصته على حبات التوت يلتقطهما بين شفتيه في تلذذ وشوق لتبادله قُبلة بشوق وعندما ابتعد عنها وضع جبينه على جبينها وقال هامسًا:
- هكذا تكون قُبلة العُشاق يا معشوقتي الفريدة من نوعها.

تبسمت له وقالت وهي تداعب ذقنه النامية:
- هيا أخبرني ما الخبر
- لقد عثرت الشرطة الفيدرالية على "ماري" داخل الغابة أثناء مُداهمتهم للغابة
صرخت بفرحة وقفزت بسعادة مثل الأطفال التقطها هو بين ذراعيه ودار بها بسعادة والإبتسامة تنير وجهه من أجل سعادتها تلك ..

**
عودة إلى المشفى التي نُقل إليها "سادم" و " سيرين"
وتم وضع سادم داخل العناية أثر الاختناق الذي تعرض له أما "سيرين" فقد كانت بحالة صحية أفضل من سادم ولن تحتاج لعناية عندما أستشقت الهواء بأريحية تحسنت حالتها وظلت جالسة بالقرب من فراش سادم تنظر له بحزن شديد.

فهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل؛ هل تخبر الشرطة الفيدرالية بما فعله سادم على مدار عام مضى أم تظل صامتًا على تلك الجرائم ضميرها لن يسمح لها بذلك؟ وهي الآن في حيرة بين قلبها وضميرها
تُشفق على ما عاناه طوال حياته ولكنه مُخطى ويجب مُعاقبته على كل ما أقترفه من خطأ

كما أن حُبهم هذا محكوم عليه بالموت فزواجهم مُستحيلا بسبب أختلاف ديانتهم فهي مُسلمةً وهو مسيحي وليس في العقيد الإسلامية يحق لفتاة مُسلمة أن تتزوج بغير مُسلم .

هذا حُب خاطى ونمى في ظروف مُعقدة وسوف ينتهي قبل أن يخط بدايته ، ليس بالضرورة أن تتوحد دائما قلوب العُشاق، حبهم هذا مُستحيل أن يكمل ويتتوج بالزفاف ولكن ما داخل القلوب سيظل داخلها.
"الحب المستحيل هو أن تحب شخص لن يكون لك أبداً، فهو حب لا يمكن أن يكتمل أبداً"

الحب هو طريق مجهول مظلم، نتخبط بأرجائه لا نعلم إلى أين سنصل، هل ستكون النهاية ضوء ساطع يملأ قلوبنا حب وفرح، أم سيكون مظلم يملأ كياننا خيبة وألم.

رفعت أناملها تمحي دموعها المنسالة على وجنتيها وباليد الأخرى تمسك بكف حبيبها المُمدد على الفراش الابيض داخل المشفى وجهاز الأكسجين موضعًا على أنفه بعناية ليستنشقه لكي يسترد وعيه بعد تلك الوعكة التي كادت أن تودي بحياته وتنتهي أنفاسه داخل الغرفة التي أحرقها وكان يود الخلاص من حياته داخلها.

أخبرت المشفى الشرطة في ذلك الوقت لكي يتم التحقيق فيما أصاب الطبيب "سادم" داخل منزله الذي أندلع به الحريق واتَ المُحقق لكي يُحقق في تلك الواقعة.

**
أما عن "نيروز" و"عزيز" فغادرو الفندق على وجه السرعة متوجهين إلى مخبر الشرطة لمقابلة "ماري" ومعرفة ما حدث معها في تلك الأيام الماضية..

عندما تلاقت الاصدقاء ركضوا بلهفة لترتمي كل منهما بأحضان الأخرى وانهمرت دموعهم في حزن عميق بسبب كل ما مرو به في تلك الأيام العصيبة
بعد عناق دائم لعدة دقائق لا تريدان الابتعاد هتفت "نيروز" بتسأل عن صديقتهن الثالثة فهم مُثلث من الصداقة لا يتفرقًا كل واحده منهن تُكملها الأخرتين ، ثلاث أضلاع متكاملين مُترابطين

- أين "سيرين"؟
جذبتها ماري من كفها وجلسوا بالمقاعد الشاغرة ، فهي تعلم مدا ضعف نيروز وأنها ستنهار بالبكاء ثانيًا عندما تقص عليها ما حدث داخل الغابة قبل عدة ساعات ..

ووقف عزيز يتطالعهم بشفقة فقد علم ما حدث وتحدث مع ماكسر وهو واقفًا بجواره الان ولازال ماكسر يسرد له ما حدث وعينان عزيز في اتساع بسبب ما يرويه ماكسر ، فهذة حكايات مثل حكايات الأساطير لا عقل يستوعبها أو يُصدقها ولكنهم تعايشوا الموقف بأكمله وهذا واقعًا مريرا متعمقين في دواخله وكُلما فُكت عُقدة تتعقد الأخرى..

صرخت بصوت مكلوم ووضعت كفها على ثغرها تكتم صرختها المكلومة وجسدها أصبح يرتجف بقوة
حاولت ماري السيطرة عليها وتضمها لاحضانها ولكن اتتها حالة من الفزع والرهاب ولم يتحمل جسدها الضئيل كل هذا فقدت وعيها في الحال.

ركض إليها عزيز بلهفة وقلق وظل ينادي باسمها ويربت بخفة على وجنتيها ولكن لن تستجيب نيروز وكأنها في عالم أخر بعيدًا عن هذا العالم .

أتت سيارة من الشرطة الفيدرالية وقررت أن تقلهم للمشفى بسبب ما تعرضت لها نيروز ، وبالفعل تم نقلها داخل سيارة الشرطة إلى المشفى وماري تحتضن جسدها وماكسر وعزيز بجوار ماري..

**
داخل المشفى لم تجد "سيرين" إلا أعلان الحقيقة وأخبرت الشرطة كل ما حدث وتم ربط الأحداث بما حدث داخل غابة الأشباح ولم تخفي شيئًا داخلها قصت منذ اللحظة التي أرسلتها "جونجان" لطبيب السادم إلى أن أشعل سادم الحريق داخل غرفة المرسم

وقصت على مسامعهم أيضا ما حكاه سادم من ما تعرض له من طفولته وأنشات منه شخصًا أخر مُعقدًا وبحكم دراستها للطب أخبرتهم بأنه يُعاني من اضطراب الشخصية السادية وهي من دفعته لارتكاب الجرائم دون وعي منه وأدراك تام بما يفعله فقد يكون تحت تأثير العنف الذي وقع عليه بالماضي صنع منه شخصية أجرامية تتلذذ بتعذيب الفتيات ، ينتقم لنفسه ولطفولته وكل هذا حدث له بسبب والده اولا ثم زوجة ابيه هما المُتسببين الوحيدين فيما حدث وسيحدث له، هم الذين دفعوه ليصبح مُجرمًا كدافاع عن ضعفه وما تعرض له في طفولته وعلى مدار حياته ..


السادية” باختصار هي اللذة بإيقاع الألم على الآخرين سواء كان لفظيًا أو جسديًا، فالشخص السادي هو شخص متسلط، عديم الرحمة، عديم المسامحة لمن أخطأ بحقه بقصد أو دون قصد، يسعى بكل الطرق لتحقير وإهانة وإذلال الآخرين، وسحق آدميتهم، وجرح كرامتهم، ويتلذذ بذلك، ولا يشعر بالذنب عند ارتكابه الأخطاء أبدًا، ويتصف بعدم الثقة بمن حوله، والشك الدائم بالآخرين، والتعصب لرأيه وفكره، وعقاب من ينتقده، وغالبًا ما يعاني الشخص السادي من الوسواس القهري..

لم تعترف الشرطة بالجانب النفسي الان كل ما يهمها معرفة الجاني الحقيقي في أرتكاب الجرائم ودور المحكمة في أثبات المرض النفسي الواقع عليه وهل هو مسئول عن أفعاله أم لا هذا أيضًا من أختصاص الطب النفسي، لذلك عليها الآن أتخاذ قرار أعتقاله والتوجيه إليه بكافة الجرائم التي أقترفها، ولسوء حالته الصحية سوف يُقام بتكبيل يديه بالافصاد الحديدية وتعين حراسة أمنية على غرفته لحين استرداد وعيه ثم يتم التحقيق معه داخل المخبر هكذا هي قوانين البلد ..

بينما انزوت"سيرين" على مقعدها لا تعلم هل أخطأت عندما أخبرت الشرطة بالحقيقة الكاملة أم أنها على صواب ولا يجب أن تتستر على مُجرم مُحترف بهذا الشأن فهو قاتل مُتسلسل ينجح في أستدراج ضحيته والايقاع بها ثم ينهال عليهن بالضرب والتعذيب وينهي حياتهن وتمزيق صدورهن وأخراج قلوبهن دون أن يرمش له جفن ، أي قلب هذا الذي يمتلك كل أساليب التفنين في تعذيب ضحاياه..

**
دلفت نيروز غرفة الطواريء ليتم فحصها فيبدو انها تُعاني حالة رهاب حادة ولن تمر بهدوء
وفي ذلك الوقت كانت المشفى تعم بالشرطة الفيدراليه وحالة من الهرج والمرج أصابت الجميع عندما علمت المشفى من هو القاتل المُتسلسل وبعضهم يُصدق والبعض الاخر لم يستوعبُ بعد بأن الطبيب الجاد الصارم الحاسم في عمله هو نفسه الفاعل..

استرقت ماري السمع عندما همست إحدى المُمرضات باسم "سادم" الذي تردد كثيرًا على مسامعها وركضت إليها تتسال بلهفة ماذا حدث له واين سيرين الان
اجابته بهدوء بأنه داخل غرفة الرعاية بجانبه الطبيبة "سيرين" وانه قاتل مُحترف وهذا ما صدم الجميع.
تركت عزيز بجانب نيروز وركضت هي لطابق الثاني بحثًا عن سيرين وركض ماكسر خلفها يتسال بقلق عما أصابها لتخبره بانفاس لاهثة بأن سيرين بالمشفى ويجب أن تراها

وجدتها منزوية على مقعدها برُكن بعيد هتف ماري منادية إياها بلهفة:
-سيروو
تطلعت "سيرين" لصاحبة الصوت ونهضت ترتمي باحضان صديقتها تبكي بنحيب يُقطع نياط القلب، ظلت ماري تهدهدها وتطلب منها ان تكف عن البكاء ثم ابتعدت عنها برفق ونظرت لها بقلق قائلا:
- هل أصابك شيء؟ ماذا فعل بكِ هذا المُختل؟
عادت تبكي وتشكي لها ما فعلته تتسال هل هي على صواب ام خطأ

اتسعت عين صديقتها بصدمة وعلمت بأن صديقتها عاشقه لهذا القاتل المُختل عقليًا وقعت أسيرة الهوى وليس على القلب سلطان
جذبتها لاحضانها وحاولت مواساتها ولكن حدثتها بصدق ولين:

-اعلم بما تشعرين به ولكنكِ فعلتي الصواب، هذا مُجرم يجب أن يُعاقب ولا تُحملين نفسك الذنب فهو من أخطئ بحق نفسه وحق ضحاياه، ما ذنب هؤلاء الفتيات سيرين؟ باي ذنب قُتلُ

بكت سيرين وقالت بصوت حزين مُنكسر:
-اعلم بأن عشقي له مُستحيل ولكنه حدث "ماري" لم استطيع التحكم بقلبي، كُنت أود مساعدته، وعدته إلا اتخلى عنه وفعلت.

ضمتها بحنو وقالت لكي تنسيها حزنها بأن "نيروز" في حالة انهيار وحالة من الرهاب يجب أن تراها الآن، سارت معها بقلب مكلوم وذهبت إلى غرفة نيروز

استردت وعيها ووجد "عزيز" بجوارها جالسًا على حافة الفراش يمسد على خصلاتها البنية برفق ويداعب انفها بأطراف اصابعه لكي يجعلها تبتسم وبالفعل نجح في رسم إبتسامتها.

امطرها بكلمات من العشق احتاجت قلبه ويريد الإفصاح عن تلك المشاعر
-أُحبكِ يا ملكة مُتربعةُ على عرش قلبي، لن أسمح لدموعكِ بالتساقط مرةُ أخرى فهمتي يا معشوقة الفؤاد، يا بلسم الروح وغذاء القلب، قلب عزيزك لا يتغذا إلا على انفاسك السمفونية التي تعزف على أوتار قلبي، وأبتسامتك الساحرة التي تُنير دربي ولمساتك الحانية التي تُمطرني بحُبك وحنانك
عزيز سندك وامانك
قالها بحركة مشاغبة ثم غمزه لها بعينيه وضمها لصدره بحنان..

الحب الحقيقي.. هو أن ترمي لهم بطوق النجاة في لحظة الغرق.. وتبني لهم جسر الأمان في لحظات الخوف.. وتمنحهم ثوبك في لحظات العري كي تسترهم.. تم لا تنتظر المقابل.. !

**
دلفت ماري وسيرين غرفة نيروز، ابتعدت عن أحضان عزيز ونهضت مُسرعة من فراشها صارخه باسم سيرين وتعانقًا ثلاثتهن في عناق حميمي وانسابت دموع الفرح على لقاءهن ثانيًا وقد جمعهن الله بعد فراق ايام ولكن بدت لهن أعواماً بسبب ما تعرضن لهن ثلاثتهن في تلك البلدة الغريبة عنها وهتفن في أن واحد
نُريد العودة لبلدنا الحبيب، لقد اشتقنا لعائلتنا، ويكفي ما حدث لنا هُنا

تبسمت سيرين وقالت مقولة والدتها الحنونة التي تشتاق إليها حد الجنون
"من خرج من داره قل مقداره"
ارتسمت إبتسامتهن على وجوهن الجميلة..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي