عدل السيكوباتي

yasmin92480`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-06-24ضع على الرف
  • 86.8K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول الرسالة

(١)


الرسالة

(قد تروني قاتل أو سفاح، ولكن هذا عدل السيكوباتي)



طبق يزن بيده على الورقة وهو يضغط أسنانه بغيظ شديد قائلا بغضب:
_ إنه يستهزأ بنا.

حرك معز رقبته بإرهاق وقال بسخرية:
_ ألم تطلق عليه هذا الاسم بالصحافة سابقاً؟

أشعل يزن سيجارته ونفث دخانها قائلا:
_ إنه مريض نفسي، مسخ دميم وسيقع يوماً ما بيدي.

سأله معز ببديهية:
_ لماذا تأخذ تلك القضية بشكل شخصي؟!

التفت يزن ناحيته وقال مسرعاً:
_ أين الشخصي باهتمامي؟! نحن ضباط شرطة وموقفنا حرج للغاية.

صمت للحظة ثم قال:
_ ألا نجلس الآن وننتظر بلاغ لضحية جديدة من ضحاياه، ونحن لا حول لنا ولا قوة؟

شعر معز بالإحراج وقال :
_ نعم معك حق.

إنتبها الإثنان على طرقات على باب الغرفة، ثم إنفتح الباب ودخل مجند أدى التحية العسكرية وقال:
_ سيادة اللواء عزمي بانتظاركما سيدي.

مسح يزن وجهه بكفه وسحب نفساً طويلا وقال:
_ هيا بنا.

ذهبا الإثنان إلى غرفة اللواء مكفهر الوجه عابس العينين، والذي قال فور رؤيتهما:
_ هذه المرة الدنيء قتل طفل عمره تسع سنوات.

شهق معز بداخله وقال بصدمة:
_ تسع سنوات؟! إنه كما قال عليه يزن، مختل.

جلس يزن متهاوياً بجسده على المقعد وقال:
_ وهل مثل بالجثة ككل مرة؟

أجابه اللواء قائلا:
_ نعم، قطع ذراعيه وساقيه وألقى بالجثة على الطريق الصحراوي .

طالعهما بنظرات حازمة وقال:
_ يجب عليكم الانتقال فورا إلى مكان هذا الطفل، والتحقيق في هذا الموضوع بشكل دقيق.

وقف يزن مضيقاً عينيه وقال بتمني:
_ سنتحرك على الفور، ربما هذه المره نستطيع الحصول على أي خيط لنعثر من خلاله عليه.

أدى الإثنان التحية العسكرية وخرجا مسرعين إلى مكان الجثة، بعد نصف ساعة صف معز سيارته قائلا:
_ أتمنى لنا التوفيق.

هبط الاثنان من السيارة يطالعان هذا الجمع الكبير من الناس والصحافة؛ ليقول معز بسخرية:
_ تطلع من هنا.

وضع يزن كفيه في جيبي بنطاله وقال بلا مبالاة:
_ دون أن أتطلع، أعرف أنها ستأتي بالتأكيد.

عبر الاثنان هذا الجمع، وانحنى معز وأزال تلك الأوراق من على جثة الطفل وهو يضيق عينيه من بشاعة ما يرى وقال:
_ يا إلهي.

_ الطفل يبدو أنه قد عُذب كثيراً قبل وفاته، ألا تري تلك "السحجات" على جسده، والكدمات الزرقاء تشير إلى عذاب ربما طال لأيام، وأين ذراعيه وساقيه؟!

سعل يزن بقوة من هول الموقف وقال:
_ معز ناولني القرص المدمج والذي ستجده تحت ظهره.

بالفعل حرك معز جثة الطفل ووجد القرص المدمج تحت ظهره، فسحبه وناوله إلى يزن وهو يقول:
_ لنرى ماذا فعل هذا الطفل كي تكون نهايته بهذا الشكل.

تطلع يزن بالقرص وقال بشرود:
_ أريد ايضا أن نعرف من هو عن طريق البلاغات المقدمة باختفاء الأطفال للأيام السابقة.

هز معز رأسه وقال وهو يعيد الاوراق على جثة الطفل:
_ حسنا لا تقلق، سأنهي هذا الأمر اليوم .

انتبه الاثنان على تقدم يارا الصحفية ناحيتهم؛ فرفع يزن عينيه بملل وقال على مضض:
_ هذا ليس يومك، من فضلك ابتعدي عني .

توقفت أمامه وحركت نظارتها الطبية قليلا وقالت بضيق:
_ لماذا تتحدث معي بهذه الطريقة، انا صحفية وأؤدي عملي، وعملي هو أن آخذ منك المعلومات؛ كي أساعدك .

ضحك يزن ضحكة عالية وقال بسخرية لم ترق لها:
_ أنت تساعديني ؟! من فضلك أنا مرهق بما فيه الكفاية، ومنظر الجثة وتلك الجريمة البشعة يثيرون في أي نفس الرعب والاشمئزاز، ولا ينقصني أنت.

وضعت ذراعيها في خصرها وقالت:
_ وهل أنا أثير الرعب والاشمئزاز؟!

وقف معز أمامها لتدارك الموقف وقال، بينما أولاها يزن ظهره:

_ يا أستاذة يارا، نحن نمر بظروف صعبة وإن عرفنا أي شيء، سنخبرك أنت أولا على الفور، كي يكون سبق صحفي لك.

إقترب أحد المجندين وهمس ليزن بأذنه مشيرا على ثلاث رجال، بينما تابع معز قائلا:

_ ولكن من فضلك، عندما نكون في مسرح جريمه، أو بمكان عمل لن نريد أن نراكِ أمامنا.

ضربت يارا الارضية بحذائها وقالت بتذمر:
_ هذا يكفي، لماذا تعاملونني بهذا الشكل؟!

ثم أشارت على يزن بيدها وتابعت:
_ إنه اتخذ ضدي إجراء عنيف، قبل أن أتحدث حتى.

التفت يزن ناحيتها وقال بعصبية وفقدان صبر:
_ أي إجراء عنيف؟ أنني قلت لك ابتعدي من فضلك ! نحن جهة التحقيق ونريد أن نستجوب الشهود، ووجودك هنا يعطلنا، انصرفي لو سمحت.

عادت خطوتين إلى الوراء وقالت بذعر مخفي من هيأته المرعبة بجسده الرياضي هذا:

_ حسنا سأبتعد الآن عن مرمى عيناك، ولكن عندما تنتهي من تحقيقك مع الشهود، سآتي لمعرفه ما حدث، وهذا حقي وأنا لن اتنازل عنه.

رفع يزن سبابته في وجهها وقال بغضب :
_ عن أي حق تتحدثين ؟ أنا إن أردت سأخبرك، وان لم ارد لن اخبرك، هذه معلومات سرية، أءخبرك بها كي تصل إلى هذا المختل ؟

اقترب منها خطوة واسعة حتى أصبح وجهه مقابل لوجهها وقال:

_ هل تعلمين شيئا؟ هذه المرة سأخبرك بما تريدين، ربما يأتي لك ويقطع رقبتك، وتكونين أنت الضحية قادمة؛ كي ارتاح من لسانك هذا إلى الأبد.

تحسست يارا رقبتها وقالت بذعر:
_ أنا لم أفعل اي أمر خاطئ بحياتي كي يختارني للقتل.

ابتسم يزن بسخرية وقال:
_ فلترفرفي بجناحيك يا ملاك، ولكن بتلك الزاوية البعيدة، وإلا سأتحفظ عليك بتهمة إزعاج السلطات وعرقلة التحقيق.

عدلت من وضع حقيبتها على ظهرها وقالت باستسلام:
_ حسنا، ولكن ليس لأنني خائفة منك .

التفتت بظهرها واقتربت من المصور المساعد لها، بينما ابتسمت عين يزن ابتسامة خافتة، لاحظها معز فقال بفقدان صبر:
_ فلنتابع التحقيق، ربما نصل لأي خيط جديد هذه المرة.

جلس يزن ومعاذ في مواجهة الحاسوب، بإنتظار أن ينتهي هذا التحميل البطيء، حتى يروا ما بداخل هذا القرص المدمج، وكيف عذب القاتل هذا الطفل بتلك الطريقة البشعة..

وكيف ولماذا اختاره هو؛ كي يقيم عليه طقوسه الغير آدمية، لإرثاء عدله كما يقول، بدأ الفيديو في العرض؛ فقال معز بترقب:

_ ما الذي سيكون فعله هذا الطفل، كي يقتل من الأساس؟!

عاد متطلعا لشاشة الحاسوب، فوجدوا هذا الطفل يتطلع حوله وكأنه يخشى أن يراه أحد، ثم تمسك بقطة صغيرة، وركض ناحية المنطقة الخلفية لبيته، وتمسك بذيلها وبدأ يلفها في الهواء، وهو يضحك ضحكة عالية ..

وكأنه مستمتع بصوتها الذي يرجوه أن يتوقف، ثم صفع جسدها ورأسها في الحائط المجاور له أكثر من ثلاث مرات، حتى نزفت القطة من كل مكان..

وعندما شعر أنها تفارق الحياة، ألقاها على الأرض ودعسها بقدمه، وهو يتلذذ برؤيتها تموت، لم يشعر معز بنفسه فقال بغضب:

_ ماذا تفعل يا ولد؟! إنه مجنون، كيف فعل كل هذا بالقطة دون أن يشعر بلحظة تردد واحدة ؟

شدد يزن على كفه وقال بتعقل :
_ انتظر يا معز، لنتابع الفيديو، ونرى كيف قاتله الطفل قبل أن يلقيه على الطريق بهذا الشكل؟

وبالفعل توقف عرض الفيديو قليلا، ثم عاد إلى العمل وقد وجدوا هذا الطفل مكبل في كرسي خشبي، وفي فمه قطعة بلاستيكية تسده، ويبكي ويطالع شخص ما يقف خلف آلة التصوير بذعر..

قال يزن بتعجب:
_ كيف استطاع ان يستدرج الطفل لوكره؟! طفل مثل هذا لن يذهب مع شخص غريب بسهولة!

وجدوا هذا القاتل يقرب زاوية التصوير ناحية قدمي الطفل في صورة مقربة، ثم ظهرت يديه في تلك الصورة، بعد أن اقترب منه، وهو يرتدي قفازات جلدية بنية..

وكان يحمل معه آلة حادة كبيرة، وبدأ في قطع قدمي الطفل، وهو يصرخ بعذاب كبير، بعد أن انتهى عاد إلى آلة التصوير، وعدل وضعيتها خلف مقعد الطفل، حيث كانت يديه مكبلة بالخلف..

وفعل بهما كما فعل بساقيه، وما أن وقع جسد الطفل على الأرض؛ حتى اقترب الرجل بسكين من بطنه وبدأ في فتحها وهو ما زال يكابد الموت ويصارعه..

ثم أخرج قلبه من صدره وتمسك به بيده بوحشية، وألقاه على الأرض ثم دعسه بقدمه، كما دعس ذلك الطفل القطة، وانتهى المقطع المصور عند هذا الحد..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي