٤ فريق فتيات القوة والمازحين

: «الفوز لنّا يا فتيات!»

: «هؤلاء الفتية لا يمكنهم الفوز علينا.»

: «بكُل تأكيد لا يمكنهم الفوز على فتيات القوة!»

يدخلن مجموعة من الفتيات إلى قاعة التدريب بصخبٍ وعفوية، وصوت ضحكاتهم يتردد في المكان يلفتون الأنظار إليهم كالمعتاد منهم.

صفقت چاسمين جالبة أنظار الفتيات لها، حمحمت بجدية ثم قالت تحدق بهم بحدة لعلهم يدركون حديثها: «لا اريد أي أخطاء فسوف نفوز على هؤلاء الهمج اليوم، مَن سوف تُخطئ ستُبدل.»

أشارت لهم بالسبابة بكُل تحذير وتهديد: «لا أخطاء، أنه مُجرد الفوز.»

صفقن الفتيات بحماسةٍ، وتجمعنَّ يضعون أيديهم فوق بعضها يعدون تأكيدًا لخطبة چاسمين: «ثلاثة..»

: «اثنان..»

: «واحد.»

: «الفوز لنّا.»

صاح الفتيات يرفعنّ ايديهم عاليًا ثم ينزلونها صارخين بفتورٍ مستمتع: «فريق فتيات القوة مَن سيفوز اليوم.»

ما ان أنتهوا رفعوا ايديهن لأعلى مرة أخرى يصرخن بحماسٍ يتأدج داخل اوصالهم.

تنهدت چاس بيأسٍ تضع يدها فوق جبهتها وتخاطب سولين بنظرةٍ جانبية: «فتيات القوة! حقًا؟»

ضحكت سولين ببلاها قائلة بضحكة ممازحة: «لا تنكرِ أنه رائع، أعلم بأنه كذلك.»

انهت كلماتها بفخرٍ مصطنع، لتنظر لها چاس بيأسٍ مرة أخرى، نادمة على وضع شخصية ممازحة مثل سولين نائبة للفريق.

باشرن الأحماء أسفل توجيهات چاس الصارمة لهم: «روز إذا بقيتٍ تجدلين شعرك هكذا لن ننتهى اليوم!»

نفخت روز الهواء بسخطٍ مِن صراخ چاس عليها لتقترب بيلا ذات الملامح الآسيوية سريعًا من روز تساعدها على جديل شعرها قبل أن تثور چاس بهم: «سوف ننتهى سريعًا!»

ابتسمت روز لها: «شكرًا لكِ، بيل.»

: «لا بأس. شعرك الوردي لطيف، روز.»

وأنضم لهم في الجزء الاخر مِن قاعة التدريب فريق الفتيان الذي بدوره يُسمى 'فريق المازحين' فكان من أختيار لوكاس قائد الفريق ذاتًا.

اقترب لوكاس من المنتصف وكذلك سولين تلكم كتفه بمزاحٍ: «لا تكن لئيم مع فتياتي، حذر فتيانك!»

ضيق لوكاس عينيه العسلية ذات الخيوط العشبية بشكٍ تجاه سولين: «أهذا تهديدًا، سولي؟»

رفعت سولين كتفيها تزيف عدم معرفتها، وتقترب أكثر متلاعبة بمقدمة سترته بغنجٍ واضح له: «كما تَعلم سعادتي هي سعادتك، عزيزي.»

اتسعت ابتسامته يرفع يده فوق وجهه يخفي تورد وجنتيه مِن مُجرد لقب نبست به، ضحك يشيح وجهه بينما يؤمي بتأكيدٍ: «كما ترغب سولي سيكون.»

ابتسمت سولين بثقة ويخفض لوكاس رأسه في نيه الاقتراب منها لتربت فوق رأسه كجروٍ صغير تصدمه: «فتى جيد!»

نفض يدها سريعًا يستقم خوفًا من ان يراهم أحد الطلاب أو الابشع تصويره وهو في وضعية كهذه: «بحقك، سولين!»

ضحكت تدفعه بتشجيعٍ رغم علمها ان فريق فتيان المدرسة يقابلونهم في المسابقة لأجل الاستمتاع ليس للمنافسة، لأن كل مرة فريق الفتيات هو الفائز الوحيد في هذه اللعبة.

تجمهر الطُلاب في المدرجات مُتحمسون لأخر جولة بين الفريقين، والتي بدورها سوف تُحدد الفائز، كونهم مُتعادلين.

تقدم المدرب والذي يكون المشرف على هذه المسابقة المكونة قبلًا من الطُلابِ، كنوع من المرح بينهم. انطلق صوت صفير صفارة المُشرف للاستعداد، جاعلًا الفريقين يقفون في أماكنهم المخصصة.

طرقعت چاسمين أصابعها استعدادًا بينما تشجع فريقها: «تَذكرنّ هذه المُسابقة تمهيد لأخرى خارج نطاق مدرستنا وفريق المجانين ذلك.»

هن لاعبات الكرة الطائرة بالفعل، جميعهم مدربون وحاصلين على جوائز، أما فريق الفتيان لاعبو كرة السلة وسوف يصلون للدوري النهائي على مستوى المملكة عما قريب.

الفريقين يقابلون بعضهم البعض، من يسدد عدد ضربات الكرة أكثر هو الفائز في أول مرحلة في جولة اليوم.

وقفت أحدى المشجعات في المنتصف طالبةٍ مِن القائدين الأنضمام لها: «اقتربا رجاءً.»

تقدم لوكاس، وچاس للمنتصف مُصافحين بعضهم بجدية وحدّة، وكأنهم في مباراة عالمية وشرارة توتر الفوز تتصاعد بينهم!

نظرت المشجعة إلي لوكاس والتي بدورها ذاتها جورجي الشقراء قائلة بغنج ونظرات مُتلاعبة جعلته يشعر بالضغط ليس منها بل من نظرات سولين التي أصبحت ثاقبة تجاه وكأنه هو من يتغزل بالفتاة: «ماذا تختار الأسود أم الأحمر؟»

رمق لوكاس بطرف عينيه سولين الواقفة عاقدة ذراعيها وترفع حاجبها الأيسر، لوهلة أرتبك وظن بأنه أخطأ.

هسهست سولين بضيق بَيّن: «إذا أختار الأحمر سوف أجعل أيامه القادمة سوداء.»

رفعت سولين حاجبًا أشقر ليبتلع لوكاس رمقه بصعوبة ويجيب بينما يغمض عينيه وبدون أن يوجهه حديثه إلى المشجعة حتى: «الأسود.»

فتح عينيه يطالع مرة أخرى سولين ليجدها تبتسم برضى، وحينها أبتسم هو بأنتصار وكأنه فاز بالجائزة، وكأنه أجاب على سؤالٍ حير العلماء.

لكزت روز سولين مُتسألة باستنكار: «لحظه أين ذهب غضبكِ؟»

أبتسمت سولين تتأبط ذراع روز قائلة بمللٍ وكأنه ابسط شيء: «المعتاد اللونين الأسود والأزرق، لا اعلم من اين أتت هذه العاهرة بالأحمر!»

لوحت سولين بيدها وكأنه لا شيء تسترسل بجدية: «ايًا كان، فلتذهب للجحيم، إذا كان نظر لها واجاب بالأحمر هكذا يرسل لها بأنها مثيرة أيتها الحمقاء.»

: «اوه.. أتعنى.. »

تفهمت روز وهي تؤمي برأسها وتؤمي سولين لها بينما تغمض عينيها بتأكيد تتكتم على السر الصغير بينهم عن حقيقة جورجي: «لا تفتحي هذا الفم الثرثار.. أو تعلمي لا بأس!»

ضحكت روز بيأسٍ وفازت چاس تحصل على الضربة الأولى بينما أرسلت سولين قُبلة طائرة إلى لوكاس الذي مثل فقدان الوعي بمزاحٍ عندما التقط القبلة الطائرة.

: «انظري له.. هذا الفتى حقًا!»

صاحت إحدى فتيات الفريق بيأسٍ من مزاح لوكاس رفقة سولين، والأخيرة حركت ذيل شعرها الذهبي بكُل ثقة وتدلل مستمتعة بمزاحه: «يكفى أنه يضحكني!»

بدأت اللُعبة والفتيات يتفادين الكرة في دور الفتيان بقدر الأمكان. عندما تكاد الكرة تلمس فتاة يصرخون بهلع وصوت الطُلاب يتعالى بحماس وضحكاتٍ عن كونهم يهلعون من مجرد اقتراب الكرة.

حلّ الصمت الحاضرين وكلا الفريقين عندما جاء دور فتى ضخم البنيه، ظل ينظر لهن بنظرةٍ ثاقبة يُحدد هدفه الأقرب، وتطالعه چاس بقلق تنبس لفريقها: «لا أحد يلطقت الكُرة، فقط تفادوها!»

سخرت أحدى الفتيات بلذاعة: «مَن يستطيع مواجهة بيتر!»

وافقتها بيلا تؤكد بينما تنظر برتابة له: «حتى اعضاء فريقه يهابون منه لدرجة الابتعاد حين يأتي دوره وكأنه سيلتهمهم إذا خسر!»

ترحكن الفتيات بعدم راحة منتظرين التصاق الكرة في وجه احداهن فلقد رأه يكسر زجاج عمود السلة في إحدى المباريات من قوة القاء الكرة.

لحظات من الصمت المترقب انكسر عندما ألقى بيتر الكرة بقوة في اتجاه فتاة بشعر أشقر صابغة أطرافه بالأزرق، صرخت روز تُنبها: «ستيلا، أحذ... سُحقًا!»

لكن قد فات الأوان بالفعل.

صرخت ستيلا بهلع عندما تم دفعها إلى الخلف بسبب قوة ألقاء الكرة عليها، وقعت أرضًا تنكمش آلمًا بينما تمسك معدتها واستقام الحاضرين بقلقٍ ينظرون لها وبعضهم يصور بالفعل.

دوت صُفارة المُشرف يوقف اللُعبة على الفور ويصرخ في الشاب: «بيتر ميكانزي!»

تجمعت الفتيات حول ستيلا بقلقٍ بينما هي تتمسك بمعدتها تتلوى أرضًا وتهسهس: «هذا اللعين!»

حاولت كتم أنينها المُتألم لكنها صرخت بالسباب تجعله ذاتًا يطرف باندهاش، حاولنَّ الفتيات مساعدتها على الوقوف وتساندها سولين بنظرةٍ حزينة لأجلها: «سوف نرد له الصاع.. أتستطيعين الوقوف؟»

اومأت ستيلا تستند عليهم وما زال مكان دفعها ينبض بالألم: «استطيع.. لكن يبدو أنني لويت كاحلي!»

ضحكت چاس تهز رأسها تصيح بها بعتابٍ: «نحن قلقين على كسر أحد ضلوعك وأنتِ تتذمرين على كاحلك؟»

أشارت لهم بمزاحٍ لتقلق من حدّة الشحنة التي مرت عليهم منذ قليل: «اخرجوا هذه المدللة من اللعبة!»

شخرت ستيلا بسخرية ترفع اصبعها الأوسط إلى چاس: «تستحقينه.»

خرجت ستيلا من اللُعبة بينما الطُلاب المشاهدون هدئ صخبهم ويتهامسون فيما بينهم عن كون بيتر هاربًا من مصحة ولم يكمل علاجه بعد.

انتشار الشائعات بين المراهقين كرمي عود كبريت مشتعل في كومة قش.

أرتبك الفتى من وضع ستيلا ولكنه لم يصرح بذلك حفاظًا على ماء وجهه بينما لوكاس شحذه بغضبٍ يدفع كتفه بتأنيبٍ: «بيتر، أخبرتك لا عنف أيها الحقير.»

احنى رأسه بندم فورًا، ينظر حيث ستيلا التي تبكي ألمًا، وحولها بعض الفتيات. مَن تلوح أمام وجهها حتى تستطيع التنفس، ومَن تمسح قطرات العرق المتكونة فوق جبهتها.

نفي إلى لوكاس بندمٍ: «لم أقصد! لقد ظننتها ستهرب.. لكنها تيبست فجأةً.»

: «أنت ميؤس منك!»

نظرت چاسمن إلى سولين التي اومأت لها وبين حاجبيها تقطيبه تنم على تضايقها، وإصرارها على ما يتحاورن بشأنه.

أخذ بيتر أنذار، وتم استأناف اللعبة ليبدأ دور فريق فتيات القوة.

قبل البدء صاحت روز فجأة تلتقط الكرة من بيلا: «تغيير في الخطة 'قوة الهجوم' ابدأ.»

بدلن الفتيات أماكنهم بسرعة جعلت فريق الفتيان يرتاب من فعلتهن. أمسكت روز الكرة وكادت تلقيها لكنها صدتها بيدها تلتفت، وتُمررها إلى سولين التي ألتقتطها سريعًا، وتدفعها بقوة ناحية الفتى الضخم الواقف خارج حدود اللعبة.

لم يكن مُنتبه منذ البداية، وحركتهم هذه شتت الفريق بأكمله، شهق بعض الطُلاب والآخرين يصيحون بتشجيع ويصفقون لهم يتخللهم شعور الفخر والانتصار، فلقد ألتصقت الكرة في وجه الفتى جاعلته يتقهقهر خطواتٍ.

قفزت سولين بحماسة من تسديد الكرة كما خططن تابعها قفز الفتيات عليها يحتضنوها، وضربت كفها بكف روز بأنتصار: «فعلناها!»

ابتعدت الفتيات يقفون بصف يرمقون الفتى بنظرة حادة غير مهتمين بكونه خارج اللعوبة بالفعل، تنهد المشرف بيأسٍ يمرر كيس ثلج لبيتر ذو الجبهة الأعين الحمراء: «لا تنظر هكذا، أنت تستحقها!»

بينما ستيلا التي تحسنت قليلًا بمساعدة الممرضة التي كانت تُشاهد اللُعبة هي الأخرى، كادت ستيلا الأبتسامة تصل لأذنيها عندما وقع أرضًا هو الاخر، وعندما هبط فوق المقعد المجاور لها المخصص للمصابين، رفعت رأسها بغطرسة وأنتصار.

تنهد بيتر يزم شفتيه، بعد تفكير طويل أمسك زجاجة الماء بجواره يمد يده بأتجاه ستيلا وهو ينظر أمامه، أنتبهت له أخيرًا تنظر إلى يده ثم وجهه من فوق كتفها، فقال سريعًا يجعلها ترفع حاجبًا: «يدي سوف تؤلمني.»

كتفت ذراعيها بنرجسية تنظر أمامها هي الأخرى: «كنت تقصدها، أعلم... لذلك لا تتعامل وكأنك نادم او ما شبه!»

ما أن أستمع إلى كلماتها نظر لها مباشرةً بتفاجؤ، لكنه اخفص بصره، ويترك الزجاجة على المقعد الذي بينهم بتردد، مُفضلًا الصمت عن التبرير.

صاح الطُلاب عندما أحرز فريق فتيات القوة هدف، وأصبحوا متعادلين، تبقى دورين سوف يحدد الفائز، الدور الأول لفريق المزاحين.

أمسك لوكاس الكرة في نية ألقائها على أي فتاة تقابله لكن وقفت سولين أمامه فجأة وتلوح له قائلة بعفوية: «هاي لوك، أحبك.»

ثم ارسلت قبلة طائرة تجاهه. أرتخي لوكاس في وقفته بعد أن كان يتخذ وضع الهجوم، وضع يده على قلبه وهو يضحك بأتساع، وضحك الطُلاب المُشجعين بصخب على الثنائي المفضل لهم.

غمز لها لوكاس وهو يلقي الكرة مُمثلًا التعثر وهو يلقيها، مما جعل دفعهُ للكرة ضعيف، لم تصل لمنتصف الملعب حتى، ضحكت سولين وكادت تقع من كثرة الضحك على هشاشة مشاعره.

أنتهى الأمر بفوز فريق فتيات القوة، وتعالت التشجيعات لهم مع صوت تذمر فريق المازحين بشأن ما فعله لوكاس: «يا رجُل بحقك!»

: «لوك، ليس مُجددًا!»

تقدم لوكاس من سولين متجاهلًا صياح رفاقه: «أيتها اللاعبة الماهرة.. أتسمحين لي؟»

اومأت بحماسة ويبتعدن الفتيات ليرفعها فوق كتفيه فجأةً يلف بها حول الملعب، وهي تلوح بيديها بغطرسة وترفع ذقنها أكثر مُمثلة الغرور وكأنها أحدي ملكات إنجلترا تسير بعربتها في ممر ملكي.

تتخلل ضحكاتهم أصوات المشجعين في القاعة، البسمة مرتسمة على وجوههم، ومشاعرهم فوق السحاب تحلق فرحًا، حياتهم ليست بالمثالية يتواجد بها الشوائب مثل الجميع، لكنهم يستطيعون استغلال اوقات الفرح جيدًا.

الحياة مُرهقة، لكن يمكنك تجاهلها والاستمرار ضاربًا سمومها عرض الحائط.

..

يُتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي