٩ وشم

: «توقف مكانك أيها الفتي الوسيم.»

أبتسم لوكاس بأتساعٍ يرفع يديه استسلامًا مُلتفتًا حيث سولين التي تقف خلفه وترفع يدها في شكل مسدس وهمي، أنحني قليلًا قائلًا بأبتسامة واسعة بينما ينحني لها قليلًا ليقابل وجهها: «ما الذي تفعل الحُلوه هنا؟»

ضحكت سولين بأرتباك وهي تلكم كتفه بمزاحٍ تخفي به استحياءها من لقبه المعسول: «توقف عن قول هذه الألقاب.»

رمقها لوكاس بشكٍ، ثم قال بمكرِ يغيظها أكثر ليس إلا: «هل الحُلوه تتهرب من الإجابة؟»

أبتسمت سولين بأتساعِ وهي تشيح بعينيها بتوتر واضح كشف أمرها دون حديث، ولكنها نظرت له وقالت دفعة واحدة: «أين سوف تذهب؟ لا يجب أن تذهب إلي أي مكان اليوم، تعلم..»

حاولت تفسير الأمر وايضاحه، لكنها تنهدت تسترسل بجدية جعلته يبتسم: «لتعلم هذا يا سيد لوك بأنني لن أسمح بذلك، هذا اليوم مميز للغاية، أعلم بأنك لا تهتم به لأنك وغد، ولكنني أعتز به، وأيضًا أين سوف تذهب على كل حال؟»

رمش لوكاس ببطءٍ يحاول أستيعاب كُل ما قالته للتو دفعة واحدة في وجهه، تنهد وأجابها بأستسلام يائس: «إذن مَن حادثت صباحًا وأخبرني بأنه ضجر للغاية ويريد أستنشاق الهواء قليلًا بعيدًا عن كومة الكتب؟»

أمسكت سولين إحدى خصلات شعرها الذهبية تلفها حول اصبعها تخفي خجلها بينما تقوس شفتيها بعدم تدارك مُزيف حتى نظرت له بعيونٍ مُبتسمة وهو ما زال مُحافظًا على ابتسامته المتلاعبة لتعترف مباشرةً بتنهد: «أجل، أنها أنا. لقد نسيتُ ذلك.»

نقر جبهتها بأصبع السبابة مُمازحًا: «يوجد عقل بزلاء هنا.»

صفعت سولين يده بخفةٍ وهي ترمقه ببرود تصحح له: «لا تخطأ في البزلاء لأنها تخص ماركو الصغير.»

رفع لوكاس حاجبيه باستنكارٍ وعندما أطال التحديق بها ضحكت بخفوت رغم محاولاتها في أخفاء ذلك لتصيح به بسخطٍ: «توقف، لا تنظر لي هكذا!»

: «لا انظر لكِ؟ كيف؟»

قلبت عينيها وهي تلوح بيديها أمام وجهها بعدم راحة لشعورها بحرارة وجنتيها، وصاحت به بسخطٍ: «حسنًا لديك أعين جميلة، لذا توقف عن النظر إلي هكذا!»

لف لوكاس ذراعه حول كتفيها يحثها على الخروج من حديقة المنزل إلى الشارع ويجيبها بينما يضغط بوجنتع فوق خاصتها بقوة: «سول عندما تخجل تصبح مثل الحلوى.. أريد ألتهامك بحق.»

حمحمت سولين تتجاهل كلماته لعلها تتهرب من وقع كلماته على مسمعها، وتنطق بحماسٍ تضع يديها في جيوب القميص الصوفي الضخم: «هل تعلم ما اليوم؟»

قلب لوكاس عينيه بمللٍ عَليم بما تُفكر به: «يوم مولدي.»

أبتسمت بأتساعٍ كالعادة وأكملت بذات الحماس: «إذن أين سوف نذهب؟»

أجابها بملل مرة أخرى يفشي جميع أفكارها حول مفاجئته أو جعل يوم مولده مُميز: «إلى مقهى جوني لأنك أخبرتي الرفاق بالفعل، وإذا أخبرتك لنذهب إلى مكان أخر، سوف تقولين 'لا مقهى جوني الأفضل' ولقد خططنا لذلك بالفعل.»

حاول تقليدها في الأخيرة لترمقه بأعين ضيقة تخبره أنه لئيم وتلكم ذراعه بسخطٍ مُمازح: «أنت لئيم.. لحظة هل تسخر الآن؟»

أبتسم لها بأتساع وتوقف يحاوط خصرها يقربها منه بعفويةٍ يمرر يده فوق ذراعيها يمدها بالدفء واللطافة: «أيمكنني ذلك حتى؟»

رمقته بطرف عينيها وهي تنفي بغطرسة: «فكر في ذلك حتى.»

ابتسم يؤكد لها: «لا أجرؤ، سولي.»

لفت سولين ذراعها حول خصره كذلك مبتسمة من اجابته التي ارضت غرورها حتمًا، ويهمهم لوكاس بينما يسيران أسفل تساقط بعض الندف البيضاء: «أتعلمين؟»

: «ما الأمر؟»

: «هذا اليوم مُتحمس له قليلًا.»

أتسعت أعين سولين غير مُصدقة حديثه وكأنه يتحدث عن الفضائيين الذين احتلوا الأرض: «أنتَ لا تَمزح!»

نفي يغمض عينيه بتأكيدٍ صارم، وتهتف هي مُمازحة بحماسٍ: «أخيرًا! يا رجل كدت افقد عقلي جوارك حتى تشعر ان يوم مولدك مميز أو ما شبه.. تَعلم لِمَ هو مُميز لي؟»

قلب لوكاس عينيه بتفكيرٍ هو حتى لم يعرف لِمَ في كُل مرةٍ يغزوها هذا الحماس حتى لا تَكون كذلك في يوم مولدها: «ينتابُني الفضول.»

رفعت سولين كتفيه وتتنهد مُعترفة: «أعني تَخيل أن في هذا اليوم وَلِد مَن حصل على قلبي الذي ظللتُ محافظة عليه لمدة ثلاثة عشر عام.»

طرف لوكاس ببطءٍ يحاول استيعاب كلماتها واعترافها المُباشر، هي تغدقه حنان وافعالًا تقعله يقع في الحبِ أكثر وأكثر أما الكلماتِ فهي تخبره دومًا انها ليست جيدة بانتقاءها مثله، لذا اقل اعتراف منها بامكانها قلب موازين توازنه في لحظةٍ: «لِمَ لم تخبريني بذلك قبلًا؟»

رمقته بعبوسٍ تقرص خصره: «لأنك لئيم لم تَكن تَحبه حينها سأكون كمن يجبرك على شيء تحت بند مَن أحب يحب هذا.»

هز رأسه يائسًا مِن تَفكيرها المحدود وينحني يقبل وجنتها بقوة وتضحك هي في محاولة دفعه لتتحول قبلته اللطيفة إلى قضمة جعلتها تضحك غير مُصدقة: «هاي! توقف، لوك.»

ضحك لوكاس وهو يرجع خصلات شعرها للخلف، قائلًا بينما ينظر لها بعيون ضاحكة: «إذ أخبرتيني قبلًا لكنت انتظرت اليوم وشكرت والدتي على جلبها لي في هذا اليوم.»

وقد كان هذا دور سولين التي هزت رأسها غير مُصدقة أمره: «إذن كا سبب حماسك هذه المرة؟»

تساءلت تُغير دفة الحديث التي تجعلها تتجرع الخجل ليس أكثر، ويهمهم لوكاس لها يساير لطافتها في نظره:

«أريد أتمام الثامنة عشر حتى أتمكن من وشم اسمكِ ناحية قلبي.»

غمز لها في نهاية جملته بعبثٍ، ولكنها لم تبتسم حتى.

مما جعله يقطب حاجبيه بأستنكار، زمت شفتيها بتفكير وهي تشيح عينيها وبدأت علامات الغضب تظهر تدرجيًا على وجهها ويستنكر لوكاس أمرها أكثر حتى ضحك بارتباكٍ يتساءل: «ما الأمر، سول؟»

نظرت له ببرود متساءلة بغير تصديق: «ماذا؟ هل أنت جاد؟»

قلب عينيه بتفكيرٍ زائف لعلها تبعد هذه الملامح المتهجمة وأجاب بعيون ضاحكة: «أجل!»

: «أنه مبتذل!»

صاحت به فجأةً، لكنها رمقته سريعًا بتفاجؤ لتدفعه بقوة وتلوح بيديها وكأنها تشرح شيءٍ ما بحماسة غاضبة لكي توصل له مفداها الصحيح: «الوشوم مُضرة، أنها تختلط بالدماء، ولها أثار جانبية كثيرة... انتظر!»

نظر لوكاس حوله ثم لهم يجيب بريبة: «لم اركض هاربًا!»

تجاهلت سولين سخريته تكمل موشحها: «هل سوف تجرح جسدك من أجل نقش اسمي؟! أعلم مشاعرك تجاهي جيدًا، لذلك لا تحتاج فعلها، وانتهى نقاشنا هُنا، أستاذ باتردينج.»

أغمض لوماس عينيه يرجع رأسه للخلف قليلًا، وقال يستدرجها: «بحقك!»

ألتفت له وهي ترمقه بتحذيرٍ مُبين وتصيح به في المقابل: «هل تعتقد ان جرحك لجسدك سوف يجعلني سعيدة لمجرد أنه اسمي؟ لوكاس هذا سوف_ يجعلني_ حزينة.»

نطقت كلماتها على حدة تعقد ذراعيها تُطالعه بصرامة جادة لا يوجذ بها نقاش وفي المقابل هو أيضًا يبادلها باصرار حتى استسلم بعد لحظات أخبارها وهو ما زال محافظًا علي تعابير وجهه غير راغبًا في الاستسلام تمامًا: «اعلم بأنكِ تريدين الضحك.»

وما أن قال هذا أشاحت بوجها تضحك بخفوت وكأنها ذكرها برغبتها في القهقة علي٥تعابير وجهه المُحبطة.

لكنها عادت للجدية تخبره في محاولة اقناعه: «جسدك ليس ورقة لكي ترسم عليه، جسدك كنز يجب الحفاظ عليه، ليس لمجرد فكرة تريد تجربتها وأنت تعلم مسبقًا باضرارها فتخوض التجربة بدون تأني؟ الأمور لا تسير هكذا، تريد التعبير عن مشاعرك او الحفاظ على تذكار؟ يوجد العديد من الاشياء لذلك، لكن ليس الوشوم. أنتهي هذا أمر مرفوض قطعًا ولا يوجد به أي جدال، لوكاس.»

ابتسم بجانبية على طريقة حديثها وكيف أنها اقنعته ببعض كلمات، تسحبه لطريقٍ تحافظ به على سلامه عقله وجسده وقلبه كذلك: «تستطيعين تغير تفكيري بأكمله في لحظة واحدة.»

اومأت له تَلف ذراعيها حول رقبته وتبتسم بثقة: «يمكنني الرسم أنا على جسدك بطريقتي الخاصة، تَعلم!»

زم شفتيه بينما يحيط خصرها يبتسم بأتساعٍ دون اظهار اسنانه في بسمةٍ تجدها هي الأجمل وتستغل استمتاعه تؤكد حديثها: «إذن لا وشوم.»

: «لا وشوم، سولي.»


..

يُتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي