٥ نادي النساء السري

يسير بخطواطٍ مُتبطئة حيث يشعر بروحه تكاد تخرج من جسده، شعور العجز والفقد مؤلم يجعلك تتيبس مكانك وتصبح الحركة أصعب شيء. هُنا حيث رأي جثمانهم يخرج، وهُنا ودع جدته، هُنا حيث يترك قطعة من روحه مودعًا أياها للأبد حتى أفدي هذا المكان بمثابة ألم لهُ فقط.


جلس جاستن بجوار لوكاس فوق إحدى المقاعد التي تقابل غرف المرضى في الممر. ربت على كتف صديقه الذي يسند رأسه على الجدار خلفه مُغمضٍ العينين في انتظار السماح له بالدخول لزيارتها فقط ساعة في اليوم.

: «كيف حَالك يا صاح؟»

رمقه لوكاس بطرف عينيه عندما شعر بيده، أعتدل في جلسته يمسح وجهه بكفيه، واسترسل جاستن بنبرته المبحوحة: «يجب أن تأخذ استراحة قليلًا، تَعلم.»

استنشق لوكاس الهواء بخنوعٍ: «يصعب علي ذلك.»

اومأ جاست بمعرفة يؤكد حديث رفيقه: «الجميع، لكن أنت تُهلك نفسك هكذا.»

تنهد لوكاس، وأجابه بهدوء: «أنت لا تفهم...»

قاطعه جاستن سريعًا قبل أن يكمل كلماته ورغم ذلك يتحدث بذات الهدوء يحاول التمسك بجأشته: «لا أفهم ماذا؟ هل أنت الوحيد الذي فقدت يا لوك؟»

ابتلع لوكاس رمقه ينظر إلى رفيقه بآسي، ويكمل جاستن ناظرًا إلى النافذة الزجاجية التي تفصلهم عن سولين: «عذرًا فهي ما زالت حية بالفعل بينما أنا؟ فَقدتُ بالفعل يا صاح.»

لم يستطيع لوكاس اجابته، هو يعلم بالفعل انه متأثر كذلك، لقد كان معجبًا بروز بشدة، هي صديقته أجل لكن جاستن مَن احبها بصدقٍ، تنهد جاستن يسترسل بجدية: «توقف عن قول هذه الجملة، جميعنا فقدنا عزيزًا، وجميعنا مُرهقين يا صاح.»

أنهي حديثه بغضبٍ مكتوم وهو يضع يده على جبهته يدلك صدغه الذي أصابه الصداع، عينيه تحرقه يود البُكاء هو بالفعل انهار ولا يتذكر عدد الانهيارات التي حصل عليها منذ علمه بالحادثة، لقد فقد الكثير وفي لحظةٍ كذلك.

: «اعتذر، أنا فقط..»

اعتذر لوكاس ولم يجد الكلمات المناسبة ليبرر اندفاع كلماته غير المسبوق التصرف بها لمراعاة مشاعر صديقه.

احني لوكاس جسده للأمام يشيح بصره عن جاستن بيأسٍ وفقدان أمل، وأردف الاخر بعد أن هدئ من روعه: «اعلم الأمر صعب، لا يصدق أيضًا!»

استرسل جاستن يهز رأسه في محاولة استيعاب الأمر: «لكن ليس باليد حيلة. أجمع شتاتك يا صديقي، فالحياة ليست هينة بالمرة.»

: «أنها مُهلكة، مُهلكة وقد أهلكتني بالفعل.»

نبس لوكاس يحرك ياقة ملابسه بشعور الاختناق، يجعد ملامحه بعجز وضيق: «لا استطيع التَحمل، إذا حدث لها شيء.. إلهي!»

رفع رأسه يستنشق الهواء بصعوبة كنوبة هلع تمر عليه مرور الكرام كُلما فكر أنه سوف يفقدها، يفقد روحه المرحة.

ربت جاستن فوق فخذ لوكاس بتشجيعٍ: «ستكون بخير، لا تقلق جميعنا ندعو لها.»

همهم لوكاس يحاول تصديق مواساة جاستن، وهم جاستين يستقيم يُعدل ملابسه في نية الذهاب حتى أوقفه لوكاس قائلًا بهدوء وهو يقف كذلك: «أريدُ الذهاب إلى المنزل.. لكي أبدل ملابسي.»

تقدم يسير جوار جاستن الذي ربت على ظهره مرة أخرى بتشجيعٍ ويبتسم له بلين لعله يستطيع التهوين عن صديقه، لكن كيف يكون بهذا التماسك وهو كذلك فقد مَن يحبها ومَن كانوا يومًا أصدقاء له؟

ابتسم لوكاس له وكأنه يشكره على محاولة تشجيعه وهو يؤمي برأسه دليلٍ على موافقته لإيصاله إلى المنزل.

..

فريق كرة السلة النسائي.. هو تشويشٌ لنادي النساء السرّي.

تنهدتُ سولين تتخصر بينما تقف أمام الفتيات بكُل جدية في وسط غُرفة تبديل الملابس: «اسمعنّ جيدًا!»

طالعن الفتيات بها بترقبٍ عما ستقوله تاليًا، وتؤمي لهن تسترسل بذات الجدية وعقدة حاجبيها: «تِلك المُشجعة لن تحصل على فتاي.»

ثار الفتيات موافقين قرار سولين حتى توقفن بتيبس يطالعون بيلا التي تحمست كثيرًا:
«لقد فرقت بين بيتر وستيلا قبلًا، لن نسمح لها بتكرارِ هذا.»

حمحمتُ سولين تنظر بتأنيب إلى بيلا التي خفضت ذراعها تنكمش في مكانها في محاولة بائسة للتواري عن الانظار بينما تنهدت ستيلا ذاتًا تلوح بعدم اهتمام: «لا بأس، اخرق وذهب في طريقه!»

ثم استقامت بجدية تضع يدها فوق كتف سولين بتشجيعٍ: «أنا أكبر داعمة لعلاقتكم، لذا لن ندع هذه الحرباء تفرق ثنائي العام.»

اغمضت سولين عينيها بتأكيدٍ جاد للغاية، وتتنهد چاسمين بمللٍ من محادثاتهم التافهة حيث تجد الشجار على ذكر لا يستحق كُل هذه الجلبة، لذا وقفت في المنتصف تدفع كلا من سولين وستيلا تسترسل بجدية حقيقة غير تلك الممازحة خاصة سولين: «اسمعن ودعكم مِن هذه الشجارات التافهة، جميعنا نعلم ان سولين إلى لوكاس ولوكاس إلى سولين.. المهم الآن، هو الأهمُ.»

انتبهن الفتيات هذه المرة بجدية حقيقية لعلمهم المُسبق ان إذا تحدث چاسمين فحديثها سيكون أهم من خطاب الرئاسة بالنسبة لهن.

: «فريقنا ينقصه النقاط لكي يرتفع إلى المسابقة الإقليمية.. المنافسة فيما بيننا لم يعد منها فائدة، لذا سنبدأ التدريبات الحقيقية.»

اومأت الفتيات وتسترسل چاسمين: «الأمر مقترن بمنافسة فريق الفتيان كذلك، هم سوف يفوزون بكُل تأكيد أنهم عمالقة يا فتيات أقصر واحد بينهم جاسبر.. لذا هذا العام يجب أن يفوز فريقنا كذلك، اسم مدرستنا سوف يتوّج باسماءنا خذا العام.»

صاحت الفتيات بتأكيدٍ لرئيسة فريقهم: «أجل، الفوز لنّا.»

ابتسمت چاسمين تصفق بيديها حماسٍ: «جيد إذن.. خمسة عشر دقيقة ونبدأ تدريبنا.»

صفقت مُجددًا بتشجيع بينما ترى الفتيات يستقيمن لتبديل ملابسهم: «هيا، هيا.. ليس لدينا الكثير مِن الوقت.»

: «إذن أتظنين أنها تقلدني؟»

تساءلت سولين،واومأت بيلا وروز بتأكيدٍ،اتسعت أعين سولين بعدم تصديق تصسح بتدارك: «صحيح! عندما جدلت شعري فعلت ذلك في اليوم التالي، وتتذكرن عندما صبغ لوكاس شعره فضى وقد لطخ شعري بمزاحٍ لذا اضطرت لصبغه كذلك.. فعلت هي الأخرى.»

اومأت روز بتأكيد: «رأيتِ!»

هزت سولين رأسها بعدم تصديق: «تِلك الساقطة..»

لم تكمل حديثها إذا تجد چاسمين تدفعها بتأنيبٍ: «ما زالنا نتحدث بتلك التراهات وأمامنا مبارة على اقتراب!»

تذمرن الفتيات من تدريبات چاسمين القاسية معهم، وانتهى بهم الحال يكملون حديثهم بينما يبدلون ملابسهم إلى ملابس تدريب الكرة الطائرة.

: «لا تدعيه بمفرده أبدًا، وعندما تمر او تلمحي حتى ظلها ألتصقِ بلوكاس، لا تدعي الفتى يذهب لفتاة أخرى!»

حذرت روز وتؤمي سولين لها بجدية، هم يمزحون بكُل تأكيد، الجميع يعلم ان لوكاس لن تتسلل فتاة إلى عقله سوى سولين، لكنهم يشعرون بالملل لِذا بعض الدراما لن تضر على كُل حال.

تدافع الشبان يلملمون اشياءهم من الملعب المُغلق تاركين المساحة لفريق الفتيات.

ارتدي لوكاس القميص القطني الخاص به، وتقترب سولين منه تبعثر خصلات شعره الذي كان يرتبها بالفعل، ابتسم لها، لكن سرعان ما تنخفض ابتسامته: «الا يوجد ملابس تدريب غير تِلك!»

أشار إلى الشورت القصير الملتصق بفخذيها، وتتخصر سولين باعتراض: «ماذا عنك؟»

رفع لوكاس حاجبيه يشير إلى نفسه: «ماذا عني؟»

أشارت إلى صدره بعينيها العشبية تسترسل بجدية وغضب: «تنزع قميصك بكُل تبجح متحججًا بارتفاع درجة الحرارة في الملعب المغلق وانك تبذل مجهود والكثير مِن الأسباب، تَعلم انك تصنع الفتنة بين الفتيات هكذا؟»

رفع يديه يغطي كتفيه يشعر بالتهديدِ، ويبرر موقفه: «لم أكن أعلم ان مظهرهم رائع لهذه الدرجة!»

زمت سولين شفتيها تمتنع عن الضحك، لكنه طرقع أصابع يشكف لعبتها بقلب الطاولة عليه، اقترب يشير لها بالسبابة وتتراجع هي خطوةٌ مستسلمة ليلحق بها محارطًا خصرها: «تتهربين، عزيزتي؟»

: «إذن أتخبرني انة لا تستطيع المحاربة لأجلي؟»

تساءل سولين ويقلب لوكاس عينيه بتفكيرٍ مزيف حتى ابتسم يؤمي لها بتأكيدٍ: «لأجل سولي، استطيع فعل كُل شيء.. لكن»

استأنف حديثه يلف سترته حول خصرها ويسترسل بجدية: «ما زالتُ اتضايق من رؤيتهم ما يخصني وحدي.»

زمت سولين شفتيها باستحياءٍ تلكم كتفه: «توقف عن هذا!»

: «حسنٌ، سولي.»

حمحم سولين تشير له بالسبابة بكُل جدية: «لا تذهب بعيدًا وإذا رأيت شخص لا أحبه تجنبه تمامًا وأنت تَعلم مَن اقصد، وانتظرني بعد التدريب ستقلني للمنزل اليوم نواه لن يأتي لأخذي.»

ابتسم لها: «حسنٌ، سوف انتظرك.»

ثم يقترب سارقًا قبلةً سطحية للتراجع هي بصدمةٍ جعلته يضحك بينما يلتقط زجاجته خارجًا مِن الملعب بأكمله.

: «كُل عام يثبت لنّا أنهم اطفال بعد!»

سخرت چاسمين من ملامح سولين الخجلة من مجرد قبلة سطحية، وتضحك روز تؤكد حديث الأخرى.

..

يُتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي