الفصل الرابع عداء منذ اللحظة الأولى

ذهبت والدتي حتى تعد أفضل الأطعمة من أجل تجمعي العائلي الأولي في هذا المنزل؛ واستمرت في التجول داخل الغرفة أتأملها بسعادة لا تصدق، للحظات لم أتخيل أنها غرفتي الخاصة.

لم أكن أتخيل أو أحلم أبداً بوجودي في مكان هكذا، كنت أشعر بالسعادة من أجل هذه الغرفة الصغير التي تبدو كغرفة أحلامي.

قفزت إلى السرير بسعادة جعلتني أسقط في النوم عميق دون أرق؛ عندها تساءلت:
- كيف أشعر بالفرحة في هذه الغرفة الغريبة التي أدخلها اليوم لأول مرة في حياتي؟ هل من الممكن أن يكون السبب في ذلك هو إرهاقي من السفر الطويل!

بعد عدة ساعات جاءت والدتي توقظني وقالت:
- هيا يا طفلتي الحلوة أذهبي وخذي حمام دافئ حتى نتناول الطعام معاً؟

أجبتها نصف نائمة وليست واعيه:
- حسنا والدتي اتركني للحظات وسوف ابدل ملابسي بسرعة وأنزل إلى طاولة الطعام.

- ولكن لا تتأخرين حتى لا يجوع الباقي؟
- حسنا لا تقلقي سوف أنزل بعدك على الفور.

بعد الانتهاء من التجهيز والنزول إلى غرفة الطعام؛ ووجدت زوج والدتي الجديد وابنه المغرور ينتظرون حضوري بملل على طاولة الطعام.

عندما اقتربت ونظرت إلى وجه "ثائر" الغاضب وجدته ينظر إلى والدتي بغضب وأخبرها:
- أتمنى أن تخبري ابنتك المفضلة أن تلتزم بمواعيد الطعام وعدم التأخير مرة أخرى.

ضحك والده حتى يلطف الجو المشحون وقال:
- أنه أول يوم لها في المنزل لذا أتركها حتى تتعود على الوضع.

حدق "ثائر" في والده بغضب وعتاب وأجابه بعصبية:
- يجب عليها احترام كبار المنزل، ويجب على والدتها تعاليمها الأصول وعاداتنا جيداً.

نظر إليه والده بجدية وخوفاً على مشاعر والدتي زوجته الجديدة وأخبره:
- أنها مازالت طفله يا بني لا تشد عليها كثيراً حتى لا تخاف منك؟ أنك الآن أخيها الكبير لذا كن قدوة يقتدى به!

تحولت عينيه إلى والده بغضب، ينظر إليه بخيبة أمل تجعله لم يستطع النطق والتحدث بشيء، ولكن برغم صمتهم الكبير شعرت بطاقة سلبية وأشعة ليزا تتطاير بين نظراتهما.

ذلك جعلني أفكر في إيجاد حل حتى أجعلهم يتوقفوا عن الخلاف، لذا اقتربت من الطاولة وأخبرتهم وأنا مبتسمة:
- حسنا يا أخي لا تقلق أنها المرة الأخيرة وسوف انتبه في المرة القادمة.

ضحك زوج والدتي واستمر في المزاح حتى يجبر ابنه أن يتوقف عن التحدث والغضب؛ بعد انتهاء والدتي من وضع كل الطعام على الطاولة.

جلست بجوارها وبدأنا في تناول الطعام هذا الأكل الذي حرمت من تذوقه لمدة سبعة أشهر كاملةً.

حينها كنت أبكي من السعادة وأخبرت والدتي بفرحة:
- كم اشتاق إلى تناول طعامك يا ست الحبايب.
- هل الطعام لذيذ؟!
- نعم إنه لذيذ جداً.

استمر زوج والدتي ينظر إلى علاقتنا المتينة المقربة بسعادة وينظر إلى ابنه بحزن وإحباط من علاقته الكارثية مع ابنه.

ولكنه ضحك أخبر والدتي:
- أنها محقة فعلاً الطعام شهي للغاية.

فجأة تحدث "ثائر" الغاضب طول الوقت وهو تنظر إلى الطعام الذي لم يتذوق منه الكثير وقال:
- هل تسمى هذا الطعام مذاقه جيد أن مجامل كثيراً يا أبي.

نهض "ثائر" وهو غاضباً وترك الطاولة وصعد إلى غرفته، موقفه الغريب تجاهنا جلب الريبة إلى قلبي وشعرت أن والدتي سوف تعاني مع هذا الشاب المتهور.

لذا قررت الذهاب بعد تناول الطعام إلى غرفته والتحدث مع هذا المغرور.

بعد الانتهاء من تناول الطعام ذهبت إلى غرفته تسمرت حينها أمام باب غرفته للحظات أتذكر تنبيه والدتي بعدم الاقتراب منها.

كنت أشعر بالحزن تجاه والدتي العزيزة، كنت أشعر بالخوف عندما أتخيل وأتوقع ما يحدث وينتظرها في المستقبل من عذاب وإرهاق بسب هذا الشاب إذا استمر في هذه المعاملة السيئة إلى والدتي العزيزة.

لذا قررت أن أواجه وأؤنبه وأجبره على معاملته بطريقة أفضل، كابنتها الوحيدة يجب عليا اتخاذ المبادرة حتى لايجعل والدتي المسكينة تحزن مرة أخرى.

قبضت على يدي بشدة من الخوف وتجرت ورفعت يدي حتى أطرق الباب، ولكن قبل فعل ذلك فتح الباب تلقائيا ووجدت "ثائر" يقف أمامي بكل شموخ.

كان قريب جداً من وجهي أكاد أشعر بأنفاسه الغاضب التى يحاول أن يمنعها من الخروج، لذا أبتعد بضعة خطوات إلى الخلف أحاول أن أجمد قلبي الذي توقف عن النبض عندما اقتربنا إلى هذه الدرجة.

حينها شعرت بالصدمة في البداية ولكن بعد لحظات شعرت بالخجل الشديد، عندها سألني بحيرة وتوتر:
- ماذا تفعلين أمام غرفتي؟!

رغم شعوري بالخجل الشديد ولكني تماسكت جيداً حتى لم أظهر ضعيفي أمامه وأخبرته:
- أريد أن أتحدث معك في شيء هام.

- لا أريد التحدث معكي.
- لماذا؟!

- هل يجب عليا أن أبرر لكي عن السبب! وأيضاً هل لم تخبرك والدتك بعدم الاقتراب من غرفتي؟
- لقد أخبرتني.

- حسنا جيد جدا علمت منذ البداية أنك فتاة ليست مطيعة وسوف ترهقني ولكن أريدك أن تختفى من أمام نظري الآن؟

عندما تحدث هكذا شعرت بعدم احترام من حديثه القاسي ولكن رغم ذلك لم استطع التحرك وتنفيذ طلبه أتمالك أعصابي وأخبرته بغضب:
- حقا الورود الجميلة لديه أشواك.

بعدما أخبرته بهذا شعرت بالخجل كيف أخبره هذا، كيف أخبرته أنك كالورود التي تحيطها الأشواك؛ ذلك كما أني أخبره كم أنت وسيم ولكن بلا أخلاق.

غضب "ثائر" ولم يعلم ماذا تعني معنى هذه الجملة وسألني:
- هل تهينيني؟!

- ابحث بنفسك عن المعنى، ولكني جئت اليوم من أجل شيء آخر.
- تحدث عما تريدين قوله ولكن بسرعة وبعد ذلك اختفى من أمام نظري.

كم كان أسلوبه الفظ مؤلم ولكني كابرت أحاسيسي ومشاعري سألته:
- ثائر لماذا تتعامل هكذا مع والدتي؟!

- كنت أعلم أنك تريدين التحدث عن هذا الموضوع، ولكني الآن مشغول ولا أريد التحدث معكِ.

- ولكني أريد التحدث معك؟!
- لا لم أفعل ولكن أريد أن أخبرك بشيء.

- حسنا سوف أعطيكِ دقيقة واحدة حتى بسرعة وابتعدتِ من أمام نظري.

- ثائر أخبرني الحقيقة هل أنت شعرت بالغيرة؟!

- هل أنتي مجنونة؟
- لا أنا عاقلة جداً.

- وهل هذا حديث شخص عاقل؟ أخبرني لماذا أغير منك!
- بسبب الحب.
- الحب! أنتِ فعل مجنونة.

عندما تصرف "ثائر" بهذه الطريقة أثناء تناول الطعام لم أشعر أنه غاضب ولكنه كان يتصرف بغضب.

شعرت أنه شخص يائس يعبر عن الغيرة من علاقتي مع والدتي بأسلوب قاسي ولئيم

لذا سألته:
- أنت تشعر بالغيرة من الحب الذي بيني وبين والدتي وذلك يجعلك تشتتا غضباَ؟!

توتر" ثائر" للحظات ورأيت الحيرة داخل عينيه، لذا وقفت على أطراف أصابع قدي ورفعت جسدي حتى أول إلى كتفه العريض وضعت كف يدي على كتف برقة.

وأخبرته بسعادة:
- أن أردت استطع مشاركتك حب والدتي.

أبعد يدي بعنف جعلني أفقد أتزاني وأسقط على الأرض، وكانت الصدمة عندما كان ذلك الشخص المغرور.

الذي لم يساعدني على الوقف لقد تركني بكل سهولة وذهب ولكن قبل ذهابه قال:
- لا أريد أن أراكي عندما أعود إلى المنزل.

صعقت مما فعله معي "ثائر" وعندما تركني متسمرا أمام غرفته على الأرض وذهب خارج المنزل.

عندها أقسمت بأني لم أظهر أمامه مرة أخرى وسوف أحيا في هذا المنزل كالشبح حتى لا ألتقي به كي لا أشعر بالإحراج أمامه بعد هذا الموقف الشنيع الذي وضعني به.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي