الفصل الرابع والثلاثون اعتراف الحب

خرجت "أليس" من قصر الشيطان يتدفق الخوف والرعب داخل قلبها؛ وتشعر بالحيرة التي تملكت من عقلها، والتوتر الذي يسير خلال جسدها.

تفكر في الخطوة التالية التي يجب عليها اتخذها حتى تجلب "ثائر" إلى صفها، متسائلة عن كيفية شعوره عندما يعلم عن حقيقة مولده.

"هل سوف يتأثر بوالده الحقيقيين أما سوف يحاربنا ويأخذنا إلى النهاية للقضاء علينا جميعاً".


عادت "أليس" إلى المستوصف حاملة لليأس والحزن بين أضلاعها؛ رغم فرحتها الكبيرة بعودة الشيطان ومكثه بقربها ولم شملهم القذر التي تعتقد أنه قدرها السعيد الذي وهبها كل كنوز الدنيا الجمال الابدي.

ولكنها لم تعلم ما الثمن الحقيقي الذي تم دفعه مقابل كل هذا، لم تعلم ما كنوز وحلوة الأخيرة التي خسرتها مقابل أجل كنوز الأرض التافهة.

في نفس الوقت في قصر "كران" كان "ثائر" نائم يروده نفس الكابوس مثل كل يوم.

لذا أستيقظ مفزوع يطلق صرخة قوية جعلت كل سكان القصر يستيقظون رعب.

أسرع إليه "لوثر" يطمئن عليه؛ فتح باب غرفته يقف بصدمة ليجد صديقه غارق بالعرق البارد يلتقط أنفاسه بصعوبة.

شعر بالرعب عليه وسأله:
- ما الأمر معك يا ثائر؟ صوت صراخك وصل إلى الجيران من خارج المملكة!

- لوثر انقذني لا استطيع التنفس.

اقترب منه وجلس على سريره وصار يرتب على ظهره يخبره:
- لا تقلق كل شيء سوف يكون بخير لا تقلق.

- لا أريد فعل ذلك.
- فعل ماذا يا صديقي.

- لا أريد قتل لمياء.
- أنت لم تفعل ذلك أبداً.

رفع نظره إلى وجه صديقه ونظر إليه بخوف وسأله:
- هل أنت تعتقد؟!

- نعم أنا واثق من ذلك.

- أذا لماذا دائماً أشاهد نفس الكابوس في أحلامي؟!

- ما هو هذا الكابوس الذي يرعبك إلى هذه الدرجة؟!

- دائما نفس الكابوس دائما أقتل لمياء بطريقة قاسية وأنتزع قلبها بيدي ببرود.

- لماذا ترى حلم قاسي هكذا؟!
- لا أعلم.

- أظن لأنك تعشقها بجنون لذا تشعر بالخوف عليها من الموت.

خفض "ثائر" رأسه وأخبره بحزن:
- لم استطيع العيش بدونها في هذه الحياة.

- لماذا قدرك مؤلم هكذا يا صديقي.

- لا أعلم لماذا يحدث إليِ كل هذا العذاب.

- لماذا حبيبتك هي زهرة عباد الدم؟!

- لا أعلم.
- كيف سوف ننقذ أنفسنا الآن؟!

رفع "ثائر" نظره إلى صديقه مرة أخرى وأخبره:
- لوثر هل تثق في صديقك؟!

- نعم في كل شيء معاد ما يخص لمياء.
- لماذا؟!

- بسبب حبك من الممكن أن تضحي بحياتك.
- ما الخطأ مع ذلك؟!

- من يضحي بحياته من أجل حبيبته سوف يضحي بصديقه من أجل إنقاذ حياة حبيبته.

- أوعدك بأن لن أفعل ذلك.

- لا توعد لأنك سوف تفعله هذا الأمر بدون تردد.

- لوثر أوعد سوف انقذك.

- وماذا أن كان الاختيار بيني وبينها من سوف تختار؟!

- سوف اختياركم أنتم الاثنين لن أضحي بأحدكم أبداً.

حزن "لوثر" ونهض من السرير وهو ينظر إلى صديقه بخيبة كان يأمل أن ينقذه صديقه من عذاب المستمر منذ ثلاثة آلاف عام.

وتركه حتى يخرج من الغرفة ولكن قبل ذلك أخبره:
- عود إلى النوم يا صديقي لقد ذهب الكابوس الآن.

خرج "لوثر" من غرفة صديقه يملأ قلبه الحزن واليأس من صديقة الذي يلوعه الحب المهجور، ولكن كان "لوثر" يحزن من أجل صديقة بداخل قلبه بشدة.

لأن "لوثر" مر من قبل بهذه اللوعة وبهذا العشق المجنونة، كان هذا الحب هو الذي كان "لوثر" مستعد أن يضحي بكل الكون من أجل احتضانه.

"لكن هذا الحب تركه وذهب للموت بسبب سلبيته وهروب المستمر الذي يخلفه خوفه من لعنته".

لم يستطع "ثار" أن يخلد إلى النوم مرة أخري، لذا بعد هذا الكابوس السيء في الصباح الباكر ذهب إلى قصر "كران" حتى يحتضن "لمياء".

كان يشعر بالاشتياق إليها إلى درجة الجنون والرعب من هذا الكابوس المؤلم.

وجدت "كران" فجأة "ثائر" يقف على باب قصره يدق الجرس، لذا خرج وسأله:
- ماذا تفعل هنا الآن؟!

- أريد مقابلة لمياء.
- لماذا؟ هل حدث شيء جديد!

- لم يحدث شيء ولكني اشتقت إليها بشدة.

- هل تمزح؟ لم تعلم ما قد يحدث عندما يعلم أحد أن لمياء هنا في القصر!

- أرجوك اسمح بدخولِ حتى أتأمل وجها الذي اشتاق إليها بجنون.

"شعر كران بمدى اشتياق ثائر إلى حبيبته وشعر بالحزن من أجله، وسمح له بالدخول إلى القصر والذهاب إلى غرفتي".

عندما وصل إلى غرفتي ووجدتني نائمة جلس بجواري يتأملني بهدوء حتى استيقظت ووجدته يجلس بهدوء من الجرو الصغير ينتظر صاحبه حتى يطعمه.

فور رؤيته نهضت واحتضنته بقوة حتى قال:
- لمياء لقد اشتقت إليكِ بشدة.

- ليس أكثر من اشتياقي لك.
- لا تتركني مرة أخرى؟!

عندما استوعبت أنه حقيقة وليس حلم أبعدت يدي برقة وسألته:
- ماذا تفعل هنا؟!

- لقد أخبرتك أني اشتقت إليكِ.

- هل أنت مجنون يجب أن تذهب فوراً.

- لن أفعل.
- لماذا؟!

- لن اتركك مرة أخرى.
- لماذا تفعل كل هذا فجأة؟!

غضب "ثائر" وسألني بعصبية:
- أخبرني لماذا نبتعد عن بعض؟!

- من أجل حماية بعضنا.

- كيف ابتعادنا سوف ينقذنا؟!

- ماذا تقصد؟

- هذا الأمر أكبر من أن ندركه ومن الممكن خسارة أحدنا فلماذا نبتعد من الآن.

- هل تعتقد أن أحدنا سوف يموت؟!

- لا أعلم ولكني أشعر أن فرقنا من الممكن أن يستمر للأبد.

- ولكن أن علم أحد أني أمكث في قصر كران سوف تحدث حروب؟!

- معاً سوف نحمي بعض ونجد طريقة لإنقاذ الجميع.

- ثائر لا تخاف فأني سوف أحميك.

- لا أريد حمايتك بلا أريدك إنقاذك من هذه اللعنة في أقرب وقت حتى يرتاح قلبي.

- هل يؤلمك قلبك بسببي؟!

- كلمة الالم أقل بكثير بما يشعر به قبلي أشعر بعذاب وكأنني أشعر في الجحيم.

- لماذا انت خائف هكذا؟!
- أخاف من فقدان مرة أخرى.

"كانت أول مرة ينظر ثائر إليَ مثل هذه النظرات الممتلئة بالشغف، لذا شعر قلبي بالطمع في سمع هذا الرجل البارد بالاعتراف عن مشاعره الحقيقية تجاهي".

اقتربت وامسكت بيده برقة، سألته بفضول:
- ثائر أخبرني بمشاعرك الحقيقية تجاهي؟!

- هل حقاً لم تعلمي عن حقيقة مشاعري تجاهك؟!

- كيف أعلم عن مشاعرك تجاهي وأنت لم تتحدث عنها أبداً؟!

ضحك "ثائر" بجنون وقال:
- لا أعلم من ماذا صنع هذا العقل؟!

- لماذا تضحك؟

- لمياء هل تعلمين أنك الشخص الوحيد الذي لم يعلم عن مشاعري الحقيقية؟

- كيف هذا؟!
- لا أعلم.

- هل تمزح؟!
- صدقني.

- من يعلم عن مشاعرك الحقيقة؟!

- نبدأ بكل أهل الجزيرة.

- لا أتحدث عن بلادنا القاهرة؟

- حسنا سوف أتحدث عن أول شخص علم عن مشاعري الحقيقة؟!

- هل تقصد ريم؟!
- لا.

- والدك؟!
- لا.

- أذن من؟!
- ممدوح.

- هل تقصد ممدوح خطيبي؟!

- انتبهي تقصدين خطيبك السابق.

- هذا لا يهم كيف يعلم عن مشاعرك؟!

- هل تتذكرين عندما تعرفت لأول مرة على ممدوح وهذه المجموعة من الأصدقاء الوقحين؟

- نعم أتذكر.

- أمسكني ممدوح عندما كنت اراقبك في السر واستطاع كشف مشاعري تجاهك وقام بتهديدي بعدم الاقتراب منك.

- لا هذا غير صحيح أنت تكذب؟!

- لم أكذب عليكِ أبداً.

- كيف كنت تراقبني وأنت حينها كنت تكرهني بشدة؟!

- هل هذا ما يهمك في الموضوع؟!
- نعم.

- وماذا عن صديقك وخطيبك السابق الذي خدعك وكذب عليكِ؟!

- هذا لا يهمني لقد انتهينا منذ زمن.

- هل تظنين ذلك؟!

- هذا ليس هام أخبرني فوراً متى وقعت في حبي؟!

- وماذا عندك متى وقعتي في حبي؟!

- لم أخبرك حتى تتحدث أولاً؟!

- حسنا في الحقيقة وقعت في حب منذ اللحظة الأولي.

- كاذب؟

- لم أكذب لقد وقت في حبك منذ وقوع نظري عليكيِ على باب منزلنا.

- هذه اللحظة كانت اللحظة التي وقعت بها في حبك.

- لماذا أنتِ حزينة هكذا وليست سعيدة؟!

- لماذا عاملتني بقسوة حينها؟!

- كنت شاب مراهقة صغير القلب لا يستطيع تحمل والده يكون لديه امرأة يحبه غير أمه.

- وهل ذلك ذنبي؟!

- لا ولكنه أيضاً كان شيء ثقيل على قلبي أن الفتاة التي أعشقها ابنة المرأة التي أكرهها.

- هل مازالت تكره والدتي؟!

- لا لقد نضجت والحياة صلحت أفكاري.

- لقد جرحتني كثير كيف لك أن تجرح من تحب بهذه الطريقة القاسية؟!

- كان ذلك بسبب حبي وغيرتي لكِ.

- لم أعد أثق بك مرة أخرى.

- أنت كاذبة.
- كيف لك تظن ذلك؟!

- لأنك تعشقنى رغم طريقتي القاسية معك لم تستطيعين كرهي.

- أعلم أن مشاعري التي كنت أحاول أخفاها بشدة كانت عيناي تكشفها بسهولة.

- هذا ليس ذنبك أنك وقعتي في حبي بشدة وأني شخص لم تتحملي كره بسهولة.

كان "ثائر" يتحدث بغرور شديد لذا ضحكت بجنون اسأله:
- هل هذا هو الغرور؟!

- لا هذه هي الثقة في قلبك النقي المحب.

"منذ ذلك الحين لم يخرج ثائر من القصر واستمر بالالتصاق فيِ يذهب إلى كل مكان أذهب إليه يغرقني بالحب والرومانسية والهدايا والزهور التي لم أعلم من أين يحضرها ويبعد عن طريقي الجميع من الخدم وحتى كران لم يستطع الاقتراب من مكان تواجدنا"

فجأة وجدنا جرس الباب يطق وكانت "أليس"، استقبلها "كران" وسألها:
- مرحبا كران.

- مرحبا أليس، ما الأمر؟!
- أريد مقابلة ثائر.

- ليس موجود.

- أعلم أنه في الداخل أخبره أني أريد مقابلته ضروري.

- أظن أنه لا يريد مقابلتك الآن أذهبي وانتظره في المستوصف وسوف يأتي أليكِ قريباً.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي