ا لفصل الحادي والعشرون اكتشاف الحقيقة

عاد "كران" إلى قصره ولكنه تركني في حيرة من أمري عما تحدث به، رغم أن معظم حديثه لم أستطع استيعابه ولكني شعر أنه يحذرني من شيء كبيرة.

لذا استمرت في التفكير ولكن هذه الجملة التي أخبرني بها "ليلة قمرية" استمرت بالتردد داخل عقلي الالاف المرات.

تذكرت عندما وصلت إلى هذا القصر عند أول يوم اختفى "ثائر" وأهل القصر ولم يظهر أحد الا بعد أربعة أيام.

حدث هذه الأمر بعد حضوري هذه المرة اختفى الجميع خلال ليلة قمرية، لذا قررت مراقبة "ثائر" في ليلة قمرية قبل اختفائهم.

عاد "ثائر" من أيام اختفائه المعتادة ولكنه كان هذه المرة مختلف فكان بعض الرجل يحمله كما حدث مع "لوثر" كل مرة.

شعرت بالخوف والقلق وسألتهم:
- ما يحدث مع ثائر؟ ما به!

- لا شيء أنه بخير يريد الراحة فقط.

لم يجعلني الخدم اقترب من "ثائر" حتى أطمئن عليه واستمروا في صدي وابعادي عن طريقه وصعدوا به إلى غرفته وأغلق الباب بالمفتاح.

ثاني يوم هبط الجميع من أجل تناول الطعام وكان الجميع بخير؛ في البداية أردت سأله عما يحدث ولكني أعلم أنه سوف يكذب ولم يخبرني بالحقيقة.

"لذا لم أظهر له اهتمام أو فضول لما يحدث".

دخلت في حالة صمت ويأس أنتظر تلك الليلة بفارغ الصبر حتى أراقبه واكتشف ماذا يحدث في الليلة القمرية.

ولكن عندما وجدتني "ثائر" في هذه الحالة الغريبة جاء ليسألني:
- لمياء هل أنتي بخير؟

- لماذا تسأل؟!
- لأنك أصبحت مختلفة.

- كيف اختلفت؟

- لم تعودي تتحدثي معي كما كان يحدث من قبل، هل يوجد شيء تخفيه عني؟

- لا يوجد.

- لسانك يرفض التحدث ولكن عيونك تكشف الحقيقة.

حدقت به بغضب وسألته:
- ثائر لا تجبرني.

- لماذا؟!

- لأني أعلم جيداً أنك لم تخبرني بما أريد وسوف تكذب عليا لذا من الأفضل تركي هكذا.

سحبني "ثائر" من ذراعي وقال:
- لمياء أخبرني ما الذي تخفيه عني؟!

ذهبت إلى باب غرفتي وأشرت إلى الخارج وأخبرته:
- من فضلك اخرج من غرفتي؟!

خرج "ثائر" حزيناً من غرفتي؛ لذا قرر الذهاب إلى قصر "كران" ليسأله عما يحدث.

في نفس الوقت داخل قصر "كران" كان يجلس في مكتبه السري يبحث في كل الكتب التاريخية التي تم توارثها من أجيال وأجيال من عائلته حتى يكتشف إجابة على أفكاره.

وبدأ " كران" يفكر ويتساءل:
"ماذا أفعل الآن؟ أن ثائر يحبها بجنون! كيف يكون مصيره هو قتل هذه المرأة التي يحبها، هذا المصير سيئ جداً يجب عليك إيجاد حل في أقرب وقت قبل معرفة لوثر بهذا السر ويعرضها للخطر من أجل إنقاذ نفسه من اللعنة".

بعد عدة ساعات دخل مساعده يخبره:
- سيدي السيد ثائر ينتظرك في الخارج.

كان "كران" في هذا الوقت داخل غرفة سرية بالقصر متصلة بحجرة منبع السحر، هذه الغرفة لم يعلم عنها أحد غير مساعده الخاص.

تنهد "كران" عند سماع مساعده وقال:
- ماذا يفعل هنا الآن؟!

- أظن يريد التحدث في شيء هام.

- حسنا أخبره أني آتي.

بعد ربع ساعة ذهب "كران" يسأله:
- ماذا تفعل هنا ثائر؟!

- أريد التحدث معك.

- ما الأمر؟!
- الموضوع يخص لمياء.

توتر "كران" وسأله:
- ما بها؟!

- أظن أنها تقوم بإخفاء أمر ما.

- لماذا تظن ذلك؟!

- أنها مختلفة هذه الأيام وتتصرف بطريقة غريبة.

حدق به "ثائر" وسأله:
- كران هل تخفي شيء؟!

توتر كران وأجابه:
- لماذا تسألني ذلك؟!

- لأنك أيضاً ليس طبيعية.

- ثائر لا توهم نفسك بأشياء ليس لها وجود.

تنهد "ثائر" وقال:
- هل تظن أنها تكرهني لأني بسبب الأسرار الكثير بيننا؟!

- هل ستخبرها؟!

- لا أعلم أفضل ألا تعلم شيء عن هذا العالم.

- ولكنها سوف تعلم عاجلاً أو أجلاً، لذا يجب عليك أخبرها قبل حدوث ذلك؟

- سأفكر في هذا الأمر؛ ولكني الآن أريد أخبرك عن شيء هام.

- ما الأمر يا ثائر؟!

تنهد "ثائر" بحزن أجاب:
- لقد تحولت.

- ماذا؟ كيف حدث ذلك؟
- لا أعلم.

- ثائر لقد وعدتني بأنك لم تؤذي أحد؟
- لم أؤذي أحد.

- كيف هذا؟ من أجل تحويلك يجب عليك قتل إنسان والتضحية به!

- صدقني لم أفعل ذلك لقد حدث الأمر بمفرده.

أثناء غضبه الشديد تذكر "كران" في هذه اللحظة الزهرة "لمياء" نظر إليه وسأله:
- هل اختلط دماءك مع أحد من الذين تسكن معهم؟!

- لا لم يحدث كنت حريص على عدم اختلاط دمائي مع أشخاص آخرين.

- هل أنت متأكد؟

- نعم معاد قبل الحادث أختلط دمائي مع لمياء بالصدفة، ولكنها ليست من الجزيرة لذا لا تحتسب.

شعر "كران" بالقلق عندما سمع حديث "ثائر" وأخبره:
- من الممكن أن يكون حدث هذا الأمر بهذه الطريقة بسبب أنك شخص مميز.

- أظن ذلك.
- ولكن.
- ولكن ماذا؟!

- يجب عليك عدم أخبر أحد عن اختلطت دمائك مع لمياء حتى لا يفهم أحد الموضوع خطأ وتعرض حياتها للخطر.

- لا تقلق أنا أفكر بهذه الطريقة أيضاً لذا لم أخبر لوثر عن هذا الأمر.
- هذا جيداً.

بعد خروج "ثائر" من قصر شعرا "كران" بالتوتر والقلق ولم يستطع التفكير واتخاذ القرار في هذا الأمر، لذا دخل غرفته السحرية واعتكف بها يومين.

كان يبحث في كل الكتب الأثرية القديمة حتى وصل إلى كتاب قديم يحكي عن زهرة النجوم التي تشبه زهرة عباد الشمس.

عند عودة "ثائر" إلى القصر وجد صديقه "لوثر" ينتظره وعند رؤيته سحبه من ذراعه إلى طائرته الخاصة وسافر إلى أقصى القطب الجليد لمقابلة القائدة.

وعند دخولهم القلعة أخبره لوثر:
- هذا القائد المسئول عن فصيلتنا منذ زمن.

- قائد! كنت أظنك القائد الذي يقود القطيع؟

- أنا نائب له لقد زهد الحياة و أعتكف في هذا القطب وترك كل الأمور إلي أدر شؤونها بنفسي.

حدق به "ثائر" للحظات ثم قال:
- أظن رأيتك من قبل داخل أحلامي ولكني لم أتذكرها.

- هذا جيد.
- لماذا؟!

- لأن وجودي داخل أحلامك ليست مؤشر خير أبداً.

نهض القائد من مقعده وسار إلى "ثائر" ببطء يسأله:
- أخبرني مع من أختلط دمائك؟!

- لا أحد.
- كاذب.
- لا.

- أنت كاذب لم يتم التحويل دون القتل أو اختلاط الدم مع لوثر.

- لم أقتل أحد.

توتر "لوثر" وقال:
- لقد نفذت كل أوامرك ولم أخلط دمائي مع ثائر أبداً.

- هل قتل أحد؟
- لا لم يفعل ذلك.

- هذا غريب؟!

- لا تنسي سيدي أنه شخص مميز ومن الممكن أن تكون هذه الميزة يملكها الشخص المختار؟

- لا كل الكتب والقصص تخبر بغير ذلك.

- ولكن سيدي.

- توقف عن استجوابي وأبحث في هذا الأمر؟ هذا الشاب لديه سر كبير يخفيه.

توتر "ثائر" وشعر بالخوف على "لمياء" لذا أخبره:
- أنت لا تثق في حديثي؟!

- لا أثق في حديثك أو أثق بك.

- لماذا؟!

- لا أعلم ولكني أشعر بشيء غامض بك.

- حسنا هذه مشكلتك ولكني سوف أذهب الآن.

- لم تذهب.
- لماذا؟!

- سأقيم غداً حفلة تنصيب لك وحتى يتم التعارف عليك من كل النبلاء فصيلتنا.

- لا أريد ذلك.

- يجب عليك ذلك أفعل ذلك من لأجل .

شعرا "ثائر" أن هذا الرجل قوى وقادر ولم يستطع عناده، لذا وافق على طلبه وبقى في القلعة الضخم لمدة يومين حتى انتهاء الحفلة.

ورغم شعوره بالخوف والحنين إلى "لمياء" لم يظهر ذلك لأحد من الموجودين.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي