الفصل الثامن والعشرين وثيقة عبودية شيطانية

كان السبب في وقع اللعنة على قبيلة الدب هو كسر قلب نيل التي فقدت حب حياتها فجأة، رغم علمها أنه كان جبان وضعيف التفكير.

ولكنها كانت تحبه بجنون وهذا الحب تحول إلى لعنة على كل قبيلته، وعندما علمت بالحقيقة كانت الوقت تأخر كثيراً وارتكبت جرم لا يغتفر.

لذا حاولت التعويض عما فعلته من جرم والتصحيح عن خطأها بالتضحية بحياتها والتبرع بفتاة من عائلتها مرة كل ألف عام وهذا سوف يحدث إلى الأبد.

أقام زعيم القبائل اجتماع طارئ بعد ظهور الحقيقة من أجل توضح ما يحدث، وسمى هذا الاجتماع باسم "عقاب السماء".

وبدأ كبير وقائد الزعماء بقول:
- سنبدأ اجتماع اليوم بشكوى زعيم قبيلة الدب، أذن ليبدأ زعيم القبيلة بعرض وتقديم التظلم.

تحدث زعيم قبيلة الدب وقال:
- أريد الثأر من أجل دماء أولادي.

تحدث كبير الزعماء وقال:
- من هو الشخص الذي تريد أخذه منه؟!

- زعيم قبيلة القمر.

- اليس من قتل أولادك هي ابنة زعيم قبيلة النجم؟!

- نعم هذا حقيقي ولكن من دس الفتنة بيننا هو زعيم قبيلة القمر.

- هل أنت واثق من ذلك؟!

- نعم سيدي لقد اعترف خادمه أنه فعل ذلك من أجل التفريق بيننا.

- كيف له أن يفعل ذلك هل يظننا ضعفاء إلى هذه الدرجة؟!

- يجب التعويض فيما حدث وجلب حق دماء ابنائي من هذا القاتل.

في الحقيقة لم يكن خادمه الذي اعترف على سيده ولكن ما كان السبب في كشف الحقيقة هو السحر الممنوع الذي مارسه زعيم قبيلة النجم من أجل إظهار الحقيقة.

ولكن تم الاتفاق بإخفاء هذا الأمر حتى لا يتم أستغل هذا الموضوع في التشويش على الحقيقة وعدم استرجاع حق الأطفال الذين تم الغدر بهم جميعاً.

حزن قائد الزعماء من أجل القبيلتين مما حدث لهم من كوارث وقال:
- لا تقلقوا سوف أبحث في هذا الأمر بجدية و اكتشف الحقيقة الكاملة.

بعد ذلك أمر حارسه الخاص بالذهاب إلى زعيم قبيلة القمر وأرسل إليه رسالة.

ذهب الحارس إلى زعيم قبيلة القمر وأخبره:
- يطلب سيدي حضورك فورا إلى اجتماع القبائل الآن.

- لماذا يطلب سيدك حضوري المفاجئ؟!
- سوف تعلم عند حضوره الاجتماع.

- حسنا أذهب الآن سوف ألحق بك.
- أمرك سيدي.

بعد ذهاب الحارس ظهر الشيطان لزعيم قبيلة القمر وأخبره:
- لقد علموا القبائل أنك من قتلت "حيدر" ابن زعيم قبيلة الدب.

فزع الزعيم وسأله:
- كيف حدث ذلك؟!

- زعيم قبيلة النجم استخدم السحر الممنوع من أجل ذلك.

- هل هو مجنون الا يعلم أنه هكذا سوف يخسر حياته؟!

- أظن كل ما يهمه هو معرفة من السبب خلف ما حدث.

- ماذا سأفعل الآن؟ لم استطع محاربة الجميع مرة آخرى بعد الحرب الأخيرة في هذا الوقت القصير!

- لا أعلم .

- لا تعلم؟ وماذا عن قبيلتي سوف تدمر كلها!

- لا تقلق سوف أحمي قبيلة ولكن يجب عليك عدم إخبار أحد عن اتفقنا وأني صاحب فكرة القتل؟

- لماذا؟ هل سوف أتحمل كل شيء بمفردي!

- كان هذا طلبك من البداية! وحينها وعدت بتحمل العقاب على كل شيء عندما يكتشف الأمر في مقابل القوة؟

- إذا ما سأفعل؟ الآن أنقذني!
- لا يوجد غير حل واحد لهذا الأمر.

- ما هو؟!

- توقيع وثيقة الدم معي بالعبودية؟!

- هل تمزح هذا لم يحدث أبداً.

- أذن سوف يقع عليك الجرم وتقتل بعرف القبائل؟ وأنت تعلم أن ذلك كم سوف يكون مهين لك ولعائلتك والقبيلة!

جلس يفكر زعيم القمر للحظات؛ وعندما وجد الشيطان يهم على الرحيل نهض فزعا من مكانه وأخبره:
- لا تذهب سوف أفعل كل ما تريد.

ظهر في يد الشيطان فجأة عقد وريشة على أطرافها حبر أحمر، وامسكه الزعيم ووقع العقد.

بعد انتهاء التوقيع ظهر الشيطان بشكله الحقيقي وكان أضخم من قبل عشرات المرات.

شعر الزعيم بالفزع ووقع جلس على الأرض بخوف وقالك:
- من أنت؟!

- أنت تعلم من أنا.
- كيف تحولت إلى هذا الشكل؟!

- هذا شكلي الحقيقي وبما أنك وقعت وثيقة العبودية يجب عليك رؤية شكلي الحقيقي وليس المزيف.

- هل هذا شكلك الحقيقي؟ ولكن لماذا مخيف جداً هكذا!

غضب الشيطان وسأله:
- هل تظنني مخيف إلى هذه الدرجة؟!

شعر الزعيم بالخوف واجابه:
- لا ليست مخيف.

حينها ظهرت وشم على ذراعة شكل الجمجمة لونها أسود وأخبره الشيطان:
- كلما كذبت اصبح لون أغمق وأن لونت الجمجمة بأكملها سوف تموت.

- ماذا تعني بذلك؟!

- أعني أنك تستطيع الكذب ثلاثة مرات فقط أكثر من ذلك سوف تموت، وليس ذلك فقط وأيضاً يجب أطاعه كل أوامري لك دون اعتراض.

- والآن أذهب إلى اجتماع القبائل ومهما يحدث لا تجلب سرتي في هذا الحادث.

- حسنا سوف افعل.

ذهب زعيم قبيلة القمر إلى اجتماع القبائل وهو لا يعلم ما كمية الجرائم التي ارتكبها في حق نفسه بسبب الجشع والطمع في السلطة.

أصبح الآن هو وقبيلته عبد لدى الشيطان؛ وهذا الأمر لم يعلم حجم وزرها حتى الآن.

كانت منذ البداية خطة الشيطان الذكية في إجبار زعيم القمر لتوقيع وثيقة الأبدية حتى تستولي على قبيلته عبيد لديه لإنقاذ نفسه.

علم الشيطان بنبوة عن فتاة سوف تولد في العصر الحديث من قبيلة النجم وسوف تقوم بحبس الشيطان إلى الآن حتى معاد عقابه.

حاول قياس قلوب الزعماء ليبحث عن قبل ضعيف يصبح عن السلطة ويطمع في الثورة والكنوز وكان أفضلهم زعيم قبيلة القمر.

لذا أقترب منه وجعله يقع ضحية الطمع والجشع والسلطة حتى أصبح مطيع لك أوامره؛ ولكن ما كان يريده الشيطان شيء أخر.

كان الشيطان لا يستطيع أذية البشر، لذا أراد عبيد يقوم بتحقيقه ما يريده حتى ينقذ نفسه دون أن يضع نفسه في الخطر.

وكانت قبيلة القمر أفضل عبيد له لأنهم ممتلئين بطباع القذارة التي منها "الجشع، الطمع، الحقد، الانتقام، التملك، وشغف السلطة" لذا قرر الاستيلاء عليهم بعقد الدم كعبيد إلى الأبد.

ذهب زعيم قبيلة القمر إلى الاجتماع وهو يرتعش رعب، وبعد وصله جلس في المجلس أمام كبير الزعماء.

جلس يسأله بثقة محاولاً إخفاء خوفه:
- ماذا يحدث؟!

نظر إليه زعيم قبيلة الدب بحزن وقهر وقال:
- أنت سبب كل ما حدث.

- لا أفهم ما تقصد؟
- أنت من قتل أبنائي.

- أنا لا أعلم عما تتحدث.

تدخل زعيم قبيلة النجم وأقام حركة دائرة بيده يظهر في الهواء عما حدث مع ابن قبيلة الدب وكيف يتحول زعيم القمر إلى صديق "حيدار" المقرب.

فزع جميع الموجودين من الصورة الحية للحدث وبدأ الجميع في الهمس والقول:
- أنه فعلاً السبب في فعل كل هذا؟!

حدق في زعيم قبيلة الدب وأخبره:
- هل تعلم ماذا فعل ابنك في الفتاة المسكينة؟!

- لقد خدرها بزهرة عباد الدم المطحونة.
- أنت كذاب.

همس الجميع يتحدثون بخيبة أمل:
- كيف لابنه أن يفعل ذلك في ابنة صديقه المفضل؟!

حزن زعيم قبيلة النجم وخفض بصره ووجه في الأرض حزناً وقهراً على ابنته الجميلة التي لوثة سمعتها بعد موت المفجوع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي