الفصل الثالث عشرون البحث عن إجابة

بدأت الهموم تتراكم وتتصاعد دون أن أدرك بدأ المؤقت في العد التنازلي هل بدأت تقترب نهاية علاقتنا في هذه الحياة.

والآن كيف أنقذها من مصيرها المظلم هذه الفتاة المسكينة التي تمتلك مصير مظلم.

في الصباح الباكر ذهبت إلى قصر "كران" كي اسأله عما يعرفه ويخفيه عن "لمياء" ولا يريدني أن اكتشافه.

عندما وجدني أقف أمامه دون أخباره، لذا سأل عن حضوري المفاجئ بحيرة:
- ثائر! ماذا تفعل هنا في هذا الوقت؟

- أريد التحدث معك في أمر هام.

- ما الأمر الذي يجلب بك في هذه الساعة؟!

- ما الذي تعلم شيء عن زهرة عباد الدم؟

فزع "كران" من سؤالي المفاجئ واقترب يسألني:
- كيف تعلم عن هذا الأمر؟!

- هذا ليس هام الآن! يجب عليك أخباري عن الحقيقة كاملة؟

- ماذا تعني لم أفهم؟
- لمياء.

فزع "كران" واستمر في الصدم ولم يجب حتى سألته:
- لقد عرفت كل شيء.

- ما الذي عرفته؟

- زهرة عباد الدم الأن دورك يا كران في أخباري بكل شيء عن الحقيقة الكاملة؟

- ماذا تريد أن تسمع؟!
- لماذا لمياء هي عباد الدم؟!

- لأنه قدرها الذي تحدد منذ بدأ البشرية.

- ولماذا هي؟!

- لا أعلم ولكني كل ما أعرفه أنها سليلة قبيلة النجم.

- ماذا تقصد بذلك لماذا؟ فجأة أصبحت سليل قبيلة ولمياء أيضاّ؟

- هذا مصيركم.

- لماذا وكيف لقد خلقنا في دولة مختلفة من فصيلة بشرية مختلفة؟!

- لا ليس مختلفة أنت وهي من هذا المكان ولكن أجدادكم هم من هربوا وذهبوا إلى أبعد مكان ولكن مصيركم هو من جلب بكم إلى هنا.

جلست على الأريكة أبكي فزعاً وأسأله:
- لا أريد خسرتها مرة أخرى ولا أيد قتلها.

بعد ذلك رفعت نظري تجاه "كران" وسألته:
- هل لديك حل لهذا الأمر؟!

- لقد فعلت كل ما في استطاعتي الآن ولكن.

- ولكن ماذا؟!
- مصيرها أصبح مبهم.

عندما ركزت سألته بفضول:
- ولكن ما الذي فعلته من أجلها؟!

- لقد وضعت عليها تعويذة سحرية.

- وماذا تفعل هذه التعاويذ؟!
- تخفي وجودها عن السحر.

- وهل هذا شيء جيد؟!

- نعم لم يستطع أقوى ساحر في العثور عليها.

عندما تحدث "كران" هكذا، تذكرت عندما حاولت الساحرة العثور على مكان "زهرة عباد الدم" ولم تجدها.

لذلك سألته:
- أذا أنت من فعل ذلك؟

- ماذا تقصد بهذا؟!
- لا شيء لا تهتم.

- ثائر هل هناك شيء تخفيه ولا تريد التحدث عنه؟!

- سوف أخبرك ولكن ليس الآن.
- حسنا كما تريد.

عندما سألني "كران" عما أخفيه تذكرت وعدي مع صديقي لذا لم استطع أخبره عن "نيكولاس" لأني وعدت صديقي "لوثر" بعدم إخبار أحد عن هذا الأمر.

ولكن سألته:
- كران ما الفرص في انقاذها؟!

- حتى الآن لم أتوصل إلى شيء ولكني أبحث في الأمر.

- كران أن لم تستطع انقاذها سوف أقوم بقتل نفسي حتى لا أؤذيها.

- لا تتهور وأنا أبحث في الأمر وسوف أتواصل إلى حل.

- أثق بك وسوف أعتمد عليك في هذا الأمر.

في نفس الوقت داخل قصر لوثر.

نزلت من غرفتي وذهبت إلى غرفة الطعام؛ وجدت "لوثر" ينتظرني حتى نتناول الطعام وأثناء الأكل سألني:
- كيف حالك لمياء؟ !

- بخير.

- ماذا فعلتِ في اليومين السابقين أثناء غيابنا؟!

- لا شيء.

توقف "لوثر" عن الأكل فجأة وحدق في وقال:
- لمياء هل تعلمي شيئاً عن زهرة تسمى زهرة الدم؟!

عندما ذكر "لوثر" عن الزهرة تذكرت تنبيه "كران" عن هذا الأمر، لذا أنكرت وسألته:
- لا هذه أول مرة أسمع عن هذه الزهرة! ولكن لماذا تسأل؟

- لأنه زهرة نادرة ومميزة ومبروكة بالنسبة إلى جزيرتنا.

- لا للأسف لم أراها من قبل.

- لمياء هل لديك زهرة على جسدك؟!

غضبت منه بشدة وأخبرته:
- كيف لك أنت تسأل عن جسدي هل تشتهيه؟!

- لا أعتذر لم أقصد ذلك.
- وماذا تقصد؟!

- لقد سمعت أن المرأة التي لديه وشم زهرة امرأة مميزة وفاضلة.

- هل لهذا تسأل؟!

- نعم.

- ولكن للأسف ليس لدي وشم أو ندبة.

نهضت وتركت طاولة الطعام و ذهبت إلى غرفتي، ورغم عدم فهم ما المقصود من كل ذلك ولكني شعرت بوجود شيء غريب ومريب يحدث من خلفي.

عاد "ثائر" وصعد إلى غرفتي حتى يتحد معي ولكنه وجدتي أتحدث مع والده مكالمة فيديو، وعندما دخل أوصلت إليه الهاتف حتى يحدثه والده وأخبره:
- ابني كيف حالك هل أنت بخير؟!

- جيد وبخير.

- هل مازالت غاضب مني بسبب الماضي؟!

- لا لقد غفرت لك.

- أذا لماذا لم تعود مع أختك المرة الماضية؟!

- أحب هذا المكان وأشعر بالراحة هنا أكثر.

تنهد والده واخبره:
- ثائر ارجع إلى منزلك وسوف اسمح لك بالزواج من لمياء.

توتر "ثائر" وقال:
- لماذا تتحدث هكذا؟!

- لأني أعلم جيداً كما تحبها.
- هذا غير حقيقي.

بعد ذلك توتر وأغلق المكالمة ألقي الهاتف على السرير ونظر إلي وقال:
- أظن أن المرض أثر في عقل والدي؟

ضحكت بلؤم وأخبرته:
- حقاً! ولكن والدك أصبح في صحة جيدة جداً بعد تناول مياه البركة؟

- حديثه هذا بسبب تأثير المياه ثقي بي.

- حسنا كما تريد.

جلس "ثائر" على الأريكة التي أمام النافذة وقال:
- لمياء كيف أحوالك؟

- بخير.
- هل تريدين العودة؟!

- بالتأكيد لم أعود من دونك.

تنهد وخفض نظره إلى الأرض وقال:
- لمياء هل تشعري بالراحة في هذا القصر؟!

- وأنت هنا! لماذا لم أشعر بالراحة؟!

رفع نظره وحدق بي وقال:
- هل يوجد شىء غريب يحدث معك؟

- ما هذا السؤال؟!
- إنه مجرد سؤال ليس إلا.

- لا يوجد شيء غريب ولكن.
- ولكن ماذا؟!

كانت تصرفات "ثائر" غريبة جداً؛ لذا أردت أن أتأكد من حقيقية بوجود سر خفي أو شيء لا أعلمه فسألته:
- لقد سألني كران اليوم سؤال غريب ومحرج.

- سؤال! ما كان هذا السؤال؟

- سأل أن كنت أمتلك وشم زهرة على جسدي.

نهض فزعاً "ثائر" من الأريكة و سألني بقلق:
- وهل أخبرته شيء؟!

كانت الإجابة غير متوقعة؛ وتفاجأت من أجابته وتساءلت "لماذا لم يسألني ما يعني بذلك، ولكن بدل ذلك سألني هل أخبرته بشيء.

كيف يعلم "ثائر" عن الزهرة التي على جسدي رغم إني لم أريها إلى أحد من قبل غير والدتي، ولكن كيف يعلم عن الزهرة التي لم أتحدث عنها مع أحد أبداً.

نظرت إليه بحيرة سألته بفضول شديد:
- كيف علمت عن الزهرة؟!

توتر "ثائر" واحمر وجهه وقال:
- لا أفهم ما تقصدين؟!

- ثائر أنا لا أمزح معك أخبرني بالحقيقة؟

- لم أقصد ذلك.
- ما الذي لم تقصده؟!

- لقد رأيتها بالصدف على ظهرك أثناء نومك.

- متى حدث ذلك؟!

- ثاني يوم كنت بها على الجزيرة.

شعرت بالحزن الشديد من "ثائر" وأخبرته:
- هل كل هذه الفترة كنت تراقبني أثناء نومي وأنا أبحث عنك وأموت من الاشتياق إليك أيها الأناني؟!

" حرج ثائر من حديثي المحق ولم يجاوب على اسألتي".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي