الفصل الخامس والعشرون كشف السر الملعون

كان اختفائي بالنسبة إلى "ثائر" وعائلتي شيء غريب وندم وجود طريقة للتواصل معي كان شيء مقلق جداً.

وكان يبحث عني الجميع ولكن لم يجود أثر يدل على مكاني.

كان "ثائر" بين حيرة ونار؛ يلوم نفسه عن اختفائي ويلوم حظه على هذا القدر الذي يجعله دائماً يتسبب لي بالأذى.

استمر البحث لأيام وليالي عن مكان وجودي دون أمل حتى جاء موعد الليلة القمرية، وكان هذا الوقت الذي قررت الذهاب في إلى القصر لمعرفة سر "ثائر ولوثر".

هذا الأمر لما أكون أخبر عن هذا الأمر شيء إلى "كران"، لذا خرجت من قصره دون معرفته عما تخطط وذهبت أبحث عن السر المخفي.

"ولكني لم أكن أتوقع أن هذا السر ملعون".

دخلت القصر خلسة دون أن يشعر بي أحد، وجلست بجوار البركة أنتظر وعند خروجهم أخفيت نفسي خلف أحدى الأشجار، وراقبت الجميع من الخلف.

كانت الصدمة عندما وجد جميع الخدم يعبرون البوابة المزينة بالزهور والأشجار دون مشكلة وكان آخر شخص عبر هو "لوثر وثائر".

بعد ذلك ظهر ضباب أسود مثل الدخان الكثيف يخرج من البوابة.

تشجعت وأخبرت نفسي:
- لقد مر الجميع دون مشاكل لماذا أخاف من هذا الدخان؟!

اقتربت من البوابة وبدأت ببطء شديد أدخل داخل الضباب ولكن كانت المفاجئة حدثت عندما عبرت هذا الضباب.

لأن عندها بدأت أشعر نور ذهبي كأشعة الشمس التي تقضي على الضباب نهائياً حتى عبرت البوابة.

عند عبوري البوابة وجدت عالم آخر مختلف عن العالم الذي حضرت منه جبال كثير من الخضراء ممتلأ بالأشجار الضخمة.

استمرت في السير دون أدراك إلى أين أذهب حتى فجأة سمعت صوت مخيف.

صعدت إلى مكان مرتفع وجدت به كهف وقفت على أركانه حتى أشاهد من أين أتي الصوت.

وبعدما نظرت رأيت وحش غريب تشبه الوحوش المستذئبين في الأفلام، شعرت بالخوف ودخلت الكهف وكانت الصدمة.

عند دخولي وجدت "ثائر ولوثر" داخل الكهف يجلسون وعند رؤيتي صدموا فزعاً وتسألوا معاً:
- لمياء ماذا تفعلين هنا؟!

وقال "لوثر" بحيرة:
- كيف دخلتي إلى هذا المكان؟!

شعر "ثائر" بالخوف وقال:
- بسرعة أخرجي من هنا.

كنت أشعر بالصدمة من كل ما يحدث وعندما جمعت شتات نفسي سألتهم:
- ما الذي يحدث هنا وما هذا المكان الغريب وما كل تلك الوحوش؟

بعد لحظة انتهاء سؤال وجدت "لوثر" يحدث معه أشياء غريبة ويخبر "ثائر":
- لقد تأخر الوقت يجب أن أبتعد الآن فوراً.

خرج "لوثر" مسرعاً حتى لا يؤذني وأثناء العدو تحول إلى وحش، كنت أراقبه عن بعد ولم أصدق ما يحدث أمام نظري.

عندما تحول "لوثر" استطع التعرف على بأني "زهرة عباد الدم" لذا تملك منه حالة هياج وحاول العودة حتى يقتلني.

ولكن "ثائر" شعر بالخوف علي ومن أجل حمايتي تحول حتى يمنع "لوثر" من الاقتراب وقتلي.

عندها تذكرت الخاتم الذي أهداني "كران" به وقال:
- لمياء عندما تجدي نفسك في موقف خطر اضغطي بقوة على الحجر القرمزي الذي بالخاتم.

-هل سوف ينقذني خاتم؟!

- نعم سوف يفعل أشياء لم تتخيلها.

- حسنا كما تريد.

في البداية كنت أعتقد أنه يمزح، ولكن عندما تعرض للخطر تذكرت هذا الخاتم وضغط عليه بقوة من الخوف جعلت الحجر كاد أن ينكسر الحجر.

"فجأة وجدت نفسي انتقلت إلى داخل حجرة حجرية".

كانت هذه الحجرة في قصر "كران" ووجدته أمامي يقف غاضباً يسألني:
- هل أنتي مجنونة؟ كيف تفعلين كارثة مثل هذه!

حينها علمت أن "كران وثائر ولوثر" ليس أشخاص طبيعيين، خارت قوى ووقع على الأرض جالسة لم استطع التحدث حتى ساعدني "كران" على الوقوف.

وأخبرني بإحباط:
- أظن أنه حان الوقت لمعرفتك لكل شيء يحدث.

- ماذا تقصد؟!

- هيا لمياء لا تجلسي على الأرض تعالي معي.

- كران هل هذا الخاتم أداء نقل آني؟!

- نعم أنه هكذا.

- من أنت ومن هؤلاء وماذا يحدث؟!
- لا تقلقي سوف أخبرك بكل شيء .

ساعدني "كران" وأجلسني على مكتب ضخم داخل الحجرة.

وبدأ في سرد الحكاية وقال:
- لمياء سوف أخبرك قصة من بداية البشرية.
- حسنا تحدث.

- بعد مرور ألف عام من بدأ البشر في الحياة على الأرض؛ كانت هذه الأرض ممتلأ الكنوز النادرة ذات طابع سحري، واتقسمت العائلات إلى أربعة قبائل "قبيلة القمر- الدب- النجم- الشمس.

كان زعيم "قبيلة القمر" جشع جداً ويريد الاستيلاء على كل كنوز الأرض ويصبح هو الحاكم المتحكم الوحيد في القبائل جميعاً.

ولكن زعيم "قبيلة الشمس" رفض ذلك وقال:
- كيف لقبيلة صغيرة لا يوجد بها رجل أقوياء أن تكون المتحكم في كل أمور الدنيا.

صار بينهم نزاع وقتل الكثير من الأبرياء وفازت "قبيلة الشمس" على "قبيلة القمر" وأصبحت هي المتحكمة في باقي القبائل ذات الشأن والكلمة المسموعة.

ولكن لم تستطع "قبيلة القمر" أبتلع المهانة التي تعرض لها، لذا عقد زعيم القبيلة أتفاق مع الشيطان.

وكان ذلك جرم كبير جداً في هذا الزمن يوسوس لهم الشيطان:
- أن تم القضاء على القبائل الصغيرة المساعدة سوف تخسر "قبيلة الشمس" تأييدهم وقوتهم التي تحتمي بها.

- ولكن لا استطيع فعل ذلك سوف يكون وصمة عار طول العمر للقبيلة.

- أذا أضع الفتنة بينهم حتى يدمرون بعضهما البعض دون أن تكون في الواجهة.

- كيف أفعل ذلك؟!

- هناك فتاة جميلة في "قبيلة النجم" اسمها "نيل" تحب سراً فتى من "قبيلة الدب".

- كيف ذلك هذا شيء محرم وممنوع؟!

"ملحوظة في هذا الزمن كان الحب واختلاط القبائل بالزواج جريمة كبرى وشيء محرم ممنوعاً بتاتاً"

فزعا رئيس القبيلة وسأل الشيطان:
- هل أذهب وأخبر زعيم القبيلة عن هذا الأمر؟!

- لا تفعل ذلك لأنه من الممكن أن يكون أمور ضدك وليس معك.

- أذا ماذا أفعل؟!

- سوف أخبرك بما تفعله حتى يستطيع الاقتراب من القبيلتين ويعطيك الإنابة.

- أخبرني ماذا أفعل؟!

- أدخل الفتنة إلى الشاب واجعله يؤذي الفتاة.
- وماذا عن الفتاة؟!

- لا تقترب منها أنها مختلفة ذات دماء نقية الاقتراب منها سوف يتسبب لنا بالمشاكل، ولكن الشاب ساذج ومغفل وسوف بقع لك بسهولة.

- ولماذا لما تذهب أنت إليه؟!

- أنت تعلم جيداً أن جميع هذه القبائل ترى حقيقتي لذا لم استطع الاقتراب منها لعدم وجود جشع بينهما ولكنك شيء مختلف.

- كيف أكون مختف !

- لأنك ممتلأ الجشع والغرور والأنانية وترغب في السلطة.

ضحك زعيم القبيلة وقال:
- السلطة ليست شيء سيئ إنما قوى لم يفهمها أحد غير الأقوياء.

- هذا حقيقي لذا أذهب إلى الشاب وأجعله يغدر بالفتاة وينام معها.

- ولكن ذلك سيئ في حقي! كيف أفعل شيء منحرف كهذا؟

- هذه الطريقة الوحيدة لجعل الحاكم.

- حسنا سوف افعل ولكن أريد طلب في المقابل.
- ما هو؟

- أريد منك تغير شكلي إلى شاب في نفس عمري حتى استطاع التقرب من هذا الفتى.

- حسنا لك كما تتطلب.

حوله الشيطان إلى فتى وسيم في سن السادس عشر، وذهب إلى الشاب "حيدر" وحاول الاقتراب من الشاب ببطء حتى أصبحوا أعز الأصدقاء.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي