الفصل الواحد والثلاثون امرأة الشيطان

كان يعتقد كرن أن "أليس" امرأة مخلصة؛ وسوف تصله مع "ثائر" دون علم "لوثر"، ولكنه لم يكون يعلم أن هذه المرأة هي جاسوسة تعمل لأجل "لوثر".

بعد خروج "كران" من المستوصف أرسلت إلى "لوثر" رسالة تخبره:
- لوثر أريد مقابلتك.

- ليس الآن فأنا مشغل.
- الأمر هام لا يستحق التأجيل؟

- من يخص الأمر.
- ثائر.

- حسنا لنتقابل في منزلك في منتصف الليل.

في منتصف الليل ذهب "لوثر" إلى منزل "أليس" وسألها بفضول:
- ما الأمر يا أليس الذي يجعلك تستدعني في هذا الوقت.

- لماذا أنت غاضب هكذا يا لوثر؟!

- أنت لا تعلمين شيء عما يحدث معي خلال هذه الأيام.

- ما الذي يحدث معك؟!

- هذا لا يهمك أخبرني الآن ما الأمر الضروري؟!
- كران.

- ما به كران؟َ!

- لقد جاء إلى المستوصف وطلب مني شيء غريب.

- ما هو هذا الشيء؟!

- لقد طلب أن أذهب إلى ثائر واجعلهم يتقابلوا.
- وما الغريب في ذلك؟!

- لماذا يريد مقابلته في السر دون علمك؟!

جلس "لوثر" يفكر في الأمر وتساءل بصوت مسمع إلى "أليس":
- هل من الممكن أن يكون كران كذب عليا؟!

- ما الذي كذب عليك به؟!

رفع نظره ونظر إلى "أليس" وسألها:
- هل تظني أن كران يخفي لمياء داخل قصره؟!

- لماذا تبحث عن صديقة الطبيب؟!
- هذا الأمر لا يخصك.

- إذن لا أعلم أذهب وأسأله.

- لقد سألته من قبل وأنكر معرفة بمكانها.

- إذن لا يعلم مكانها.

- وماذا أن كذب وقام بإخفائها؟!

- لقد أرهقتني! أخبرني الآن ماذا أفعل أوصل الرسالة أما لا أفعل؟

- بالطبع أخبري ثائر ولكن.
- ولكن ماذا؟!

- أريد معرفة هذا الأمر الذي يطلب مقابلته من أجله.

- لا تقلق سوف أجد طريقة لفعل ذلك.
- حسنا هذا جيد.

أثناء خروج "لوثر" من منزل "أليس" لمحة بالصدفة "ثائر" فأخفى نفسه حتى لا يراه "لوثر"، ولكن حينها علم "ثائر" أن "أليس" جاسوسة لدى لوثر.

كان "ثائر" ذاهب إلى "أليس" حتى يطلب منها نفس طلب "كران" وهو مقابلته في السر، ولكن عندما وجدت "لوثر" يخرج من منزلها.

"استوعب الأمر بأنها تعمل لدى لوثر ولا تصلح لإيصال الرسالة".

خلال ذهاب "ثائر" طول الطريق يفكر ويتساءل:
- هل يجب علي أن تنبيه لمياء وكران أن أليس تعمل لدى لوثر؟!

تعد تفكير عميق قرر "ثائر" بأخباري عن هذا الأمر حتى نحترس في المستقبل في التعامل مع " أليس".

لذا راسلني عن طريق سحر اليمامة وأخبرني عن "أليس"، وذهبت على الفور وأخبرت "كران":
- كران أنتبه أليس جاسوسة لدى لوثر.

- كيف علمتِ عن هذا الأمر؟!

- أخبرني ثائر بذلك.

- وكيف علم عن هذا؟!

- ذهب إليه لطلب مقابلتك بالسر ولكنه وجد لوثر يخرج من منزلها.

- هذا سيئ جداً.

عندما توتر كران هكذا شعر بشيء غريب يحدث لذا سألته:
- ما الأمر معك يا كران؟!

- هذا الصباح ذهبت إلى المستوصف والطلب من أليس مساعدتي في أحاضر ثائر من أجل مقابلته.

- هل تريد مقابلة ثائر؟

- نعم أريد مقابلته على انفراد ضروري.

- إذن لماذا لم تخبرني بذلك؟ كنت سوف أساعدك على تحقيق ذلك دون علم أحد!

- لم أكن أريد علمك عن هذا الأمر.

- إذن خروج لوثر من منزل أليس في هذا الوقت يثبت أن أليس تعمل مع لوثر.

- أكيد.

- إذن ماذا سوف تفعل الآن.

- سوف أذهب في الموعد حتى لا يشك لوثر ولكن نبهي ثائر حتى لا يتحدث عن أشياء هامة.

- لماذا تذهب لمقابلة وأنت تعلم أن المقابلة مراقبة؟!

- حتى لا ألفت انتباه الجميع عن مكان تواجدك.

- كيف هذا؟!

- أن لم أذهبي سيظن أني هربت لأني أخفيكِ في قصري.

- حسنا سوف أخبر ثائر بما تريد.


ثاني يوم في الصباح الباكر ذهبت "أليس" إلى منزل "لوثر" من أجل مقابلة "ثائر" وعند رؤيته سألته:
- مرحبا ثائر كيف أحوالك.

ضحك "ثائر" وأجابها:
- أنا بخير لماذا تبحثين عني اليوم؟!

- لدي رسالة سرية لك من كران.

- رسالة سرية؟!

- نعم.

- لماذا يرسلني كران رسالة سرية معك؟!

- لا أعرف؟!

- هل أهاتفه وأسئلة ما الأمر؟!

- لا تفعل من الأفضل مقابلته في منزلي اليوم المساء في منتصف الليل ولا تخبر لوثر.

- لماذا لا تريدني أخبار لوثر؟ لماذا تتصرفين بحرص هكذا!

- لا أعلم عن هذا ولكن هذا كان رجاء كران.

- حسنا كما تريدين.

خرجت "أليس" من منزل "لوثر" وأخرجت هاتفها وأخبرت " كران":
- مرحبا كران كيف أحوالك؟.

- مرحبا أليس أنا بخير، ولكن ما الأخبار الآن؟!

- لقد خرجت الآن من منزل لوثر بعد مقابلتي مع ثائر.

- حقا؟!
- نعم.

- هل سيقابلني؟!
- نعم سوف يقابلك اليوم.

- أين ومتى؟

- المساء في منزلي منتصف الليل.

- حسنا هذا جيد ألقائكِ في المساء.

- حسنا إلى اللقاء.

بعد أغلقه المكالمة وجدت على وجه "كران" التهجم لذا اقتربت منه وسألته:
- ما بك يا كران؟

- أشعر بالحزن.
- لماذا؟!

- كنت أظن أن أليس صديقتي المقربة.

- لا تحزن من الممكن أن يكون لديه ظروف لا تعلم عنها شيء.

- لكن كنت الشخص الذي انقاذها من العصابة في بداية تواجدها هنا في الجزيرة، وأعطيتها صلاحيات لم أعطيها إلى أحد.

- كران خيانة الصديق المقرب إحساس شعرت به من قبل لذا أعلم بما تشعر الآن ولكن لا تجعل شيء كهذا يكسر قلبك و تتصرف بتهور.

- هل مروتي بشيء كهذا من قبل؟!

- نعم.

حينها تذكر "كران" بكتاب قديم كان يذكر بها الحياة لزهرة عباد الدم فنظر إليَ وقال:
- انتظرني هنا سوف أعود حالاً.

- حسنا.

أسرع "كران" إلى مكتبه وأخرج الكتاب وعاد يخبرني:
- لمياء هذا الكتاب قرأته من قبل وكنت أظنه غير هام ولكن حديثك الآن لا أعلم لماذا يجعلني أفكر في هذا الكتاب؟!

- ما به هذا الكتاب؟!
- أنه عن لعنة الزهرة الأخيرة.

- ماذا تعني بذلك؟!

- لا أعلم ما يعني هذا الكتاب ولكن أظنك الوحيد التي سوف تفهم معناه.

أقترب "كران" ووضع الكتاب بيدي وعندما فتحت الكتاب توقف الوقت، وفجأة وجدت الكتاب يسرقني إلى داخله وأدخلني عالم آخر كنت كمتفرج أشاهد قصة حب "نيل وحذار" من البداية حتى النهاية.

ولكن بعد انتهاء النهاية أخذني الكتاب إلى عالم أخر في هذا العالم قابلت الفتاة الساحرة "نيل"، كانت كأخر جزء متبقي من روحها.

بدأت في التحدث وسؤالي:
- هل أنت زهرة عباد الدم؟!

- نعم أنا زهرة عباد الدم.

- ما اسمك؟
- لمياء.

- ماذا يعني هذا الاسم؟!

- معني اسمي!
- نعم؟

- لمياء تعني ذات الشفتين فيها سمرة حسنة.

- لا أفهم؟!

- تعني اللطيفة الحسناء ذات الصفات الحميدة.

- جميل جدا المعنى الحقيقي لاسمك.

- وأنتي ما معنى اسمك؟!

- اسمي نيل تعني هو نبات من الفصيلة القرنية وهو نبات صبغة أزرق اللون ساقه صلبه ينبت على نهر نيل.

" ملحوظة نهر نيل في الماضي هو نهر مصر والسودان في الحاضر".

استمرت أحدق في "نيل" من شدة جمالها حتى قطعت تفكيري بسؤالها:
- هل وقعتي في الحب؟

دون أن أدرك أجبتها بأسرع ما يكون:
- نعم لقد وقعت في الحب بشدة.

- هذا سيء.
- لماذا؟!

- هل وقعتي في حب عدوك؟

- نعم كيف علمتِ ذلك؟!

- شعرت بهذا.

- ولماذا تقولين أن وقوعي في الحب شيء سيئ؟!

- لأن مصير زهرة عباد الدم عندما تقع في حب عدوها كارثي.

- ولكن.
- هل هو يحبك أيضاً؟

- في الحقيقة لا أعلم.

- كيف لا تعلمين مشاعر الشخص الذي تحبيه؟!
- بصراحة لأننا كنا أعداء لفترة طويلة لذا لا أعلم هل يحبني أما مجرد شعور بالذنب تجاهي.

- هل أعترف عن مشاعره لكِ؟

- لا لم يفعل هذا أبداً.

- أذا لماذا تحبين شخص هكذا؟!

غضبت من أسئلك "نيل" المؤلمة لذا سألتها:
- نيل لقد شاهدت حياتك وأعلم أنك كنتِ تعلمين جيداً حقيقة شخصية "حيدار" هل أسئلك لما وقعتي في حب شخص كهذا؟!

حزنت "نيل" بشدة من حديثي الجارح وشعرت أنها تتألم بشدة عندما جلبت سيرة الشخص الذي تحبه.

وأخبرتني بحزن:
- هذا الشخص رغم أنه كان جباناً ولكنه كان حبي الأول وكنت أيضاً أعلم جيداً كمية مقدار الحب الذي يكنه لي في قلبه.

- ولكن هو كان سبب كل ما حدث بك هل مازالتِ تحبيه؟!

- نعم مازالت أحبه، وسأظل أحبه، أنه فتى مسكين.

- كيف تري مسكين بعد كل هذا؟

- لأنه وقع ضحية الشر بسبب طيبة قلبه وسذاجته وثقته في البشر.

- أتمنى ألا يحدث ذلك معي أنا وثائر أبداً ونتحول إلى أعداء.

- أنا وحيدر لم نكن أعداء أبداً.

- أتمنى لكِ السعادة الأبدية عندما تتلاقى أرواح.

- شكر لكِ لمياء.

تنهد وأمسكت "نيل" بيدي وقالت:
- يجب أن أريكِ شيء هام.

أخذتني إلى ذكريات اجتماع الزعماء وأخبرتني:
- لمياء انظري جيد.

- انظر إلى ماذا؟!
- إلى وجه الشيطان.

- لماذا؟!

- لأنه سوف يظهر قريباً في حياتك يجب عليكِ معرفة شكله المزيف والحقيقي حتى تستطيعين محاربة وتقيده وسجنه إلى الأبد.

- هل تمزحين! كيف سأحارب شيطان؟

- أنتِ الشخص الوحيد الذي يستطيع فعل ذلك.

- لماذا؟!

- لأنك خلقت من أجل هذا.

بعد انتهاء المشهد بهروب الشيطان وامرأته التفت "نيل" حتى تحدثني عن طريقة القضاء عليه.

ولكنها وجدتني في حالة ذهول فسألتني:
- لمياء ما بكِ هل أنتِ بخير؟!

أخبرتها وأنا أرتعش:
- هذه المرأة.

- ماذا عن هذه المرأة؟

- أنا أعرف واحدة تشبها.

- كيف ذلك؟!

- أنها أليس صديقة ثائر وممرضة في المستوصف.

فزعت "نيل" وقالت:
- أظن الشيطان قريب منكم جداً وأكثر مما توقعت.

- إذن ماذا سأفعل الآن كيف سأحمي ثائر.

صدمت "نيل" وسألتني:
- هل أنتِ خائفة عليه؟!

- نعم بالتأكيد فأنا أحبه بكل جوارحي.

- انتبهي يا لمياء كان الحب هو من قتلني.

- لا تقلقي يا نيل لم أكن مثلك أبداً.

- أتمني ذلك من كل قلبي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي