الفصل الرابع والعشرون خلايا ملعونة

كانت "لمياء" وضحة جداً بشأن مشاعرها تجاهي ولكني كنت أخاف دائماً من شيء ما.

في البداية كنت أخاف من التورط معها رغم وقوعي الشديد في حبها ولكني كنت أشعر بالأسف تجاه والدتي المسكينة.

وبعد ذلك كنت أشعر بالخوف من أن تسرق والدتها أموال والدي من أجل ابنتها الغالية "لمياء".

والآن الأمور أصبحت أسوأ أصبحت أخاف الاقتراب منها حتى لا اتسبب لها بالأذى كيف وصلنا إلى هذه المرحلة لماذا علاقتي بها سيئة وملعونة إلى هذه الدرجة.

نظرت إليها بخيبة أمل من نفسي، لأني لم أجد إجابة مهذبة تشرح وضعي إليه، رغم إصراري على عدم أخبارها عن مشاعري الحقيقية تجاهها.

لكن كل هذا بسبب خوفي عليها لذا أحبطت وأخبرتها:
- لمياء لم أكن أريد إزعاجك حينها.

- هل تمزح لم تراني كيف أبحث عنك بجنون؟!

- نعم ولكني لم أكن مستعد حينها لمقابلتك.

- لذا كل ما استطعت فعله هو مراقبتي أثناء نومي؟!

- هل تصدقني أن أخبرتك أن مراقبتك كانت من أجل سلامتك.

- هل تصدق أنت ما تتحدث به؟!
- لماذا لم تصدقيني؟

- هذا الحديث لا منطق له أحضر طفل صغير وأخبره عن ذلك وأيضاً لم يصدقك أبداً.

عندما وجدها في حالة عناد كان يجب عليا أقناعها بعكس ما تشعر، ولكني أعلم جيداً أنها ذكية جداً لذا لم تقتنع بشيء غير حقيقي.

لذا تنهدت بإحباط وأخبرتها:
- هل تعلمي لمياء منذ البداية كنت أعلم الحقيقة.

- عن ماذا تتحدث؟!
- عن صداقتك مع ريم.

- لماذا سحبت هذا الأمر إلى حديثنا الآن؟!

- لأنه البداية في كل شيء.
- ماذا تقصد بهذا الحديث؟!

- منذ البداية كنت أعلم عن علاقتك المتوتر مع صديقتك وأنها غدرت بكِ من أجلي وكنت أعلم أنها كانت دائما تحاول إيقاعك في المشاكل حتى يخلق بيننا عداوة.

- كنت تعلم الحقيقة؟ أذا لماذا كنت دائماً تتخذ صفها في محاولة تدمير نفسياً!

- في هذا الوقت كنت أكرهك بشدة وأريد تدميرك.

- لماذا كنت تكرهني هكذا؟!

- سوف أكون كاذباً إذا أخبرتك إني فعلت كل ذلك من أجل زواج والدي من والدتك.

- أذا ما هي الحقيقة! لماذا فعلت ذلك؟

- هذا لأني كرهتك منذ أول لحظة رأيتك بها ولم أستطع تحمل العيش معك.

عندما أخبرت "لمياء" بهذا الكلام القبيح رأيت على وجهها نظرت غريبة لم أراها من قبل، كانت تلك النظرة نظرة انكسار القلب.

"حينها أقسم إني شعرت بكسرة قلبها اللطيف ولكن كان ذلك الحل الأخير من أجل إنقاذها".

خرجت من غرفتها وذهبت إلى غرفتي وثاني يوم في الصباح الباكر ذهب للبحث عنها داخل غرفتها فلم أجدها، لقد اختفت مع كل أشيائها وكأنها لم تكن موجودة منذ البداية.

حينها علمت أنها ذهبت إلى الأبد ولم تعود مرة أخرى، هذه المرة سوف تكون الأخيرة التي سوف نتقابل بها مرة أخرى.

"في نفس الوقت في قصر كران"

فزع "كران" عندما شاهد "لمياء" تقف على البوابة وذهب إليها مسرعاً وسألها:
- لمياء ماذا تفعلين هنا؟!

كانت "لمياء" تبكي بشدة لذا لم تستطع الإجابة ولكنه عليه، واقترب منها وأخذ حقائبها وأدخلها إلى القصر.

وعندما سحب هاتفه سألها:
- سوف أهاتف ثائر حتى أعرف ما يحدث؟ ولماذا أنتِ هنا في هذا الوقت الباكر!

- لا تفعل أرجوك؟
- لماذا ما يحدث بينكم؟!

- أريد المكوث في قصرك لبضعة أيام.
- لا يوجد مشكلة كما تريدي.

- ولكن أرجوك لا تخبر أحد أني أمكث داخل قصر حتى ثائر أو لوثر؟

- ما الذي تخفيه؟

- سوف أخبرك ولكن ليس الآن لأني أريد النوم بشدة.

- حسنا كما تريد.

رغم إحساس "كران" بما يحدث ولكن فضوله كان يغلبه ويريد معرفة ما يحدث، لذا جاء قصر "لوثر" وقابلني وسألني:
- كيف حالك ثائر؟

- بخير ولكن لماذا جئت فجأة بدون موعد؟ هل هناك شيء جديد!

- نعم.

- هذا جيد! هل وصلت إلى طريقة لإنقاذها؟

- ليس أكيد ولكني أريد عينة من دمائها.

فزعت بشدة وسألته:
- هل أخذ دمائها شيء ضروري؟!

- نعم لأنه المقصود.
- ولكن هذا سيئ جداً.

- ماذا تقصد بذلك؟!
- لقد أبعدتها.

- ماذا؟ لماذا تفعل ذلك!

- كنت أخاف من أذية دون أن أدرك.

- هل حقا هذا السبب الوحيد؟!
- ليس هذا فقط.

- ماذا حدث؟

اقتربت من أذنه وأخبرته:
- لوثر بدأ في الشك بها.

- ماذا؟!

في هذا اللحظة وصل "لوثر" وعندما وجد "كران" نجلس ونتسامر غضب وسأل:
- لماذا هذا الرجل هنا؟

- لقد جاء من أجلي.

- ثائر هل فقدت الذاكرة عن حقيقتك؟!

-أعلم جيداً ما حقيقتي لذا لا تدخل في شؤني؟

- ولكن كران الآن من الأعداء ويجب الابتعاد عن هذا الساحر الكاذب.

- لماذا تتحدث هكذا.

- لقد كذب عليَ من قبل وأخبرني أنه حصني تعاويذ سحرية ولكن للأسف.

- للأسف لماذا؟!

- هذه التعويذة أصبحت سبب لعنتي الآن.

- كيف ذلك؟!

حرج "كران" وضحك وقال:
- أنه يمزح هذا الصديق دائماً مغفل هكذا.

- أمزح بسبب هذا السحر قتلت ساحر وعائلته انتقمت مني كثير.

غضب "كران" وأجابه:
- في هذا الوقت كنت طفل صغير لا يفقه شيء عن التعويذ.

- طفل حقير.

- أنه خطأك كيف لك أن تجعل طفل يفعل لك تعويذة قوية كهذه؟!

- طفل كيف ذلك؟ "لوثر" في الشكل أصغر منك بكثير!

- هذا بسبب التحويل خلاياك تصبح ملعونة ولم تبكر في العمر بسهولة عندما تصل إلى سن الخمسين سيصبح شكلك مثل شاب في الثلاثون.

شعرت بالخوف بعد هذا الحديث وتساءلت:
- هل يستطيع كران إنقاذ لمياء؟ بعد ما سمعته من لوثر أشعر بالرعب من الفشل.

ضحك "كران" وقال:
- لا تقلق ثائر كان ذلك منذ أربعون عام الآن أصبح أفضل ساحر في البلاد وأقود قبيلتي ومنظمة كبيرة كل هذا ليس من فراغ.

ذهب "كران" ولم يستوعب "لوثر" حديثه لذا سألني:
- ما كان يقصد بذلك هذا الحقير؟!

- لا شيء مجرد حديث.

عندما نهضت لأذهب أوقفني "كران" و سألني بقلق:
- هل أخبرته شيء عن الملك؟!

- بالطبع لا لقد وعدك بعدم أخبر شخص أخر عن هذا الموضوع.

- حسنا أنا أثق بك.

شعرت بالحيرة والفضول لذا سألته:
- لماذا أمر الملك مخفي؟ ولا تريد معرفة أحد شيء عن هذا الرجل العجوز!

- ليس الآن سوف تعرف كل شيء تدرجياً مع الأيام ولكن أنتبه جيداً من هذا الرجل الفاشل.

- حسنا سوف أحاول لا تقلق.

هذا الوقت كان كل تفكيري في "لمياء" كيف سوف أحضر قطرة الدماء بعد ذهابها.

صعدت إلى غرفتي وأخرجت الهاتف ولأول مرة منذ مغادرتي طلبت والدي لأسأله:
- والدي هل لمياء عادت إلى المنزل؟!

- لا يا بني لم تعد بعد.

- أذا عندما تصل هاتفني وأخبرني عن ذلك.

- لماذا أجبرتها على العودة؟!

- لقد فعلت ذلك من أجل مصلحتها الشخصية.

- ولكنها بالفعل تحبك لماذا تعذب نفسك هذا؟!

- لا تهتم.

- أذا متى تعود؟ هل سوف أراك مرة أخرى قبل موتي!

- لا تقلق لا تموت لفترة طويلة.

أنهيت المكالمة وحزن والدي بشدة من تصرفاتي الباردة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي