الفصل السابع عشر ظهور السر الخفي

بعد عودتهم في هيئتهم البشرية سحبتهم البوابة بالسحر إلى الخارج وبقي الوحش المفترس الضخم.

بعد عودته إلى هيئته البشرية، كان "لوثر" رغم بعد الكهف ولكني رأيته بوضوح شديد، كان يزحف بجسده الإنسانة حتى وصل إلى البوابة السحرية.

كان غارق في الدماء من محاربته مع باقي الوحوش وبعد عبر البوابة ذهبت خلفه ووجدته بجوار البركة.

ذهبت إلى حقيبتي شربت زجاجة المياه بإكمالها من شدة عطشي وبعد ذلك ذهبت إلى "لوثر" ووضعت في الزجاجة المياه وأدخلتها في فمه بالقوة حتى أنقذ حياته التي بين الحياة والموت.

هذه المرة تركته مكانه وذهبت إلى غرفتي أرتعش رعباً من الصدمة التي تعرضت إليها خلال اليومين الماضيين.

ثاني يوم وجدت "لوثر" ينتظرني على طاولة الطعام لتناول الفطار معي وبدأ يسألني:
- ثائر كيف حالك؟

- بخير.

- ماذا فعلت في اليومين السابقين؟

- لم أفعل شيء.

بدأ "لوثر" ينظر إلي بنظرات غريبة لم أعلم ما هي معناها الحقيقي "هل أكتشف أني علمت حقيقتهم أما ما كان سبب هذه النظرة"

لذا سألته:
- ماذا عنك؟ ماذا فعلت في اليومين الماضيين!

- لا شيء أنهيت أعمالي فقط.
- هذا جيد.

- ثائر أريد منك التوقف والذهاب إلى المستوصف منذ الآن.

- لماذا؟

- لأنك من الممكن أن تصبح خطر على العاملين هناك.

عندما تحدث بهذا الكلام تذكرت هذه الوحوش الغريبة، و جعلني ذلك أفكر "هل سوف يكون مصيري مثل هذه الوحش"

تنهدت وإجابته:
- حسنا لم أذهب، ولكني سوف أذهب إلى مكان اليوم.

- ما هو هذا المكان؟!

- سوق أذهب إلى قصر كران.
- لماذا تذهب إلى هناك؟!

سألني "لوثر" بعصبية وقلق جعلتني أفكر ما الذي يعلمه "كران" حتى جعله يخاف هكذا من ذهابي إلى هناك.

ولكني أجابته:
- إنه صديقي المقرب.

- من الأفضل عدم أخبره بشيء عند مرضك.

تذكرت حينها أنه بالفعل يعلم عن مرضي؛ ولكني لم أشعر أنه يجب علي أخباره أن "كران" يعلم بشيء عن أصابت.

هكذا أكون لم أكذب عليه وإجابته:
- حسنا سوف افعل كما تريد.

- اليوم في المساء انتظرني لدي شيء ضروري أخبرك به؟

- حسنا.

بعد الانتهاء خرجت وذهبت إلى قصر "كران" وهناك بعد دخول على الفور شخص من الخلف أفقدني الوعي.

بعد استيقاظي وجد نفسي في مكان حجري كبير وهناك شيء غريب يشبه الرعد يقيد بذراعي للأعلى وقدمي للأسفل وكأني مقيد ومعلق في الهواء.

بعد فترة من استيقاظي ظهر "كران" وقال:
- مرحبا ثائر كيف حالك؟

- كيف حالي! لماذا أنا هكذا؟

- لا تخاف هذا إجراء بسيط.
- ما هذا؟!

- أنه خيط سحري ولكن لا تخاف أنه خير مؤذي.

- ماذا تعني بخيط سحري؟!

- هل سمعت عن السحر من قبل؟
- نعم ولكن لم أفهم بعد ما الذي يحدث

- هذا الخيط من أجل مساعدتك حتى يتم إخراج هذا الوباء عنك.

- كران كن صريح وأخبرني ما حقيقة هذا الوباء؟

- في الحقيقة أن هذا ليس وباء وإنما لعنة.

- لعنة؟!

- نعم، رغم أنها لعنة ولكنها تنتقل عبر الدماء.

- كيف ذلك؟!
- لقد امتزج دمائك من لوثر.

- هذا لم يحدث أبداً.
- بالتأكيد حدث دون أن تنتبه؟

- لم يحدث منذ معرفتي من لوثر وأن جرحت أو رأيت دماءه من قبل.

تفاجئ "كران" من إجابتي وسألني بخوف:
- هل أنت متأكد؟!

- نعم متأكد ولكن من الممكن أن أكون لقطت العدوى من أحد خدمه؟!

- هذا مستحيل يجب أن تأخذها من لوثر نفسه.

وضعتني إجابة "كران" في حيرة من أمري محاولاً البحث داخل ذكرياتي عن كيفية التقاط هذه العدوى من "لوثر" دون معرفتي.

وتساءلت "هل لوثر خدعني ووضع هذه العدوى بداخلي عن قصد"

كان "كران" مصمم على ترك هذه القيود السحرية على جسدي حتى النهاية لذا سألته:
- هل أنت واثق أن تلك القيود سوف تنقذ حياتي؟

- آسف ثائر ولكن أن لم تنقذك سوف تقتلك.
- هل أنت تعلم ما الذي تفعله بحياتي؟!

-أعلم ولكني مجبر على ذلك أن لم أحررك من هذه اللعنة سوف تتحول إلى وحشه حينها سوف تريد الموت كل يوم.

- كران أنا ثائر صديقك لا تفعل ذلك سوف تخسرني للأبد.

- سوف أترك قدرك للقدر.

خرج "كران" من الحجرة حزيناً لعدم استطاعته فعل شيء مت اجل إنقاذي.

ولكني حينها بدأ في استيعاب الأمور وهو أن هذا المرض عبارة عن لعنة أبدية ولم يحلها وينهيها غير الموت.

في نفس الوقت كان "لوثر" يقف في الخارج مع رجاله المستذئبين يحاولون الدخول بكل الطرق ولكن كان السحر يمنعهم من الاقتراب.

لذا استمروا في البقاء في الخارج يحاولون رغم فشلهم.

أرسال "لوثر" رسالة إلى كران يطلب لقائه:
- كران أظن حان الموعد لمقابلتنا الودية؟
- حسنا لوثر انتظرني في الخارج.

عند خروج "كران" وهاجم عليه "لوثر" ووجه إليه بضعت ضربات في منتهى القوة، تلك الصفعات لم يستطع انسان عادي تحملها وأخبره:
- أترك ثائر فوراً؟

- لا تحلم بذلك.

- أنت لا تعلم من هذا الرجل الذي قبضت عليه.

- أعلم أنه صديقي الجيد ولكنك غدرت به وحولته إلى مسخ.

- لا لم أفعل به ذلك.

- أنت كاذب.

خلال تبادل الضرب والحديث الذي جعل وجههم ينزف دماء حتى نفذت قوتهم ووقع الأرض.

أخبره لوثر:
- أنه المختار.

- ماذا تعني أيها الحقير؟

- أنا لم أفعل به ذلك أنه مميز جداً لقد تحول بمفرده عندما اقترب من البركة.

- كيف ذلك؟!

- لقد أخبرتك أيها الحقير أنه المختار.

- هل تقصد فتي الزهرة الذي في النبوة؟!

- نعم أنه هو الآن أتركه قبل أن تقتله وتدمر أخر فرصة في إنقاذ الجميع.

تفاجئ "كران" وحاول الوقوف على قدميه ودخل إلى قصره حتى يتحدث مع "ثائر" وعند رؤيته قال:
- آسف صديقي لم أتخيل أبداً أنك فتى الزهرة.
- ماذا تقصد بذلك؟!

- أنت الرجل الذي ذكرته النبوة.
- ما تعني لم أفهم قصدك؟!

تنهد وجلس على مقعد أمامي وقال:
- ثائر كان هناك حكاية في قديم الزمان عن فتى الزهرة الذي سوف يحرر اللعنة ويبدد الشر ويجلب الخير والنور إلى الأرض.

- ماذا تقصد؟!

- أقصد أنك من المحتل يا صديقي تكون النور الذي ننتظره منذ الالاف السنين.

-لماذا أنا؟!
- لا أعلم.

- وما الذي يؤكد لك أني الشخص المختار؟!

- أولاً، لأنك من عشيرة الدب؛ وثانياً: لأنك الوحيد الذي ذهبت إليه اللعنة من دون تدخل أحد.

- هل تقصد أن لوثر لم يكن من نقل إلي هذه اللعنة؟!

- لا أنه مصدوم مثلي من حقيقتك.

- وماذا يجب فعله الآن؟!

حرك "كران" يديه وعطل قيود السحر وأطلق سراحي وقال:
- لا أعلم ولكنك يجب عليك معرفة ما يجب تحقيقه بنفسك ولكن.

- ولكن ماذا؟!

- لم تتفعل اللعنة حتى تتحول للمرة الأخيرة.

- ما هي المرحلة الأخيرة.

- يجب عليك قتل إنسان.

- هل أنت مجنون ذلك لم يحدث أبداً.

- سوف يحدث ذلك قدرك ومصيرك.

أخرجني "كران" خارج قصره ووجدت "لوثر" ينظر أمام الباب ووجهه مصاب بجروح كثيرة.

وجهت نظري تجاه "كران" ووجدته أيضاً مصاب، حينها علمت أنهم نشب بينهما عراك من أجلي.

بعد عودتي إلى القصر سألني لوثر:
- هل أنت بخير؟

- بالطبع لا، ولكن أظن أنك ليس بخير.
- هذا شيء بسيط لا تقلق.

ذهبت إلى غرفتي وأخرجت صندوق الإسعافات الخاص بي وذهبت إلى غرفة لوثر التي كانت أول مرة أدخلها طرقت على الباب.

وأخبرته:
- جئت أعالجك؟
- تفضل.

اقتربت من سريره الذي يجلس عليه ووضعت الصندوق، وأخرجت اللوازم الطبية وبدأت في تعقيم وعلاج جرحه.

وبعد ذلك بدأت في سؤاله:
- متى علمت أني فتى الزهرة؟

فزع "لوثر" وسألني:
- كيف علمت عن موضوع فتى الزهرة؟!

- أخبرني "كران" بكل شيء.
- هذا الحقير لم يعرف كيف يصمت.

- لوثر أريد سؤلك عن شيء هام.
- تفضل بالتحدث.

- هل يوجد طريقة أخرى لتفعيل اللعنة دون القتل.

- آه ذلك الحقير الغبي أخبرك عن أشياء لا يجب عليك علمها.

- أنها الحقيقة التي يجب علي مواجهتها عاجل أو أجلاً؟

- نعمى ولكن معرفتك لكل هذا ثقل يصعب تحمله قلبك وعقلك.

- لا تقلق أنا أقوي من ذلك.

أثناء حدثنا وتطبيق العلاج؛ طرق الخادم الباب ودخل اقترب من "لوثر" وهمس في أذنه.

بعد ذلك نظر إلي بعد يظهر عليه القلق وأخبر الخادم:
- حسنا أذهب وتابع الأمور وأخبرني بكل المستجدات.

نظر إلي بحيرة وقلق وأخبرني:
- السفارة تبحث عنك.

- لماذا؟!

- لأن هناك فتاة من بلدك تبحث عنك.

- فتاة من هي؟!
- يقال أنها أختك.

همست بصوت منخفض بحنين "لمياء" وبعد ذلك نظرت إليه وسألته:
- لماذا تبحث عني؟!

- لا أعلم حتى الآن.

- ولكن، لا أريد مقابلتها أخبر الجميع أني مختفى وليس لوجودي أثر.

- لماذا؟ أنها أختك!

- أنها ليست أختي وأنا لا أريد رؤيتها.

- حسنا كما تريد.

مر يومين على وصول "لمياء" إلى جزيرة الشيطان واستمرت في البحث بإصرار عن مكان وجودي في كل الجزيرة.

رغم أني كنت أراقبها عن بعد ولكن لم يكون لدي الشجاعة على الاقتراب أو مواجهتها.

بعد ظهر "لمياء" في حياتي وجدن كل الذكريات التي أحبسها داخل مكنون قلبي تخرج تدريجيا أمام نظري.

بدأت أستاء منها وأشتاق إليها بشدة، ولكن كلما احاول الاقتراب أتذكر ذلك الوباء، تلك اللعنة تجعلني أخاف الاقتراب منها خوفاً عليها من الإصابة بهذه اللعنة المقيتة.

ولكن إصرارها في البحث عني وحزنا على اختفائي جعل قلبي ضعيف وذهبت إليها كل يوم ادخل غرفتها أثناء نومها أراقبها بشغف وتأمل.

أنظر إلي شفتيها الكزز التي تذكرني بتلك القبلات التي سرق روحي من جسدي دون أن أدرك ذلك، ولكنني علمت الآن.

"كما اشتقت إليكى حبيبتي لمياء"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي