الفصل الثاني عشر هل فقدتك للأبد؟

لماذا أشعر بخيط رفيع وخفي يسحبني إلى هذا الشخص الأناني، هذا الشخص الذي قتل تلك الفتاة الخجولة البريئة التي بداخلي بدون رحمة، لقد حولني إلى إنسانة أنانية لا لقد سحب من داخلي الانسانية.

هذا الشخص المغرور إلى متى سوف أظل واقعه في حبه دون معرفة أحد عن هذه المشاعر، هذه المشاعر التى تحولت إلى أثم طاغي ملوث بالدماء القذرة.

بعد مرور يومين من المقابلة مع "ثائر" المغرور تغير كل شيء عندما بدأ يظهر في الجامعة رغم اختفائه في الأيام السابقة.

ولكنه الآن يظهر بكثرة في كل مكان أذهب إليه داخل الجامعة، يظهر أمام نظري في كل مكان مع خطيبته "ريم".

عندما بدأ يظهر أمامي في كل مكان أذهب إليه مع خطيبته علمت حينها أن خطتي فشلت ولم استطع التفريق بينهما.

والشيء الوحيد الذي نجحت به هو طرده من المنزل وتدمير علاقته مع والده رغم أني لم أكون أريد تحقيق ذلك.

جمعت شجاعتي في النهاية وذهبت اتحدث مع "ثائر" وأسأله:
- مرحبا ثائر كيف حالك؟!

- أنا بخير ماذا عنك؟

- أنا بخير أيضاً.

- متى سوف تعود إلى المنزل؟

- لم أعود.

- ثائر هل لو خرجت من المنزل سوف تعود إليه؟

- تخرجين إلى أين؟!
- عندما أتزوج.

تغيرت ملامح "ثائر" وعبس بجبهته وقال:
- لم أعود حتى تختفي مع والدتك من المنزل.

- ثائر أنها زوجة والدك التى يحبها لماذا تريد تدمير علاقتهم؟!

- وماذا عنك؟
- ماذا عني؟!

- لقد دمرتِ علاقة أب وابنه.
- لم أقصد فعل ذلك.

- إذ أخبرتني سبب فعلك ذلك سوف أفكر في موضوع العودة.

- حسنا سوف أخبرك بكل شيء ولكن هل سوف تسامحنى؟!

- سوف أحاول.

- الحقيقة أنا من أرسلت رسالة إلى ريم.
- أعلم ذلك، ولكن لماذا فعلتي ذلك؟!

- لقد أردت تدمير علاقتكم.
- لماذا؟

- لأني أكره بشدة ارتباطكم.
- لماذا هل تحبيني؟

عندما سأل هذا السؤال شعرت بالتوتر ولم أستطع إجابته حتى دخلت "ريم" وقطعت حديثنا وسألتني:
- ماذا تفعلين مع خطيبي! هل تحاولين سرقة خطيبي مرة أخري؟

- ريم.

- نعم أنا ريم صديقتك التي غدرتِ بها واردتي سلب منها خطيبها.

كنت أجلس أتحدث مع "ثائر" في كافيتريا الجامعة وعندما دخلت كان معها خطيبي "ممدوح".

وعندما نظرت إلى "ممدوح" وجدت على وجهه ملامح الحزن وخيبة الأمل، لذا شعرت بالإهانة والإحراج من أجله وتوقفت عن التحدث مع "ثائر".

سحبني "ممدوح" من ذراعي خارج الكافيتريا يبعدني عن "ثائر وريم" وفور توقفنا سألني:
- لماذا لم تستطيعين أجابته عندما سألك عن مشاعرك؟!

- ممدوح انت فهمت الموضوع خطأ.
- إذا أخبرني عن الحقيقة؟ هل تحبيه!

- هل أنت مستعد تنصت إلى الشرح من دون أن تحكم على تصرفاتي؟

توقف "ممدوح" عن استجوابي كأنه يريد أن يهرب من الواقع وقال:
- لدي محاضرة الآن نتحدث في يوم آخر.

تصرفات "ممدوح" موقفه جعلني أفهم أنه لم يثق في ويعلم عن مشاعري التي أكنها سر إلى "ثائر".

"لذا اتخذت قرارا بإنهاء علاقتنا".

كان "ثائر" يظهر بعد ذلك أمامي في كل مكان مع "ريم" حتى أستطع رؤيته، كانت رؤيتي لهم تؤلمني.

رغم أني أريد الذهب وسرقت "ثائر" من ريم كما سرقته مني ولكني أجد شيء يمنعني من هذا التهور ولكني لم أعلم ما هو هذا الشيء.

"هل هو الخوف أو السلبية أو التخلي عن الأنانية".

بعد انتهاء سنوات دراسة "ثائر" في الجامعة جاءته بعثة دراسية في الخارج في دولة نامية من أجل التخرج النهائي.

أنفصل عن "ريم" من أجل السفر ولم يأتي من أجل تودعنا، وسافر إلى الخارج لمدة أربع سنوات دون تودعنا أو التواصل معنا.

بعد سفر "ثائر" ذهبت إلى "ممدوح" لإلغاء خطوبتنا للأبد وأخبره:
- ممدوح أعتذر منك لم استطع الاستمرار في هذا الارتباط.

- لماذا! هل ذلك بسبب ثائر؟
- منذ متى أنت وتعلم عن مشاعري؟!

- منذ البداية.
- إذا لا تسألني لماذا.

- هل شعرتِ بالحب تجاهي من قبل؟

- ممدوح أنا أحبك ولكن مشاعري تجاهك مختلف عن مشاعري تجاهه.

- هل يمكنك المحاولة أكثر؟
- ممدوح سوف أخبرك الحقيقة.

- عن ماذا تتحدثين؟
- عن سبب قطع علاقتي مع ريم.

- هل كانت بسبب ثائر؟

- نعم ريم خدعتني واقتربت مني حتى ترتبط به منذ البداية لم تراني صديقتها كنت منافستها في الحب.

- هل تقصدين أنها أصبحت صديقتك من أجل ثائر؟!

- نعم كانت معجبة به منذ فترة لأنه صديق أخيها الأكبر، وعندما علمت أني ابنة زوجة والده اقترب مني حتى تدخل منزلي.

- وماذا حدث بعد ذلك؟!
- هل تعلم كم كنت احبها وأثق بها؟

- نعم أعلم كنتم صديقتان مقربتان جداً.

- كانت صديقتي الأولى التي أحظى بها في حياتي كنت أراه كالأخت وأخبرها عن مشاعري وأسراري، وعندما أخبرتها عن مشاعري تجاه ثائر.

- هل كنتِ تخبئن مشاعر له منذ هذا الوقت؟!
- نعم.

- ولماذا لم تصارحه بذلك؟

- للأسف كانت علاقتي مع ثائر في هذا الوقت معقدة جداً.

- لماذا؟!

- ممدوح أنت تعلم أن والدتي متزوجة من وقت قريب، وكان ثائر شخص غريب يكرهني ويكره والدتي بشدة.

- لماذا؟

- لأنه كان يعتقد أن والدتي خطفت أبيه ودمرت منزله.

- هل مازال يعتقد ذلك؟!

- لا لقد علم بالحقيقة ولكن كان الوقت تأخر وعلاقتنا تدمرت للأسوأ.

- هل ريم استغلت ذلك حتى تبعدك عنه؟

- نعم كنت صغير وكانت أول مرة أشعر بهذه المشاعر تجاه شخص لذا لم استطع استيعاب ماهية هذه المشاعر ولكن ريم أقنعتني أخطب لك وحينها سوف تختفي هذه المشاعر التي لم أفهمها.

- أنتي وافقتي على خطوبتي لكي حتى تمحيه من قلبك؟!

- أعتذر منك ولكني كنت صغيرة ولم أعلم حجم ما أفعله.

حزن "ممدوح" وتنهد وقال:
- وماذا عن يوم عيد ميلادك لماذا حدث هذا الموقف حينها؟!

- كنت غاضبة من مريم وقررت أفعلهم عن بعض لذا خطط لكل ما حدث، ولكني لم أكن أعلم موضوع الحفلة المفاجئة التي دمرت علاقته بوالده بسبب خطتي القذرة.

كان الذهول يحتل وجه "ممدوح" مما سمعه وتوقف عن التحدث واستجواب وكانت أول مرة أشعر بالحزن والشفقة تجاهه.

لذا اقتربت وأخبرته:
- أعتذر منك ممدوح ولكني حقا فتاة سيئة أنسى أمري و أرتبط بفتاة أفضل في المرة القادمة.

- بالنسبة للمرة القادمة لم أستطع وعدك، ولكن هذه المرة أريد أخبرك بشيء واحد.
- ما هو؟

- لمياء رغم كل ما حكايته مازالت أخبرك أني أحبك واستطع انتظارك حتى تنهي مشاعرك القادمة.

- ممدوح هل تعلم معنى ما تقوله؟!

- أعلم جيداً.
- لماذا تؤذي نفسك هكذا؟!

- أخبرتك لأني أخبرك.
- لا تفعل ذلك.

- لمياء بالنسبة إلى ثائر أنه لم يحبك أبداً.
- لماذا تقول ذلك؟!

- أنا كمحب لم أبعد وأسافر وأترك المرأة التي أحبها بمفردها.

- سافر لأجل دراسة ومستقبله.

- كانت أمامه بديل لكنه غادر وتركك مع رجل أخر لم يوجد رجل يحب فتاة ويتركها للراجل أخري لا توهمي نفسك وتتأمل بشيء غير موجود.

عندما فكرت في حديث "ممدوح" شعرت أنه محق ولكن رغم ذلك لم استطع الاستمرار في خادعة وأكمل خطبتي معه كان يجب عليا أنهاء هذا الوضع الذي يرهقني نفسياً.

لذا سحبت حلقة الخطبة ووضعتها في كف يديه وأخبرته:
- أسفة لم استطع الاستمرار في هذا الوضع أنه مرهق جداً.

- هذا لا يهم ولكن أريدك أن تعلم أني مازلت أحبك وسوف أنتظرك حتى تعودين إلي.

- لا تنتظرني سوف تندم.
- لن أندم أبداً.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي