الفصل الرابع عشر جزيرة الشيطان

كل شيء تغير بعد ذهابه إلى هذه الجزيرة المهجورة، كانت جزيرة الثعبان من الجذور الملحقة بالأحمر الأسود.

كانت بداية تفعيل اللعنة عند دخول "ثائر" هذه الجزيرة الصغيرة الملعونة.

بدأت "أليس" في سرد الحكاية منذ البداية:
- أول مقابلتي مع الطبيب ثائر كانت غريبة جداً.

- كيف ذلك؟!

- كان أول طبيب يدخل المستوصف يحمل مريض بين ذراعه مصاب بطلق ناري.

- ماذا طلق ناري؟ كيف حدث ذلك!

- كان طفل تعرف عليه على السفينة أصيب أثناء لعبه على السفينة.

- كيف لطفل يصاب بطلق ناري أثناء لعبه؟

- يوجد على الجزيرة مقر منزل رئيس عصابة الكوبرا المشهورة وأحياناً تأتي أفراد من عصابات أخرى للتخلص منه وفي هذا اليوم كان على السفينة وأنقذ حياته الطبيب ثائر ولكنه لم يستطع حماية الطفل.

- هل مات الطفل؟!

- لا لقد أنقذه بعد قيامه بعمله له.

- كيف قام بعملية خطيرة كهذا على طفل وهو مازال تحت التدريب؟

- ثائر شخص ذكي ومتفوق وطبيب ماهر.

بعد لحظات أفكر كيف من الممكن أن هذه الجزيرة قامت بتغير شخصية "ثائر" إلى هذه الدرجة وأصبح شخص مهتم.

ولكني ما أهتم بمعرفته حقا هو مكان تواجده، لذا كل ما يهمني الآن ليس إنقاذه الطفل الصغير، بلا كل ما أريد معرفته هو أين مكان أختفى.

تنهدت وعودت أسألها:
- أليس وماذا حدث بعد ذلك؟

- أصبح رئيس العصابة صديق مقرب إلى ثائر منذ حينها.

- هل من الممكن أن يكون اختفائه مرتبط برئيس العصابة؟!

- لا أظن كان "كران" يفضل الطبيب ويعامله جيداً، وبعد اختفائه كان يبحث عنه بشدة في كل مكان.
- هل كان يوجد لديه عداوة مع أحد في الجزيرة؟!

- الطبيب كان شخص جيد ولا يوجد أحد يكرهه على الجزيرة وإنما كان العكس تماما كان محبوب لدى الجميع.

- أذا هل تشكين في شيء آخر؟

صمتت أليس بفترة تحاول تجميع ذكرياتها وفجأة قالت بصوت مرتفع:
- هناك شيء كان يسيطر على أفكار الطبيب.

- ما هي؟!

- كان هناك وباء منتشر كم فترة ولم يجد الطبيب علاجه أو أصول هذا الوباء لكن كان يبحث خلف هذا الموضوع.

- كيف ذلك؟!

- منذ عشر سنوات ظهر مرضاً في البلدة فجأة من فراغ وامتلأ المستوصف لأشخاص يعانون من وباء مجهولة وليس له علاج وبعد سوء حالاتهم بدء المرض فجأة يختفون بعد مرور شهر من وجودهم داخل المستوصف.

- هل عرفتي كيف ذلك؟!

- لا نعلم حتى الأن عنه شيء! ولكن الطبيب "ثائر" كان يبحث في هذا الموضوع باستمالة.
- هل تعتقدي أن هذا الوباء المجهول خلف اختفائه؟

- لا أعرف ولكني أشك في ذلك.

أستمرت في التحدث مع "أليس" عن "ثائر" وخرج "سامي" وتركنا بمفردنا حتى يبحث عن أخبار جيدة داخل الجزيرة من المواطنين عن الطبيب المختفي.

آخر الليل بعد الانتهاء من البحث في كل مكان عودت إلى الفندق كي استريح و اكتسب طاقة جديدة من أجل بداية البحث مرة أخرى في الغد ولكن أثناء نوم حدث شيء غريب لأول مرة.

كانت الليلة قمرية وكان القمر بارز بشدة في السماء، حينها حلمت بصوت بكاء شخص، هذا البكاء كان مثل الخنجر الذي يغرز داخل قلبي.

استيقظت بفزع من شدة الألم وعند استيقاظي سمعت صوت ذئب مرتفع وقوي جداً.

هذا الصوت جعل جسدي يرتعش خوفاً حينها لم أعلم ما السبب الحقيقي في هذا الخوف هل صوت الذئاب أما صوت الرعد الذي يخرج ويشق طريقة من السماء.

ثاني يوم استمرت في البحث مع "سامي" في أرجاء الجزيرة وكل يوم يصبح الأمر غامض أكثر من قبل، ويصبح اللقاء مع "ثائر" أكثر صعوبة.

بعد مرور عدة أيام ظهر رجل غريب كان مخيف الشكل ووسيم في نفس الوقت، هذا الرجل ظهر من الظلام وأخبرني:
- أن أردتِ الحياة عودي إلى المكان الذي جئت منه.

"لم ينتظر ذلك الرجل حتى أجابه وتركني و أختفى في لحظة".

كان حضوره مريع جداً أشعرني بالخوف؛ ذلك الرجل جعل جسدي يتجمد للحظات ظهوره حتى اختفائه.

كانت أول مرة أقابل شخص لديه مثل هذه الهالة يشعرك بالخوف يغرق بنبيذ جماله الخلاب.

أسرعت إلى أليس وسألتها:
- أليس هل هناك أمر أخفيته عني؟!

- ماذا تقصدين؟!

- هناك شخص غريب ظهر وقام بتهديدي وطلب عودتي وترك المكان.

- كيف كان شكل هذا الرجل؟

- كان وسيم جداً لدرجة مخيفة.

- أظنني علمت عن من تتحدثين.
- من ذلك الرجل؟

- أنه لوثر تقريباً صاحب الجزيرة.
- كيف يكون للجزيرة صاحب؟!

- هذا الرجل يعيش في قصر في أخر الجزيرة مملكته الخاصة التي ورثها عن عائلته منذ الآلاف السنين ويعتبر كل البلدة ملكاً له.

- وهذا الرجل لماذا ترك قصره البعيد وجاء حتى يهددني؟

- لا أعلم ولكن كان ثائر يشك في هذا الرجل أنه سبب الوباء المنتشر.

- هل هناك وباء منتشر؟!
- نعم.

- ولماذا ثائر يشك به؟!

- لأن قصره أن دخله أحد من قبل لم يخرج منه غير مريض، وكل العاملين هناك أصابهم الوباء.

- أظن أن هذا الرجل يعلم مكان ثائر.

- من الممكن ولكن هذا الرجل صعب التعامل معه حتى ثائر كان يهابه.

- ثائر لم يخاف من أحد من قبل! لماذا يخاف هذا الرجل؟

- لا أعلم لم يخبرني.

بعد تهديد هذا الرجل بيومين خلال ليلة كئيبة مظلمة ظهر بأحلامي "ثائر" يترجاني ويخبرني:
- مرحبا لمياء.

- ثائر هل هذا أنت حقاً؟!
- نعم إنه أنا.

- أين أنت بحثت عنك في كل مكان لماذا لم أجدك حتى الآن؟

- لمياء عودي إلى المنزل ولا تبحثي عني مرة أخرى.

- لا أستطيع.

- كلامي أتمنى أن تستمعي إلى.

- ثائر لقد اشتقت إليك كثير عود من أجلي أرجوك؟

- لمياء علاقتنا انتهت الآن أعيش حياة جديدة ليست لكي بها مكان.

- لماذا! ثائر أريد أن أكون جزء من حياتك؟

- لا تستطيعين.

- لماذا؟ وأنت تعلم عن مشاعري الحقيقية تجاهك!

- أنا لم أعد أصلح لكي.
- لما تتحدث هكذا؟!

- لمياء أنت فتاة جميلة وتستحقين شخص أفضل بكثير مني.

- ولكني لم أريد شخص غيرك.

- لمياء لا تعندي وعودي إلى المنزل في أسرع وقت لقد حذرتك.

- لا أستطيع العودة من دونك.

- لماذا؟!

- لأن والدك مريض جداً ويريد رؤيتك قبل موته.
- والدي؟!

- نعم، لذا عود معي إلى منزلنا؟
- لا استطيع أخبره أن ابنه مات.

بعد هذه الجملة أختفى "ثائر" من حلمي وتحول المكان إلى سراب و رمال متحركة تبتلع كل شيء.

استيقظت بفزوعة أبكي بحرقة دون سبب، وخرجت أبحث خارج الفندق بعشوائية عنه مثل المجنونة، ولكني لم أجد له أثر وكلما حاولت كلما تملك اليأس من قلبي.

لا أعلم لماذا أحبه كل هذا الحب، ودائماً أتساءل هل ما بداخل هوس وليست حب، ولكن هذا الأناني ماذا أفعل به كيف أجعله يعود ويقع في حبي.

"ماذا أفعل حتى يعشقني ويبقى بجانبي دائما وللأبد".

ولكن ظهر حتى يمنعني من البحث عنه ولكن هذا لم يكون ما يقلقني لأن كل ما كان يستحوذ على تفكير هو ما الذي حدث مع "ثائر" حتى يصبح أكثر برودة عن قبل.

كيف له أن يعلم أن والده مريض ولا يتحرك وظل ساكناً ولا يهتم ما نوع مرضه أو سبب هذا المرض الذي ظهر على والده فجأة.

"لماذا أصبح قاسي هكذا، وماذا سأفعل حتى أجده وأرجعه".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي