الفصل الثامن عشر أخاف من الاقتراب

كيف لإنسان أن يكون في هذه الروعة كما تكون حبيبتي أثناء نومها، أشاهدها بفضول شديد من خلال نومها.

أتأمل كالقمر المنير كانت تمتلك "لمياء" جمال إلهي لا يفوقه وصف، هذه الفتاة المميزة خلقت في الحياة بهذا الجمال حتى تقعني في غرامها.

ولكن رغم قوة مشاعر الحب التي امتلكها تجاها واشتياقي لها أخاف بشدة من الاقتراب.

وهذا ليس بسبب عدم امتلاكي القدرة والشجاعة على مواجهة، ولكن خوفي الشديد من تعرضك للخطر هو ما يمنعني من الاقتراب.

بعد شروق الشمس وقبل استيقاظ "لمياء" من النوم عدت إلى القصر وجدت "لوثر" متوتر وينتظرني بغضب عارم.

وبدأ في استجوابي:
- ثائر أخبرني لماذا تفعل ذلك؟

- ماذا تقصد؟

- لماذا تذهب كل يوم إلى هذه المرأة حتى تراقبها أثناء نومها؟!

- هذا لا يخصك.
- كل شيء يخصك يخصني أيضاً.

- معاد هذا الموضوع.

- ثائر لقد أخبرتك أذا أردت بإمكاني أحضرها إلى القصر حتى تكون بجوارك.

- لقد أخبرتك لا تتدخل في هذا الأمر.

- أنا لا أفهم كيف تفعل هذا وأنت تتمنى القرب منها؟!

- أنا فقط لا أريدها أن تتأذى بسببي.
- هل تعتقد أنك هكذا تحميها؟!

- كل انسان لديه مفهومه الخاص في الحب.

- أنت فعلاً مغفل في الحب.

- أنا أريد حمايتها من هذه الوباء لا أريد أن تصير مثلك.

- وماذا عنها هل سألتها عن ما تريده؟

- لماذا أسألها شيء كهذا؟!

- هل أخذت رأيها قبل أبعادها عن حياتك؟!

- لا يهمني ذلك، كل ما يهنى الآن أنها في أما من هذه الحياة المخيفة.

- أظن أن الحديث معك لا فائدة منه.

تركني "لوثر" وهو يثور غصباً من عقليته الباردة، وعاد إلى غرفته يفكر في طريقة يجمعني مع بها مع "لمياء" دون أن أنتبه له.

لذا أخرج الهاتف وطلب" كران وأخبره:
- مرحبا كران.

- مرحبا لوثر.
- كران أريد مساعدتك.

- ما الأمر؟!
- أنه ثائر أريد منك مساعدته.

- أخبرني بما يحدث؟!

- هناك فتاة يعشقها جاءت من أجل البحث عنه ومقابلته.

- فتاة!

- نعم تقول أنها أخته لكنه يتوارى عنها ولا يريد مقابلتها رغم اشتياقه إليها.

- فعلا هناك امرأة طلبت لقائي منذ يومين ومعادنا اليوم بعد ساعتين.

- أنها هي.
- أذا ما تريد مني فعله؟

- أخبرها عن مكانه.
- لا استطيع فعل ذلك في ثائر.

- لماذا؟!

- لأنه صديقي لا أريد خسرته، وأيضاً الأمور بيننا متوتر منذ أخر حادث.

- ولكنه تعيس وحزين بسببها.

- آسف لا أريد أن أزيد التوتر بيننا.

- أفعل كما تريد يا كران ولكن تذكر ما أقولك لك أنه فعل مجروح القلب.

- لوثر لماذا لم تخبرها بنفسك عنه؟!

- هل نسيت وثيقة المستذئبين لا نستطيع الغدر ببعضنا.

- أذا أترك هذا الأمر كما يريد والأفضل عدم التدخل وترك للقدر.

- حسنا إلى اللقاء كران.

جلس "لوثر" يتنهد من الحزن وخيبة الأمل في مساعدة قلب صديقه المجروح.

في نفس الوقت ذهبت "لمياء" لمقابلة "كران" في قصره وسألته:
- مرحبا أنا لمياء.

- مرحبا أنا كران.
- هل حقاً تعرف ثائر؟!

- نعم أعرفه جيداً.
- هل تعلم أين هو الآن؟!

- لا آسف، ولكن لماذا تبحثين عنه؟!

- أنا أخته ووالده مريض جداً وأرسلني من أجل أرجعه إلى المنزل ورؤيته.

فكر "كران" أن لا يجب على "ثائر" معرفة هذا الأمر حتى لا يعود إلى بلاده وينشر هذا الوباء هناك، ولكنه يعتقد أن "ثائر" طبيب ويعلم حجم الوضع الذي به.

تنهد "كران" وأجابها:
- هذا سيئ جداً ولكن للأسف لا يعلم أحد مكانه وأين أختفى.

جلست "لمياء" تبكي حزن وقهراً وتتحدث بلغة غير واضح لكن تقول:
- ثائر أين ذهبت! لماذا لا استطيع الوصول إليك؟

رغم لم يفهم لغتها ولكنه شعر باليأس من أجلها عندما رأى دموعها وأخبرها:
- هل علاقتكم كانت سيئة! هل كنتي حبيبته السابقة؟

- لماذا تقول ذلك؟!
- لأنك حزينة جداً من أجله.

- ولكني أتذكر جيدا أني أخبرتك أني أخته؟

- حقاً؟!
- حقاً!

- في الحقيقة ثائر ليس مخفي.

- ماذا؟!
- نعم إنه لا يريد مقابلتك.

- أخبرني عن مكانه وسوف أذهب لمقابلته؟

- لا استطيع هو من يهرب منك.

- لم أخبره أني عملت مكانه منك لذا أرجو أخبرني عن مكانه؟

- لا أستطيع ولكن أستطيع جلبه من أجل.

- كيف سوف تفعل ذلك؟!

- أقضي اليوم في القصر وسوف أنشر إشاعة في الجزيرة أدعي فيها أنك اختفيت.

- هل تعتقد أنه سوف يبحث عني؟!

- أظن ذلك.

- ولكن هذا الشخص لم يبحث عني أبداً في حياته.

- سوف يبحث عنك وبإصرار أيضاً.
- حسنا سوف افعل كما تريد.

أمر "كران" الخدم أخذها ووضعها في غرفة الضيوف؛ وأنتظر مجيء الليل حتى أذهب مثل كل يوم أراقب "لمياء" أثناء نومها.

عندما دخلت غرفتها في منتصف الليل ولم أجدها شعرت بالجنون من الخوف والقلق عليها.

ذهبت مسرعاً إلى "لوثر" أسأله:
- لوثر هل تعلم أين لمياء؟!

- لا! لماذا تسأل عنها؟
- لقد اختفت.

- ماذا! كيف حدث ذلك؟

- لا أعلم ولكن كل أشيائها موجود في الفندق.

- من الممكن أن تكون سهرانة في الخارج تبحث عنك.

- لقد بحثت عنها في كل مكان وأيضاً الشخص الذي كان معها من السفارة يبحث عنها في كل مكان.

- أذا ماذا سوف نفعل الآن؟!
- لا أعلم ولكني أشعر بالرعب.

- هل تقلق سوف تكون بخير.

- كيف لا أقلق أنا أشعر بجنون من اختفائها، لوثر ساعدني في البحث عنها وأرجعها مرة أخرى؟

- سوف أفعل لا تقلق.

صعد "لوثر" إلى غرفته وأخرج هاتفه وأتصل على "كران" سأله:
- هل الفتاة معك؟

- نعم انها معي.

- لماذا لم تخبرني قبل فعلك ذلك؟

- حتى يظهر على وجهك الدهشة عندما يخبر ثائر عن اختفائها.

- أذا ماذا ستفعل الآن؟

- أخبره في الصباح الباكر أني أخذتها لدي رهينة.

- ولكن هذا سوف يخلق عداوة بينكم؟!

- سوف تنتهي هذه العداوة عندما يتلاقوا.

أخبرني "لوثر" أنه أرسل كل رجاله في البحث عنها وفي الصباح الباكر أخبرني أن "لمياء" رهينة لدي "كران".

عند سماع ذلك شعرت بالغضب الشديد، وذهبت بسرعة إلى قصر "كران" وقمت باقتحامه والعراك مع رجاله.

وفجأة أثناء العراك وتبادل الضربات وجد "لمياء" تظهر أمامي في أفضل صورتها تخبرني:
- ثائر توقف عما تفعله الآن؟

- لمياء هل أنتي بخير؟!

- كيف تفعل ذلك وتتعارك مع الجميع؟!

- كنت أشعر بالخوف عليكي.
- خائف من ماذا؟!

- أن تكوني في خطر.

- ومنذ متى وأخت تهتم وتشعر بالخوف لأجلي؟!

- كيف تقولين هذا؟!

- لأنك شخص بارد وقاسي ولا تهم بمشاعري أبداً.

- وماذا عندك؟
- ماذا عني؟!

- أنت إنسانة مغفلة لا تستطيع التفريق بين الحقيقي والمزيف تشعرين بالحب تجاه وتخطي لشخص أخر؟!

- هل أنت تكرهني بسبب ذلك؟!

- دائما تخبرني أني شخص أناني وماذا عنك أنت أكثر فتاة أنانية قابلتها في حياتي كلها.

- كيف تقول ذلك؟!

- كنتي تعلمين جيداً بمشاعري تجاهك ولكنك فضلتي شخص آخر وذهبتِ إليه؟

- كنت فتاة مراهقة لا تعلم شيء عن الحب أعيش مشاعر أول مرة أمر بها وكان الشخص الذي أكن له الحب أنت.

- ماذا عني؟!

- كنت عدوي الذي يكرهني ويكره والدتي بشدة ولا يردني أن اقترب منه كنت جبل جليدي يصعب الاقتراب منها فكيف اتسلقه؟!

- هذا الجبل أنتِ أذنبته وبعد ذلك تركته في بركان ثائر يحترق.

بكت "لمياء" بشدة وجلست على الأرض واستمرت في قول:
ثائر آسفة لم أقصد ذلك، أنا أشتاق إليك وأفتقدك بشدة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي