الفصل العشرون أينما كنت سوف أذهب إليك

رغم تم شفاء مرض والده من هذا المرض الذي كان يلازمه لمدة ثلاث أعوام كان دائماً يشعر بالغضب والاشتياق من ابنه الوحيد العاق الذي تركه وهاجر دون السؤال عنه لمرة واحدة.

كان "ثائر" قاسي القلب ومتحجر المشاعر فكيف له أن يقطع صلة الوصل بينهم بهذه الطريقة.

ولكن كان بالنسبة إلي كان الوضع مختلف لأني لم اشتاق إليه بلا شعرت بالاكتفاء من رؤيته

هذا الاكتفاء والمشاعر الغريبة التي تراودني على فترات تجعلني فترة أكرهه وفترة اشتاق إليه.

عندما كنت أكرهه كنت أتحول لشخص ذات تفكير منحرف شرير وأسأل نفسي:
- هذا المغفل لا يريد رؤيتي لماذا أشتاق إليه كالمغفلة؟!

وعندما اشتاق أتحاول إلى إنسانة بريئة واتساءل:
- هل اشتاق لوجودك؟!

في يوم من الأيام جاء زوج والدتي الذي مازالت أناديه بـ العم أخبرني:
- أريد السفر ومقابلة هذا الوغد الحاقد.

- لم تستطيع تغيير قراره.
- لماذا؟!

- لأنه الآن لديه هدف ولم يعود حتى يحققه.

- ولكني أشعر بالقلق والخوف عليه.
- وأنا أيضاً.

تنهد "العم" للحظات ثم نظر إلي بأمل وسألني:
- لمياء هل أستطيع أن أطلب منك طلب كبير؟

- تفضل يا عمي.

- هل يمكنك السفر والبقاء هناك ومحاولة إقناعه بالعودة؟

- وماذا عن عملي في المشفى؟!
- لا تقلقي سوف أهتم بكل شيء.

- ولكن.

- أعلم أنك لا تريد الاختلاط به بسبب الماضي السيئ بينكما ولكني أثق بك.

- لماذا؟!

- لأنه ابني لذا أعلم عن مشاعر ابني الحقيقة التي يخفيها داخل قلبه عن الجميع.

- ماذا؟ يحبني أنا!

- نعم أنه يحبك بشدة لذلك هاجر بعد انتهاء الدراسة حتى يبعد عنك على قدر المستطاع.

- لم أعرف ذلك أبداً.
- لذا أنتي من تستطيع إرجاعه.

- حسنا سوف أسافر إليه وأحاول إقناعه.

بعد حديثنا شعرت أني ظلمت "ثائر" في الماضى؛ كيف له والده أن يعلم بمشاعره الحقيقية وأنا لا أفهم ذلك.

لذا جهزت حقيبتي وصعد إلى أول طائرة وسافر إلى البحر الأسود من أجل مقابلة الحبيب الذي اشتاق إليه بجنون.

بالبع كنت أعرف الطريق جيداً ولم أعد أحتاج إلى أحد حتى يقودني إليه، عند وصولي وجدني "ثائر" اقف أمام باب القصر ويظهر على وجهي ابتسامة خبيثة.

اسأله:
- ثائر هل اشتقت إليِ؟!
- كيف يحدث ذلك؟ لماذا تقفين أمام الباب!

- لقد اشتقت إليك لذا صعدت اول طائرة وجئت من أجل رؤياك.

- هل أنتي مجنونة ماذا تفعلين هنا؟ لماذا عدتي بعد ذهابك!

- أخبرتك لقد اشتقت إليك.

- عودي لا تحاولي الدخول، لم تدخلي القصر أبدا.

- إذا سوف أذهب أعيش في الطرقات.

- لماذا تعيشين في الطرقات؟!

- لأني لا أمتلك إلى مال كافي من أجل المكوث في فندق، ولكني استطع الذهاب والمكوث في قصر كران؟!

- هل تهددني؟
- نعم.

غضب "ثائر" بشدة ولكنه لم يستطع أبعادي حتى لا أتعرض للأذى لذا سمح بدخول القصر والبقاء في نفس الغرفة التي كنت أعيش بها من قبل.

لم أعلم أن كان من حسن أو سوء حظي كان وقت مجيء ليلة قمرية لذا أختفى "ثائر" مرة أخرى دون أخباري كعادته وكأنه يعلم أني شخص غير هام في حياة.

هذا اليوم ذهبت إلى البركة استمرت في الدوران من حولها أراقبها ولكني لم أجد شيء غريب.

وعند حلول المساء وجدت ذلك الباب يتحول إلى ظلال أسود كالدخان الكثيف، هذا الوقت كان مختلف عن المرة الماضية.

هذا المرة لم استطع التحرك وتسمرت قدمي بالأرض كالأشجار، لذا لم استطيع الهروب من مكاني وظلت هكذا حتى شرقت الشمس.

ثم بعد ذلك تم فك السحر وذهبت إلى غرفتي يرتعش جسدي من البرودة التي تخلخلت إلى جسدي طول الليل حتى الصباح.

كنت أقضي أيامي الأربعة ما بين الذهاب للمستوصف والذهاب إلى قصر "كران" لتضيع الوقت.

خلال هذا الوقت علمت أن "كران" رئيس مافيا وكان ذلك بالصدفة؛ ولكن كان "كران" رجل مهذب في التعامل.

كان يتركني التحرك بأريحية داخل القصر بدون قيود حتى رأيت تلك النقشة التي على الجدار

لذا ذهبت إلى "كران" وسألته:
- كران لماذا تضع هذه الزهرة في كل أركان قصر؟

- أنه تقليد عائلي.
- هل تعلم ما اسم هذه الزهرة؟

- لماذا تسألين عنها؟

- لأن لدي نفس الرسمة على ظهري.

- ماذا؟!
- لماذا فزعت هكذا؟!

- هل بإمكاني رؤيتها؟!
- لا استطيع.

- لماذا؟

- لأني فتاة مسلمة والمرأة المسلمة لا تكشف على رجل غريب.

غضب "كران" بشدة واستمر في السب ولعن الحياة باللغة الانجليزية

فأخبرته:
- لدي صورتها كانت والدتي أخذت صور للزهرة حتى أراه جيداً.

أخرجت الهاتف وأعرضت الصورة على "كران" ولكن عندما شاهد الصورة كان رد فعل غريب كان مفزوع بشدة.

لذا سألته:
- هل هذه الزهرة مخيفة إلى هذه الدرجة؟!

- نعم، ولكن كيف لديك هذا الوشم؟

- ورثته من والدي ولكن والدي كان زهرة مختلفة كانت أصغر بجزء بسيط.

- والدك؟!
- نعم.

- هل والدك كان من هذه البلدة؟!

- لا أظنه كان مصري.
- هذا مستحيل.

رغم تساؤلاتي الكثيرة لم يخبرني "كران" بشيء ولكني لمحت على وجهه التوتر والحيرة، ولكني ذهبت إلى القصر وقضيت يومي كالمعتاد.

ثاني يوم جاء "كران" مع امرأة عجوز؛ أدخلتهم القصر ورحبت بهم، أمسكت تلك المرأة كف يدي واستمرت في قول أشياء غريبة.

رغم إتقاني اللغة الإنجليزية جيداُ ولكن كان حديث هذه المرأة غير مفهوم.

وبعد لحظات بدأت "كران" في الترجمة لم تقوله:
- كران ما هذه اللغة الغريبة؟!

- أنها لغة الأم لهذه الدولة.
- أذا عما تتحدث لم أعي شيء.

- أنها تتحدث عن أصلك.
- أصلي؟ ما هو أصلي!

- المكان الذي تنحدر منه.
- أعلم من أين انحدر .

- لا هذا ليس أصلك الحقيقي.
- ماذا تقصد؟

- لمياء أنت من نسل قبيلة النجم.

- ما هذا؟!

- قبيلة النجم هي قبيلة سحرية وجدت أوصلها منذ بدأ البشرية.

- وماذا تفعل هذه القبيلة؟

- السحر الأبيض النقي.

- هل الزهرة التي على ظهري مرتبطة بها؟!

- نعم، ولكن هناك شيء يجب أن تعلميه.

- ما هو؟

- جدك والد والدك كان هارب من القبيلة منذ سبعون عام.

- لماذا؟

- أظنه هرب إلى أبعد ماكن بعد أكتشف أن ابنه يمتلك هذا الوشم.

- لماذا؟!

- أظن كان يشعر بالخوف على حفيدته المستقبلية.

- ما الأمر مع هذه الزهرة؟!

- هذه الزهرة ترمز إلى الدماء النقية التي سوف تحرر الشر الكامن.

- لم أفهم ما تعني؟!

- في الوقت المناسب، لأنك لم تفهمي الآن كل ما أتحدث به.

- لم أفهم لكني أدرك شيء.

- ما هو؟

- أن هذه الزهرة خطيرة جيداً.

- نعم أنها خطيرة ومن الممكن أن تتسبب لكي بالموت.

- الموت؟!

- نعم لذا لا تخبري أحد عنها أبداً وبالخصوص ثائر لا تجعليه يراها.

- حتى ثائر؟!
- بالخصوص ثائر.

- حسنا سوف أفعل من الأساس لم يشاهدها أحد لأني فتاة مسلمة.

- حسنا هذا جيد، سوف أذهب الآن ونتقابل مرة أخر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي