ا لفصل السابع والعشرون لقاء الخيانة بعد مرور الثقة

كان "حيدار" يجلس يرتعش رعب من الخوف مما يحدث يفعله له والده عندما يعلم عن ذلك؛ كان "حيدار" فتى شاب صغير ساذج لا يعمل شيء عن الحياة.

بسبب اعتماد والده الدائم على ابنه الأكبر سناً، لذا عندما واجه كارثة لم يستطع المواجهة؛ وقرر البقاء في المنزل بعيداً عن عائلته وقبيلته.

وشعر بالخوف وقرر التخلي عن الذهاب إلى أهل حبيبته من أجل تصحيح أخطاءه، ولكن كان للشيطان رأي أخر.

ذهب إلى زعيم قبيلة القمر وطلب منه:
- أذهب وأقتل حيدار.
- لا استطيع ذلك.

- لماذا؟!
- أنه مازال شاب صغير ولديه عمر وقدر من الحياة يجب بعدم قطعها.

- لقد وعدني بتنفيذ كل اوامري من أجل أن أجلب لك القوة والسلطة؟!
- ولكن لا أريد قتل هذا الشاب الصغير.

- هل تعلم ماذا سوف يفعل هذا الشاب الصغير عندما يتزوج من ابنة قبيلة النجم بك؟!
- ماذا سيفعل؟!

حرك الشيطان يديه في الهواء وأظهر له رؤية جزء من المستقبل وقال له:
- أنظر ماذا يفعل بك هذا الطفل في المستقبل.

ظهر جزء من المستقبل وبالطبع كان مزيف لأنه لا يوجد مخلوق قادر على رؤية واكتشاف المستقبل غير الخالق.

ولكن ظهر جزء من المستقبل وبه "حيدار" كان رجل بالغ يطعن زعيم القمر بخنجر في قلبه ويقول:
- تستحق القتل فأنت من فعل كل ذلك أنت السبب.

- كيف تقتلني فأنا صديقك لقد قمت بحمايتك في الماضي أنت لا تعلم شيء.

- لم أهتم بما فعلته من أجلي ولكنك من تسبب في قتل حبيبتي.

أنتهى المشاهد وصعق الزعيم فزاعاً وسأل الشيطان:
- هل حقا سوف يقتلني؟!

- نعم بسبب هذا الشاب لم تستطع تحقيق مستقبل لذلك أخبرتك بالذهاب وتدميره.

أقتنع الزعيم بما قاله الشيطان وأخبره:
- حسنا سوف أقتله ولكن كيف الفقه الجريمة لأخيه؟!

أخرج الشيطان خنجر ذهبي وأخبره:
- خذ هذا الخنجر.

- ما هذا الخنجر؟!
- أنه خنجر أخيه الأكبر الذي إهداء إليه زعيم قبيلة الشمس تكريما لشجاعته وبسالته.

- كيف أتيت به؟!
- سرقته بالطبع.

لم يهتم كثير الزعيم من كيفية جلبه هذا الخنجر، الذي كان يعلم علم الجميع أن كنوز القوام تخزن داخل منزلهم مع أهل بيته ولا يستطيع أحد الوصول إلى هذه الكنوز وسرقتها بسهولة.

ولكن كل ما كان يسيطر على عقله وأفكاره هو مشهد "حيدار" أثناء قتله.

أخذ الخنجر وتنكر في شكل أخيه الكبير وطعن به "حيدار" ومات على الفور.

كانت "نيل" منذ بداية علاقتها مع "حيدار" وضعت عليه سحر الارتباط، وهذا السحر مرتبط بقلب حبيبها، لذا عندما تم قتله سجل السحر المشهد وذهب إلى "نيل" أثناء نومها.

حينها علمت "نيل" أن حبيبها " حيدار" قتل على يد أخاه، حزنت "نيل" بشدة وشاب شعرها بإكماله.

وأطلقت صرخة قوية جداً وتسبب ذلك الحزن لها بالإجهاض، لذا كرهت "سعد" أخوه "حيدار" بشدة وقررت الانتقام.

عندما قررت "نيل" الانتقام تحولت إلى مشعوذة شريرة، والسحر النقى تلوث وتلوثت القبيلة بإكمالها.

دخل والدها وجدها فجأة تحولت إلى مشعوذة شريرة سألها بخوف:
- ما هذا؟ كيف حدث ذلك لكِ يا ابنتي الغالية!

استمرت الهالة السوداء في الخروج بطريقة مرعبة من جسدها وتقول:
- سوف أقتله.. سوف أقتله.

شعر والدها أنه يخسر ابنته الوحيد لذا استدعى الجميع بسرعة كبارات القبيلة وطلب منهما:
- هيا بسرعة تفعيل تعويذة الاحتواء.

حاوطها الجميع بالسحر وحاولوا بكل طاقتهم احتواءها حتى تعود إلى وعيها، ولكن فشل الجميع وحصل الأسوأ.


أصبحت "نيل" تمتص سحر الجميع حتى سرقت كل قواهم لذا قال والداها:
- نيل توقفي ما تفعليه محرم.

استمرت "نيل في سرقة كل سحرهم حتى فقد الجميع الواعي بما فيهم والدها، بعد ذلك ذهبت بكل قوتها تبحث عن "سعد" حتى تنتقم لحبيبها وتقتله.

حاول الجميع من القبيلتين إيقافها ولكنه فشلوا في ذلك، وكل من وقف في وجها فقد حياته.

عندما وصلت إلى "سعد" كانت في قمة غضبها وسألته:
- لماذا قتلته؟!
- أنا لم أقتله.

- كاذب لقد رأيتك تقتله.
- لم أفعل ثقي في.

لم تهتم "نيل" إلى أقواله ودفاعه عن نفسه ورفعته بالسحر في الهواء محاولةً خنقه حتى الموت.

تدخل والده وركع وأخبرها:
- أرجوكِ لقد خسرت ابن لذا لا تقتلي الأخر؟!

- لم أهتم عدد الأبناء الذي خسرته ولكني خسرت حبيبي وطفلي في آن واحد.

- ولكن هذا الابن يحب أخيه بشدة لم يقتله أبداً.
- لقد قتله ولوث يديه بدماء حبيبي.

كان "سعد" يخرج في الروح ولكن تمسك حتى يخبر والده:
- أبي هذه مكيدة بعد موتي لا تؤذي السيدة لقد غفرت لها ولكن يجب عليك تحقيق العدالة من أجل أرواحنا.

- ابني الغالي سامحني لأني لم استطع إنقاذك.
- لا تقلق والدي كنت سعيدة كابن لك.

بعد ذلك قتلته "نيل" بوحشية باستخدام السحر، وزعيم قبيلة الدب لم يفعل لها شيء وأخبرها:
- سوف أسامحك في دم والدي ولكن لم أسامح من زرع الفتنة بينهم.

- حسنا كما تريد! ولكني لم أسامح أبداً هذه القبيلة على ما فعلته مع حيدار.

تفاجئ الزعيم بما قالته "نيل" وفزاع وسألته بخوف:
- ماذا سوف تفعلين؟!

رغم قتلها "سعد" والكثير من أهل القبيلتين لم تشعر بالاكتفاء، وقررت لعن جميع أهل القبيلة حتى تشبع السحر الأسود الذي أحتل بداخلها.

لذا صنعت "نيل" تعويذة سحرية أبدية غير قابلة للاختراق من أجل كل أهل "قبيلة الدب" وهي تعويذة التحويل.

وقامت بتحويل الجميع حتى يتحولون إلى وحوش في ليلة قمرية، لأنها كانت أول مرة تقابل حبيبها وكانوا يجتمعوا دائماً تحت ضوء القمر.

بعد انتهاء من هذه اللعنة الأبدية التي ليس لها علاج، لحظة شيء غريب على جسد "سعد"، أولاً كان سعد جسده أحمر.

هذا اللون جعل "نيل" تتفاجأ لأن عندما يقتل قاتل بالسحر يتحول لون جسده للأسود.

وذلك جعلها تتساءل:
- هل هو حقا برئ من دم أخيه، ولكن لقد شهدت الحادث بنفسي.

اقتربت "نيل" من جثة "سعد" ووجدت حاجة غريبة، عندما لحظة وجود شامة صغيرة على يد "سعد" وهي اليد مختلفة ولا تشبه اليد التي طعنت "حيدار" بالخنجر.

لذا حاولت استرجع ذكريات الحادث ولمحت أنه مختلف، شعرت بالصدمة وهي تبحث في يديه وتقول:
- كيف ذلك لماذا هو مختلف.

اجابها الزعيم وهو يبكى وقال:
- لقد أخبرتك أن والدي لم يفعل ذلك أنها فتنة بينهما.

كانت "نيل" لم تقابل "سعد" من قبل لأنها لم تكن تعرفه لم تستطع التمييز بين الحقيقي والمزيف.

حينها شعرت "نيل" أنها وقعت ضحية لفتنة ولكن كان تأخر الوقت كثيرا و حلت عليهم اللعنة.

لذا نظرت إلى الزعيم وأخبرته:
- أعتذر منك ومن عائلتك بشدة ولكني وقعت ضحية فتنة قذرة.

- ماذا سأفعل بالاعتذار بقتل قتل أطفالي والوقوع في لعنة لم تحل أبداً؟َ

شعرت "نيل" بالندم عندما نظرت من حولها ووجدت كل هذه الجثة التي أصبحت مسئولة عن أرواحهم.

نزلت دموعها وقالت:
- سوف أجد طريقة.

ضحيت "نيل" بكل السجر الذي بجسمها والباقي من عمرها حتى تصنع زهرة عباد الشمس.

وأخبرت الزعيم قبل موتها:
- بدمائي سوف تحل اللعنة لألف عام.

- وماذا عن باقي الزمن؟!

- لا تقلق هذه الزهرة سوف تتواجد كل ألف عام حتى تنهي اللعنة وحتى يأتي الوقت المناسب لولادة زهرة عباد الدام الأسطوري النقي.

قبل أن تتلاشى دخل والدها عندما شاهدها في هذه الحالة فزع وسألها:
- لماذا فعلتي ذلك يا ابنتي كيف تضحي بحياتك الغالية؟!

- آسفة يا والدي سامحني.
- أنا مسامحك ابنتي.

- سوف يحملونك المسئولية على كل ما حدث
- لا تقلقي لم يحدث شيء.

- والدي وصيتي لك زهرة عباد الدم أريد من قبيلتنا تأمين حمايتها أوعدني؟

- حسنا أعدك ابنتي.

فقدت "نيل" الروح وتلاشت واختفت مع الرياح.

ركع والدها يبكي ويطلب من زعيم قبيلة الدب:
- أطلب بالقصاص لإراحة قلبك ولكن أتمنى أن تأخذه من جسدي وروحي ورحمة أهلي قبيلتنا.

- سوف أترك حي حتى تنفذ وصية ابنتك.
- أرجوك اغفر لابنتي؟!

- كيف تتطلب مني ذلك لا استطيع أبداً.
- أرجوك؟!

- ولكنها عندما اكتشفت أنها مخطئة حاولت انقاذ الوضع.

- لقد ركعت في نفس المكان أطلب من ابنتك تترك ابني ولكنها لا تهتم لرجائي.
- كن رحيم.

- لم تترك لي ابنتك الاختيار، لقد تركت لك مهمة انقاذ مصير كل قبيلتنا حتى لا استطيع قتلك.

- أرجوك اغفر لها حتى ترتاح روحها؟

تنهد الزعيم بقهر وقال:
- حتى وأن غفرت لها لم ترتاح روحها بعد كل الجرائم التي ارتكبتها.

- سوف أبحث عن البحث خلف هذا الأمر وتحقيق العدالة حتى يغفر له.

- لقد تركتك حي لأنك الشخص الوحيد الوصي على حماية لعنتنا وسوف أساعدك في التحقيق ولكن.
- ولكن ماذا؟!

- سوف أسامح في دماء ابني الغالي لأن ابنتك لم تترك لي مخرج ولكن.
- وما تريده سوف أفعله.

- من أجل عدم وجود مشاكل في المستقبل وزرع الفتنة مرة أخرى ووجود ثأر بين القبيلتين يجب تحقيق العدالة لأجل إراحة الأرواح.

- ماذا تريد مني فعله؟
- تقديم حياة احد ابنائك؟

- أرجوك لا تفعل ذلك خذ حياتي ولا تأخذ حياة الأطفال أنهما مازالوا صغار.

- هذا قراري النهائي؛ ولكن أترك هذا الأمر الآن حتى تحقيق العدالة.

- سوف أبحث جيداُ حتى تقديم شرح مناسب للقبيلة.
- سوف أساعد في هذا البحث.

بعد مرور يومين من الحادث المؤلم؛ بدأ الزعيمين في البحث خلف الموضوع وبعد بحث شامل ثلاث أشهر.

أكشف الزعيمين أن زعيم "قبيلة القمر" هو الرأس المدبرة خلف هذا الأمر.

لذا أقام زعيم "قبيلة الدب" اجتماع طارئ مع زعماء القبائل ويشمل كبار الزعماء قبيلة الشمس والنجم لوضع حد وعقاب مناسب لما حدث.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي