الفصل العاشر سر قذر

لم يستطع "ثائر" تحمل قوة هذه المشاعر التي يكنها داخل قلبه تجاه "لمياء"، ورغم ذهابها وخروجها من غرفته.

وكان مازال يتخيل عيونها الواسع تحدق به في كل رمشة عين، لم يستطع "ثائر" النوم هذه الليل كانت القبلة تطارده أفكاره بإصرار.

كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل كلما أجبر نفسه على النوم يجدها يطارد أحلامه

لذا نهض وأرتد ملابسه وأخذ هاتفه ومفتاح سيارته وخرج من المنزل بهدوء.

وجد نفسه أمام منزل والدته الذي نقلت به بعد انفصالها عن والده.

عندما علم "ثائر" أن والديه انفصلوا قرر الرحيل مع والدته ولكن والده رفض.

لذا الآن بعد زواج والده يستطع العيش مع والدته هذا ما فكر به، ولكنه صدم عندما صعد وطرق الجرس ووجد رجل غريب داخل منزل والدته.

طرق "ثائر" الباب وفتح شخص غريب لذا سأله بحيره:
- هل هذا منزل فريدة؟!

- نعم.
- من أنت؟!

- أنا الذي يجب عليه أن يسألك من أنت؟

- أنا ابنها.

توتر الرجل للحظات ثم عاود الإجابة وقال:
- أنا زوجها.

صدم "ثائر" عندما وجد والدتها تقف خلف هذا الرجل الغريب بملابس النوم، لذا اقترب منها وسألها:
- هل حقيقي ما يقوله هذا الرجل؟!

توترت والدته وارتعشت خوفا ولم تجب، لذا سألها مرة أخرى:
- منذ متى وأنت مع هذا الرجل.

خفضت والدته نظرها إلى الأرض، لذا أقترب منه الرجل وقال:
- ثائر أظن من الأفضل التحدث من الداخل.

أقترب الرجل ليضع يديه على ظهر "ثائر" حتى يدخله الشقة، ابعد يديه بعنف وتركهم وذهب.

اسرعت والدته خلفه تناديه ولكنه عندما لم يستمع إليها أخرجت هاتفها.

وأرسلت إلى زوجها السابق تخبره:
- ثائر كان هنا منذ دقائق وقابل زوجي الجديد.

كانت والدة "ثائر" تشعر بالخوف من رد فعل طليقها عندما يعلم أن ابنه علم عن زواجها أو خيانتها.

لذا اكتفت في إرسال رسالة واحدة إلى زوجها السابق وأغلقت الهاتف بعد ذلك حتى لا تواجه.

صار يتجول في الأرصفة والطرقات يحاول ينهي دموعه وفهم ما يحدث ولكن عندما لم يستطع التحمل وجدتني أمامه حينها فقد الوعي.

في الصباح الباكر استيقظ "ثائر" متأخر ليس كعادته ونزل من غرفته إلى غرفة الطعام وجدنا نجلس جميع نتناول الطعام.

جلس بدون أن يتحدث وبدأ في الأكل حتى قطعه والدتي تسأله:
- ثائر هل أنت بخير؟!

عندما لم يجبها سألته مرة أخرى:
- هل تريد لبن دافئ؟!

- لا أريد.

عندما ركز في تصرفاتي مع والدتي تفاجئ بعدم وجد توتر بيننا بعد ما أخبرني عنها.

لذا شعر بالغربة وبعد صعودي إلى غرفتي جاء خلفي يسألني:
- كيف عملتي مكاني وظهرت أمامي أمس؟

- عندما وجدتك تخرج في هذا الوقت المتأخر شعرت بالقلق عليك لذا ذهبت خلفك.

- هل كنتي تراقبيني؟!
- لا.

- هذا لا يهم الآن .
- ما الذي يهمك؟!

- أنت لماذا علاقتك مع والدتك تحسنت رغم كل ما أخبرتك عنه؟!

توترت وتذكرت وعد والدتي لذا كذبت عليه وقالت:
- أنها والدتي كيف أكرهه؟

- حتى وأن كانت مدمرة أزواج؟

- والدتي ليست هكذا.

- كيف ذلك؟!
- لا يهم لم تفهم.

- ماذا تقصدين؟!

- ثائر وأن كانت والدتي فأنا لم أكرها أبداً.
- لم تكرهيها! لماذا؟

- لأنها والدتها التي أنجبتني.

- أنت كاذبة هناك شيء تخفيه عني؟
- ذلك ليس صحيح.

غضب "ثائر" وقبل خروجه من الغرفة ترجع خطوتين وحدق في بذكاء وسألني:
- هل كنتي تعلمين عن زوج والدتي؟!

ترددت للحظات وإجابته بتوتر:
- لا لم أعلم.

تلك كانت اللحظة المدمرة بالنسبة إلى ثائر لأنه علم بالفعل ما يريد معرفته بسبب عدم قدرتي على الكذب.

استطاع بذكائه اكتشف ما كان يخفيه والده عنه بإصرار، وعند رؤية هذه النظرة التي تعلو وجه ثائر الغاضب الحزين خائب الأمل.

علمت حينها أني خسرت أخر أمل في كسب قلب هذا الشخص العنيد.

مرت الأيام وعدت إلى الكلية كانت الدراسة بالفعل مرهقة، ولكن ما كان يرهقني أكثر هو مشاعري تجاه "ثائر".

لذا صارحت صديقي العزيزة "ريم" عن كل شيء، حزنت لأجلي ولكنها أخبرتني:
- لمياء من أجل نسينه عليك بفعل شيء واحد.

- حقا ما هو؟!

- هو أنت ترتبطي بشخص أخر.
- نعم كيف ذلك؟!

- لأنه عندما تحب شخص جديد سوف تنسي القديم.

- وكيف أفعل ذلك؟!

- أظن أن "ممدوح" يحبك كثيراً من أول مرة قابلك بها.

- أنتي تمزحين هذا غير صحيح.

- صدقني هذا حقيقي، أنا سوف أتحدث معه وأسأله عن مشاعره الحقيقية.

كانت "ريم" صديقتي المخلصة المفضلة لذا سعت بإخلاص من أجل ارتباطي مع ممدوح.

ولكنه كان شاب مهذب ومثقف لذا طلب الارتباط رسمياً وقابل زوج والدتي وحدد معاد من أجل الخطبة.

حين أقترب يوم الخطوبة من "ممدوح" وجدت "ثائر" يطق باب غرفتي يسألني:
- أريد أن أتحدث معك؟

- هل تريد الدخول؟!

- لا من الأفضل أن أتحدث من هنا.
- تفضل؟

- أريد أن أسألك عن شيء هام؟
- ما هو؟

- لماذا تفعلين خطبة الآن أنتِ مازالتِ صغيرة؟

- هناك فتيات يتزوجون في عمري.

- هؤلاء الفتيات ليست أنتِ.

- ماذا تعني بذلك.

بداخله أخبر نفسه "لأنك الفتاة التي أعشقها" ولكنه أجابها:
- أنتي مازال أمامك سنين طويلة من أجل التخرج والدراسة؟

- وعدت والدتي أني لم أتزوج حتى أبلغ الخامسة والعشرين حسنها سوف أكون نضجت جيداً.

توتر للحظات وعاود يسأل:
- هل تحبه؟!

صمت للحظات وسألته:
- ما هو الحب؟

تنهدت وقال:
- الاهتمام، الخوف، السعادة، الأبدية والحب؟

ضحكت وإجابته:
- أنا بالفعل اهتم به وأخاف عليه وأضحك معه ولا أمل منه أبداَ أما الحب فأنا لا أعلم ماهية.

عندما وجدني لم أفهم معنى سأله قال:
- وماذا عن الشوق؟

تردد حينها لعدم فهمني السؤال:
- شوق؟!

- نعم الشوق.
- ما هو الشوق؟!

أقترب أكثر وأكثر بهدوء وكل خطوة يقربها تجعل قلبي ينبض بسرعة، وعند أقترب من أذني همس و قال بصوت رقيق:
- هكذا الشوق عندما أقترب من شخص أحب ورغم ذلك لم يستطع ضمه في حضني.

وقتها لم أعلم ما الذي حدث هل شعرت بالخوف أما شعرت بالخجل أما شعرت بأن قلبي سوف يتوقف إذا استمرت في البقاء مكاني.

لذا تراجعت إلى الخلف خطوتين وأغلقت باب غرفتي في وجهه حتى لا أرتمي داخل أحضانه، ولكن عندها علمت شيء واحد وهو أن هذا الشخص سوف يتسبب في موتي في يوما من الأيام.

تم الخطوبة وأقام زوج والدتي حفلة كبيرة كان يوم بها الأهل والأصدقاء كان الجميع موجود معاد ثائر كان الشخص الوحيد الذي اختفي لمدة شهر.

بعد مرور شهر ظهر "ثائر" فجأة في المنزل ويديه خطيبته، كانت المفاجئة ليس لأنه خطب، ولكن من خطبت.

كانت صديقتي المقربة "ريم"، في البداية لم استطع استيعاب الأمر.

وجدت نفسي سحبها من ذراعها إلى غرفتي أسألها:
- كيف حدث ذلك؟!

- ماذا تعني؟

- كيف ثائر أصبح خطيبك؟

- طلب الزواج مني وأنا وفقت.

- لماذا لم تخبرني عن ذلك؟!

- حدث كل شيء بسرعة، ولكن لا تقلقي سوف أخبرك قبل الزواج.

- ريم كنت أظن أنك صديقي المفضلة؟!

ضحكت "ريم" وقالت:
- ماذا صديقتك المفضلة؟ أنا اقتربت منك من أجل ثائر حتى ينتبه إليه ويقع في حبي!

- لماذا خدعتني؟!

- أنت شخص سهل خداعة لا تلوني شخص آخر على سذاجتك.

- لقد أحببتك مثل الأخت؟

- لا تحزني أنا أيضاً أحبك فأنت وضعتي ثائر في طبق من فضة ووضعته بين يدي.

- ماذا يعني؟

- عندما خطبتي إلى ممدوح كان سهل التقرب منه وإيقاعه في حبي.

- هل تعتقدي أني سوف أقف دون فعل شيء؟

- نعم لأنه الآن يكرهك ويحبني، وأنت مخطوبة وهو خاطب، هل سوف تسرقين خطيب صديقتك المفضلة وأنت مخطوبة لشخص أخر؟!

تركتني "ريم" في غرفتي أبكي بمفردي وذهبت، وعندها علمت ما معنى تلك المشاعر التي امتلكها من أجل "ثائر".

"لقد كانت حب حقيقي ولكني أضاعته دون أن أدرك ولكن جاء الندم متأخراً.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي