الفصل الثاني والثلاثون حقيقة لعنة لوثر وكران

شعرت "نيل" بالقلق من مشاعري تجاه "ثائر"؛ ووجدت أنه ليس الوقت المناسب للبحث عن الراحة الأبدية السعادة لأجل روحها.

"لذا قررت الانتظار حتى تطمئن على أرواحنا من غدر الشيطان وامرأته وتحرير عبيده قبيلة القمر قبل فناءها".

لأنها كانت "نيل" تعلم أني ضعيفة القلب ولم استطيع تحقيق كل ذلك بمفردي، ولكنها حاولت بكل ما تملك من قوة تعلمي كل شيء تعلمه بإخلاص رغم علمها أن ذلك لا يكفي.

نظر إليِ وقالت:
- لا تقلقي يا لمياء سوف أحميكم بأخر جزء من روحي.

- لا تدمري أخر جزء من روك من أجلنا لا نستحق ذلك.

- بلا تستحقين كل ذلك، في الاساس كل ما يحدث معكم بسبب تهوري في أخذ انتقامي قبل معرفة الحقيقة الكاملة.

- نيل لا أريدك أن تستمري في هذا الانتقام يجب عليكي الذهاب ونالي المغفرة قبل فوات الأوان وأتركى الباقي سوف نحقق لكم العدالة.

خفضت "نيل" عينها إلى الأرض بحزن لفترة وبعد لحظات اقتربت أكثر وأمسكت بكف يدي الاثنين ووضعت جبهة رأسها على جبهت رأسي وبدأت في أرسال سحرها بإكماله ودمجت روحها مع روحي.

بعدما دمجت روحها مع روحي تلقائياً تم ضخ كل ذكرياتها الجميلة والتعيسة إلى عقلي وشعرت بغزة ألم كبيرة داخل قلبي.

استيقظ عقلي من هذه الذكري وكان مازال الوقت مجمد، وعندما حركت يدي تحرك الوقت، وعلمت وقتها أن "نيل" وضع سحرها مع دمج روحها وذكرياتها بداخلي.

جلست أبكي على الأرض بحرق للتضحية الكبيرة التي قدمتها "نيل"؛ هذه الفتاة الصغيرة البريئة التي وقعت ضحية الشيطان وقامت بخطأ واحد كلفها حياتها وحياة من تحب.

فزع "كران" عندما جلست على الأرض أبكي وسألني:
- ماذا يحدث؟ من ثواني كنتِ تتحدثين بطريقة طبيعية!

أوقفت البكاء ورفعت نظري إليه اسأله:
- منذ ثواني؟!

- نعم أخبرني ماذا يحدث لكِ فجأة؟!

نظرت إلى الساعة التي بيدي ووجدت أن الوقت لم يمر وكأنه تجمد، فنظرت إليه بسعادة وأخبرته:
- لقد وجدت طريقة تجعلنا نقابل "ثائر" دون أن ننبه العدو.

- حقا؟ كيف ذلك!
- أعطيني يدك؟

رفع يده ووضعها على كف يدي وقال:
- تفضلي.

"حرك يدي الأخرى وأوقفت الوقت".

في البداية لم أكن واثقة من فعلها ولكن عندما أمسكت بيد "كران" استطعت استخدام سحر "نيل" الذي لم يعلم عنه أحد واستطعت تجميد الوقت.

فزع "كران" من السحر الجديد الذي أكتسبه فجأة وسألني بخوف:
- لمياء متى تعلمتي هذا السحر الغريب؟!

- منذ لحظات.
- كيف ذلك؟!
- لقد قابلت نيل.

- ماذا؟ كيف حدث ذلك!

- عندما وضعت الكتاب في يدي تجمد الوقت وسحبني الكتاب بداخله.

- استمر هذا الوقت إلى متى؟!

- لا أعلم ولكني أشعر أني غبت يومين كاملين ولكن هنا الوقت كما تركته.

- إذ قيل أن نيل من أوقف الوقت في البداية! كيف لكِ أن تفعلين هذا الآن؟

- هل تريد أن تعلم؟

- بالتأكيد، كيف تعلمين هذا السحر الذي يوهب لا يكتسب؟!

- نيل فعلت ذلك.

- فعلت ماذا؟!

- دمجت روحها مع روحي بداخل جسدي.

- كيف نيل تفعل شيء خطير كهذا؟ وكل الكتب تذكر أنها دمرت روحها إلى شظايا!

- كانت تحتفظ بجزء صغير من روحها داخل هذا الكتاب أخر جزء استطاع والدها انقاذه وقت تدمير روها من أجل القضاء على الشيطان.

- لا أعلم لماذا فعلت ذلك ولكن.

- ولكن ماذا؟!

- عندما نقل روحت اكتشفت بأنها استطعت انقاذ روح جنينها قبل موته.

- كيف فعلت ذلك؟

- بعد تدمير جسد الجنين نقل روحه إلى جسد زوجة أخيها الكبير وأخبرت أباها عن ذلك قبل موتها بحماية هذا الطفل وتربيته بعيد عن القبيلة والسحر لأنه من ذريته سوف يولد الفتاة التي تستطيع القضاء على الشيطان وتحرير قبيلة القمر من العبودية.

- كل هذه المعلومات جديدة وخطيرة وجداً.

- كران هل من الممكن التحدث في وقت أخر؟

- هل أنتِ مرهقة؟

- لا ولكن عندما دمجه روحها بداخلي أنقل إليِ كل ألامها في الماضي وهذه المشاعر قوية جداً وتحملها صعب أريد الذهاب للراحة.

- حسنا اصعدي إلى غرفتك ونتحدث في المساء.

" في نفس الوقت داخل قصر لوثر"

جاء "لوثر" من الخارج مع حارسه الشخصي.

وفور دخوله القصر سأل خادمه:
- أين ثائر؟

- أنه في المكتبة سيدي.

- غريب هذا الرجل يعشق القراءة بشراهة.

ضحك حارسه وأجابه بخبث:
- لقد جعل شخص يكره القراءة يشتري له كل الكتب الموجودة في المكتبات.

نظر إليه بلؤم وأمره:
- لا تضحك.

توقف عن الضحك وأجاب:
- حسنا سيدي.

والتفت إلى الخادم مرة أخرى يسأله:
- هل كان يتصرف بغرابة اليوم؟!

- لا يا سيدي أنه كمعتاد.

- حسنا أذهب وأخبرهم بتجهيز الغداء.

- أمرك سيدي.

ذهب "لوثر" إلى مكتبة قصره ووجد "ثائر" يجلس على الأريكة يقرأ رواية عن الأدب الإنجليزية.

استمر يراقبه عن بعد للفترة حتى قاطعه الخادم يخبره:
- سيدي لقد جهز الطعام على الطاولة.

- حسنا أذهب أنت.

دخل "لوثر" المكتب واقترب من "ثائر" وسحب الكتاب من يديه وأخبره:
- هيا لنأكل؟!

غضب "ثائر" بشدة وأخبره:
- لقد أخبرتك من قبل لا تفعل هذه الحركة مرة أخرى.

- أن لم أفعل ذلك لم تتوقف أبداً عن القراءة.

زف "ثائر" من شدة الغضب ونهض وقال:
- هيا بنا لنذهب نأكل بسرعة؟ حتى أستطيع العودة وإنهاء الرواية.

ذهبوا وجلسوا على الطاولة وباشر "ثائر" في تناول الطعام حتى قاطعة "لوثر" بسؤاله:
- هل جاء أحد اليوم؟!

أجابه "ثائر" بعدم اهتمام:
- نعم أليس جاءت من أجل زيارتي.

- لماذا جاءت فجأة؟!
- لأجل كران.

"كان من البداية يعلم ثائر أن لوثر يتلعب به لذا أراد التلاعب به أيضاً وأوهامه أنه وقع في الحديث وجلب سيرة كران".

لذا توتر "ثائر" عندما ذكر اسم "كران" لذا سأله "لوثر":
- ما به كران؟!

ترك الملعقة من يده وأخبره:
- لوثر أخبرني الحقيقة.

- هل مازالت العلاقة بينكما متوترة؟!

- لا عادية مثل كل مرة.
- لا تجعلوني متشتت بينكم؟ فأنتم الاثنين أصدقائي ولا أريد خسارة أحد بينكم!

هذا الأمر يسهل حله لا تقلق ولكن.

- ولكن ماذا؟!
- هل تعقد ان كران يخفي لمياء؟!

ضحك ثائر بشدة وأخبره:
- هل مازالت تبحث عنها حتى الآن؟!

- نعم.
- لماذا؟!

- لأني أحتاجها بشدة.

- لماذا؟!

- القائد العظيم أمر بإحضارها في أسرع وقت.

- لماذا يريدها القائدة إلى هذه الدرجة.

- هل نسيت أن دماء هو من ينهي اللعنة؟!

- وهل تعتقد أني سوف اعرضها للخطر؟!

- ماذا تقصد؟!

- أقصد أني الوحيد الذي يعلم مكان لمياء ولم يستطع أحد الوصول إليها من دون أذني.

- لماذا تفعل ذلك يا ثائر؟ الا تعلم حجم هذا الموضوع!

- لقد تحدثنا في هذا الأمر من قبل.

- ثائر حتى الآن لم أخبر القائد العظيم عن علاقتك بزهرة الدم ولكن لا تجبرني عن التصرف بأنانية.

تنهد "ثائر" وخفض نظره إلى طبق الطعام الذي أمامه وأمسك ملعقة وأكمل في تناول طعام وأخبر "لوثر":
- أكمل طعامك سوف يبرد.

أمسك "لوثر" ملعقة وبدأت في تناول الطعام وبعد انتهاء" ثائر من الأكل رفع المنديل الأبيض الذي وضعه على قدمة ومسح فمه بها.

ونظر إلى "لوثر" وسأله:
- لوثر أريد معرفة شيء منك.

وضع "لوثر" الملعقة بجوار طبقة وسأله:
- ما الأمر يا ثائر.

كان "ثائر" يجلس على الطاولة أمام الكرسي المقابل "لوثر" رفع نظره إليه وسأله:
- لقد أخبرتني من قبل أنك تبلغ ثلاثة آلاف عام! هل هذا حقيقي؟

- نعم، ولكن لماذا تسأل عن ذلك؟!

- هل كران بشري عادي.

- نعم أنه بشري وساحر فقط.

- أذا كيف يكون هو سبب لعنتك وأنت أكبر من هذا الرجل ثلاثة آلاف عام؟!

- كران يبلغ ثلاثة آلاف عام.

- كيف ذلك لقد أخبرتني أنه بشري عادي؟!

- لأنه لعنة بسبب لعنتي.

- كيف حدث ذلك؟ أخبرني بالقصة!

تنهدت "لوثر" وقال:
- أنها قصة طويلة وتستحق كوبين من الشاي في غرفة الضيافة.

- حسنا ولكن هل انهيت طعامك؟!

- نعم.
- لم تأكل الكثير؟!

- جلب سيرة كران على الطاولة أفقدني شهيتي.
- حسنا هيا بنا إلى غرفة الضيافة.

نادي "لوثر" على الخادم وأخبره:
- أريد كوبين شاي في غرفة الضيافة.

- حسنا سيدي.

"ذهب الاثنين إلى غرفة الضيافة وجلسوا وبدأ لوثر في سرد قصة تحويلة وكيف قابل كران".

تنهد بحزن وقال:
- أن كران سبب معاناتي.

- كيف ذلك؟!

- عندما نقلت إلى العدوى ذهبت إلى كران وطلبت مساعدته كساحر في القضاء عليها.

- أنتظر هل كنت تعلم حقيقة كران؟!

- نعم رغم أنه كان فتى صغير وأنا شاب أكبر منه بكثير ولكن كنا أصدقاء في ذلك الوقت.

- وماذا حدث بعد ذلك؟!

- علمت بالصدفة أن بالسحر يستطيع انهاء العدوى قبل التحويل النهائي ولكن.

- ولكن ماذا.

- عندما سألت كران وطلبت منه انقاذي أ خبرني أنه يستطيع ذلك.

- وهل كان يستطيع إنقاذك؟!

- لا كان طفل مغرور ويعتقد نفسها عبقرياً وهو مغفل.

- إذن ماذا حدث معك؟!

- السحر الذي وضعه من أجل منعي من القتل جعلني أقتل والأسوأ جعلني أقتل الابن الوحيد لأسرة سحرية عريقة وقوية.

- هذا سيئ جداً.
- نعم كان حظي سيئ جداً.

- ولكن ما ذنب كران؟ لقد كان يريد انقاذك وكان أيضاَ طفل!

- هذا الطفل الحقير كان يتعرض للتنمر من الطفل الذي قتلته وعندما وضع السحر عليِ كان يمتلئ بالغل والحقد وكان يريد قتل هذا الطفل بشدة ولكن ضميره منعه من ذلك.

- هل تقصد؟!

- نعم عندما مارس الحسر على جسدي أدخل كراهيته الكبيرة دون أن يدرك مع نية القتل الكبيرة التي لدي ذهبت وقتلت الفتى وعندما فشلت عائلته في قتلي بسبب ماهيتي وضعه اللعنة عليِ.

ثم تنهد وأكمل بحزن:
- ومنذ ذلك الحين وأنا أعاني كل ليالي قمرية بسبب هذه اللعنة حتى اكتشفت عن البركة السحرية التي تنقذني بعد التحويل من العذاب والألم.

- لذلك تكره كران بشدة وتعانده دائماَ.

- سأظل أكره لأخر يوم في عمري.

- لوثر هل يمكنك الثقة فى بأني سوف أبحث في طريقة من أجل إنقاذ حياتك دون قتل لمياء؟!
- سامحني يا صديقي ولكني حقاً عانيت الكثير في الأيام الماضية.

"ترك لوثر صديقه وهو حزيناً وذهب إلى مكتبه ليباشر أعماله المعتادة من ضمنها البحث المستمرة عن زهرة عباد الدم".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي