الفصل الثلاثون سحر سفر اليمامة

كانت "لمياء" تبكي وهي تستمع إلى "كران" أثناء سرده قصة "نيل وحيدار" وكيف بدأت اللعنة وبعد انتهائه من سرد القصة المذكورة في تاريخ عائلته السحرية.

رفعت نظرها إلى "كران" وسألته:
- هل أنا الفتاة المنشودة؟!

- لماذا تسألني عن هذا؟!

- لأن الوشم الذي ولدت بها منقوش في كل مكان على أركان هذه الغرفة.

- أنتي فتاة ذكية.

- هل يعلم ثائر عن هذا الأمر؟!
- لا يعلم عن القصة كاملة.

- هل يجب قتلي حتى تحرر اللعنة عن ثائر؟!

- نعم، يجب ذلك وبالأخص يجب على ثائر قتلك.

- لماذا؟!

- لأنه الرجل المختار الذي يخلف من فصيلة كل ألاف عام.

- لا أريد ذلك؟ لا أريد من الشخص الذي أحبه أن يقتلني!

- لا أعلم ما يحدث ولكن حسب كل ما ذكر في الكبت العائلية هذه هي المرة الأولى التي يجب على المختار قتل حبيبته وأول حبيبه تكون زهرة عباد الدم.

- كيف أول حبيبه؟!

- كل ألف عام تخلق زهرة عباد الدم كزهرة في أعلى جبال الأطلس، ولكن لا أعلم لماذا هي مختلفة هذه المرة.

- أظن أني أعلم السبب.
- ما هو السبب؟!

- لأني الفتاة المختارة في محاربة الشيطان وتحرير عبيده.

- هذا يعني أنت الفتاة التي تنهي اللعنة إلى الأبد.

- أظن ذلك.

- هكذا أصبح الأمر أوضح كنت في البداية أشك في الأمر ولكني الآن متأكد من ذلك.

- ماذا سنفعل الآن؟!
- أتركني أبحث جيداً في الأمر.

- حسنا ولكن لا تذهبي إلى قصر لوثر مرة أخرى سوف يكون خطر على حياتك.

- هل يعلم ثائر عن هذه القصة؟!
- لم يعلم.

- لماذا؟!
- لم أجد فرصة في أخبره عنها.

- حسنا لم أخرج من قصرك أظني هنا في أمان حتى الآن.

- هذا جيد.
- ولكن.
- ولكن ماذا؟!

- يجب أخبار ثائر عن هذه القصة في اقرب وقت؟

- حسنا سوف اجد فرصة حتى أخبره عنها، ولكن الآن.

- الآن ماذا؟!

- يجب عليكي إرث ما يخصك وترك من أجلك.

- ما تقصد بذلك؟!
- سحر عائلتك.

ذهب "كران" إلى خزينة سحرية وبعد استخدام السحر أخرج أسورة من اليشم الأخضر ووضعها على معصمي باستخدام السحر.

عندما وضع هذه الأسورة شعرت بإحساس قوى جداُ وكأن تملك من قوة هائلة تشعرني بالانتعاش.

ومنذ ذلك الحين وأنا أمكث داخل الحجرة السحرية أتعلم أساليب السحر مع "كران".

مكثت داخل الحجرة لمدة شهرين خلال هذا الشهرين كان يبحث عني كل مستذئب موجود على وجه الأرض معاد "ثائر".

لذا شك به "لوثر" وسأله:
- هل أنت من أخفيت لمياء؟!

- بالطبع لم أفعل ذلك.
- أنت تكذب؟

- وهل تظن لدي فرصة في إخفائها؟ طول الوقت وأنت ملتصق بي!

- ثائر أن علمت مكانها أخبرني على الفور؟

- بالطبع لم أفعل ذلك.

- لماذا؟!

- هل تردني أحضرها لك وتعرضها للخطر بالطبع لم أفعل ذلك أبداً.

- أنت لم تعمل ما أهمية هذه الفتاة؟!

- بالطبع أعلم.
- تعلم ماذا؟!

- أعلم أنها هامة جداً وغالية على قلبي.
- ثائر تحدث بجدية لم أمزح معك.

غضب ثائر وعصب وأخبره:
- لوثر أقسم أن مسيت لمياء بضر سوف أقتلك وأنهك إلى الأبد.

- تقتل صديقك؟!

- نعم.
- لماذا؟!

- لكنك تعلم جيداً عن حقيقة مشاعري التي أكنها إلى "لمياء" ومع ذلك لم تحترم مشاعري وتستمر في البحث عنها بكل إصرار من أجل تعرضها للخطر.

كان بالفعل "ثائر" يعلم عن مكان تواجدي، لذا لم يهتم في البحث عني بسبب "لوثر" الذي يبحث عني بإصرار.

ولكن عندما تعلمت ممارسة السحر وجدت طريقة للتراسل لم يتم كشفها بسهولة.

أرسلت عن طريق يمامة سحرية رسالة إلى "ثائر" حتى يطمئن قلبه، لأني أعلم جيداً أنه الآن يشعر بالقلق والخوف.

رغم إنكاره الدائم ولكني أعلم عن مشاعره الحقيقة التي يكنها لي داخل قبله.

عندما تعلم السحر وجدت طريقة تجعلني اطلع على مشاعر "ثائر" الحقيقة وأيضاً ورثت من زعيم القبيلة عين الحقيقة.

هذه العين التي تجعلني أقراء حقيقة القلوب من خلال النظر إلى عقول البشر.

وحينها علمت كل شيء عن حقيقة مشاعر هذا العنيد المتكبر، لذا قررت ممارسة السحر بإتقان حتى أتفوق به واستطيع انقاذ "ثائر" ومجموعة وأيضاُ عبيد الشيطان قبيلة القمر المضطهدة.

اكتشف "كران" الرسائل التي أرسلها إلى "ثائر" وغضب بشدة.

وجاء يؤنبني على التصرف بتهور وسألني:
- كيف لكِ أن تفعلي ذلك؟!

- ماذا فعلت؟!

- لماذا ترسلين رسائل إلى ثائر من خلف ظهري.

شعرت بالإحراج وابتسمت بخبث وسألته:
- كيف علمت عن ذلك.

- هل تمزحين انا ساحر قوي كيف لهذا الشيء أن يتخطاني؟!

- هذا الشيء أرسله منذ شهرين وأنت لم تعلم عن غير الآن.

- لا تضحكي أني لا أمزح معك؟!

- حسنا أهدئ؟ كل شيء بخير ولم يحدث شيء خطير!

بعدما هدأ "كران" عاد يسألني:
- هل تشتاقين إليه!

- نعم كثيراً.

- هل مازالتِ تحبيه رغم معرفتك بالحقيقة؟!

- نعم حتى وأني أعلم أنه من الممكن أن يتم قتلي على يديه.

- لماذا تفعلين هذا في نفسك؟

- لا أعلم ولكني أشعر بالشفقة عليه وقلبي يؤلمني بشدة عندما أفكر به.

- ولكن هذا القلب سوف يأتي عليه يوماً يخرجه ثائر بيديه.

- ليفعل به ما يريد أنه ملكه من البداية، أنا الآن أبحث عن طريقة تجعلني أعيش معه وليس أحاربه بها.

- حسنا سوف اتركك تفعلين كما تريدين.
- هذا جيد.

- ولكن أخبرني عندما تجدي طريقة لإنقاذ الوضع؟

- حسنا سوف أخبرك عن كل شيء ولم أخفى عنك شيء في المستقبل.

- وعد؟
- وعد.

خرج "كران" يبحث عن طريقة يصل بها إلى "ثائر" دون لفت انتباه "لوثر" حتى لا يعرض حياة "لمياء" إلى الخطر.

لذا ذهب إلى "أليس" الممرضة وطلب منها:
- مرحبا أليس.

- مرحبا كران.

- كيف أحوال المستوصف هل تريدين إلى شيء؟!

- لم نريد شيء فكل الأشياء التي أرسلتها إلى المستوصف لم تنتهي بعد.

- هذا جيد أذا أحتاج المستوصف إلى شيء أخبرني فوراً.

- شكرا لك على اهتمامك الدائم بالمستوصف يا كران.

- هذا شيء بسيط وأنه من أجل سكان الجزيرة أنهم أهلي وعائلتي.

- انت انسان جيد جداً وتستحق التقدير والاحترام.

- العفو هذا شيء بسيط جداً.

صمت "كران" للحظات ولكنها شعرت إنه يريد الحدث عن شيء ما.

لذا اقتربت منه وسألته:
- كران هل هناك شيء تريد إخباري به؟!

ضحك "كران" وأخبرها:
- نعم أنت سريعة الملاحظة.

- ماذا تريد أخبرني؟!

- أريد مقابلة صديقي ثائر ولكنك تعلمين كيف علاقتي مع لوثر.

- إذا؟!

- هل تستطيعين الذهاب إلى قصر لوثر وإحضاره غداَ إلى المستوصف؟!

- أستطيع فعل ذلك لا تقلق وتعالى لمقابلته هنا غداً بعد الساعة العاشرة صباح.

- حسنا شكرا لكي أليس.
- هذا لا شيء مقابل ما تفعله من خير.

" خرج كران من المستوصف وهو في غاية السعادة على أمل مقابلة ثائر غداً والشرح إليه القصة الكاملة"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي