الفصل الثاني

يجلس"عدي" من هذه الغرفة بعد أن تاكد أن لا أحد من هذان الاثنان على قيد الحياة؛ برغم من بشاعة ما يفعله إلا أنه ليس بتلك القسوة، نعم فهو ليس قاسي القلب، هل الدفاع عن من هم ضعفاء تسمى قسوة؟ بتأكيد لا.

كان يعلم "عدي" أن نهاية القتل هي القتل أيضاً، ورغم ذلك لم يشعر في يوم بالقلق على روحه التي من الممكن أن تذهب بلا قيمة.

دعوني اشرح لكم تصميم الشقة من الداخل؛ كانت الشقة بها سبع غرف، ومرحاض، وغرفة طهي، في الغرفة الأولى بها فراش يكفي إلى شخص واحد فقط،ولكن لسوء الأحوال المادية كان ينام كل اثنان من الفتيات على فراش واحد بالإضافة إلى ذلك كان لكل خمسة في الشقة له خزانه واحدة خزانه إلى خمس فتيات وخزانه إلى الخمس فتيان؛ إنما "عدي" كان له غرفة له وحده وأيضاً خزنه خاصه به هو فقط.

كانت تقف "سهر" في أحدى الغرف تبكي، كانت ترتجف من الخوف والحزن على تلك الكلمات التي لا تستطيع حتى اخرجها من فمها.

استيقظت "ريهام" على صوت آنين خافت شعرت "ريهام" بالحزن عليها فقالت بالغة الإشارة:

_لا تبكي أشعر بالحزن عليكِ، لا يفيد البكاء في شيء.

وضعت "سهر" رأسها على قدم "ريهام" وبكت في ضعف؛ كانت تشاهد ماحدث معها وكانه شريط من الفيلم تم وضعه داخل عقلها.

كانت تقف في ملعب المدرسة حين أشار لها مدير المدرسة بأن تتقدم له ذهبت دون أن تدرك ما هو الذي من الممكن أن يصيبها.

أدخلها الغرفة وأقفل الباب خلفها بدأ في تلمس جسدها بشكل مقزز جعلتها ترتعد في خوف، كان ينظر لها نظرات اشتهاء إلى فاكهة محرمة، نظرات مليئة  بالرغبة الحيوانية. 

كانت نظراتها بها الكثير من الرعب والخوف، ورغم تلك النظرة أمسك يدها بشده ودلف بها إلى غرفة أرشيف المستندات؛ كان يجلس أخ المدير الصغير في هذه الغرفة، ورغم نظرات الترجي في عيناها وشحوب وجهها إلآ أنه كأن بنسبة إلى هذان الذئاب البشرية لا تعني شيء مطلقاً.

أمسك الأخ الصغير أيدي "سهر" بينما الآخر كأن يبتسم أبغض ابتسامة يمكن أن يراها شخص في حياته، ابتسامة مخيفة جعلت عظام جسدها ترتجف تلك الرهبة التي حدثت لها أبشع من العلاقة ذاتها، ذلك الخوف الذي هي تعلم تمام العلم أن سوف يأتي خلفه شيء صعب شيء سوف يدمر حياتها.

بدأ مديرها في الكشف عن جسدها من أسفل الملابس، بدأ في لمس جسدها؛ بينما بدأت هي في الانهيار وأن تهبط دموعها بغزارة، بأن تبدأ في محاولة الصراخ بصوتها. 

أفاقت من ذكرياتها،  من تلك الذكرى الملعونة التي تم حفرها اليوم في عقلها من قبل مديرها وأخيه.

وقالت داخلياً:

_أن كنت فقط أستطيع الصراخ، إن كنت أستطيع الحديث لربما استطعت النجا منهم.

على الجانب الآخر كان يجلس "محمد"  يقول إلى أخيه التوأم "محمدين":

_هل تعتقد أن عائلتنا مازلت في انتظارنا؟

تحدث" محمدين"بشكل قوي عكس أخيه، وقال والحقد والكره يطبع في حديثه:

_أنهم من جعلوا منا في تلك الدار، هل أحد يحب أحد يفعل ذلك؟ أن كانوا يريدون أن نعود إليهم من جديد كانوا قد عادوا منذ زمن، نحن الآن في الثامنة عشر من عمرنا.

رغم مستوى "محمدين" العالي في دراسته، ولكنه يشعر بحقد إتجاه عائلته التي لا تريده أو تريد أخيه، يريد الانتقام لأجل كل ما عاشه في ذل ومهانة داخل دار للأيتام.

وضع "محمد" رأسه على قدم أخيه وتذكر تلك المقابلة التي حدثت قبل اشتعال النيران في الملجأ.

كان ينظر "محمدين" إلى "محمد" الذي كأن غاضب بشدة، كأن لا يعلم لما هو غاضب، فقال "محمد" بدافع القلق على أخيه:

_ماذا بك "محمدين" هل هناك شيء حدث؟ لما أنت غاضب.

نظر "محمدين" إلى أخيه في حزن وقال ببعض الشفقة على أخيه وذاته بطبع:

_لقد علمت..... أن عائلتنا مازالت على قيد الحياة، ولا يردون حتى أن يعلموا شيء عنا.

نظر "محمد" له بأمل، أمل أن يكون لهم عائلة دافئة تضمه كما كان يتمنى من قبل، قال بصوت سعيد وعيون ممتلئة بدموع:

_هل تعلم أين هم.... هيا دعنا نذهب لهم، لما أنت غاضب هيا يا أخي؛ كيف تعلم ومنذ متى تعلم مكان أهلنا.

نظر "محمدين" إلى أخيه في غضب وقال:

_أني طلت من "عدي" أن يعلم لي، ولقد ساعدني بالفعل في معرفة من هم عائلتنا،وعندما ذهبت إلى أبانا علمت أنه متزوج من أمراة آخرة بل وأنجب منها أيضاً ويحب أطفاله للغاية؛ وكذلك والدتنا العزيزة متزوجة من رجل آخر ولديها أطفال وزوج وسيارات والكثير والكثير من المال.

لم يكن "محمد" يستطيع تصديق كل ذلك، أنه كأن يعتقد أنه قد سرق عن طريق أحد أعداء والديه، أو أنه تاه في حديقة عامه أو أي شيء من هذا القبيل.

قال "محمد" بعدم تصديق إلى أخيه:

_هل أنت متأكد من ما تقوله؟ أنا... أريد أن اراهم بنفسي.... ربما حين يروننا يغيرون من رايهم...... أنني أريد أن ارهم ، أريد أن أرى المراة التى حملت بي، وأريد أن أرى الرجل الذي كأن  السبب غي في وجودي في هذه الدنيا.

لم يتحدث "محمدين" بل أمسك أيد "محمد" وذهب به حيث يجلس أسرتهم  أو أن دق الوصف حيث الذين  اتوا بهم إلى هذه الحياة التعيسة.

كان ينظر "محمد" إلى منزل جميل بشكل جعله يبتسم، ورغم نقاء الهواء من حولهم إلا أنهم كانوا يشعرون بالضيق الشديد داخل صدورهم.

شحب وجه "محمد" حين أشار له شقيقه على عائلة تخرج من هذا المنزل الجميل، كانت عائلة جميلة ثلاث فتيات تؤام من شكلهم علمت أنهم أكبر مني بعامين ذهبوا إلى أحدى السيارات ودلفوا داخلها.

ثم رأى تلك السيدة التي يطبع عليها الرقي، وبجانبها رجل يبتسم لهم في حنان وحب.

في تلك اللحظة شعر "محمد" بغصة في قلبه، أصبحت الدموع تهبط من عيناه دون شعور منه.

أمسك "محمدين" بكتف أخيه وقال وهو يشير على رجل:

_هذا هو أبانا الذي كنت تود أن تراه، كما ترى لديه ابناء بالفعل وأعتقد أننا كنا خطأ، أنه أسمه "محمد" يا...... "محمد".

نظر"محمد" إلى شقيقه وقال:

_أتمنى أن أموت بدلاً من أن أعلم أن عائلتي فعلت ما فعلته بي لانني كنت فقط غلطة.

ضم "محمدين"أخيه وقال:

_يجب أن تصبح أقوى لقد كبرنا واصبحنا في عمرنا هذا دون مساعده منهم،أنا معك ولن استغنى عنك وأنت تعلم ذلك.

  في مكان آخر.

كان يجلس" عدي "على مقعده أمام الطبيب النفسي والذي في ذات الوقت هو صديقه وقال بعد قليل من الصمت:

_نقطة تمثلني في هذه الحياة، أنا أعتبر نفسي نقطة في بحار وعوالم كثيرة، أعلم الكثير وأصدق الكثير وأرى ما لا يتوقعه العقل لكن.... في النهاية أنا نقطة.... نقطة سوداء في حياة كل من يقترب مني.

تاه"عدي"أكثر في الاحداث الذي مر بها منذ زمن وقال:

_كنت أجلس في غرفة بيضاء اللون بها اضاءة ضعيفه
تقدم مني رجل إلى زوية الغرفة الذي كنت أجلس بها كان لديه بعض الحروق والجروح في وجهه، كنت أشعر بالخوف كنت صغير في الثامنه من عمري تقدم مني حينها وقال لي برائحة فم كريهة

_هل تعلم لما أنت هنا أيها الارنب؟"

كنت أنظر له ب،رعب شديد وبعض الاشمئزاز الذي كنت أفعل المستحيل حتى لا يراه واجعل الأمر أن يسوء.

بدأ ذلك الرجل في الضحك بشكل مرعب، وبدأ أن يقترب مني وأنا فقط أعود إلى الخلف إلى أن التصق ت بالحائط أثترب مني وقال:

_أنت هنا لانني أحب الارانب ولا أحب القطط الذي مثل والدتك، صدقني ربما هذه التجربة تصبح فريدة من نوعها بنسبة لك.

كان الخوف قد تضخم داخلي بالفعل أكثر وأكثر إلى أن حاولت الصراخ طلباً النجدة، ولكنه استطاع أن يمنع صراخي من الخروج، وخلع لباسه السفلي.

أتذكر صراخي الذي هز أرجأ الغرفة.

كانت تهبط الدموع من عين "عدي" هو يروي ما حدث له في الماضي إلى ذلك الطبيب.

ثم أكمل قائلاً:

_هذا اليوم قد فقد الوعي أكثر من مره.

ابتلع ريقه وبدأ في مسح دموعه باطراف يده بشكل غير ملحوظ وقال:

_ولكنه لم يرحم الطفل الربئ الذي بداخلي، لم يرحم الطفل الذي بين يده يمارس عليه شذوذ.

كنت أصرخ الماً أصرخ قهراً، أصرخ إلى أن تمزقت أحبالي الصوتية..... مارس مع روح طفل لم يضره في شيء مارس أفظع شيء وهو الاغتصاب.

كان "عدي" مازال يشعر بالكره الشديد إلى عائلة عمه يريد الانتقام بأي شكل أو طريقة، ورغم ذلك يحاول فك العقد الذي قد تسبب بها عمه له، ولكن السؤال الذي يدور بشكل قوي داخل عقله هو، لما عمي يفعل كل ذلك؟ ما هو الدافع الذي يجعله يفعل كل هذه الاشياء.

في مقابل كل هذه الأشياء التي قد مر بها "عدي"، كان هناك أيضاً جزء صافي داخل قلب" عدي"، بالإضافة إلى وجود حب بداخل صدره إلى فتاة أصغر منه.

أنه ليس بشع أنه جيد في زوية ما داخل قلبه.

دمعه حارقه هبطت من عيناه وهو يتذكر كل هذه الذكريات، اسوء شعور هو أن يشعر أحدهم بالكراهية والوحده.

عانه كثيراً منذ الطفولة، ورغم ذلك لم يتخلى عن أطفال لا يقربون له من قريب أو من بعيد

قال "عدي" في هدوء إلى طبيبه:

_ثلاث نقاط إلى الآن قد تحدثت بهم معك، نقطة خطفي في هذا العمر، والثانيه هي اغتصابي في هذا العمر الصغير وهذه الظروف التي مررت به.

تنفس بعمق ثم قال:

_أريد منك أيها الطبيب أن تجمع معي كل هذه النقط إلى نهاية حديثنا، كي تجمع كتله سوداء تملئ حياتي.

قال الطبيب وهو يبتسم له في هدوء، شعر "عدي" في لحظة أن هذه الابتسامة تدل على عدم وجود هموم ومشاكل:

_حاول النظر إلى حياتك وحياة من هم قرباء منك فقط، هناك حياة سوف تذهب منك هبائاً.

جلس "عدي" في صدمه قائلاً:

_كيف عليّ أن لا أهتم؟ كيف عليّ أن ارى طفل صغير أو طفلة صغيرة يتم اغتصابها وأصمت كيف عليّ أن افعل ذلك؟

كان الطبيب يعلم أن "عدي" مازال يعاني من صدمة قد مضت، وكانت هذه هي إيجابته.

قال الطبيب بهدوء:

_يمكنك أن تساعد من يحتاج المساعدة،ولكن بشكل قانوني؛ ليس عليك أن تبحث عن أطفال يعانون حتى تدافع عنهم، من امامك فقط هم من يستحقوا المساعدة اما الباقي فهم لهم عائلتهم كما أن هؤلاء الاطفال لهم أيضاً من يبحث عنهم ويساعدهم، لهم عائلتهم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي