الفصل الثالث والعشرون

اليوم هو يوم البطل وبطلة القصة، قصة إنهاء هذه المعاناة، اليوم سوف تزف "رحمة" إلى عشق طفولتها، سوف تزف إلى "عدي"؛ وهذا بعد مرور شهر آخر من وفاة"ياسمين".

كانت تقف امام المرآة تنظر إلى ذاتها وهي تبتسم ابتسامة عريضة، تنظر إلى فستان زفافها، وإلى تناسق شكله معه، هذا الفستان الأبيض كانت تضاهي هي على لونه من شدة بياض وجهها.

اقتربت منها"ريم" وقالت:

_هيا حتى نهبط، بتأكيد "عدي"ينتظرك أيتها القمر اليس كذلك.

التفتت لها"رحمه" وضمتها، وفعل كل الفتيات مثلها واصبحت في دائرة من العناق الجماعي، ابتعدت عن صديقتها وذهبت.


يقولون أن الصديق وقت الضيق، وأنا أقول أن أفضل صديق مقرب الذي يخرجك من الصعوبات والضغوطات، الذي تخرج معه من كل شيء سيء حدث معك أو معه.

الذي يقع معك في ذات المشكلة.


هبطت "رحمه" بفستانها إلى القاعة والفتيات خلفها، كانت تنظر في الأرض حتي لا تتعرقل همست "سهر" إليها وقالت:

_أن "عدي"هناك ينتظرك.

رفعت عيونها الواسعة إليه، وتلاقت عيونهم، زدت الابتسامه في وسعها لدى الاثنان، تقدموا في ثبات من بعضهم البعض، دون قطع التواصل البصري، ثم ضمها إليه وقال بصوت مكثف بالمشاعر:


_كنت أرغب بشدة في الوصول إلى هذا اليوم، أحبك.

سحبها معه داخل القاعة وبدأ كل منهم يعرض حبه إلى الثاني، عن طريق الأغاني والرقص والتقرب من بعضهم البعض.

وفي نهاية اليوم ودع الجميع بعضهم البعض وذهب بها إلى جناحه في هذا الفندق.

اقترب منها وقال:


_اذهبي وبدل ملابسك.

كانت تتصرف بطبيعتها، لم تكن خائفة، ولكنها كانت خجلة بسبب ما سوف يحدث فقط علمت من"سهر"، ما سوف يحدث في يوم الدخلة، وكانت وقتها والآن محرجه بشده، ولكنها تعلم أن"عدي" من المستحيل أن يؤذي.


في صباح بعد ليلة مشبعة بالحب والحنين.

استيقظت "رحمه" من نومها تنظر إلى أثر نوم "عدي"، ولكنه غير متواجد بجانبها، بحثت عنه بعيونها؛ ولكنه فتح باب الغرفة ودلف ومعه الطعام وقال بصوتاً رخيم:


_قولت بتأكيد قمري تشعر بالجوع.

هزت رأسها بابتسامه له وقالت:

_بالفعل كنت أشعر بالجوع الشديد؛شعرت بالخوف بأن تهبط وتتركني وحدي في ذلك اليوم.

أقترب منها"عدي" وضمها إليه ونسى في أحضانها قسوة الحياة والمعاناة التي عاشها في دار الايتام، والذي قبل دار الايتام أيضاً.

وتبخرت نقاطه السوداء عندما شعر بالدفئ والحب والأمان، الأمان لا يكن في الرجل فقط، لأن الرجل بشر ويريد هو أيضاً أن يشعر بالأمان، ولكن شعور الأمان بنسبة للمرأة مختلفة عن شعور الأمان بنسبة للرجل وهو "عدي" كان فقط يريد أن يشعر بأمان من الوحده وأنها معه أين ما يذهب ، هذا هو الأمان بنسبة إلى"عدي".

و كانت هذه نهاية معاناة "عدي" وبداية عشق "العدي"إلى"رحمة".
  ⁦
....

أما"ريهام "سافرت إلى أمريكا.

هربت من مشاعرها وحبها إلى" ماكس" علمت أنها كانت لا تحب "عز" بل كانت بالفعل كما قال "عدي" لها أنها تشعر بأن تحتاج إلى أباً لها، وبالفعل هذا تغير بعد ارتباطها أكثر بيه، شعرت أنها تشعر بالاشمئزاز من هذه العلاقة.

كانت دلف "ريهام" أحد أكبر شركات أدوات الطبيه في أمريكا؛ تغيرت كثيراً أصبحت أقوى.

هي تشعر أنها مشتاقة إلى "ماكس" ولكن لا يوجد باليد حيله، هي تعشق الابن والأب يعشقها وهذا لا يتماشى مع تقليدها وعاداتها، هربت بصعوبة بالغة من تحقيقات "عدي"، ولكن في النهاية هي في أمريكا الآن وداخل أكبر شركات الأدوات الطبيه، تقدم لها على وظيفة هنا.

نظرت إلى السكرتيره ولكنها غير متواجدة ذهبت إتجاه غرفة مكتب مدير هذه الشركة ولكن رأت الباب منفتح بالفعل ورأت ما لا كانت تتوقع أن تراه.

المدير ومعه السكرتيره تقريباً ويقبلها.

نظرت لهم ريهام في اشمئزاز قليلاً ثم قالت:


_حم حم أرجو أن لا أكون قد قطعت هذه اللحظة،ولكني اتخذت موعد سابق بالفعل.

نظر لها هذا الشاب صاحب العيون العسلية وأبتعد بهدوء عن هذه السكرتيره وقال:

_ لم تقولي لي"ميرا"أن هناك مواعيد؟ أذهب أنتِ سوف أبعث لك فيما بعد.

ثم نظر إلى"ريهام "التي كانت مربعة يديها أمام صدرها وقال:


_أعتذر منكِ،ربما كان المعاد....

قطعت حديثه وقالت في ثبات:


_لقد أتيت من مصر تبعة إلى الطبيبة"روز"وأظن أنها تحدثت معك عن أمري،وقالت لي أنني سوف أكون اليد اليمنى لك.

رفع حاجبه في استغراب قائلاً:


_وكيف هذا؟

نظرت له في قوة وقالت:


_أنا أستطيع أن أفعل الكثير،أني قد درست في تخصص أمراض العظام،وهذه هي الشهادات التي قد أخذتها من الدراسة وبعض من النوادي مثل السباحة والعاب القوى ومعي أيضاً أكثر من لغة مثل الاسبانية والانجليزية والفرنسية والتركية وبتاكيد العربية.

صمتت قليلاً ثم قالت:


_وأعتقد أيضاً أن ذوقي أفضل من ذوقك.

رفع أحد حاجبيه وقال:


_مممم عرض مغري بالفعل،ولكن نريد أن نجرب العمل في البداية.

قالت في استغراب:


_وما هي المهام؟

قال بصوت خبيث:


_أريد فتاة آخرى بدلاً من هذه السكرتيرة.

قالت في هدوء:

_لا يوجد لدي مشاكل ولكن لا أريد أن تجعل هذه القمامة التي في الخارج تعمل هنا مرة ثانية.

قال في هدوء:

_موافق أريني ما لديكي.



كانت"زينه"تبكي مثل الأطفال وتقول


_أريد ماما لقد اشتقت لها للغاية.

نظر لها"محمد "وقال:

_اللعنة على تلك الهرمونات الخاصة بالحمل،لقد تعتب منها بالفعل.

نظرت له وقالت في حزن شديد:


_أنت تصرخ في يا"محمد"؟هذه هي أخرت ما أفعله لأجلك.

نظر لها قليلاً ثم:


_أنا أعلم....أنا أعلم.

ذهب من امامها وأمسك المعطف الخاص بيه وفتح باب المنزل وخرج منها.

و ما أن استمعت إلى صوت قفل الباب حتي زادت في البكاء، وأمسكت الهاتف وأتصلت على والدتها وهي تبكي وتقول:


_لقد صرخ عليّ يا والدتي،صرخ عليّ ثم تركني وذهب إلى الشارع.

الأم في هدوء:

_حسناً أهدي يمكن أن يكون ذهب لشراء شيء ما يا"زينة".

قالت"زينه" في صراخ:


_أبداً يا أمي أنه خائن،أمي تعالي إليّ الآن أخذني معك أنا أريد أن أنفصل عنه.

وبدأت في البكاء من جديد والأم تحاول التحدث معها إلى أن دلف عليها "محمد" وهو يخلع معطفه من عليه ويخلع البنطال المُبلل بسبب المطر الشديد، ثم أخرج من حقيبته الصغيرة كيس من الشكولاته وذهب لها، بينما هي كانت تنظر له بعتاب وما أن رأت الشكولاته في يده حتى تقدمت منه سريعاً وأمسكت الشوكولاته وبدأت في تناولها في انسجام ونسيت كل شيء حولها.


وكأن ما حدث منذ قليل لم يكن منها قد، حتي أنها نسيت والدتها الذي كانت تحدثها في الهاتف.

أمسك "محمد" الهاتف وهو يرتعش من شدة البرودة وقال:


_مرحباً يا سيدتي.

قالت الأم بضيق:


_أين كنت؟ وماذا فعلت في أبنتي؟

قال "محمد" بنفاذ صبر:


_أبنتك حدث شيء في عقلها بتأكيد،أصبحت مجنونة بسبب ذلك الحمل،كانت تبكي دون سبب ذهبت حتى أجلب لها بعض الحلوه وهي الآن صامتة.

خجلت الأم وقالت في هدوء:

_أنظر يا بني جميع النساء في فترة الحمل يصبحن هكذا،وأنا قولت لك قبل سابق أتركها لدي إلى أن تلد ولكنك أثررت على جعلها بجانبك.

قال "محمد" في هدوء:

_أنا لا أستطيع أن استغنى عنها مطلقاً،ولكن أريدك أن تشعري أنها بخير معي، وحين تشعري بالقلق عليكي دقي على هاتفي.

ضحكت الأم وقالت:


_حسناً يا عزيزي.

وهذه كانت حياة "محمد" بعد أن قابل حبيبته الصغيرة "زينه"، وهذه كانت نبذه عن هرمونات الحمل.

.....

عند" محمدين" كان يجلس على الأريكة أمام التلفاز دلفت عليه" أمينة" راكضة وهي تقول:


_"محمدين"..."محمدين".

نظر إليها وإلى حماسها وقال:


_ماذا هناك يا صغيرة؟

قالت في سعادة غامرة:


_لقد نجحت.

سعد لها بشده ووقف  امامها وقال:


_"أمينة"أنتِ قد أكملتي الثامنة عشر عام.

عبست بوجها وقالت:


_لا أنا أتذكر جيداً أني أتممت السابعة عشر.

قال في هدوء:


_لا في شهادة الميلاد لديكي ثامنة عشر عام.

قالت بملل:

_حسناً حسناً ماذا تريد مني بضبط؟

قال في هدوء:


_أنا أحبك و أريد الزواج منك.

نظرت له قليلاً وفي عيونها دموع تبي الهبوط أقترب منها وقال:

_لا أريدك أن تبكي،الذي تريدي فعله سوف يحدث.

ضمته إليها وقالت:

_وأنا أيضاً أحبك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي