الفصل السابع والعشرون

في يوم جديد كان يجلس "عدي" على طاوله الطعام بينما "رحمه" تشرف على العاملين في غرفه الطهي؛ استغلت"مريم"ذلك وجلست بجانب "عدي" بينما "زياد" يجلس على الجانب الآخر.

يعلم "عدي" أن "مريم" تحاول العبث مع "رحمه" ولكنه فضل الصمت لانها ضيفه في منزله؛ دلفت "رحمه" ورات "مريم" وهي تجلس بجانب "عدي" ابتسمت ابتسامة صفراء لا تخرج من القلب بتاتاً وقالت:

_هذا المكان يخصني أنا فقط لما تجلسي هنا مريم؟

قالت "مريم" ببعض الخبث:

_ أوه أعتذر، ولكنني قد تعودت على أن أجلس على هذا المقعد، بجانب "عدي".

كانت الكلمات واضحه وضوح الشمس بالنسبة إلى "رحمه" ولكن بالنسبة إلى "عدي" كان يشفق عليها، واما "زياد" فكان لا يعلم ماذا يفعل بالضبط وهل هذا السبب قرر الاثنان ان لا يتحدثان بخصوص تصرف "مريم"، أعتقد أن هذا كان اسوء خيار بالنسبة إلى" عدي"حين رات "رحمه" أن "عدي" قد صمت ولم يقول شيء ولم يحاول الحفاظ على مكانها وتقربها منه.

قررت أن تفعل أكثر شيء قد يجعله يغضب وهو أن تجلس بجانب "زياد" رغم أن "عدي" قد حذرها من الاقتراب منه ولكنها عاندت  في هذا، وقررت أن تجلس بجانب "زياد" رغم علمها المسبق أن "عدي" يغار عليها من الجميع ومن "زياد" بالاخص.

نظر لها "عدي" بعيناء حمراء، كانت تعلم أنه غاضب، ولكنها أيضاً كانت غاضبه شعر "زياد" ببعض التوتر قائلاً:

_ سوف أذهب إلى الحديقه، كنت أود ان أفعل شيء، يمكنك أن تجلسي في مقعدي.

شعرت "رحمه" بالغيره الشديده ورغم علمها أن "زياد" يحبها ولكنها تعلم أيضاً أنه يحترم "عدي" بشكل ضخم؛ تملك الغضب منها ثم تركت الطعام وذهبت.

جلست على أطراف الفراش واضعة يدها على جنتيها، تشعر أن زوجها سوف يذهب من بين يديها ولا تستطيع أن تفعل شيء حتى هذه الفساتين التي ترتديها ليست أفضل شيء، وحين حاولت أن تجعله يغار عليها من "زياد" كان "زياد" أكثر احترامنا منها، ولكن تلك "المريم" كانت تسبب لها بعض الاسى  لانها كانت زوجته الأولى.

لعقت  شفتيها ونظرت أمامها، ثم دلفت إلى المرحاض وتحممت؛ كانت تفكر تحت مياه الساخنه تفكر في ماذا من الممكن أن تفعله حتى تجعل "عدي" أكثر تركيزاً عليها ارتدت ذلك الفستان الذي تعلم تمام العلم أنه يحبه، كان فستان ازرق بلون السماء طويل وبه شق من القدم الأيسر، كان منفتح من الأعلى يبين لها عظمتين الطرياق.

وضعت بعض مستحضرات التجميل مما جعلها فاتنه أكثر، كانت مختلفه وجذابه عن أي مره قد راها بها، وهذا بالضبط ما كانت تريده هو جذب انتباهه؛ هبطت إلى الأسفل كان يجلس حينها على الاريكه وبجانبه تجلس "مريم" يتحدث معها وتتحدث معه يتحدثون مع بعضهم البعض ويبتسمون بينما هي بعيده تنظر له كما كانت تفعل في الماضي، هذا الشعور هي تعلمه تمام العلم شعور يجعل قلبها يعتصر من الألم لم تحاول التدخل بينهم لأن هذا سوف يكون أكثر شيء ساذج يمكن أن تقدم عليه.

ولكنها سارت عكس اتجاههم وهي تنوي على شيء أكثر آثاره، توجهت نحو الحديقه وبين يدها ذلك الطبق المليء بالاطعمه الشهيه، وجلست بجانب "زياد" الذي نظر لها قليلاً لم تعطي له مساحه حتى يتحدث هو اولاً، وقالت:


_ هل تتذكر تلك الحديقه، كانت دائماً مليئه؛ جميعهم تفرقوا، منهم من تزوج ومنهم من مازال عازب، ومنهم من قد توفى، بينما أنا مازلت في هذا المكان.


نظر إلى السماء واحرقته اشاعه الشمس، ثم نظر لها وقال:


_ اتساءل كيف للقمر أن يصبح في الأرض وبجانبي بينما الشمس فوق وتحرقني؟


ابتسمت له فهو دائماً يغازل بها، رغم أن "عدي" يغازلها وهي تحب غزل "عدي" أكثر إلا أن "زياد" له طابع خاص وشخصيه مختلفه كل الاختلاف، قالت له مع ابتسامه خجوله:


_ تعلم أن هذا الحديث يجعلني خجولة بعض الشيء لا داعي له.


ضحك ضحكه قصيرة على حديثها وقال والغمازه ظاهرة على جنتيه:


_تعلمي أنني أحب أن أجعلك تخجلين فإن وجهك يصبح أحمر من الخجل، وهذا يروق لي كثيراً، ولكن حسناً لن اتغزل بك إلا أن شعرت أنك تودين هذا الغزل.


كانت كلماته مثل الطلاسم بالنسبه لها لم تستوعب منه كثيراً، ولكنها قررت الصمت ورغم أن نيتها من منذ البدايه أن تلفت نظر "عدي" إلا أنها راق لها الجلوس بجانب "زياد" والتحدث معه عن الماضي.


في تلك الاثناء جلس بجانبها "عدي" وقال بجانب اذونها بصوت هامس حتى لا يستمع اليه "زياد":



_أريدك في الغرفه الآن.


تركها وذهب كادت أن تذهب خلفه فقال"زياد":


_أن كنت لا تريدي أن تجعليه يبتعد عنك وتريدي أن يضع تركيزه عليك لا تذهبي الآن، دعيه ينتظر.


شعرت"رحمه"بالغرابه في حديثه ولكنها فكرت قليلاً ورات أنها سوف تصبح حمقاء أن فعلت ما يقوله لها ففي النهاية هو أيضاً يحبها، لربما يكون يريد أن يجعلها تفترق عن"عدي" وهذا بالضبط ما تفعله والدته التي تشبه الثعبان، قررت عدم الاهتمام إلى حديثه وقالت له مع ابتسامه لطيفه:


_لا أعتقد أن هذا سوف يأتي نفعاً، دعني سوف اتصرف مع "عدي" بالطريقة التي تليق بها، وشكراً جزيلاً لك على نصيحتك.




بينما على الجانب الآخر كانت "ريهام" تقف امام المرأه تضع آخر لمساتها ثم توجهت بكل قوه وكبرياء أنثى وذهبت إلى حيث ينتظرها "آدم" دلفت إلى(Le Bain) وراءته عن بعد، كان يجلس هناك بجانب بعض الشركاء وخلفه امرأة تدلك له ظهره تقدمت بخطوات بطيئة نحوهم.


كان ينظر نحو باب النادي الليلي وثبتت عيناهم بداخل عينيها راها كانت ترتدي فستان عاري الكتفين يمسك الجسد باكمله ويلتف حوله كما يلتف الجلد على اللحم البشر كان لونه أحمر قاتم وبه فتحه تصل إلى أعلى الفخذ خطواتها الرشيقه مع شعرها البني الذي جعلته منفرداً كما لم تجعل من قبل كان كل شيء بها جديد لأول مره تفرد شعرها، لأول مره ترتدي فستان، ولاول مره تضع مستحضرات التجميل على وجهها.


جلست بجانبهم بينما الجميع ينظر إليها كانت نظرات شهوه أو اعجاب، لربما نستطيع أن نقول أنها رغبه، رغبه إلى وصول لشيء غير مقبول ورغم ذلك ورغم أن عين "آدم" لن تهبط عنها إلا أنه قرر أن يكسر كبريائها وقال:


_أريدك أن تأتي لي بأفضل أنثى هنا.


ابتسمت له بجانبيه، وهي تعلم تمام العلم أنه يحاول اللعب والعبث مع كبريائها، ابتسمت له واقتربت إليه جاعله من انفاسهم تختلط وقالت:


_وهل هناك أنثى قد اغرتك في هذا المكان اللعين؟ سوف أجعل أي امرأة تصبح بين يديك فقط أشر عليها وسوف اجلبها اياً تكون من هي.

ابتسم في خبث قائلاً:


_أنتِ.


ابتسمت في جانبيه، ابتسمت لانها كانت تعلم هذا منذ البدايه تعلم أن هدفه هي وليس احداً آخر، جلست بجانبهم قائلة:


_هذا أمر صعب عليك، تعتقد أن يمكنك الوصول لي أن كنت تعتقد نعم فأنا أعتقد لا.


تركته وذهبت، كانت نظرته مسلطة على شفتها حين كانت أمامه، والآن نظراته مسلطة عليها باكملها، يريد أن يرى أين تذهب وماذا تفعل؟ إلى أين سوف تصل؟ كل هذه الأشياء يريد أن يعلمها، كانت شغله الشاغل رغم أن هذا المكان مكان للسهر فقط والاستمتاع إلا أنه كان يركز على تصرفاتها فقط، ولا يستطيع أن يفعل شيء آخر سوى النظر إليها والترقب أن حاول أحد المساس بها.


جلس ينظر إليها وقتاً طويل حتى راها تقف في منتصف حلبه الرقص تتراقص وتتمايل بجسدها بين حشد من البشر، ولهذا السبب وقف من مقعده، نظر له صديقه بابتسامه عبث وقال:


_لما وقفت يا صديقي هل هناك شيء مهم؟


هز "آدم" رأسه وهو يقول:


_نعم سوف أذهب إلى المرحاض. وتركهم سار نحوها قبض "آدم" على خصر "ريهام" صاحبها معه إلى ممر ووقف امامها محاصراً لها وقال بانفاس عالية بعض الشيء:


_ماذا تحاولي أن تفعلي؟

كان نظره مسلط على شفتيها، بينما هي تقف باسترخاء لا تشعر بالتوتر أو الخوف وقالت بعد أن لعقت شفتيها في اغراء:


_ماذا تعتقد أنني أفعل أنا فقط استمتع باليوم كما تفعل أنت بالضبط هل هناك مشكلة في ذلك؟ اليس هذا المكان المتعة والترفيه.


ضغط على شفتيه باسنانه ومع ضغطه على خصرها ببعض القوة وقال:


_لا ترقصي امام كل هذا الحشد.


رفعت حاجبها في استنكار وقالت:



_ليس لك الحق أن تقول لي ماذا أفعل وما الذي لا يجب أن أفعله.


قال لها بأمر والغضب كان ظاهر على محياه:


_أنني مديرك في العمل.


قلبت عيناها ونظرت يميناً ويساراً ثم نظرت له قائلة:


_أعتقد هذا سبب غير كافي حتى تتحكم فيما افعله.


كان يعلم أن لديها الحق في هذا، وأن كانت هذه الوقفه لا تعجبها كانت معناته ولم يستمر كثيراً إلى أن وضعت يدها على يده وابعدت عنها فقالت:


_احتفظ بمسافة جيدة بيننا.


كادت أن تذهب إلى مكانها من جديد، ولكنه سحبها من يدها إلى داخل إحدى الغرف التي كانت في الممر أقفل الباب ونظر لها قائلاً:


_ما الذي تحاولي فعله بالضبط أريد أن أعلم الآن؟ لما هذا الفستان وتلك التغير في شكلك؟


كانت داخلياً تبتسم سعيدة لأن خطتها قد سارت كما تريد، ولكن خارجياً كانت ثابتة لاقصى درجة، تنفست بعمق وابعدت يده من جديد وجلست على أطراف الفراش واضعه قدم فوق الأخرى وقالت:


_وما الذي يجعلك غاضب من كوني أريدي هذه الثياب؟


كانت تستفزه بكلماتها، كانت تتلاعب بكلماتها بشكل جيد.


دفعها فوق الفراش ونام بجانبها وقبل شفتيها كان يريد أن يفعل أكثر ولكنها دفعته بين قدميه وقالت وهي تمسح شفتيها من قبلته:

_لا تحاول حتى الاقتراب مني مجدداً.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي