الفصل العاشر

كان ينظر "عدي" له  في رعب وينتفض من
رعبه منه ثم بدأ في غرز السكين في قلب الأم وشهقت بتقطع وبدأت تنزف وهي تنظر إلى "عدي" ودموعها تغرق وجهها، كان الأب
"مازن" يصرخ في "محسن" أخيه ويقول بشكل هستيري:

_لما أنت تفعل هذا يكفي يا "محسن"،أرجوك
توقف.

و لكن كان رد" محسن" عليه هو الضحك لم
يكن ضحكته طبيعية ولم يقدر "مازن" على
فعل شيء فقط ينظر إلى الجميع وتنزل
دموعه؛ كما حال "مها" كان جسدها  يرتخي،
علم في ذلك الوقت "عدي"أن والدته قد  ماتت وصرخ حين أتت تلك الفكرة في عقله.

وهذه كانت ثالث نقطة سوداء في حياته.

نظر"محسن"إلى "عدي" وقال:

_هل تعلم يا "عدي"لم أكن أريد إن أقتل
"مازن"بالطبع،ولكن ماذا لدي حتى أفعل؟أن
كنت تركت أبيك على قيد الحياة لكان قتلني.

ثم ابتسم إلى"عدي"قائلاً:

_وحين يقتلني سوف يقتل بتأكيد،فما عليّ
إلا قتله،لقد قتلت والدك أمامك حتى تتذكر
هذا المشهد ما حييت حتى تعلم من القوي
ومن الضعيف،أبيك ووالدتك الاثنان قد ماتوا
في نفس اليوم والوقت...أعتقد أن هذا أكثر
شيء رومانسي قد حدث.

ثم طعن"محسن"أخيه"مازن"في قلبه.

وهذه كانت رابع نقطة سوداء تكونت في
قلبه.

في ذلك اليوم لم يكن قلب الأم والاب هن
فقط الذين كانوا ينزفون الدماء، بال "عدي"
أيضاً كان ينزف.

أقترب "محسن" من "عدي" وقال:

_تعلم يا "عدي" اليوم فقط أنا أشعر أنني في
راحة، ما حدث في الماضي كان ماثر عليّ
للغاية، وهذا لسبب بسيط للغاية وهو الذي كان في يدي ذهب لشخص آخر، والذي ذهب من يدي وسرقه ليس أي شيء بل زوجتي.

ابتسم "محسن" وابتعد عنه قليلاً ثم قال:

_أن والدتك كانت زوجتي قبل أن تصبح زوجت
أخي والذي هو أبيك.

أقترب "محسن" من جديد إلى "عدي" وضمه
إليه وقال:

_لا تقلق أنت في خير، الآن أنت بني أنا
وأصبحت في حمايتي أنك في خير.

أمسك "محسن" يد"عدي"وسار به في طريق
المنزل وقال له:

_من اليوم أنت بني، وإذا آتت الشرطة لا تقول سوا أن هناك رجل سيء للغاية أنت لا تعرفه
أخذ والدك ووالدتك وأنت أتصلت بي لأنك
كنت تشعر بالخوف.

هز "عدي" رأسه بما معناه موافق وهو ينظر
له بذعر وخوف شديد، يعلم أن تحدث وقال غير موافق من الممكن أن يحدث به كما حدث في والديه.


ذهب "عدي" ذلك اليوم إلى منزل عمه حتى
يحصد المزيد من النقاط السوداء بداخله، حتى أصبح ذلك الذباح المشوه الذي هو عليه الآن، حتى يكمل معاناته.


وضع "عدي" القلم والورقة في درج الطاولة،
ثم نظر إلى هاتفه الذي يدق في جيب سترته واجاب قائلاً:


_ماذا هناك يا "روز".


تحدثت"روز"في هدوء:

_أريد أن أراك.

صمت قليلاً ثم يحاول أن يجد مبرر إلى كل هذا التعلق الذي تحبه قال:

_"روز" أنا السبب في دخول أباك السجن.

شعرت "روز" بضيق ولكنها مازالت تحبه
فقالت:

_أني أعلم، وأعلم أن أخي لا يحبك، أنا حتى لا
أعلم ماذا أقول لك، ولكني ليس لي دخل بما فعله أبي أو أمي بك وبعائلتك.

تنهد وهو لا يعلم ماذا بضبط عليه أن يخبرها، نظر إلى "رحمة" ودون شعور منه ملس على
شعرها ووجهها وقال إلى "روز" بينما "رحمة
تبتسم له في براءة:

_"روز"أنا ليس أحبك.. علم ما أنا بنسبة لكِ، أنا أعتذر، ولكن أنا لا يمكن أنا أكون لكِ سوا
صديق حين تحتاجين إلى أي شيء عليكي
أخباري فقط.


شعرت "روز" أن قلبها قد توقف من الحزن
وقالت:

_حسناً.. علمت ما تقصد، كنت أعتقد أن مازال هناك مكان لي في قلبك، أنا التي تود الإعتذار عن سوء الفهم الذي دار بيننا، وداعاً.... وداعاً
يا "عدي".

أغلقت معه المكالمة وبدأت في النحيب على حبها له طوال السنوات الماضية، رغم عدم
علمها أين هو أو ماذا يفعل.


كان"عدي"ينظر إلى التي تقبع بجانبه على
الفراش، يشعر أن حبه إلى "رحمة" بدأ يسير في اتجاه آخر ولا يعلم حتى كيف له أن يشعر ذلك الشعور نحن تلك الصغيرة.

نفض عن رأسه تلك الافكار وضعاً رأسها فوق صدره ونائم بشكل عميق.



في صباح يوم جديد.

كان يختلف عن اي صباح في اليوم سوف
يسترد "عدي" كل ممتلكاته، اليوم سوف يتغير بنسبه له وإلى جميع اخواته.

جلس الجميع حول الطاولة وقال بصوت سعيد لم يسمعه أحد من قبل:


_اليوم سوف نخرج من هذا المنزل،سوف
نذهب إلى مكان أكبر من ذلك المنزل وأفضل من هذا المنزل مائة مرة،وكل شخص بنا سوف يقوم بعملية حتى يعود كما كان قبل سابق.

ابتسم الجميع فقال أكثر تدقيق:

_"ريهام"سوف أشتري لكِ جميع مستحضرات
التجميل التي تتمني وجودها، وسوف ادخلك مدرسة آخرى.

ثم نظر إلى"سهر"وأشار لها:

_سوف تستردي جزء من سمعك.

ثم نظر إلى"ياسمين"وقال:

_وأنتِ يا "ياسمين" سوف أفعل لك عملية
عملية لعادة نظرك.

ثم قال إلى "معتز":

_سوف نجعل الطبيب يضع لك يد صناعية،
وأنت يا" محمود"سوف نخفي القليل من
التشوهات التي في جسدك؛ وأنتم الاثنان.


كان يشير إلى "محمد" و"محمدين"

_ما تريدونه سوف افعله لكم بتأكيد.


ابتسم ونظر إلى "رحمة" وقال:

_بتاكيد أنتِ لا تحتاجي إلى شيء حتى أفعله
لكِ أنت قمر دون أي شيء.


ضحك الجميع فالجميع يعلم ما هي "رحمه"
بنسبة إلى "عدي" فهي طفلته الصغيرة هو
من وجدها وهو من اعتني بها طوال تسع
سنوات عمرها يعلمون أنها شيء خاص بيه
جداً جداً.

اقتربت منه "رحمه" وضمته وقالت:


_ المكان الذي أود الذهاب إليه وهو مكان
كبير به الكثير من الالعاب،أود الذهاب أنا و"معتز".

ضحك "عدي" وقال لها بينما هو يضمها إليه:

_يمكن أن نذهب بطبع ولكن ليس في هذه
الفترة، لأن هذه الفترة سوف نكون مشغولين كثيراً.



قفز الجميع حوله في سعاده وجلست "رحمه" في أحضان "عدي" وهو يضع رأسه على شعرها ينظر إلى فرحت إخوته، إلى أن قال "محمدين":

_وأين أنا من كل هذا؟



قفز "عدي" الزجاجة على"محمدين"وهو
يقول:


_أنني قولت أن أي شيء سوف تطلبه سوف
ينفذ لك ولاخوتك،ثم أن الذي تريده مازال
مبكر عليه قليلاً أن يحدث.

ضحك"محمدين"في خبث وقال:

_صحيح مازال مبكر عليه، ولكن هل تعتقد أن
أبن عمك سوف يصمت على ما حدث في والده والذي سوف يحدث في مالك الذي كان بين
يده.


نظر "عدي" إلى "محمدين" في ضيق وقال:

_لا أريد التفكير الآن، أريد قليلاً من السعادة
اليوم وغداً نذهب إلى الأطباء وكل ما تريدونه من اليوم سوف يتم.


بعد يوم كان الجميع قد جمع أغراضه وتوجه
نحو المنزل الكبير الذي كان يعيش به "عدي" مع عائلته.

ما أن دلف "عدي" حتى شعر بأمه تطوف من
حوله، ابتسم على ذلك الشعور وجعل كل فرد منهم يدلف إلى غرفته، كان كل فرد منهم له غرفة له واحده به فراش كبير وخزنة ثياب
واسعة، ولكن "ياسمين" و"ريم"في ذات الغرفة ولكن الفراش أكبر عن الباقي.

دلف "عدي" إلى غرفته ومعه "رحمة" وأشار
لها نحو كومة من اللعب، جلست "رحمة" في سعادة تلعب بتلك الالعاب.

جلس "عدي" بجانبها وقال:


_حين كنت صغير لم أكن أسمح لاحد بالعب
معي سوا "روز" أبنة عمي.

نظرت "رحمة" إلى "عدي" في غضب وقالت:

_ولكن لما تلعب مع تلك الفتاة التي تقول
عليها، أنا فقط من يمكن اللعب معها.

ابتسم "عدي" بقوة وقال:

_هل تعتقدِ ذلك؟


اقتربت "رحمة" من "عدي" وقالت في غيرة:

_هل كانت جميلة؟


ضحك لها وقال:

_كثيراً، ولكن ليست أجمل منكِ.


ارتسمت في وجهها السعادة ثم قالت:

_هل من الممكن أن ألعب أنا و"معتز"بهذه
الالعاب.


وقف ونظر لها ثم قال وهو يمسك يدها:

_تعالي معي.


ذهبت معه نحو الحديقة الخلفية وفتح القبو
الذي كان أسفل الأرض، كان صنعه وهو صغير،كان هذا القبو واسع بعض الشيء به العاب
كثيرة وكان حين يشعر بالحزن يختفي داخله.


نظرت له قليلاً ثم ضمته إليها وقالت:

_أنت أفضل شخص قد قابلته في حياتي.


ضحك "عدي" ثم حملها وهي تضحك وقال:

_تعلمي حين تكبري سوف أقتلك وارمي بكِ
داخل هذا القبو السري.


صرخت ضاحكة وهو يدغدغ بها، ثم ذهب إلى غرفتها وضعها فوق الفراش ونام بجانبها
وقال:

_هل تعلمي أن عينك قمر وأنتِ قم..


قاطعت استرسال حديثه وقالت بضحك:

_أعلم أعلم.


قربها منه وقال في مزاح:

_أنتِ وأثقة بشدة من حديثك.



في صباح يوم جديد استيقظ "عدي" قبل
الجميع و هبط إلى الأسفل تقدم منه "عبدالله" نظر له "عدي" في ستغراب وقال:


_لما أنت مستيقظ الآن؟!

نظر له "عبدالله" قليلاً ثم قال في حذر:


_عندما كنا في النزهة المرة الأخيرة،تعرف
"معتز"على طفل يسمى"زياد"ووالدته،وهذه
السيدة لعبت مع أخي وتحدثت أيضاً معي،
كنت أشعر بسعادة حين كانت بيننا، كانت
حنونة للغاية شعرت أنها مثل والدتنا ف....لو أمكن تأتي إلينا..

صمت"عبدالله"حين قال"عدي":



_يمكنها أن تجلس معنا هي وابنها أن كانت سوف توفق على هذا، ثم أننا منذ متى نفكر
في من يجلس معنا أو لا؟

شعر "عبدالله" بالسعادة كثيراً وثم نظر إلى
"عدي" وقال في استغراب:


_إلى أين أنت ذاهب في هذا الوقت؟

ضحك "عدي" وقال وهو يعدل من ثيابه في
غرور:


_سوف أذهب حتى أستلم شركة أبي، كان قد
بناها وقد كان ينوي تشغيلها قبل موته،
ولكن لحسن الحظ لم يبيعها "محسن".



ضحك"عبدالله" وقال

_حسناً،"والدتة زياد "سوف أطلب منها أن تأتي اليوم.


هز"عدي" رأسه وهو خارج من باب المنزل
ولكن وقف حين سمع صوت "عبدالله" وهو
يقول:


_سوف أذهب حتى أيقظ "رحمة".


تلفت"عدي" إليه سريعاً ونظر له في غضب
وقال بصوت حاد وعالي:


_إلى أين أنت ذاهب، كيف سوف تدلف عليها وهي نائمة؟ كيف هل أنت تمزح؟

نظر إليه "عبدالله" مستغرباً وقال:

_ماذا بها أنها في النهاية تنام بجانبك؟

نظر له "عدي" في غضب وقال:


_لا بتأكيد هذه نكرا وهذه نكرا، أني أنا من
أهتم بها منذ الصغر، ثم أنك لا يجب أن تدلف
إلى أي فتاة منهم مطلقاً.

هز"عبدالله" رأسه وهو يبتسم إلى "عدي".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي