الفصل السابع عشر

في هذا اليوم تغير الكثير، اليوم سوف  يتقدم شخصاً إلى "سهر"، وسوف يتقدم شخصاً إلى"ريهام"  اليوم مميز لدى  البعض وتوتر  لدى البعض الآخر، ولكن جميعهم معاً في أمان، و هذا الشعور بالف شعور آخر، وهو الشعور الثمين هو الأمان.

في تمام الساعة السادسة كان يجلس "ناصر" أمام "عدي"  في هدوء وكان يتذوق القهوة التي في يده، كانت هذه حالته الخارجية فقط، نعم... فهو من الداخل تعم الضجه قلبه خوف، حزن، أمل، وأشياء كثيره جداً خائف منها ولا يريد حتي أن يبوح بها إلى نفسه، بينما قطع هذا الصمت"ناصر"، وقال:

_"عدي" أني أتيت اليوم لأجل أن....اتقدم إلى "سهر".


صمت"ناصر" منتظر رد "عدي" ، ولكن ترك "عدي" الفنجان من يده في هدوء شديد ورفع نظره له وقال في ثبات:

_تعرفت عليها منذ متى؟

قال "ناصر" في توتر:

_منذ الابتدائية.

قال "عدي" في استغراب:

_منذ الابتدائية تحبه وأتيت الآن تتقدم لها؟

رد "ناصر" في احرج وتوتر:

_ ممم لقد تعرفت عليها منذ الابتدائية،وكانت قريبة لي إلى أن دلفنا إلى الجامعة،ولكن كل شخص درس تخصص مختلف ثم سفرت ورايت ها صدفه منذ قريب.




قال "عدي" وهو ينظر له:

_ثم ماذا؟

رد "ناصر" في توتر:


_لقد رايتها صدفه احببتها أو يمكن أن نقول عاد الحب الذي دفنته لها،أنا اريدها أن تصبح زوجتي وأنا لدي بالفعل منزل وبعض المال يمكنني.......


ولكن قطع "عدي" أسترسل حديثه وقال:


_يمكن ما سوف اتحدث عنه أنت لا تعلمه،وربما من المفترض أن لا أقول لك وهذا الشيء يصبح خاص بينكم،ولكن هي لا تستطيع أن تتحدث معك عن هذا الشيء،وهذا غير أن هذا الموضوع سوف ياثر عليها بالسلب.

صمت "عدي" قليلاً يا ستجمع شتات نفسه، ولكن لم يستطع "ناصر" الانتظار لمعرفة هذا الموضوع الذي سوف ياثر بها سلب، فقال:


_تحدث يا "عدي"إذ سمحت.

أخذ"عدي"نفس عميق ثم أخرجه وقال في حذر وهو ينظر إلى "ناصر" بدقه وقال:


_"سهر"قد تم التعدي عليها جنسياً وهي صغيرة.

لم يعطي "ناصر" أي تعبير لبعض الوقت، ونظر إلى الأمام في هدوء يتأكد من ما قاله "عدي" ولكن بعد وقت خرج منه جملة واحده فقط:


_ما الذي حدث بضبط؟

رد "عدي" في هدوء وقال:


_الذي حدث كان نصيب وقدر،"سهر "كات لا تسمع ولا تستطيع الحديث كما أنت من المفترض تعلم،كانت في مدرستها والمدير وشقيقه تعدوا عليها،بطبع مرت بحالة نفسية سيئة للغاية،ومن ثم اصبحت وحيده ولا تتعامل مع أحد مطلقاً.


أخذ"عدي"نفس عميق ثم قال:


_أنها ليست سيئة أنها ضحية،لا أريدك أن تتسرع وتقول أنك تحبها وتريدها،لأن أن حدث نصيب بينكم ورايت أنها تعيش في حزن أنا أيضاً سوف أجعل تعيش في حزن.

كان"ناصر" في مكان آخر ليس فيما يقوله "عدي" بل فيها هي، ماذا حدث يومها بماذا شعرت، لم يشعر بما يسمى نفوراً بل شعر أنه يود أن يذهب إليها ويضمها إليه، شعر أنه كان يجب أن يحميها شعر أنه يود أن يذهب لها ويأخذها داخل أحضانه يعطيها الأمان الذي تفقده  في حياتها، نظر إلى "عدي" في حزن وقال بإصرار:



_أنا أحبها يا "عدي"وأريد أن تصبح لي اليوم قبل غداً،أريدها أن تشعر بالأمان داخل أحضاني،قلبي يتمزق عليها، لم أتخيل أن حدث معها ذلك الشيء البشع.


أغلق عيناه في حزن وقال:


_أشعر بالوجع داخل قلبي عليها،"عدي"صدقني أنا لا يفرق معي هذا الشيء مطلقاً أنا أريدها هي فقط أريد حبها لي،أريدك أن ترى رايها بي.


هز"عدي" رأسه وهو يشعر بالسعادة داخلياً أن أخيراً سوف تحظى "سهر" بقليل من الأمان والحب.



(راجل هي ليست كلمة، بل هي فعل، راجل هو الذي يحكم عقله وقلبه معاً، لن ولم يسير في اتجاه قلبه فقط، بل يسير في اتجاهين وهم، قلبه وعقله معاً)

(عذراء هذه الكلمة التي تحدد هل هذه الفتاة صالحة للزواج أم لا تصلح للزواج، أصبحت الفتيات عبارة عن سلعة رديئة، هل أنتِ جانية أم مجني عليكي، هناك فرق بينهم، ليست عذراء تعني أمراة متزوجة أو أرملة أو مطلقة أو عاهرة ساقطة وهي بالفعل تستحق القمامة، أما المجني عليها المغتصبة فهي ضحية؛ سلبت منها البراءة في اعتى صورها)
....

ذهب "ناصر" وبقي "عدي" جالس مكانه ولكن لفتت نظره حوريته الصغيره، تقترب إليه وقالت بصوتها الناعم المحبب له:


_ماذا حدث اليس من المفترض أن هذا الرجل هو خطيب "سهر"؟ شعرت أنه في ضيق من أمره.

نظر لها قليلاً وهي بعيده وأمسك يدها وقربها إليه وجعلها تجلس بجانبه وقال بصوت حزين:


_علم الذي حدث إلى"سهر"في الماضي.


شهقت"رحمه" ووضعت يدها على فمها وقالت في قلق:

_هل رفض أن يستمر معاها؟


هز رأسه بابتسامه صغيره وقال:

_بلى يريدها و متمسك بها بقوة.


ابتسمت "رحمه" ابتسامة عريضة وقالت:


_راجل علم أنها ضحية ويحبها بالفعل حمداً لله.

وضع"عدي" يده على كتفها وقال:


_قولي لي ماذا فعلتي في جامعتك اليوم؟

هزت رأسها وقالت في ضجر:

_ملل وكل شيء صعب للغاية.

كان يتحدث معها كما المعتاد، أن أشياء كثيره يسألها عن يومها وهي تفعل المثل وهذه عاده لديهم ليس لها علاقة بحبهم ببعضهم البعض، بل إنه حب التعود حب العشره.

.....

في مستشفى ما كان يسير بهدوء شديد ولكن هذا خارجياً انما داخلياً كان ينزف ويبكي ويصرخ، ودلف إلى أحد الغرف بعد أن قالت الممرضه اسمه و دخل نظر إلي الطبيب الذي أمامه وقال الطبيب بصوت جاد:


_أستطيع أن أقولك لك يمكنك أخذ أول جلسة من اليوم.

نظر له "محمود" في صدمه وقال:


_ولكن أنا قد اتفقت معك على عملية وليس جلسات.

نظر له الطبيب وقال في حذر وحزن:


_أنظر يا "محمود"أنت مثل أخي الصغير،العملية سوف تكون خلال الاسبوع المقبل وهذا أقل تقدير،وأنت المرض ينتشر في جسدك بشكل خطير،يجب عليّ كوني

المشرف على حالتك أضع في حسابي أن ذلك خطر عليك؛إن الكيماوي هو الحل الامثل إلى وقت معاد العملية حتى لا يتنشر المرض أكثر من ذلك،أرجوا أن تكون علمت مقصدي.

ربت الطبيب على كتفه وخرج وهو يقول للممرضه:

_جهزي لي"محمود"يا"علياء".

اقتربت منه" علياء" حتي تساعده في تبديل ملابسه تحت صدمة "محمود"، كل همه أنه سوف يترك أخيه وحده دون أحد، أو يمكن القول دونه سوف يتخلى عنه كما فعل والديه معهما، بتأكيد سوف يحارب هذا المرض حتي آخر دقه في قلبه، لم يفت الكثير وكان"محمود" يحاول كبت الألم والصراخ بداخله ولكن عيناه رفضت هذا الألم وهبط الدموع.

اقتربت منه "علياء" ومسحت له الدموع وقالت:

_أنا أعتذر لأجلك.


نظر لها "محمود" وقال:

_ وأنتِ ما ذنبك فيما يحدث لي.

ردت في حزن ودموع وقالت:

_أعتذر على هذا الألم الذي لا استطيع تخفيفه عنك.

....

كان "محمدين" داخل المستشفى وتقف بجانبه تلك الفتاه تبكي أقترب منها "محمدين" وقال في ارتياب:

_سوف يكون بخير لا تقلقي.

نظرت له في دموع وقالت:

_ولكن هذا واقع أمام مني،أنا رأيته وأبي قال لي أن حين أقع على الأرض أصبح مريض.

نظر لها "محمدين" في دهشه وقال:


_وماذا قال لكي أيضاً؟

كان يريد أن يستمع لها أكثر هي فتاه كبيره ناضجة رغم ثيابها الواسعة لكن جسدها وشكلها وصوتها كل شيء بها يقول أنها فتاة كبيره في العشرينات من عمرها؛ إذا لماذا تتحدث وكأنها فتاة في الثالثة عشر؟

خرج الطبيب من الغرفة قبل أن ترد هذه الفتاة على سؤاله قال الطبيب:


_حضرتك ماذا تقرب إلى المريض؟

رد "محمدين" وقال:

_لست قريبهم.

سحبه الطبيب إلى الداخل ونظر "محمدين" إلى الطبيب تارا وإلى الرجل كبير السن الذي أمامه تارا آخره، إلى أن تحدث الرجل هذا وهو نفسه والد الفتاة التي في الخارج وقال بصوت مرهق:


_"أمينة" يا بني أمانه معك،ابنتي ليس لها أحد غيري من بعد ربي،أنا لا أعلم من أنت ولكن هذا نصيب أن تقع ابنتي بين يدك، أرجوك ابنتي أمانه معك.

كانت هذه آخر كلمات هذا الرجل، كان "محمدين" ينظر في دهشه ثم قال:"أمينة "؟!

خرج"محمدين" إلى الخارج وأمسك يدها وسحبها عليه وهي كانت فقط تبكي جعلها تجلس على المقعد ووقف هو بجانبها، وربت على كتفها وقال:

_لا تحزني كل شيء سوف يكون على ما يرام، سوف نذهب الآن إلى المنزل وسوف نلعب ونتحدث ونفعل كل الذي تريديه.



هزت رأسها ببكاء.

(من ذاق الحرمان هو أكثرهم عطاء له)

لم يكن أبداً يفعل هذا شخص لم يتذوق الوحده والفقدان، فاقد الشيء هو أكثر من أعطاه.

....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي