الفصل الثالث عشر

_ورايت الكثير يذهب ويعود وكأن لا يوجد شيء،سالت "ريهام"في خوف ما هذا الصوت؟يومها ضحكت كثيراً على خوفي وذهبت نحو الغرفة التي بها صراخ.


بدأت ابتسامة الجميع تزيد وأكمل:


_وفتحت الباب شعرت حينها أن"ريهام"تعاني من مرض عقلي.


ضحك الجميع فقال مكملاً:


_رأيت حينها"عدي"وكان يضع"رحمة"على قدمه ويحاوط يدها بيد منه وجسدها السفلي بقدم منه ويطعمها وتصرخ تبتلع الطعام ثم تكمل صراخ وتكرر هذا الوضع إلى أن أنهى طعامها.

ضحك جميع من يجلس على طاولة الطعام إلا ذلك الذي يجلس بجانب والدته" زياد"ينظر لها بضيق لأنها تجلس على قدم رجل وهو لا تعيره أي اهتمام أبداً، بينما تجلس "مريم" وتنظر لهم في هدوء فانها تعتبر "رحمة" طفلة وعندما تكبر من المستحيل أن تنظر إلى رجل في عمر والدها فالفرق بينهم أكثر من خمسة عشر عام وكان هذا هو الشيء الذي يجعلها تطمئن وأن تتزوجه ومن المستحيل أن يخونها مع طفلة.

انتهى الجميع من تناول الطعام وذهب كل شخص إلى جهة ودلف "عدي" إلى غرفة المكتب حتي يجري بعض الاتصالات و لكن دخلت عليه"مريم "وقالت:

_ما هو قرارك؟

نظر لها"عدي" كان بالفعل يشعر بالضيق من كونها تدلف وتذهب وتمسك يده دون استئذان نظر لها في غموض وقال:

_ماذا تظني أن يكون قراري؟




دخلت عليه"مريم "وقالت:

_ما هو قرارك؟

نظر لها"عدي" كان بالفعل يشعر بالضيق من كونها تدلف وتذهب وتمسك يده دون
استئذان نظر لها في  غموض وقال:

_ماذا تظني أن يكون قراري؟

لم تجيب عليه فقط شعرت بتوتر،  تلفت بعيداً  عن نظرها وقال:

_موافق.

ارتسمت السعادة على وجهها ولكن بهت
حين قال:

_ولكن هناك شرط لي.

قالت "مريم" في استغراب:

_وما هو ذلك الشرط؟

قال "عدي" ببعض الحده:

_لا تتدخلي بيني وبين رحمة في أي شيء، ولا
تتدخلي في أي شيء يخصها حتى ولو كانت صغيرة.

هزت رأسها وقالت بتسأل:

_متى سوف نعقد الزفاف؟



رد"عدي" بلا مبالاة قائلاً:

_في أي وقت،جهزي الأمر وقولي لي.

ردت"مريم"في عدم حياء قائلة:

_اليوم هل هذا يناسبك؟


هز رأسه دون انظر إليها، وخرجت هي من
لديه، كان لا يعلم هل ما فعله صحيح أم خطأ،  ربما "رحمة" لا تحبه، وكان جزء آخر منه يفكر في أن يعيش القليل من حياته قبل أن تفوته.

لقد عاناه كثيراً في حياته والآن يود أن يسعد
ولا يضع في عقله شيء سوا النجاح، بعد أن
استطاع أن ياخذ حق عائلته يريد أن يشعر
بالراحة.

                            …

ذهب "عدي" إلى الشركة وهو معه "محمدين" رغم سنه الصغير ولكن هو ذكي و يستطيع 
أن  "عدي"الاعتماد  عليه، وهذا ما حدث في
خلال أسبوع كان يوجد عمال وحراسه في
الشركة التجارية شركة إستيراد وتصدير في
جميع المجالات، وفي نهاية الأسبوع فقط
كانت الشركة  في استقرار تام.

أما بنسبه إلى  "رحمه"،  فهي اصبحت تبتعد
عن "عدي" قليلاً بسبب أنها تشعر بالحزن أن
أحد ما أخذ مكانها واصبح ينام بجانبه رغم أنه أحياناً يأتي إليها في وقت متأخر ويضمها و
ينام بجانبها ولكن أصبحت المعامله العامه
مختلفة.

وتم بالفعل حل مشكلة كل الأطفال التي
كانت تتعلق بالطب واصبحت "ياسمين" ترى من جديد.

وسافر "كريم" إلى دولة أخرى بسبب أن كل
شيء قد تسرب من بين يده،و مال أبيه الذي
جمعه من خلف مال عمه "مازن" ذهب في
مهب الريح.

                         …

بعد مرور عشر أعوام.

كانت "رحمه" تركض على درجات  المنزل
بشكل سريع جداً وكادت أن تخرج من الباب
ولكن أوقفها صوت "عدي" وهو يقول:

_إلى أين أنتِ ذاهبة؟

نظرت له قليلاً في بتوتر ثم قالت:

_سوف أذهب مع أصدقائي أنهم يقفون في
الخارج.

أغلق "عدي" عيناه  قليلاً بعدم صبر ثم نظر
لها  وقال في هدوء:

_أذهبي يا "رحمة"ولكن حين تعودي يجب أن
نتحدث قليلاً مع بعضنا البعض.

ذهبت"رحمه"خارج المنزل بسرعه هي غير
متخيله أنه سوف يقبل بهذه البساطة، منذ
آخر مرة  لم يقبل أن تذهب مع أصدقائها   رغم أنهم جميعهم  فتيات، فهو بنسبة لها أصبح غريباّ للغاية من يوم ما فعل عملية التجميل
لوجهه وأصبح شكله مختلف عن ما سبق،حتى طريقته معها.

صعدت "رحمة" مع أصدقائها داخل  السيارة
وانطلقت بهم في طريق ما.

أقترب "محمدين" من  "عدي" وقال:

_لا أعتقد إنك مازلت تفكر بها يا "عدي"،على
الاقل بطريقة التي مضت.

نظر له"عدي" وقال:

_أنت تعلم أنها مختلفه لدي،وسوف تظل
على هذا النحو.

آتى صوت من خلفه يقول:

_كنت أعتقد أني يمكن أن اجعلك تنساها،
ولكن بعد كل هذه السنوات مازالت تفكر بها هي فقط "رحمة".

نظر لها وهو يعلم أنها"مريم "، انسحب"محمدين" من أمامه ونظر إليها وقال وهو
يضع يده على جنته:

_هل تعلمي يا "مريم"لما تزوجتك؟لانني أن لم أفعل ذلك يمكن أن يطلق عليّ لقب أناني
ورغم أني أعلم أن هذا مستحيل.

عاد برأسه إلى الخلف وقال:

_الذين هنا ليس مجرد أطفال أو شباب،بل
أخوتي أطفالي  عائلتي.

ثم نظر لها" عدي"بلا مبالاة وقال:

_و"رحمة"لدي شيء آخر يا"مريم"وأنتِ تعلمي ذلك منذ البداية.

تركها وذهب إلى الشركة.

كان"محمدين" هو المدير العام للشركة ولم
يخطئ مره واحده طوال عمله رغم صغر سنه
والآن أصبح في عمر التاسعة والعشرون من
عمره، ويستحق لقب مدير عام الشركة
وبجدارة، لكنه أصبح قاسي عن قبل فإن
النفوس لم تصفى بعد وهو كان مقرراً أن
يفعل المستحيل حتي يصبح من ذو الطبقة
الراقية و فعل هذا أصبح له شأنه الخاص.



كان يجلس خلف مكتبه ينظر إلى آخر ملف
آتى له عن أمه وأبيه يتابعه من بعيد، كان
يرتسم على وجهه ابتسامة خبيثة لم تلبس
حتي تحولت إلى ضحكة عالية بدون توقف إلى أن دخل عليه "محمد" ونظر له في استغراب
قليلاً وهذا بسبب ضحكة الغير طبيعي فقال "محمد":

_ماذا؟ لما تضحك بهذا الشكل؟!

نظر له"محمدين"وقال في خبث:

_مطلقاً فقط كل ما كنت أخطط له منذ وقت طويل  لقد حدث وأخيراً.

نظر له "محمد" بعدم فهم وقال:

_ماذا تقصد!

دفع له "محمدين" الملف وفتحه "محمد" في
استغراب وما أن قرأ ما فيه حتي نظر إلى أخيه وقال:


_ما الذي فعلته؟ما هذا؟

رد "محمدين" وهو يضع قدم فوق الأخرى
وقال:

_أنظر يا"محمد"الرجل الذي أنت حزين عليه
هو نفسه الذي ترك أطفاله في ملجأ لأجل
أمراة آخرى،تخلى عني وعنك؛هذا الرجل لا
يجب إن نحزن عليه ونفس الحكاية مع هذه
السيدة لا يجب أن نحزن عليهم.


نظر له "محمد" في حزن وقال:

_نحن ليس مثلهم،ولا نريد أن نصبح مثلهم،
أفهم يا "محمدين"وابتعد عنهم دعهم
يعيشون حياتهم،ونحن أيضاً نعيش حياتنا،لما أنت أغلقت على ذاتك في الماضي،تخطى هذه المرحلة يا"محمدين"تخطى لأجلك أنت.

خرج"محمد" من المكتب الخاص ب"محمدين
"في الأساس كان ذاهب حتي يطمئن عليه
ليس إلا.

حرق"محمدين" الشركة التي كانت باسم أبيه، وجعل المنزل الذي تسكن فيه والدته يتم
حرقه  كيف لا يعلم؟ ولكن كل الذي يعلمه أن "محمدين" أصبح خطر عليهم في هذا الوقت وبشده أوقف كل أعمال أبيه وأمه وأصبح كلا
منهم عاطلين رغم مرور الوقت إلا  أنه مازال
يتذكر انتقامه وما عاناه بسببهم.

وقف أمام شركة الهندسة فإن "محمد" أصبح مهندس معماري ويعتبر أنه من أفضل
وأحسن الموظفين في هذه الشركة ليس غني كما أخيه "محمدين" وليس مثله في لقبه
ولكن هذا كان حلم من أحلام "محمد".

كان يريد  أن يصبح مهندس ، وما أن دخل
"محمد"إلى الشركة حتي تقدمت منه فتاة
وقالت:

_"محمد"أين كنت كل هذا الوقت؟

نظر لها وقال:

_كنت في الشركة لدى أخي.

نظرت له وقالت:

_هل يمكن أن تترك شركة أخيك وتأتي هنا
يتحكم بك شخص غريب.

قلب عينه في ملل فإن  الجميع يقول له  هذه
المقولة  ولكن هذا تفكيره وهذا كيانه
الخاص ليس لأحد أن يتدخل، ولكنه يحبها رغم أنها تتعامل معه على أنه صديق لها فقط.

"محمد "و"محمدين" رغم أنهم اخوة  وتوأم
ولاكن كل شخص بهم له تفكيره، شخص
منهم تخطى الماضي وشتغل على تخطي
الماضي، والثاني قررا أن يعيش في الماضي

حتى ينتقم من الذين كانوا السبب في حدوث الماضي وفي ذلك الطريق نسى ذاته ونسى أن ذاته لها الحق عليه نسى أحلامه وحياته
ولكن الثاني يحب ويعمل في المكان الذي
يتمنى والأشياء التي هو حلم بيها ده
الاختلاف بين تخطي الماضي و أنك تبقي
حبيس به.

...
دعونا نعود إلى منزل "عدي" من جديد وفي
منزل خشب في الحديقة صغيرة كل الذي به مقعد، وهذا المنزل وضع خصيصاً إلى
"ياسمين".

كانت تجلس"ياسمين"في الداخل على الأرض تنظر إلى أركان الغرفة بشيء من القسوة، إلى أن قالت بصوت غليظ:


_تحدثوا وقولوا لي ماذا أفعل حتى أنقذ من
أريد.

ظهر كتابة على جدار الغرفة الخشبية وكانت هذه الكتابة عبارة عن"أضحية لحم حيواني
وتذهب إلى وادي البشير أمام هضبة الرموز.


هزت رأسها وقالت في ثبات:


_حسناً في الليل سوف تكون لديكم ونفذوا
لي أمري.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي