الفصل الثاني عشر

في غرفة"عدي" و"رحمه"

كان يجلس وهو يمسك بالقلم والورق وبدأ في الكتابة:

_أن الماضي مهما قد مضى فهناك ذكريات تلحق بنا في أي مكان.

أمسك "عدي" الهاتف ودق على الطبيب الخاص به وطلب منه أن يتم جلسة في الوقت الحالي، ولم يبخل عليه الطبيب وهذا لأنه صديقه كما ذكرت من قبل.

بدأ "عدي" في تذكر باقي حياته التي مضت.

ذهب "محسن" وهو يمسك بيد"عدي"وبدأت الشرطة في استجواب "عدي"، ولأنه صغير كان خائف أن يتحدث عن أي شيء، كان ينظر لهم في صمت وصدمة.

دخل إلى منزل عمه وكانت نظرات"كريم" له بها سعادة بتأكيد ليست سعادة  بقدومه،بل سعادة  على ما حدث في وجهه، ولكن "روز" شهقت في خوف وتقدمت منه وبدأت في  البكاء، ابعدتها "عبير" سريعاً.

بدأت هنا معاناته  كانت "عبير" تعنف به وتطلب منه أن ينظف  غرفة أبنها  كانت تريد قص جناحيه  بكل الطرق، حاول كثيراً الهروب ولكن لم يجدي بنفع، حتي طلبت من شخص أن يذهب بي إلى الشرطة ولكنه كان صديق "محسن" وعلم عن الأمر وانقض عليه ضرباً حتي فقد الوعي.

  لم يعلم ماذا حدث به بعد  ذلك، ولكن رأى "روز" وهي تف عنه  تلك القيود  واعطت له  ورقه  الخاص به وقالت:

_أني ذهبت وقولت إلى عمتي،وهي التي قالت لي أعطي لك هذه الورقة وتقول لك أتصل بهذا الرقم ضروري.

بعد أن جلس لمدة سنة كاملة، وبعدها ذهب إلى المكان الذي كتب له، الذي كان ملجأ.

كان "محسن"يحاول قتله.

كانت هذه خامس نقطة في حياته.

وضع الورق والقلم في الدرج وقفل عليه واقترب من"رحمه" وضمها إليه   وذهب في النوم.



يمكن أن تصفح الحياة عنك، يمكن أن تغير الكثير ويمكن أن تغير من حولك ولكن أنت لا ابقى  كما أنت، لا تتغير بسبب أفعال بشر، تغير إلى نفسك تغير حين تشعر أن التغيير سوف يأتي عليك بنفع لك، لا تتغير لأجل انتقام ليس بيدك، الانتقام في يد الخالق وهو من سوف ينتقم لك.

استيقظ الجميع على دق الباب فتح "عدي" عيونه ونظر في الساعة، الساعة لا تزال السادسة؛ من الذي يفعل ذلك في هذا الوقت  أبعد "رحمه" عنه قليلاً ثم فتح الباب في هدوء حتي يرى ماذا يحدث تقدمت منه "مريم" وقالت:

_هيا أستيقظ وأيقظ "رحمة"لأن الافطار قد تجهز.

أقفل الباب في وجهها وذهب حيث تقب
"رحمه "دفعها بعنف وقال:

_هيا أيتها الفتاة استيقظي.

نظرت له بعين وعين مغلقة  وقالت:

_أنا فتاة يا"عديي"؟

و ضع يده على وجهه وقال:

_تباً لي.

نظرت له نظرت الجرو الصغير اللطيف وقالت في غنج  وهي تمسك يده:

_لهذه الدرجة لا تحب"رحمة"؟

ابتلع"عدي" ريقه وقال بصوت حاد:

_"رحمة" لا تتحدثي بهذه الطريقة.

تكونت الدموع في عيونها وخرجت تركض حتى  تبكي، أنه لأول مره يغضب منها بهذا الشكل ولأول مره يتحدث معها بعنف.

مسح "عدي" بيده على وجهه، لا يريد أن يفعل هذا ولكن افعلها تجعله يصرخ.

خرج من الغرفه حتي يبحث عنها.

بحث عنها في كل مكان إلى أن راها تجلس تحت شجرة تبكي، تقدم منها وجلس أمامها وقال وهو يمسح دموعها:

_لما أنت حزينه؟أنتِ تعلمي أنني حين أستيقظ من النوم أصبح غاضب بعض الشيء.

نظرت له في حزن ودموع وأبعدت نظرها عنه، لف وجهها له بيده وقال:

_لا تريدي التحدث؟

هزت رأسها علامه لا.

حملها "عدي" من خصرها وضمها  إليه وقال:

_آعتذر أعتذر أيتها القمر أرجوكي أغفري لي.

لكنها ظلت عَابسةَ، بدأ "عدي" تقبيل بطنها وهي تضحك بصخب فهو يريد اضحكها؛  حملها على يده ودلف بها  إلى الداخل المنزل.

الجميع كان مجتمع حول مائدة الطعام.

تحدثت "مريم" وهي تنظر حولها:

_أين "عدي"؟ لما لم يهبط بعد!

نظر لها"محمدين"، بتافف وقال:

_يمكن أن يكون يفعل شيء ثم يهبط.

دلف "عدي" إلى غرفة الطعام؛ ونظر  الجميع إلى مصدر الصوت كانت "رحمه" تنام على يد "عدي" وتضحك في صخب وترفص بقدمها  وهو يدغدغ في بطنها، حين شعر أن هناك نظرات تختراقه رفع نظره إليهم ثم في لمح البصر رجع إلى جموده من جديد وجلس وأجلس "رحمه" على قدمه وبدأ في تناول الطعام.

نظرت له مريم وقالت:

_  أستاذ "عدي".

نظر لها بهدوء،قالت:

_أريد التحدث معك في شيء بعد الافطار.

هز رأسه وبدأ في أطعام" رحمه" ثم ذهب يغسل يده ويدها وتركها حتي تلعب.

ذهب إلى المكتب ودخلت إليه "مريم" وقالت في هدوء:

_أعلم أنك لا تسمح لاحد بتدخل بينك وبين "رحمة"،ولكن كونك تنام بجانبها أصبح خطأ أنها تكبر يجب أن تعلم أن هذا غير صحيح.

ثم اكملت قائلة:

_ثاني شيء من الخطأ أن تجلسها على قدمك ويمكن أن ترى أيضاً أن هذا طبيعي معك وتفعل ذلك مع غيرك.

نظر لها"عدي"قليلاً في هدوء عكس ما بداخله مطلقاً  وقال:

_حسناً،يمكنك التحدث معها عن الصواب والخطأ ولا تتحدثي عني مطلقاً.

خرجت "مريم" من لديه وذهبت إلى "رحمه".

خرج"عدي" من غرفة المكتب وهو في قمة غضبه بسبب تلك "المريم" التي تتفنن في إبعاد صغيرته عنه، ولكن ليس الآن وقت الحديث فيما يخصها وفيما لا يخصها، ذهب "عدي" إلى إخوته وقال:

_أريدك الجميع يتجهز لاننا سوف نذهب إلى أحد المستشفيات حتى نكشف على الجميع،ونرى ما هو المناسب لنا.


توجه الجميع إلى غرفهم ووقفت "رحمه" أمامه وقالت بصوت حزين:

_"عديي"

نظر لها "عدي" وهبط إلى مستواها وقال:

_عيون "عديك"؟

نظرت له في حزن شديد قد لحظه هو وقالت:

_هل أنت تريد أن أنام في غرفة لوحدي بعيد عنك؟وأن لا أمزح معك مجدداً؟وأن لا تحملني؟


نظر لها في حزن شديد هي صغيره فهي كل عمرها عشر سنوات يجب أن يبعدها عنه قليلاً، يجب أن تبتعد  أنها جميلة للغاية ولا يمكن أن يقبل أنها تتعلق برجل مشوه وأكبر منها بسته عشر عام  فرق كبير في السن أقترب منها وقال بصوت هادئ:

_تعلمي أنني أحبك للغاية ربما أكثر منك أيضاً،ولكنك كبرتي ويجب أن يصبح لك غرفة لوحدك،ولكن بطبع سوف أستمر باللعب معك وسوف أمزح ونفعل كل الذي كنا نقوم به.

ابتسم لها وأكمل بنبرة حماس:

_الاختلاف الوحيد هو أنك سوف تنامي في فراش كبير لوحدك،وهذا لأجل زوجك المستقبلي،وحين تتزوجي ينام هو بجانبك لأنه مميز.



لمعت عيناها في فرح وهي تقول بصوت طفولي:


_حسناً إذاً حين أكبر سوف أنام بجانبك أنا لأني قررت أن أتزوجك أنت.


ذهل"عدي" من ردة فعلها، لم يكن يتوقع أن تقول هذا لم يكن يتوقع أنها تعشق حضنه وتريده زوج لها ولكن أفاق من تفكيره على أنها مازالت صغير، وهي لا تعلم الفرق بين حب الأزواج وبين حب الإخوة وبتأكيد ستعلم فيما بعد حين تكبر وتصبح شابة ناضجة، وإلى هذا اليوم الذي سوف تختار فيه هل سوف تكمل حياتها معه أو مع غيره سوف تفضل تحت عيونه وبجانبه.


أفاق من شرود عليها وهي تقبل خده أغلق عينه بقوة بسبب تلك المشاعر التي تحتاجه في أي مره تلمسه بها، هو يحبها بل يعشقها ولكن هذا مستحيل لم يكن أناني في حياته وبتأكيد لم يكن أناني معها.

ابتعد عنها قليلاً، ثم أمسكها من ملابسها ورفعها عن الأرض وقال بصوت مضحك:


_سوف نتحدث طوال اليوم وننسى أن هناك مشفى يجب الذهاب لها لأجل الجميع اليس كذلك يا صغيرة؟

ضحكت بصوت عالي فهو كان يمسكها من ثيابها وكأنها ( حرامي غسيل ).

هبط من غرفة "رحمة" وقال:


_خمسة دقائق وتصبحي جاهزة هل تسمعي يا هانم؟

ضحكت هي فب طفوليه على طريقته معاها.

هبط "عدي" إلى الأسفل وجعل الرجال يتجهزون فـيجب أن يجعل الحراس يستعدون حتي يذهب معه جزء والجزء الآخر يبقي هنا يحرس المنزل.

ونادى على أحد الخادمات وقال بأمر:


_نحن سوف نخرج في خلال هذا الوقت الذي نحن به في الخارج أريدك أن تجهزي الغرفة التي بجانب غرفتي إلى "رحمة" تري ماذا ينقصها وجهزيه.


هزت رأسها الخادمه وذهبت من أمامه.

تلفت رأى "مريم" خلفه قلب عينه في ملل وقال:


_ماذا؟ماذا هناك أيضاً؟


تحدثت "مريم" قائلة:

_لما كل هذا الاهتمام؟

نظر لها في شر وقال:

_لانها ليست مجرد فتاة لانها تفرق معي ولاني...

أغلق فمه وعينه ثم استدار حتى يغادر، نظرت له في خبث وقالت:

_ولانك تحبها أيضاً اليس كذلك؟



صمت"عدي" فقالت"مريم":

_ سوف أعرض عليك عرض،أعلم أن خطأ أن أنا الذي يطلبه ولكنني سوف أفعل.

نظر لها قليلاً في انتظار ما الذي سوف تقوله،ثم وقال:


_قولي ما تريدي قوله ولكن المهم أنه بعيداً عن "رحمة".

نظرت له" مريم"وقالت:


_أنا أحبك...ولهذا السبب فكرت في شيئاً ما،أنت رجل وأنا أمراة يمكنك تعوض غياب "رحمة"بي.

قال في حده:


_ماذا تقصدي؟


نظرت له قليلاً وقالت:


_أنظر العرض باختصار شديد أن أحافظ على الاطفال في غيابك،وحين تصبح في مكان آخر سوف أحافظ على عملك،ومن جانب آخر أنت بتأكيد تريد أمراة في حياتك.

نظر"عدي"أمامه قليلاً وهو يفكر، هي مثيرة بنسبة له، لكنه أيضاً لا يحبها وأنه عرض بالفعل جيد بنسبة له ولها أيضا في هي واضح عليها أنها سوف تموت عشقاً به، إذا فلما لا لكن أيضاً "رحمه" يمكن أن تحزن أو يسيب هذا أعاق في علاقته بها فيما بعد.


نظر لها "عدي" وقال:


_انظري هذا الموضوع يحتاج إلى بعض التفكير، حين أفكر جيداً سوف أجيب عليكي.

هبط الجميع وهبطت "رحمه" راكضه إلى "عدي" وثم رمت بنفسها في أحضانه وقالت:


_هيا يا "عدي"أحملني.

ضحك عليها وحملها بين يده هي كبيرة لكن هي تدلل عليه دائماً، نظر" عدي "إلى"مريم" وأجاب على "رحمة":


_هيا بنا.

وضعت" مريم"يدها بداخل يد "عدي" وسارت بجانبه، وهو يحمل "رحمة" التي كانت تنظر إلى يدهم في استغراب ولكنها لم تحاول التحدث، ولكنها فقط كانت تبي البكاء.


                   ....

دلف الجميع إلى المشفى وبدأ "عدي" يذهب إلى طبيب  "عبدالله" و"معتز"و إلى طبيب مختص واتفق مع الطبيب على تركيب طرف صناعي حديث الشكل إلى "معتز" بينما سوف يفعلون عملية تجميلية إلى "عبدالله"،  وكان الاتفاق على أن بعد أسبوع سوف يتم عمل هذه الأشياء.

بينما كانت" مريم" دخلت إلى الطبيب بالفتيات إليه  حتي تكشف على "ياسمين" أولاً.

وقال الطبيب:


_ أنه شيء بسيط، أن الحادث قد حبس الدماء علي شبكية العين من ما جعلها تفقد البصر، ولكن تحتاج إلى عملية بسيطة للغاية.


خرجت "مريم"والفتيات من عنده إلى طبيبة آخر وكان" عدي" معها وكشفت الطبيبة على  "سهر" و وضعت الطبيبة لها سماعة واصبحت تسمع جيداً لأنها كان الصوت ضعيف جداً بنسبة لها، أما لسانها فقط طلبت الطبيبة منها أن يجب أن تأتي بعد أسبوعين وسوف يضعون لها شئ مكملا للسانها الذي تم قطعه لها.

عاد الجميع للبيت وهم سعدون، ومنهم متوتر بعض الشيء وكان الطعام جاهز على الطاولة جلس الجميع، وبدأت الخادمات في وضع الطعام جلست بجانبه اليسار "مريم" وبجانبه الأيمن يجلس "محمدين" كما المعتاد نظرت "رحمه" إليه بتذمر وقالت في حنق:

_ هذا مكاني يا "عدي"!

كان تقول هذا وهي غاضبه وتشير على المقعد الذي تجلس عليه"مريم".

نظر "عدي" إلى "مريم" وعلم أنها تحاول أن تلفت نظره وأن تبعده عن فتاته الصغير، وأحب أن يجعلها تحترق، نظر إلى "رحمه" وقال بصوت جاد:


_هذا المكان أصبح ليس لكي.

نظرت له في حزن وكادت أن تبكي.

و لكن قبل أن تبكي كان سحبها من يدها إليه و اجلسها على قدمه وقال بصوت حنون:


_هذا هو المكان الذي يناسب رحوم،ثم أنني أريد أن اطعمك لا استطيع أن أجعلك تتناولي الطعام دون أن تجلسي على قدمي اليس كذلك يا "محمدين"؟

نظر"محمدين" إليه وقال:

_بالطبع

ثم نظر إلى الجميع ولكنه كان يوجه الحديث إلى "مريم" وقال"محمدين":


_"رحمة"وهي صغيرة كانت تململ قدميها كثيراً ولا تجلس حتى استطيع اطعامها وترفض الطعام، كان "عدي" دائماً يلجأ أن يجلسه على قدمه ويمسك يدها الاثنان بيد واحدة ويناولها الطعام باليد الآخر.


نظر "محمود" إليهم وقال:


_أول يوم دلفت به إلى الملجأ وهذا قبل انتقالي من الملجأ الاساسي لي،وقبل أيضاً أن أتعرف على أحد استمعت إلى صوت صريخ يخرج من غرفة.

ابتسم "محمود" مكملاً حديثه:
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي