الفصل الخامس والعشرون

بعد مرور ستة أشهر،وهي هي الحياة تسيير كما لم تسير مع أبطال الروايه من قبل، كل شخص منهم قد تحققت ما كان يتمنى لم يكونوا يائسين إلى تلك الدرجة التي تجعلهم في كابه دائما، كل شخص قد تحقق له ما يريد "عدي" أصبح مع "رحمه" تزوجها كما كان يتمنى وكما كانت هي تتمنى أيضاً؛ وعلى الجانب الآخر شعر "محمدين" بالانتماء إلى "امينه" تلك الفتاة الصغيرة التي مات والدها في المشفى كان كل شيء يتحكم به القدر حيث جعل هذه الفتاة جاره إلى ذلك الشاب "محمدين".

شعر نحوها بانجذاب ورغم كل شيء ورغم مفارق السن إلا أنه هناك شيء يتحرك لها ولها هي وحدها، تخطى والديه بعد أن علم حقيقتهم الفعليه؛ بينما"محمد"قرر الإبتعاد بعد أن تزوج من حريتهم" زينه" كانت مثل قصص الاساطير حيث أنه راها مره وأحده فقط وتعلق بها، اليس هذا ما نقول عنه الحب من أول نظره، يا له من مسكين يعاني الآن من زواج من طفله صغيرة ربما هي ليست بطفلة وبالغه في السن ولكنها ما زالت صغيرة أيضاً.

اما عن ذلك "المحمود" الذي حارب المرض الخطير ووقفت بجانبه "علياء" الممرضه طيبة القلب، كان يستحقون بعضهم البعض حيث طيبه القلب والصفاء؛ بينما "عبد الله" و"ريم" ذلك الثنائي القريب من قلب الجميع كان، يستحق حياة سعيدة وكريمة بعد أن تعب كثيراً في ارضائها غيرته فظيعه تجعلها تشعر بالضيق، ولكن كل هذا يذهب في مهب الريح حين يبتسم لها ويضمها بين ذراعيها.

بينما "ريهام" تلك الفتاة التي يتنمرون عليها أصبحت فتاة انيقه ذو مركز مرموق في حياتها الشخصية والعمليه أيضاً، ذهبت إلى تلك المدينة التي تعج بالضوضاء نعم أنها نيويورك حتى تعمل هناك وتنسى "ماكس" ولكن سوف يقابلها الكثير.

و"مريم" تنظر إلى "عدي" من بعيد تريد التقرب وتخاف من الرفض، تعلم منذ البدايه أنه يحب "رحمه" ولكنها فضلت التدخل بينهم معتقده في عقلها أنه سوف يتغاضى النظر عن "رحمه" ويحبها هي فقط، ولكن لم يخسر في هذه اللعبه سواها هي فقط، ضاع من عمرها سنوات وهي تحارب من أجل حب لن يكتمل ولم يكتمل أيضاً، في النهايه أصبحت مشاهدة إلى سعادتهم من بعيد.


كانت تقف هناك في زاويه ما، تريد الانتقام إلى حبيبها واعادة إلى احضانها لم تكن "مريم" بهذا السوء من قبل، ولكنها الآن أصبحت تفكر خارج الصندوق فكرة سيئة للغايه، وهي ابعاد هم عن بعضهم البعض؛ كانت كانت خطتها محكمه من كل الجوانب حيث أنها سوف تاخذ "عدي" وتترك لابنها ما يريد.

كان "زياد" مغرم "برحمه" تلك الفتاة صاحبه الشعر الأبيض والبشره البيضاء الحليبيه للحق كانت تشبه القمر كما يشبهها "عدي" أنها قمر متوهج ويسير على ظهر الأرض.

يقف بجانب "مريم" "زياد" ابنها الوحيد وقالت له:


_ سوف نذهب في خلال الأسبوع القادم إلى "عدي".

نظر لها زياد باستنكار قائلاً:

_ ربما هذه ليست أفضل فكره أعتقد أن
"عدي" لن يسمح لي بالتقرب من "رحمه" و"رحمه" لن تسمح لك بالتقرب منه، تعلمي أنها أصبحت عنيده للغايه وبزواجها منه أصبحت قوية الشخصية أكثر من ما سبق.


ولكن "مريم" لم تبالي بكل هذه الهراء وقررت المضي في تلك الخطة، كانت تحاول تفتيت شمل هذان الاثنان، معتقد أن ما لم تستطع فعله منذ اعوام سوف تستطيع أن تفعله الآن.

قالت "مريم" بحزم:


_أفعل ما اقوله اليك، ربما تكون هناك فرصه أن تصبح "رحمه" معك وأن تتزوجها وتسافر بها إلى حيث تريد.

قال "زياد"في استغراب:

_ لما تفعلي كل هذا؟ هل احببت" عدي" بالفعل! أعتقد أن هذه روح تحدي قد اختلقت بداخلك فقط وليس إلا.

اشتعل الغضب بداخلها، ونظرت له وهي يتطاير من عيناها الشرار قائلة:


_ استمع أيها الصبي المدلل، لقد فعلت لك كل ما تريد في خلال حياتي الماضيه، وهذا الشيء الوحيد الذي أريدك أن تفعله من اجلي؛ لا يهم لما افعل ذلك لا يهم ان كنت افعل ذلك من اجلي أو من أجلك، في النهاية نحن الاثنان سوف نستفيد من تلك اللعبة ألا تعتقد ذلك؟

هز "زياد" رأسه رغم عدم اقتناعه بهذه اللعبة، كان "زيادي" يحب "عدي" بالفعل، ولكن حبه إلى "رحمه" كان أكبر من ذلك بكثير رغم محاولته الكثيره في عدم الاقتراب بها ولكنه ما زال يشعر من نحوها ببعض الحب، قالت "مريم":

_ حين نذهب لهم أريد أن تشتت وتلفت نظر
"رحمه" إليك، تحاوطها من كل الجوانب بينما أنا سوف اتقرب من "عدي" سوف اجعلها تشك بأن هناك علاقه بيننا وأنت بدورك سوف تجعل "عدي" يشك أن هناك شيء بينك وبين "رحمه".

ابتسمت في خبث قائلة:

_ يا للمسكينة"رحمه" سوف تعاني بالتأكيد بعد الذي سوف أفعله بها.

كان "زياد" يشعر بالغضب من والدته، فبعد انفصالها عن "عدي" بهذه الطريقه أصبحت تعاني بعض الشيء، ولكنه لا يستطيع أن يذهب إلى الجميع ويقول أن والدته أصبحت مريضه عقليه بسبب أن تركها "عدي" لا يستطيع لوم "عدي" لانها كانت تعلم كل هذا من قبل، خاضت في تحدي لا يستطيع أحد الدلوف إليه بكل سهوله.

بينما في المقابل كان يعيش كل من "عدي" و"رحمه" فيها حياة هادئة ولطيفه رومانسية، رغم كل ما مر به "عدي" إلا أنه كان ينسى الحياة وما بها بداخل احضانها احضانها هي فقط.

كانت تمشط شعره بيدها وهي تقول بصوتها الرقيق:

_هل تعتقد أن الطفل الذي في بطني صبي أم فتاة؟

كان "عدي" مغلق العينين أمسك يدها وقبلها في رومانسية قائلاً:

_ أعتقد أن انجبتي قرداً سوف احبه طالما أنه قطعه منك ومني بالتأكيد.

ضحكت عالياً وهي تتخيل أن يقبل "عدي" قرداً بالفعل فقال وهو يجلس بجانبها ببعض الخوف:

_ توقفي عن الضحك لربما تريدين الولادة الآن.

ضحكت "رحمه" من جديد وهي تقول:


_ يا الهي هل تعتقد أن يمكن أن الد وأنا في الشهر الأول اوه يا رباه، أنك تجعلني أضحك كثيراً.

ابتسم لها "عدي" قائلاً:

_ان كان هذا الوجه لا يبتسم ويضحك من في الكون يمكن أن يبتسم.

نظرت له بابتسامه واسعة، فهو لا يترك لها فرصة إلا وقد تغزل بها؛ ذلك الشعور الذي مدغدغ قلبها يجعلها تشعر وكانها سوف تحلق إلى السماء في أي لحظة من السعاده، نعم يا ساده أنه شعور الحب لم يتغير هذا الشعور منذ أن كانت في الرابعه من عمرها وضعت "رحمه" يدها على وجهه وتحسسته في هدوء مع ابتسامه على محياها وقالت:

_ لربما أكثر شيء يسعدني أن الد هذا الطفل وأنت بجانبي وأن يكون به شبه بك والطباع أيضاً، أحب مسؤوليتك حين تكون رجل مسؤول لا أخاف من شيء طالما أنت بجانبي.


نظر لها في مرح قائلاً بابتسامة عريضه:

_ أرى زوجتي الجميلة تتغزل بي، سوف أصبح مغرور بعد ذلك يا امرأة.

ضحكت قائلة:

_ يا "عدي" أصبحت تجعلني أضحك كثيراً في هذه الفتره تتبع نصيحه الطبيبه هل حين قالت لك اجعلها تضحك حتى تحسن من مزاج الطفل الرضيع حين يلد ولا يصبح كئيب.

ابتسم لها وضمها إلى حضنه قائلاً:

_ لقد كنت احلم بهذا اليوم منذ زمن، منذ كنت في التاسعه التاسعه من عمرك، كنت احلم أن تكوني زوجتي وأن تكوني حامل في طفلي، وأن ما الذي أنا به، أصبحت حساس للغايه واتحدث بشكل رومانسي، لا أحب ذلك.

ضحكت بصخب قائلة:

_ تباً لك يا رجل أصبحت تجعلني أضحك للغايه هذه الفترة، أم أن هرمونات الحمل قد أثرت على عقلي وجعلتني أضحك باستمرار.

قال "عدي" وهو يعيد خصلات من شعرها إلى الخلف:


_ يا ذات الشعر الأبيض، يا ذات الرمال المتناثره على وجهك، احببتك من قبل وسوف استمر على حبك، فهل تقبلي أن تصبحي بجانبي إلى انتهي وافنى.

تنفست بعمق وقالت:

_ اتمنى أن نحيا ونستمتع بحب بعضنا البعض في تلك الحياة، ثم نفنى ونموت ونهبط إلى أسفل التراب سوياً؛ أعتقد هذا عدلاً أم أقول المزيد من الابيات؟ فعشقي لك قد تخطى سطرين من  شعر لأن حبي لك يزداد ولا يتوقف في حدود.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي