الفصل الرابع

بهبطت دموعها وهي تقول بصوت هامس:

_أنا أكرها وكره كل العاهرات أمثالها، أكرهم.

الحياه تعطي كل شخص شيء مميز في حياته، أنا أمتلك ما هو مميز وأنت تمتلك شيء آخر ولكنه أيضاً مميز ولهذا ثق تمام الثقة أن جميعاً متساوياً في هذه الحياة؛ لا تكون ناقم على حياتك جميعاً سوف ناخذ الاربعة والعشرون قراط الذين حق لنا ولكن بطرق مختلفه منهم من ياخذهم في بنون وبنين ومنهم من ياخذهم في مال أو في جسد سليم وعقل نظيف، أتمنى لكم حياة كريمة.



في صباح يوم جديد، وعلى طاولة الافطار التي تتوسط غرفة الطهي، يجلس الجميع ملتف حول الطاولة المستديرة يتناولون الطعام في صمت.

أشار عدي إلى "سهر" قائلاً:

_هل تشعرين بشيء؟

هزت "سهر" رأسها في صمت وأشار "عدي" مجدداً:

_يمكنك أن تذهبي اليوم إلى المدرسة دون خوف.

كان ينظر إلى عيناها وهو يلقي عليها هذا الحديث بلغة الإشارة، حتى يعلم هل مازالت خائفه أم تقبلت الأمر نوعاً ما.

كان "عدي" شخص يهتم بتفاصيل كل فرد يجلس معه داخل الشقة، كان يعتبر أنه المسؤول الاول عنهم بعد أن استطاع أن ينقذهم من الحريق الذي شب في الملجأ.

أمسك "عدي" بيد"سهر"بين يده وأشار:

_لا تخافي، يمكنني أن انتظرك خارج المدرسة حتى تخرجي ثم أعود بك إلى المنزل.

أشارت له:

_لا تهتم.

بدأ"عدي"في تناول طعامه من جديد ثم تحدث قائلاً:

_ما رايكم أن نذهب جميعاً إلى طبيب نفسي؟

نظر له الجميع بشيء من الصدمه، كان كل شخص بداخله ذكرى أو يمكن أن نقول معاناة.

نظرت له "ريهام" ذات السابعة عشر والتي تعاني من مرض البهاق، قالت بنبرة جادة:

_هذا مستحيل أن يحدث، هل تعتقد أننا أصبحنا مجانين؟ لما تفكر في شيء مثل هذا؟ لما لا ترد أريد إيجابه منك، هل تعتقد من الممكن أن يستمع أحد خارج هذه الغرفة إلى ما حدث لنا؟

ابتلعت ريقها وأكملت:

_هل تعتقد أن أحد سوف يساعدنا؟ الإجابة لا سوف نرى منهم نظرة شفقة و يمكن أيضاً نظرة اشمئزاز أو ربما تنمر والذي بالمناسبة أغلبنا قد تعرض له، أنا من المستحيل أن أجلس أمام شخص لا يعرفني ولا أعرفه وتحدث معه عن ما مررت به..... أنا أعتذر يجب عليّ الذهاب إلى المدرسة لقد تأخرت

نظر "عدي" ألى أثرها في حزن؛ وقفت "ياسمين" وهي تمسك بيد "ريم" وتقول:

_أعتذر منك "عدي" لقد شبعت، "ريم" هل من الممكن أن توصلين إلى غرفتي؟

نظر له "محمود" ذات الثاني عشر من عمره وقال:

_أنني لا أعلم ما هو الغرض من ذهابنا إلى طبيب نفسي، ولكن بتأكيد أنه شيء لصالح الجميع؛ ورغم ذلك أريد منك أن تقدر مشاعر كل شخص منا.

  أقترب "عدي" من "محمود" وضمه إليه قائلاً:

_وأنا من المستحيل أن أجعل شخص منكم يفعل شيء هو لا يريده.

نظر له "عبدالله" وقال هو يمسك يد "معتز" صاحب الخمس أعوام وقال بابتسامة إلى المتبقي على طاولة الطعام:

_حسناً سوف نذهب نحن إلى مدرستنا.

سحب "عبدالله" معه "معتز" حيث أنه المسؤول عنه في كل شيء، وهذا لأنه أكتشف في دار الايتام قبل الحريق، أنه أخيه عن طريق الأوراق، ومن هذا اليوم أصبح "عبدالله" يعتني بأخيه الصغير "معتز".

نظر"محمود"إلى "عدي" وقال:

_من الجيد أن تمحي هذا الحديث يا "عدي"، أنا سوف أذهب حتى ألحق بـ" ريهام" وداعاً.

"محمود" و"ريهام"أنهم ليسوا أقارب ولكنهم أصدقاء منذ الطفولة، ومرو بكثير من المشاكل معاً.

وظل كل من"عدي"و"محمدين"بينما ذهب الباقي.



فب مكان آخر، ليس بعيد عن منزلهم كانت تسير "ريهام" وتتساقط دموعها من عيناها، ثم وقفت أمام مدرستها تنظر لها بصمت ثم مسحت دموعها بكف يدها، ثم دلفت مدرستها شامحه وكأن لم يحدث لها شيء من قبل أو حتى الآن.

دلفت فتاة من خلفها وسحبت شعرها في قوة جعلت "ريهام" تطلق صرخه تعبر عن الألم الذي تعرضت له.

قالت فتاة آخر وهي تضحك وتشير على "ريهام":

_أهلاً وسهلاً بفتاة البقر في مدرستنا التي اصبحت مثل الحظيرة.

ضحك جميع الفتيات عليها، كانت تشعر"ريهام" دائماً بأنها منبوذه من الجميع؛ كانت تمر بهذا الشيء التافه الذي يسمى تنمر، شيء بلا معنى.

كان هناك ضغط نفسي قوي قد تعرضت له، لم تكن في كامل قوتها العقلية حين مر أمام عيناها كل ما حدث بها، رفض جميع الاشخاص الذين يتبنون الاطفال لها لانها تعاني من البهاق؛ اندفعت دون سابق انذار نحو تلك الفتاة التي شبهتها بأنها بقرة.

كانت "ريهام" تضرب في تلك الفتاة بكل وحشية تهبط دموعها فوق جنتيها وفي ذات الوقت تضرب، حقد ممزوج بالم داخلي، اعتراضاً على ما تعيشه حياتها تضرب تلك الفتاة دون رحمه.

تجمع الطلاب حولهم والصراخ لفت نظر المدرسين والمديرة، كانوا يحاولون رفع "ريهام" عن تلك الفتاة التي اصبحت مسطحة أرضاً تنزف من أنفها وفمها.

أفاقت "ريهام" من تلك الحالة التي تشبثت بها دون شعور حسدي بها، شاهدت تلك الدماء التي أصبحت تغطي يديها ووجه تلك الفتاة، انتفضت من مكانها وحاولت الركض هرباً من هذا المشهد المرعب، ولكن استطاع الجميع الامساك بها، بدأت تبكي بشكل هستيري ومن ثم فقدت الوعي.



في أحدى الغرف داخل المنزل، وبالتحديد غرفة "ياسمين" تلك الفتاة الجميلة التي لا ترى هذا العالم، وما تراه من هذا العالم هو الظلام الدامس.

جلست أعلى الفراش لم تذهب إلى مدرستها كانت لا تستطيع أن تذهب بعد الذي حدث أمس لشقيقتها "سهر"، بدأت تشعر أن الخطر عليها هي أكبر، وشعرت أن ما أن تم هذا الأمر معها لا تستطيع أن تفعل شيء، لا تستطيع حتى على أن تتعرف على الجاني، شعرت أنها عاجزه وقررت على أن تظل في المنزل أفضل لها وللجميع.

تذكرت ذلك اليوم الذي جعلها تصبح كفيفة، تذكرت معاناتها مع والدتها.

كانت فتاة صغيرة في التاسعة من عمرها، حين لاحظت على والدتها بعض التصرفات الغريبة بل وأصبحت أكثر رعباً.

كانت تجلس والدتها دائماً داخل الغرفة وأحدها بشكل مبالغ به، كانت لا تتحدث مع أي  فرد في الاسرة.

كان الأب قعيد لا يستطيع السير على قدميه بسبب حادث، من ما جعل أبي يجلس في المنزل دون عمل كانت هذه. أكبر مشكلة بنسبه إلى والدتي وفي يوم دلفت سيدة كبيرة بعض الشيء في السن، كانت بغيضة في الشكل والطباع وقالت:

_سوف أقول لك على شيء يجعل المال في يدك مثل حبيبات الرمال، ولكن هذا العمل يجب أن تصبحي قوية القلب وشديدة التحمل وما سوف يأتي لك من مال سوف يقسم بالنصف ما هو رايك؟

وافقت والدته" ياسمين"على حديث تلك المرأة.

بعد ذلك أصبحت والدته "ياسمين" تاهمل في أسرتها؛ تجلس ليلاً نهاراً في نور خافت وتتحدث مع أحد لا وجود له أو دعونا نقول لا أحد يراه سواها هي فقط، كانت تستمع "ياسمين" من الخارج إلى حديث والدتها وتستمع إلى رد رجل غليظ الصوت عليها.

ومنذ تلك الفترة أصبح يزتحم الجميع إلى الدخول لها، أصبح ممتلئ بالنساء والرجال والفتيات والفتيان أيضاً، منهم من كان يخرج ويستمع الجميع إلى صراخاتهم أو يستمعون إلى صوت همسات وحديث غير مفهوم.

لم تكن تتحدث والدته"ياسمين"مع عائلتها وأصبحت تعاملهاتها مع أسرتها هو المال، بعد كل فترة تأتي ومعها نقود تكفي للدروس والطعام.

ثم آتى ذلك اليوم المشئوم الذي حدث به الكثير من الأشياء، كانت جميعها مرعبة أو مولما بنسبة إلى الجميع.

خرجت الأم من غرفتها وقالت لها:

_"ياسمين"تعالي خلفي إلى هذه الغرفة.

كانت الغرفة بها بعض الأشياء، كانت مليئ بالعطر النفاذ جعل "ياسمين" تشعر بالضيق، كانت تجلس "ياسمين" وأمامها سيدة كبيرة في السن وعلى يمينها فتاة في بداية العشرينات وقالت الأم وهي تنظر إلى "ياسمين" نظرة مرعبة:

_قفي داخل هذا الصحن.

كان صحن كبير بما يكفي ليتسع قدميها وقفت"ياسمين "بداخله كان به مياه نقيه أخذت الأم ورقة وبدأت أن تكتب بها بعض الأشياء الغير مفهومة، ثم أحرقتها ووضعتها داخل هذا الصحن الكبير، ثم بدأت أن تتحدث بصوت هامس.

  
في تلك اللحظة تغير المكان الذي تقف به" ياسمين"وتغير أيضاً الأحداث؛ كانت تقف "ياسمين" في غرفة صغيرة أشبه بقبو يوجد به بعض الأشياء التي لا لزوم لها وتنام فتاة، وهي نفس الفتاة التي كانت تجلس في غرفة والدتها، كانت تصرخ هذه الفتاة وظهر من العدم رجل كبير له شعر أبيض وطويل للغاية، له هيئة  مخيفة حد الجحيم كانت عينه تنير في الظلام ينير بالون أخضر متوهج.

تحدث هذا الرجل قائلاً بصوت أجش:

_أنها ملك لي، لم تستطيعو أبعادها عني مطلقاً، أنني من ملوك الجان ولقد تزوجتها بالفعل.

صرخه خرجت من فم "ياسمين" كانت صرخة رعب، صرخه خرجت حين بدأ ذلك الجني التقرب منها، في تلك الاثناء عادت "ياسمين" أمام والدتها داخل الصحن، واقعه أرضاً نظرت إلى المياه التي أسفل قدميها، كانت بلون الأسود وبها لزوجة.

ظل يتكرر هذا الأمر مع "ياسمين" الايام المتبقية، كانت "ياسمين" تعاني هذه الايام من الارق.

وفي يوم كما المعتاد كانت تجلس الأم في غرفتها وكان هناك الصوت عالي للغاية يحيط من كل مكان، ثم حل بعده صمت مخيف.

ثم تعالى أصوات الصراخ من الأم والأب والخواتها نظرت "ياسمين" إلى الغرف كان الجميع يصرخ بسبب تلك النيران المتشبثة في جميع الغرف، أصبح الجميع يركض هنا  وهناك.

كانت تصرخ "ياسمين"وهي تخرج من المنزل والذي كان يابي أن يفتح منذ البداية،بدات"ياسمين" في الدق على أبواب الجيران،وخرجت الجيران للمساعده وكذلك الشرطة والمطافي حتى تساعد.

الأم اختفت ولم يعثر عليها الشرطة،بينما الأب وأخواتها تم العثور عليهم محروقين،ثم تم تسليم "ياسمين"إلى دار الايتام بعد أن رفض العم التكفل بها خوف على اطفاله من أبنة الساحرة.

تمتمت"ياسمين"قائلة:

_وهكذا أنا أعيش في عالم والدتي منذ ذلك اليوم وانا أشعر انني اطارد من قبل شخص
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي