الفصل الثالث

قال الطبيب بهدوء:

_يمكنك أن تساعد من يحتاج المساعدة،ولكن بشكل قانوني؛ ليس عليك أن تبحث عن أطفال يعانون حتى تدافع عنهم، من امامك فقط هم من يستحقوا المساعدة اما الباقي فهم لهم عائلتهم كما أن هؤلاء الاطفال لهم أيضاً من يبحث عنهم ويساعدهم، لهم عائلتهم.


في الغرفة التي تجاور "عدي" يوجد بها شخصين مقربين من بعضهم البعض، يسكن أحدهم في الظلام، هذه هي "ياسمين"، تعيش في حياة ممتلئ من الظلام؛ والاخرى هي"ريم" صديقتها المقربة التي تصغر عنها بعامين فقط.

"ريم" تلك الفتاة الصغيرة التي قد هربت من والدتها بعد أن كادت تفقد عذريتها على أيد رجل كبير السن، مسن يأتي إلى النادي الليلي الخاص بوالدتها.

في ذلك الوقت المتأخر من اليوم، كانت دموع "ياسمين" تهبط بهدوء، تشعر بوجود أحد حولها، رغم علمها أن الجميع الآن ذهب إلى  نوماً عميق، وأن صديقتها "ريم" نائمة فهي تناك بجانبها على ذات الفراش.

دفعت "ياسمين" صديقتها دفعات صغيرة حتى تجعلها تستيقظ وترا لها ما لا تستطيع  هي رايته..

ورغم محاولات "ياسمين" في أن تجعل "ريم" تستيقظ ولكنها كانت تبي الاستيقاظ.

وضعت رأسها أسفل الغطاء من الخوف، وبدأ جسدها بأكمله في الاهتزاز  من الخوف.

كانت تشعر بحركة شخص جانبها، بل ليس شخص انه شيء بارد جداً قريب منها حاولت أن تنام وأن  لا تفكر في شيء مخيف.

حبست انفاسها وهي تشعر بيد باردة تسير على يدها، جسدها أصبح يابي التحرك تيبس وتصلب، حتى عيناها التي كانت تقفلها من الخوف أصبحت لا تستطيع أن تفتحها، وكأن شيء يتحكم في حركة جسدها، حاولت البكاء أو الصراخ ولكنها أيضاً لم تستطيع.

توقف الشيء الذي كان يسير على يدها، وشعرت بثقل يجلس فوق قدمها يزحف إلى الأعلىثم توقف ويد بدأت في تمليس على شعرها هبوطاً إلى أن وصل إلى عنقها،بدأ الضغط على عنقها حاولت في تلك اللحظة الحركة والمقوامة ولكنها لم تستطع أن تفعل ذلك.

أغلقت عينها أستسلاماً لما سوف يحل عليها، شهقت بصوتً عالي وجلست في مكانها وهي تتنفس بشكل عفوي وقوي وبدأت في دفع "ريم" بشكل أقوى من السابق.

أستيقظت "ريم" ونظرت لها بتشوش وقالت:

_ماذا هنا "ياسمين"؟ هل تريدي مني شيء؟

أمسكت" ياسمين"يد "ريم" في خوف وقالت:

_أنهم حولي يا "ريم"، أني أشعر بها هنا، تريد أن تجعلني أموت مثلما كنت السبب في موتها، تريد أن تقتلني يا" ريم".

شعرت "ريم" بالشفقة على صديقتها، اعتقاداً منها أن "ياسمين" فقط تشعر بالذنب من ما قد اقترفته، فقالت لها:

_لا تخافي يا "ياسمين" أني بجانبك، ومعاكي لا تفعلي هذه الافعال أرجوكي لا تفعلي هذه الأشياء في نفسك، ذلك الخوف سوف يقضي عليكي في يوماً ما، تعالي إلى أحضاني يا صديقتي.

بدأت "ريم" في ترتيل بعض آيات القرآن الكريم الذي قد حفظته في ذلك الدار الذي كانت تقبع به.

بعد أن نامت "ياسمين" نظرات "ريم" في الفراغ وهي تتذكر ما حدث معاها حتى يصل بها الحال ألى دار أيتام؟

كانت فتاة ذو الثامنة أعوام، فتاة صغية مشاكسه تجلس في بيت أمها الجميلة ذات الشعر البني والذي قد أكتسبته منها، وعيونها الواسعة البنية كانت أمراة جميلة حنونة جداً على أبنتها "ريم" يأتي فتيات كثيرة  في المنزل وحين كنت أسال:

_ماما من هؤلاء النسوة؟

كانت ترد و تقول لي: أنهم اشقائك يا حبيبتي، أريد منك أن تتعلمي منهم وتفعلي ما يفعلون.

طلبت منها أن تتعلم منهم كل ما يفعلون وأن تقلدهم من طريقة رقص إلى ثياب إلى غنج على الرجال.

ورغم كل هذه الافعال والطلبات كانت "ريم" أصغر بكثير من أن تعلم ما هي هذه الطلبات.

كانت الحياة دائماً تسير عكس الاتجاه الذي نريده، وكأن يجب أن يذوق الانسان طعم المر.

في يوم أتى رجل مسن نظر إلى والدتي بعد أن نظر إلى جميع النساء الذين يقفون، وتحدث قائلاً:

_أنتِ تعلمي أن أي واحده بهم لن تعجبني، ثم أن جميعهم استعمال ثقيل، أنتِ تعلمي المبلغ الذي يجب عليكي رده لي يا سهير؟

نظر إلى "ريم" نظرات لم تفهمها لصغر سنها، ولكن ما وجهته بعد ذلك جعلها لا تنسى هذا اليوم مطلقاً.

كانت نظراته نظرات راغبة، لا يمكننا أن نقول أنها نظرات رغبة فقط..... بل نظرات رجل مريض نفسي؛ مقارنة بنظرات تلك الصغيرة البريئة التي لا تفقه شيء.

قال هذا المسن وهو يخرج حلوه كان اللعاب يخرج من فمه:

_تعالي يا صغيرة خذي الحلوه.

تقدمت منه "ريم" وأخذت الحلوه من بين يده، رفع جسدها عن الأرض وضعها فوق قدمها وبدأ في تحريكها فوقه؛كان يجعل تلك الفتاة البريئة فوق عضوه،وكانت هي تبتسم بكل براءة وقالت "ريم"بابتسامة واسعه وهي تلتهم الحلوه:

_شكراً لك أيها العم.

نظر ذلك المسن إليها قائلاً وهو يتصبب عرقاً:

_وإذ نفذت حديثي سوف يكون هناك الكثير من هذه الحلوه.

اتسعت ابتسامة" ريم"ونظر هو أيضاً لها بابتسامة خبيثه، ثم حول نظره إلى والدته "ريم" (سهير) وقال:

_هذه مقابل المبلغ الذي عليكي يا سهير، ما هو رايك؟

نظرت "سهير" له قليلاً هو يتحدث، صمتت لوقت ليس طويل، ثم نظرت إلى "ريم" نظرات كراهيه، استطاعت "ريم" قراءة هذه النظرات رغم عدم كبر سنها؛ تبدل الحب والحنان الذي يخرج من عين "سهير" إلى ابنتها في لحظات وقالت في حقد:

_حسناً.... ولكن أريد الحديث معها قليلاً، في خلال هذا الوقت أكتب لي في هذا العقد أنك قد استلمت المبلغ الذي تريده منه.

ثم نظرت إلى "ريم" نظرات ثابته كارها تغير هذا الحنان إلى كره وحقد شديد وقالت:

_تعالي خلفي يا حبيبتي.

أمسكت "سهر" يد ابنتها ذو الثامنة أعوام، التي لا تفقه شيء من ما يدور سوا نظرات والدتها الغريبه عليها؛ دلفت بها "سهير" إلى غرفه من غرف أصدقائها في المنزل أو العاهرات الذين يعملون لديها.

قالت"سهر"بصوت مليئ بالحقد:

_اليوم أنتِ عروس والذي في الخارج هو العريس، أريد أن تصبحي سيدة جميلة للغاية، ألم تكوني تريدي أن تكوني لديكي أب مثل باقي الفتيات الأخرى الذي تتحدثي معهم؟هذا هو أباك وأيضاً زوجك......أنظر.....أنظر  أنا أعلم أنك تحبي ماما اليس هذا صحيح؟ أريدك أن تنفذ حديث هذا الرجل.

ثم أكملت بعد أن ابتلعت ريقها:

_أنه رجل جيد للغاية، خذي هذا القرص أنه دواء جيد، أريدك أن تنفذ كل ما يطلبه منك بابا اتفقنا، ثم أنه سوف يجلب لك كل ما أنت تتمنيه، ارتدي هذه الثياب ونامي هنا فوق الفراش، سوف أخرج إنا إلى الخارج، و والدك هو الذي سوف يأتي لك.

كانت تشعر "ريم" بتوتر الشديد وهي ترى كل هذه الافعال وحديث والدتها المتوتر.

خرجت والدتها من الغرفه حتى يدخل هذا الرجل المسكن الكبير في السن مقابل ألى هذه الفتاة البريئة الصغيرة للغاية.

كانت بطنه بارزة وجسده ضخم شعرت "ريم" بالخوف من هيئته بسبب قميصه المفتوح وشعره الغير مرتب، وعرقه الغزير الذي يغرق ثيابه الداخليه التي تظهر من خلف قميصه، وعرقه الذي يهبط من رأسه بشكل سريع، يفتح فمه بطريقة مريبة وعيونه تنظر إلى جسد "ريم" الصغيرة.

عادت "ريم" خطوة إلى الخلف ورائها خطوة أخرى بسبب تقدمه منها، إلى أن انتهى بها المطاف ملاصقة بالحائط.

أقترب ذلك العجوز العفن ونقض على تلك الطفلة البريئة، بدأ في محاولة انتهاج عرضها يحاول تقبيلها؛ غير مبالي بفرق السن ولا بفرق الجسد غير مسالم للطبيعة السلمية.

من شدة الخوف الذي تتعرض له يخرج منها شهقة دون خروج صوت،تسربت مياه بين قدميها لقد تبولت على ذاتها من شدة الخوف،ورغم ذلك نظر لها نظرات انتصار وليست شفقة ضحك مثل المجنون العقلي لم يشفق على حالها بتاتاً بل النقض عليها من جديد.

رفع جسدها خفيف الوزن عن الارض والقى بها فوق الفراش،كانت يدها الصغيره موضوعه فوق صدره تحاول مقاومة قربه المنفر حاول فك حزامه بينما هي تحاول الهروب وتضرب بقدمها كل شيء يأتي أمامها،ودون ترتيب أو حسب ضربت قدمها أسفل منطقة الحزام صرخ ومع هذه الصرخه جعلتها تصرخ هي أيضاً وهي تجلب عصا غليظة تهبط بها فوق رأسه بكل عنف.

حل صمت مؤقت بسبب وقوع ذلك المسن فوق الارض يأن من الألم؛كانت تقف بجانب باب الغرفة.

دلفت "سهر"حتى تتفقد ذلك المسن وركضت"ريم"دون أن تراها والدتها خارج المنزل إلى حيث لا تعلم.

قالت" ريم"بعد أن تذكرت كل هذه الأحداث التي حدثت معها في يوم واحده:

_كانت تريدني أن أصبح عاهرة، كانت تريد قص جناح طير يابي أن يشعر بالحرية وأن يطير، وأكبر من ذلك تريد أن تتخلص من ابنتها في تحطيم قلب بريئ؛ كل ما أتمنى حدوثه هو أن أعود إلى الماضي من جديد وأن أضرب رأسها هي أيضاً معه وأن أتخلص منها للابد.

هبطت دموعها وهي تقول بصوت هامس:

_أنا أكرها وكره كل العاهرات أمثالها، أكرهم.

الحياه تعطي كل شخص شيء مميز في حياته، أنا أمتلك ما هو مميز وأنت تمتلك شيء آخر ولكنه أيضاً مميز ولهذا ثق تمام الثقة أن جميعاً متساوياً في هذه الحياة؛ لا تكون ناقم على حياتك جميعاً سوف ناخذ الاربعة والعشرون قراط الذين حق لنا ولكن بطرق مختلفه منهم من ياخذهم في بنون وبنين ومنهم من ياخذهم في مال أو في جسد سليم وعقل نظيف، أتمنى لكم حياة كريمة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي