الفصل العشرون

قالت بصوت هادئ:

_ أنني في الصف الثالث الإعدادي.

استغرب "محمدين" داخلياً قائلاً بصوت هامس:


_ماذا هل هي في الخامسة عشر من عمرها، لابد أنها تمزح، كيف لها أن تكون بذالك الجسد وتكون في هذا العمر؟تباً لي ما هذا الحديث،نظر لها في حذر وقال:


_أي يعني أنك في الخامسة عشر من عمرك!

نظرت له في غيظ وقالت


_بالطبع لا.

ابتلع "محمدين" ريقه في صمت وهو يتوقع منها أن تقول بأنها في الرابعة عشر أو أقل، فقالت"أمينة" بتذمر:


_أنا في السادسة عشر من عمري وسوف أكمل السبعة عشر بعد شهرين من الآن،ولكني فقط دلفت إلى المدرسة في وقت متأخر وذلك بسبب وفاة شقيقتي الكبيرة.

قول "محمدين" في هدوء:


_حسناً هيا بنا نذهب إلى المنزل.

هزت رأسها في حزن، وهي تناظر أركان المنزل، وكأنها تودعه،كان "محمدين" يعلم شعورها هذا،يشعر بيه في كل مره يمر من أمام دار الايتام.

بعد وقت ليس بكبير كانت خرجت من غرفتها التي انتقلت لها من جديد، كانت ترتدي فستان طويل يصل إلى كحلها ولكنه كان جداً جميل عليها وبشده، جلست امام "محمدين" على طاولة الطعام، قلب "محمدين" عيناه وقال في بشيء من الحده:


_"أمينة"إجلسي بجانبي هنا.




فعلت كما طلب منها وجلست بجانبه مباشراً.

نظر لها بينما هي بدأت في تناول الطعام وهو كذلك، ثم وقفت من على مقعدها تاركه الطعام وقالت:


_سوف اجلي أنا الصحون.


ذهبت إلى غرفة الطهي قال "محمدين"مع ابتسامة:

_هذا بضبط ما أريده، أريدك أن تتعاملي على أساس أن هذا منزلك.

قالت" أمينة"في خجل زادها جمال:


_شكراً لك،أتمنى أن الطعام جيد المذاق.

ابتسمت لها ورفع خصلة من شعرها خلف أذنها، زادت احمرار  وتركته و ذهبت إلى غرفتها.

....

دلف "محمد" إلى الشركة بحثاً عن "زين"، لقد اتخذ قراره هو رآها وأعجب بها وهي مازالت صغير ولكن هذا أفضل بنسه له حتي ولو كانت المقبلات قليلة سوف يقبل بكل شروطهم، ولكن هو كل تفكيره أنه يريد فتاة اعجب بها وشعر أنه منجذب لها، وثانياً أن تكون مسؤولة عن أطفالها فيما بعد أن تنشأ له ذرية صالحة، وهي تبدو بريئة ليست مثل فتيات هذه الفترة من الزمن.


دخل"محمد" إلى "زين" وقف أمامه في صمت، رفع" زين" عيونه إلى "محمد" فقال:


_لما تقف بهذه الطريقة؟

قال "محمد"بتوتر بسيط:


_أنا....أريد التقدم إلى"زينة" شقيقتك.

نظر له "زين" بصدمه سريعاً ما تحولت إلى صدمه وقال:


_تعرفت عليها كيف؟ومتى؟تحدث وقل متى؟

ابتسم "محمد" وقال في هدوء:



_لم اراها سوا مرة واحده فقط غير هذه المرة التي جلبتها إلى هنا،ولكني شعرت أنني معجب بها.

قال "زين" في غضب:


_حسناً ماذا تريد الآن؟

قال"محمد":

_أريدك أن تحدد لي موعد لتقدم لها رسمياً.


نظر له "زين" وقال:


_أنتظر مني مكالمة في الغد.

هز "محمد" رأسه وخرج من مكتب زميله في العمل.

....

بعد مرور يومين كان يجلس كل من "عز"و بجانبه"روز "ابنته وأبنه الصغير" ماكس" وهو ليس با شقيق "روز" ولكنه أخيها من الأب فقط فأن "ماكس" أبن امرأة أمريكية ولكن أنفصل عنها براده منها هي.

جلس "عدي" و نظر إلى "عز" ثم إلى "ماكس" رحب بهم "عدي" ثم قال:


_ألم تعرفني على العائلة الكريمة؟

هز "عز" وقال:


_هؤلاء ابنائي "روز"متزوجة ومعها أبنة صغيرة وتعيش مع زوجها في فرنسا ولا تهبط إلى مصر كثيرًا،وهذا"ماكس"طبيب عظام.

تحدث"عدي" وهو يتفحص "ماكس" وقال:


_كم عمرك يا "ماكس"؟

أجاب"ماكس" قائلاً بلا مبالاة:

_في الثلاثون من عمري.

هز رأسه برفض تام بسبب الذي يحدث أن هذا الشخص وسيم جدًا، وله جسد رياضي بالإضافة إلى أنه طبيب.


طرح في عقل "عدي" سؤال:


_كيف تعيش حياتها مع رجل مثل هذا،اهداء"عدي"اهداء أنك وضعت فترة خطوبة طويلة،حتى أن شعرت أنها لا تريد أن تكمل تبتعد دون قيود.

في هذا الوقت هبطت" ريهام "والفتيات وجلست بجانب"عز" بدأ"عز" في الحديث معها بحب وهي كانت تتحدث معه في هدوء.

ثم وضع في اصبعها خاتم الخطوبة، سقف الجميع لهم .

بينما كان "عدي" يتابع "ماكس" بعيون ثاقبة أكثر من أي شخص إلى تقدم منه "محمد" وقال:


_"عدي" أنا أريد أن أتزو....

صمت حين رأي أخيه"محمدين" يدلف ويمسك بيده فتاة صغير نظر "عدي" إليه وقال:


_من التي مع أخيك هذه؟!

قال"محمد":


_لا أعلم،سوف أذهب له حتى أعلم.

قال "عدي":


_لا سوف أذهب أنا له،حتى أرى من هذه؟

ذهب" عدي" جهته ثم قال "عدي" وهو ينظر إلى الفتاة التي بجانب "محمدين":


من هذه يا"محمدين"؟!

رد" محمدين" في هدوء وقال له من تكون لماذا هي معه، فقال "عدي":


_ أشعر أنه ليس عطف أو شفقة،أعتقد أن الأمر أكبر من ذلك بكثير.

نظر"محمدين" إليها وقال:

_ليس ممكن بل أكيد أن هذا الشعور حقيقي.

رأى"عدي" من بعيد "زياد" وهو يتحدث إلى "رحمه" وهي تجعد وجهها في غضب.

كانت "رحمه" تقف في أحد  زويا المنزل تنظر من بعيد على "عدي"، إلى أن قال لها" زياد":


_ لن يفكر في النظر لكي،بتأكيد لن يقع في غرام فتاة هو الذي راعها منذ الصغر.

قالت في غضب:


_ما الذي بها،دعك في أمورك ولا تشغل عقلك بي.

أمسك "زياد" يدها وقال:


_أني أحبك،ما أفعله مجرد حب لكي فقط.

نظرت له في غضب وقالت:


_اترك يدي،ثم أنا قولت لك قبل سابق أني لا أحبك،أرجوك أبتعد عني.

.....

أقترب منهم "عدي" وقال:


_هل هناك شيء؟

قالت "رحمه" في غضب وهي تنظر إلى "زياد":


_ليس هناك شيء يا"عديي".


قربها إليه وقال:


_أريد أن أعلم القمر الخاص بي يريد شراء فستان الزفاف متى ومن أين.


نظرت له في سعادة وكأنها لم تكن تتحدث مع أحدهم الآن، وبدأت تتحدث عن هذا اليوم وعن ماذا تريد شكل الفستان وبماذا تريد اكسسوارات.

بينما على الجانب الآخر كانت تقف" ريم" تنتظر وجود  "عبدالله" إلى أن شعرت بشخص يقف خلفها، نظرت في فزع ولكن لم يكن هذا غير "عبدالله" وضعت يدها على قلبها في فزع وقالت:

_لقد شعرت بالخوف.

نظر لها قليلاً ثم قال:


_سلامتك من الخوف يا قلبي.

ضحكت "ريم" بقوة ثم قالت:

_لا يليق عليك هذه الكلمات.

نظر لها بغيظ وقال:


_لا يعجبك الشدة وتبتعدِ عني،ولا يعجبك حين أدلع بك، هذا ما يسمى الرومانسية.

قالت بصوت هادئ:


_أنا أعتذر ولكن لن أتعود على هذا بعد،لقد تعود على أنك تصرخ كثيراً وغاضب أغلب الوقت.

قال"عبدالله" في غضب:


_وحين لن يليق عليّ على من سوف يليق؟

أمسكت يده وقالت:


_لا تشعر بالضيق كنت أمزح معك فقط، لا تصبح بهذا الشكل ماذا سوف تفعل حين نتزوج و أنجب لك الاطفال، أريدك أن لا تغضب سريعاً.

قال في اعجاب:

_ وبعد الزواج؟

قالت في مرح:

_سوف نغضب من بعضنا البعض كثيراً،ولكن في نهاية اليوم سوف ننام في احضان بعضنا البعض.

ابتسم لها بعشق وقال:


_ما رايك أن نعقد الزفاف في ذات اليوم الذي تعقد به "سهر"و"ناصر"؟

قالت" ريم"في فرحه:


_لقد كنت يائسة من أن تطرح هذا الأمر عن قريب.

ضحك "عبدالله" وقال:


_هل تعلمي في بعض الأحيان أشعر أنني سوف يتم خداعي منك.

ضحكت بقوة وهي تقول:

_حسناً هذا بضبط ما سوف يحدث.

امسك يدها وقال:


_هي نذهب إلى "عدي"حتى نعلم منه يمكن أن نتزوج في هذا الوقت أم لا؟

نظرت إلى جهة" عدي" ثم قالت:


_لا دعها في وقت أخر أنه لا يصدق حين يجلس مع "رحمة"لوحدهم دون تطفل عليهم.


قال"عبدالله"بتأكيد:


_بالفعل،كل وقت طويل يجلس معاها وقت بسيط وهذا لأنه يحبها.

قالت"ريم"في استغراب:


_كيف يحبها وكيف لم يخبرها بعد؟

قال"عبدالله":

_لأنه يحبها يريد أن يصبح قريب منها أكثر وليس مجرد حضن أو لمست يد.

هزت رأسها في فهم.

بينما كانت" ياسمين "تدق على الطبيب
" انس" حين شعرت أن يوجد بها بعض التغيرات.

"ياسمين":

_مرحباً طبيب"أنس".

رد "أنس"قائلاً:

_أهلاً وسهلاً يا انسى"ياسمين".

قالت في هدوء:

_مرحباً بك.

قال الطبيب:

_ما هي اخبارك؟

قالت في هدوء:

_لست بخير،في كثير من الأحيان افتح عيني أرني في مكان غير المكان،أو استيقظ في غرفة الطهي وأنا لم أكن هناك.

قال في هدوء:

_للاسف الشديد يجب أن تشرفيني في الغد،ونرى ما هو الشيء الجديد الذي حدث في حياتك،نحن قد تخطينا هذه الفترة لما نعوظ لها من جديد؟

قالت بدموع:

_ولكني لا أريد أن أعود إلى المصحة،ثم أني أصبحت أستمع إلى اصوت كثيرا من حولي.

قال في هدوء:


_كل هذا حتى ترينه وتذهبِ أنتِ و"ياسمين"؟!

أغلقت المكالمة معه وذهبت إلى حيث غرفتها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي