الفصل التاسع عشر

في صباح يوم جديد، هو صباح سوف يتم به أشياء جديدة.

استيقظ "عدي" من نومه وذهب أولاً إلى غرفة "رحمه" فتح عليها الباب، كانت تنام على الفراش وشعرها  منساب بجانبها، بشرتها البيضاء التي تنير الظلام، ارتسمت ابتسامه على شفتيه دون ملاحظه منه، وأقترب منها في هدوء، وجلس بجانبها بدأ في تمرير يده على شعرها الحريري الذي يوجد بيه بعض التموجات، كانت عيونه تلمع بحب كبر مع الزمن، تعلق بها عن ذي قبل.

فتحت عيناها فقال "عدي":

_وأخيراً استيقظت الأميرة  النائمة.

ضحكت"رحمة" في هدوء وقالت:

_صباح الخير يا "عديي".

ابتسم في هدوء وهو يناظرها فقالت وهي تعدل جسدها:

_كم الساعة الآن يا"عديي"؟

نظر في ساعة يده وقال:

_الحادية عشر.

وقفت في فزع وقالت:

_الجامعة لقد تاخرت.

بدأت في تجهيز نفسها للذهاب إلى جامعتها وكانت تسير هنا وهناك في عشوائية و"عدي" ينظر لها بابتسامه صغيرة.

بعد وقت كان يجلس "عدي" أمام "سهر" بعد أن طلب منها أن تذهب له وكما أمر اخذت اجازه و أتت إلى "عدي" في الصباح الباكر
قال "عدي" لها:

_ما هو رايك يا "سهر"في"ناصر".

نظرت له في حرج وتوتر وأشارت"سهر"بيدها معبرة:

_جيد.

قال"عدي"في هدوء:

_هو تقدم لكِ ويريد أن نصنع خطوبة صغيرة لنا، ولكن هذا أن كنتِ موافقة.

هزت رأسها في حرج، علامة على موافقتها.

سعد "عدي" بها جداً، وخرجت "سهر" تركض إلى غرفتها وهي تشعر بخجل الشديد.

رفع "عدي" هاتفه ودق على هاتف "ناصر ":

_مرحباّ كيف حالك يا" ناصر"؟لقد وافقت "سهر" عليك حتى نحدد وقت إلى الخطوبة.

ابتسم "ناصر" وقال في سعادة:

_نصف ساعة وسوف أكون لديك.

بعد نصف ساعة.

دلف "ناصر" بعد وقت قصير إلى "عدي" وجلس معه؛ بينما ما أن رآه "عدي" ضحك بصوت عالي عليه فقال "ناصر":

_لا يوجد شيء مضحك للعلم.

قال"عدي " وهو يشعر بالضيق:

_ لانك متهور وعلى عجلة من أمرك.

قال"ناصر"بعدم اهتمام:

_قولي يا أستاذ/"عدي"،متى عقد الزفاف؟

ضحك "عدي" وقال:

_أني قولت لك خطوبة وليس زفاف.

نظر له "ناصر" وقال بصوت مرح:

_لا عقد زفاف أنا أعرف "سهر"منذ زمن،وأحبها ولا يوجد بي أي خطأ؛ دعني اتزوج منها الاسبوع المقبل وحفلة الزفاف بعد شهر؟

قال"عدي" في هدوء:

_هذا صعب.

قال "ناصر" وهو يبتسم:

_لا يوجد شيء صعب عليك يا "عدي".

ضحك"عدي "وقال:

_لقد اقتنعت،مبارك عليك يا"ناصر".

قرأ الجميع الفاتحه، وكان من بينهم بتأكيد
"سهر "هذه الفتاة الرقيقة الهادئ.

بطبع لم يخلو المكان من هذه النظرات بين
"ناصر" المحب المشتاق لها، ونظرات "سهر" الخجولة التي تحوي بكم هي سعيدة بجوده بجانبها وأنها أصبحت معه كما كانت تتمنى منذ زمن بعيد.
                         ....

كان "محمود" مازال يجلس في هذه المستشفي حيث أمر الطبيب بحجز "محمود" ويصبح  تحت رعايته، كان "محمود" ينظر أمامه في حزن، وجع في جميع أنحاء جسده، ولكن هذا لا شيء بنسبة ألمه على ترك أخيه وحده؛ دق الباب عليه في هدوء وقال بصوت هادئ كأنه لا يستطيع اخراج صوته:

_تفضل.

دلفت "علياء" وهي تبتسم له وتقدمت منه وقالت:

_كيف حالك اليوم؟

رد "محمود" بابتسامة صغيرة:

_بخير.

قالت"عليا":

_أنا أعتذر على تطفلي...ولكن اليس لك عائلة؟

نظر لها في حزن وقال:

_تسطيعي أن تقولي لدي،وتستطيعي  أن تقولي ليس لدي.

ضحكت في استغراب وقالت:

_هل هذه أحدى الفوازير.

ابتسم لها وقال:

_لا كل الموضوع هو أنني تم رعايتي في ملجأ أنا وأخي منذ الصغر،وذلك الملجأ تم حرقه،وتولى رعايتنا "عدي"شقيقنا الكبير.



هزت رأسها في حزن وقالت بابتسامه:


_أن الطبيب قد طلب مني أن أظل معك طوال اليوم حتى أن احتاجت إلى شيء أفعله لك؛ما رايك أن نذهب إلى الحديقة بعض الوقت؟سوف أجلب لك فنجان من القهوة على حسابي الشخصي،ونتحدث قليلاً في الهواء الطلق.

ابتسم  لها"محمود" وقال:


_وهل نستطيع أن نفعل ذلك؟

قالت "علياء" في سعادة:

_بطبع نستطيع هيا بنا هيا.

كان يسير "محمود" بجانب "علياء" بخطوات بسيطة، إلى أن جلسا في أحد زوايا الحديقة التي داخل المشفى، تنفس "محمود" بعمق كان يريد أن يشعر بأنه حر من جديد  ليس من طبيعته أن يجلس على الفراش أكثر من وقت النوم، ولكن الآن هو حتي لا يقدر على الحركه بشكل جيد، كسرت هذا الصمت "علياء" وهي تقول في هدوء شديد:


_هل تعلم...ربما أن تحزين لانك ليس لديك عائلة ولكن ماذا تقول على الانسان الذي يتوسط عائلته وهم ليس مع أطفالهم؟أحياناً تصبح الحياة التي تعيشها أفضل بكثير من ما تتمنى،ليس جميع العائلات جيده.


ثم قالت وهي تشعر بالضيق:


_هناك عائلة تفرض في أطفالها من أجل المال،وهناك من يتسبب في قتل أطفاله وهناك من يقتلهم عن طريق الحديث والافعال فقط،واحيانا نصبح نحن وسيلةتفريغ شحنة الغضب التي بداخلهم؛لا أريدك أن تشعر أن هذا شيء سيء،ولكن الحقيقة ربما هذا أفضل شيء قد تعرضت له.

نظر لها "محمود"وهو يشعر بأنها مرت بأشياء كثير ولكن هي فقط تحاول إخفاء هذا ولكن واضح جداً في حديثها، ولكنه فضل أن يصمت، فضل أن لا يتحدث، إلى أن شعر بتعب وطلب منها أن تجعله يعود إلى غرفته.

....

ذهب"محمدين" إلى الشقة ودلفت معه "أمينة" التي سوف تبقي أمانة لديه لا يعرف عنها شيء، وشعر فجأة أنه في ورطه، ولكن ماذا كان يمكن أن يفعل هل يتركها ويسير من حيث آتى؟ وكانه لم يرى شيئاً بتأكيد هو ليس من هذا النوع، ثم أنها لفتت نظره من أول لقاء، هي تختلف كثيراً عن أي أمراة أو حتي فتاة في حياته.


بتأكيد هو ليس برجل متعدد العلاقات، بل لم يدخل في علاقة من قبل بكل الأشكال، ولكن بتأكيد كان ينظر ويرى وهي من النوع الذي لم يراه من قبل، أقتربت منه"أمينة" في هدوء وقالت في خجل ودموع:


_ما هو أسم حضرتك؟


رد "محمدين" بابتسامه وقال:


_أسمي "محمدين".

قالت بصوت مبحوح أثر البكاء:



_كنت أريد أن أذهب إلى المنزل الخاص بنا حتى أتي ببعض من ملابسي التي سوف احتاجها في خلال الفترة المقبلة.

بتأكيد سوف تحتاج إلى ملابس، بعد أن تحدث والدها معها قليلاً، ولكن علمت الآن أنه كان يخبرها أنها سوف تذهب معي فقلت لها:


_هيا حتى نذهب.


بعد وقت دلفت"أمينة" إلى المنزل الخاص بها وبدأت في سحب بعض الثياب الخاصه بها من الغرفة الخاصة بها، كانت تقف في أحدى الغرف والخزانة أمام وباب الغرفة منفرج وهذا سهل على "محمدين" رايتها وما تفعله بضبط.


ثم تجول "محمدين" في الصالة، رأى بعض الشهادات  و كان من ضمنهم شهادة الثانوية الخاصة بـ "أمينة" ، إذا هي في أول سنه لها في الجامعه.

قالت" أمينة"بجانب أذنه:


_هذه شهادة شقيقتي التي توفت،وكتب أسمي على أسمها.

نظرت في تاريخ الشهادة بالفعل كان منذ سنوات كبيره، قالت والدموع تمتلئ في عيونها:


_لقد توفت بمرض نادر للغاية،وهذا ذات المرض الذي فقد أبي بسببه.

قال في هدوء وهو يربت على كتفها:


_حسناً وكم عمرك الآن؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي