الفصل السابع

هبطت "روز" درجات المنزل خلف عمتها من دون أن يراها أحد أوقفت عمتها "إيمان" وقالت:

_عمه كنت أريد أن أعلم أي شيء عن "عدي".

قالت" إيمان"ببعض التوجس:

_ماذا تريدي منه يا أبنته "عبير"؟

نظرت لها" روز"بعيون الجرو وقالت بصوت منخفض للغاية:

_كنت أريد فقط أن اطمئن عليه.

رغم بعدها عنه لمدة طويلة ولكنها كانت تكن له بعض المشاعر منذ الصغر، رأت ما فعله به ابيها وكانت غير راضية عن ذلك بتاتاً، وهذا ما جعلها بعيدة كل البعد عن عائلتها؛ لم تكن تستطيع أن تفتعل المشاكل مع عائلتها معه، وفي ذات الوقت لم تكن تستطيع أن تهرب مثل ما فعل "عدي".

قالت"إيمان":

_إن كنت تريدي أن تريه ليس لدي أي مشاكل، يمكنني أن اجعلك ترينه ولكن بعد أن اطلب منه ذلك.

غمرة "روز" السعادة وهي تقول:

_بتأكيد موفقة يا عمه.

تحدثت "إيمان" من جديد قائلة:

_ولكن أن علم شقيقك عنه أي شيء سوف....

قطع استرسال حديثها "روز" وهي تقول بدفاع:

_أنا ليس لي دخل بما يعملون وما يريدون، وليس معهم في كل هذه الأشياء الذي يودون صنعها،أن "عدي"يعمل هذا جيداً.


كان يجلس"عدي"في غرفته ينظر إلى نافذة بينما الطبيب يجلس على قرب منه.

بدأ أن يتذكر كل ما مر به في وقت سابق، ويلقي به على كهل هذا الطبيب حتى يصف له الدواء.

قال "عدي" وهو مغمض العينين:

_كنت أركض من أمي هنا وهناك، ويأتي أبي يمزح معنا ويلعب معي، كان يوم لطيف، وقد نسيت بعض من ما قد عشته من الم وذل.

أكمل قائلاً:

_حينها دق هاتف أبي كنت أنظر له في توجس وبعض الخوف رد على المتصل قائلاً"نعم يا إيمان"

كانت علامات الصدمة بادية على وجهه، كان يشعر حينها بفقدان شيء كبير، وقع الهاتف من بين يده ونظر أمامه وهو يبي البكاء وقال بصوت ضعيف للغاية:

_ذهب يا "مها" لقد ذهب.

شعر "عدي" و"مها"بالاستغراب، و، ركضت "مها" سريعاً نحوه وضمته إليها حين رأت دموعه وقالت في حنان:

_من هذا الذي ذهب يا "مازن"، أريد أن أفهم بهدوء.

كانت"مازن"والد"عدي "يبكي كانت هذه أول مره يرى بها" عدي"والده وهو يبكي وقال بين بكائه:

_"أحمد"شقيقي الكبير قد مات، لم يتبقى لي أحد.

كان "مازن"  يعتبر الاخ الصغير، وكان يحب شقيقه "أحمد" بشدة؛ خبر وفاته كانت صدمه بنسبه أليه ولم يكن يتوقع أن يذهب أخيه كما ذهبت والدته وقبلها أبيه.

ربطت "مها" برفق على "مازن" وقالت في حنان:

_لا تفعل هكذا في نفسك، هون عليك، أنت الآن أب ومسؤول عن بيتك وزوجتك وأبنك، أنت أقوى بكثير من كل هذا.

هبطت الأسرة في  يومها إلى مصر، كان يشعر "عدي" بالضيق وبعض الخوف، خوف أن يحدث معه أي شيء قد حدث معه من قبل.

ذهب "مازن" و أسرته إلى منزل جدته، والتي لم يراها أحد منذ سنة أو أكثر، ثم ذهبوا إلى منزل "أحمد" شقيق "مازن" الكبير، كان يقف "علي" وهو أبن "أحمد"  الوحيد كان يجلس في زوية من المنزل يبكي، كان في عمر الثالث عشر.

كانت تهبط دموع "علي" في هدوء.

ذهبت "مها" إلى"سهر"زوجة "أحمد" الذي توفى؛ في تلك الاثناء كانت تقف "عبير" وأبنها "كريم" و"روز"؛ تقدمت "روز" من "عدي" وقالت:

_أمي قد قالت لي أن أباك هو السبب في أن أبي يبتعد عني، وقالت لي أيضاً أن يجب أن أكرهك.....ولكني أحبك، حين أعود إلى المنزل سوف يضربني "كريم" وهذا لانني تحدثت معك.

نظرت "روز" إلى أخيها ثم نظرت من جديد إلى "عدي" وقالت:

_أني أريد أن أذهب معك، لا أريد أن أعود إلى المنزل من جديد معه.

ابتسم لها "عدي" في لطف وقال:

_وعد مني لكي حين نكبر سوف أخذك منهم، وتبقي معي، وهذا وعد من "عدي مازن المحمدي".

بعد مرور يومين من هذا المشهد، دق هاتف الأب بخبر مصدم وهو وقوع جميع التهم الموجه إلى" محسن المحمدي"وهذا بسبب عدم وجود أدلة كافية على أنه هو من خطف أبنه، وبناءاً على ذلك تم اخلاء سبيله.

فقدت "مها" الوعي أثر الصدمه والخوف من القادم.

بينما سفرت "سهر" زوجة العم وأخذت اخذت  "أحمد".

أرتدى" مازن"ثيابه سريعاً وقال:

_سوف أذهب حتى أرى ما حدث بضبط، وما الدافع لاخراج هذا المتهم.

شعر "عدي" يومها بأن قلبه يعتصر من الخوف، ربما من الحزن أيضاً؟ كان يشر أن هناك شيء سيء سوف يحدث عما قريب.

دق هاتف "مها" ردت قائلة:

_مرحباً.

قالت "يارا":

_ماذا به صوتك؟ هل أنتِ على ما يرام يا"مها"؟

هبطت دموع"مها "وهي تقول:

_ليس هناك شيء، كيف تسير حياتك؟

قالت"يارا"بشيء من القلق:

_ماذا حدث يا "مها".

تحدثت"مها"في هدوء وقالت:

_ليس هناك شيء بعض المشاكل بيني وبين "مازن" فقط؛ تحدثي أنتِ كيف حالك وزوجك ما هي أخباره؟

قالت "يارا":

_أنا بخير، أنني فقط كنت أطمئن عليكِ، أريد أن أطمئن على طفلك الصغير.

أمسك"عدي"الهاتف في سعادة غامرة قائلاً:

_"يارا"اشتقت لك يا خالتي، كيف حالك؟ وكيف حالك "كرستينا أنني أشتاق لها هي أيضاً.

صرخ"عدي"في أخر كلماته في حماس، فكان "عدي" يحب خالته "يارا" ويعتبرها صديقته وليست خالته فقط؛ وكان يحب أيضاً ابنتها الصغيرة والتي كانت تبلغ من العمر حينها ثلاثة أعوام بينما كان "عدي" حينها في الثامنة.

كانت "كرستينا" فتاة جميلة تاخذ معالم "يارا" بينما تاخذ من طيبة ابيها.

أغلق "عدي" الهاتف بعد أن أنهى المكالمة مع "يارا" خالته؛ وما أن انهى المكالمة حتى استمع إلى صوت أطلاق الرصاص في أحدى الغرف.

اقفلت "مها" باب الغرفة سريعاً في خوف ودقت على "مازن"  وقالت في خوف:

_ساعدنا يا "مازن" هناك رجال يطلقون الرصاص علينا.

كانت "مها" تشعر بالانهيار خايفه على ابنها ومن الذي يمكن أن يحدث له.

ضمت "مها" "عدي" وهي تبكي وقالت:

_مهما حدث لا أريدك أن تخاف، لا أريدك أن تحزن أنني أحبك يا صغيري

صرخت"مها"بقوة حين ام كسر الباب.

نظر الملثم إلى "مها" ثم إلى "عدي" وقال:

_أخذوا تلك المرأة في الصالة.

خرج أحد الرجال الملثمين وسحب "مها" من شعرها، كان يحاول "عدي" الدفاع عن والدته ولكنه لم يستطيع فعل شيء سوا البكاء فقط كان تصرخ بصوت عالي.

قال ذلك الملثم:

_نحن سوف ننتظر زوجك حتى يأتي لأن الذي سوف يحدث يجب أن يحدث في وجوده.

بعد وقت قصير كان "مازن" مكبل اليد، معالم الضرب جالية على وجهه.

تقدم رجل ضخم الجسد من "مها" وبدأ الاعتداء عليها أمام زوجها وابنها.

كانت "مها" تصرخ وتهبط دموعها كما يهبط الشلال.

كان يحاول "عدي" التقدم منها يحاول مساعدتها ولكنه لم يستطع، وهذا بسبب ذلك اللعين الذي كان يسحبه من قدمه.

خلع هذا الملثم الضخم القناع الذي على وجهه وقال بصوت عالي:

_أريدك أن ترى زوجتك وهي داخل أحضاني كما كان يحدث، لقد فعلت ما في رأسك وأخذتها مني، سوف تشاهد الآن ما سوف يحدث بها على يدي.

كانت الصدمه مثل الصعقة عليهم بسبب أن هذا الشخص الذي يعتدي على "مها" ليس إلا "محسن" شقيق "مازن".

ولكن من حديثه بتأكيد علمتم ما الذي يحدث الآن.

أن" محسن"كان زوج "مها" الأول ولكنها انفصلت عنه وتزوجت بعد عام من أخيه "مازن" وهذا ما جعل "محسن" يحاول تدميرهم بكل الطرق.

بعد أن أنهى"محسن"حديثه بدأ في التعدي عليها جنسياً و"مازن"يصرخ على زوجته كان مكبل الايدي؛ بينما كان "محسن" يضحك بشكل هستيري.


ترك "محسن" "مها" والتي كانت ترتعد خوفاً، ونظر إلى "مازن" بابتسامة مختلة وقال:


_أنتظر يا"مازن"هناك ما هو أشد سوف يحدث، زوجتك من المفترض أن تكون معي، ابنك من المفترض أيضاً أن يكون أبني، ولكن لانها ليست حاجتي، ولكنني أخذ كل ما عيني يقع عليه.

ابتسم "محسن" قائلاً:

_سوف أوضح لك أكثر... مثلاً أنا عيني وقعت على ميراث "أحمد" تخيل ماذا فعلت؟ قتلت أخي فكر معي أريدك أن تفكر معي بصوتاً عالي؛ وقعت عيني على "مها" وكنت أريد أن أخذها وكنت أضع في عقلي أنني سوف أصلح سوء التفاهم بيني وبينها، ولكنك ماذا فعلت؟
جعلتها ترفع قضية خلع عليّ.

لعق شفتيه وأكمل قائلاً:


_ثم تزوجتها؟ ولكنني الآن قد أخذت حقي لقد فعلت ما كنت أريد فعله منذ وقت لقد تعديت عليها.

ضحك "محسن" بصوت عالي ثم نظر إلى "عدي" وقال:

_كنت أريد طفل منها، ولم الحق على لمسها حين كانت على ذمتي، ولكن مازال هناك طريقة سوف أفعل شيئاً الأول سوف أجعله يتيماً وثاني شيئاً سوف أفعل هذا.


في اللحظة التالية صرخ "عدي" بقوة حين شعر أن هناك شيء يأكل وجهه، لقد سكب العم على وجه أبن أخيه مياه النار.


ثم غرز في ذراع كل شخص حقنا وفقد الجميع الوعي.


تنفس "عدي"بعمق بعد أن انتهى من تذكره والتحدث عن هذا الماضي المرير مع الطبيب النفسي.

قال الطبيب:

_أعلم أنك مررت بكثير من الأحداث الصعبة ولكن أيضاً،أريد أن تمر في الحاضر بمستقبل مشرق.

ابتسم له الطبيب وقال:

_الدواء لا تنقطع عنه حاول الحفاظ عليه
و انتظم في دوائك.

خرج الطبيب وبعد قليل من الوقت استمع إلى الباب وهو يفتح نظر و وجدها الصغيرة
" رحمه"وقالت بصوتها الرقيق:

_هل هناك مكان حتى انام بجانبك "عديي"؟

رفع" عدي"حاجبه وقال بصوت حاد:

_كيف لكي أن تنامي بجانبي يا سيدة "رحمه"؟

نظرت"رحمه"في خوف له وقالت:

_أنظر يا"عدي" أنني اليوم شاهدة فيلماً، وكان به مشاهد مرعبة للغاية ولذلك شعرت بالخوف، ولذلك فكرت كثيراً وأعتقد أن الوحيد في هذا المنزل الذي يمكنه حمايتي من الاشرار.


ضحك عالياً قائلاً:

_تعالي إلى أحضاني يا صغيرتي.

ركضت "رحمه" بجانبه، وقال "عدي":

_ما هو شكل الشخصية المرعبة التي كانت في الفيلم؟


قالت"رحمة"بشكل طفولي:

_كان هناك شيء في وجهه وكأنه حرق كان شكله مرعب.


شعر "عدي" بالحزن ورأت "رحمه" هذا الحزن؛ جلست على الفراش سريعاً وقالت:

_أنا ليس قصدي، أنك غير أي شخص قد رأيته في حياتي، أن عينك قمر وشعرك قمران.

وضعت "رحمه" يدها على وجهه مكان التشوه وقالت:

_هذا مختلف عن الشكل المخيف، أنني من المستحيل أن أشعر بالخوف منك يا "عدي".


وضع"عدي"يده على شعرها الابيض الطويل وقال في حب:

_أعلم أنك تحبيني وكذلك لا تري شيء سيء بي، ولكن أنتِ قمران وليس أنا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي