الفصل الحادي عشر

خرج "عدي" من المنزل وذهب إلى المحامي
حتي يستلم باقي  ميراثه، وبعد أن أخذ كل
مستحقاته وخرج دق الهاتفه.

رد "عدي" بصوت هادئ:

_مرحباً.

آتى الرد من الجهة الأخرى قائلاً:

_لقد كنت في عجلة من أمرك حتى تاخذ
الميراث.

ضحك "عدي" حين علم هاوية المتصل وأجابه قائلاً:

_تعلم يا "كريم"أفضل شيء بعد أن تشعر
بالراحة وأنك قد امتلكت كل شيء،يخرج
شخص من العدم يأخذ حقه منكم ويأخذ
حقوق الآخرون أيضاً،وتعود أنت ووالدك إلى
نقطة الصفر.

ضحك"عدي"ثم قال:

_ تعلم أنا بالفعل أشعر بالشفقة عليك.

قال" كريم"بصوت حاد:

_ولكني لن أصمت، وسوف أخذ كل قرش قد
أخذته مني أو من أبي، تذكر هذا الحديث يا أبن عمي.

كان يضحك "عدي" في استخفاف عليه، يعلم "عدي" أن أبن عمه"محسن"لا يستطيع أن
يصمت، وأنه بتأكيد سوف شيء غبي حتى
يوقع بنفسه.

أما من ناحية أخرى في المحاكم.

أصبحت قضية الرجل المغتصب قضية رأي عام ، والشعب يطالب الحكومة بأن يتم رجمه حتي الموت في مكان عام ومن جميع الفئات، حتي  يخاف كل من تسول  له نفسه على الاغتصاب
أو أن يفعل فعل مشين في حق الأطفال
الأبرياء.

ونأتي إلى "محسن" عم  حكم عليه بالإعدام
شنقاً.

جلس "عدي" في مكتبه يكتب سطرين من
حياته بها سعادة وكتب.

_لم أكن أريد أكثر من ذلك في حياتي، لم أكن
أريد أكثر من أن آتي بحقي وحق عائلتي؛ النقط السوداء التي في حياتي لم تختفي بعد ولم
تتحول أيضاً إلى نقط بيضاء.

ذهب "عدي" إلى المنزل  يريد التفكير جدياً في ما سيحدث معه، يريد أن يعرف ماذا سوف
يفعل في كل ما حدث،  ويجب عليه أيضاً  أن
يكون حذر من "كريم" أبن "محسن".

دلف" عدي" المنزل  رأى الجميع ملتف حول
امرأة، نظر لها قليلاً يريد أن يعلم هواية هذه
المرأة.

نظر "عبدالله" إلى "عدي" الذي لا يتحرك
وذهب إليه وقال:

_تعالى حتى أعرفك على هذه المرأة،هذه
"والدتة زياد" وتسمى "مريم".

مد"عدي" يده يسلم عليها وكانت نظراتها
إلى  "عدي" نظرات إعجاب به.

سحب "عدي" يده بعد قليل وذهب إلى غرفته و قال وهو يسير:

_أتمنى أن تجلسي معهم أن كنتِ تريدي.

دخل غرفته وقفل الباب عليه وجلس على
فراشه وراى  "رحمه" تجلس في زاوية من
الغرفة نظر لها في استغراب و عقد حاجبيه
وقال:

_ما هذا يا "رحمة"؟لما تجلسي في الغرفة
وحدك؟لما لا تجلسي معهم؟

نظرت له" رحمة"في حزن وقالت:

_هناك فتاة في الأسفل جميلة،ولكن والدها
أحمق،يتحدث معي بطريقة سيئة،كان يريد أن يسرح لي شعري يا "عدي"وحين رفضت قال
لي في سخرية من إذاً الذي سوف يفعله لكِ؟

نظر لها"عدي" قليلاً ثم وقال:

_لا نحزن أنك تعلمي أنه سوف يجلس هنا مدة،يجب عليكي التعامل معه على أنه مثل الاخ
بنسبة لكي،كم هو عمره هذا الفتى؟

قالت في حزن:

_لديه تسع سنوات مثلي ولكنه أكبر مني
بشهرين.

نظر لها "عدي" قليلاً وقال في هدوء:

_حسناً يا"رحمة"أن كنتي لا تفضلي اللعب معه ويجعلك تحزني يمكنني أن اجعله لا يلعب
معك مرة ثانية. 

قالت "رحمة" في اعتراض:

_لا أنا الذي سوف يقول له لا يلعب معي مره
ثانية.

دق الباب على "عدي" و"رحمة"ودلف
"محمدين" وقال:

_"عدي"هناك أشخاص في الأسفل في
انتظارك لهم جسد طويل يشبهون الباب.

ضحك "عدي" وقال بصوت هادئ:

_حسناً،سوف أجهز وأنت بالغ أخوتك حتى
اعرفكم عليهم.

هز رأسه "محمدين" وذهب.

نظرت له "رحمه" وقالت:

_من هؤلاء يا "عديي"؟

ابتسم" عدي"على دلع أسمه منها وعلى وضع ياء الملكية في أسمه وقال:

_أنهم حراس لنا في المنزل هنا، سوف نحتاج
إليهم إلى بعض الوقت.

قالت "رحمة" بضحك:

_كيف لك أنت تفعل كل هذا بهذه السرعة!

حملها على ظهره وهبط بها إلى الأسفل
وقفت "مريم" بجانب "عدي" ووقف الجميع
خلف "عدي".

نظر" عدي" لكبير الحرس وبدأ في تعريفهم
عليهم وتعريف الصغار عليهم أيضاً؛ ثم انتشر جميع الحراس في جميع أركان المنزل.

سقفت "مريم" بيدها وقالت:

_هيا...الجميع على طاولة الطعام،أني فعلت
لكم طعام لذيذ للغاية،وأود أن استمع إلى
رايكم عن ذلك الطعام.

جلس الجميع حول طاولة الطعام وهم
يشمون  رائحة الطعام الذكيه، كانت "مريم"
تنظر طوال الوقت إلى "عدي" وكان "عدي"
ينظر ويهتم بأكل الصغيرة "رحمه" وهي
تجلس بجانبه إلى أن جلس بجانبها "زياد" ،
وقفت ونظرت له بضيق ثم جلست على قدم
"عدي" وأخرجت لسانها إلى "زياد" الذي أحمر وجهه من الغضب .

ضحك الجميع ولكن "مريم" نظرت إلى "عدي" و "رحمه" في استغراب ودهشه مالت على
"عبدالله" وقالت:

_هل "عدي"و"رحمة"دائماً بهذا الشكل؟

همس لها" عبدالله" وقال:

_ نعم أن "عدي"هو الذي كلن يعتني بها منذ الصغر،علاقته بها مثل أب وأبنته أو أخ وأخته.

هزت رأسها وأكملت نظر إليهم.

وقف" عدي" بعد أن أنها طعامه ونظر إلى
"مريم" وقال:

_تسلم يدك يا "مريم"،كنت بالفعل أحتاج إلى طعام من البيت شكراً لكِ.

ابتسمت مريم وقالت:

_لا شكر على واجب يا"عدي"،ثم أن من اليوم سوف تتناولون الطعام من يدي،وسوف أكون واحده منكم؛ ما رايكم؟

ابتسم الجميع وهز رأسهم وذهب" عدي"وهو يمسك يد "رحمه" إلى الحمام حتي يغسل يده ويدها.

وجلس في الحديقه وذهبت "رحمه" للعب مع
اخواتها.

جلست بجانبه "مريم" وقالت:

_أعلم أنه حمل عليك.

لم  ينظر إليها، وتحدث قائلاً:

_مطلقاً،بل أني أعتقد أنهم هم من جعلوني
في تلك القوة....أنا أحبهم جميعاً.

هزت رأسها مع ابتسامة وقالت:

_وهم بالفعل دخلو قلبي جميعاً.

نظر لها "عدي" وقال:

_وأنت ما حكايتك بضبط؟

قالت "مريم"بهدوء ولا مبالاة:

_ليس لي حكاية،فقط أحببت رجل وأحبني
تزوجنا وانجبت منه"زياد"،من ثم توفت عائلتي،ورثت منهم،وهذا الرجل الذي كنت أحبه بشدة ويحبني بشدة سرق هذا الميراث مني
وطلقني.

ابتسمت له وقالت:

_بتأكيد لا تأتي شيء مقابل ما أنتم عشته به.

هز"عدي" رأسه ونظر أمامه من جديد وحل
الصمت عليهم، إلى أن رأى " رحمه "تركض
عليه و وقفت أمامه وهي تنظر له بنعاس
وقالت:

_"عديي"أريد أن أنام.

ضحك" عدي" عليها و اجلسها داخل  حضنه
حتي تنام؛ نظرت له "مريم" وقالت:

_متعلق بها؟

قد حاجبيه في استغراب ثم فهم ما تقصده
وقال:

_"رحمة"هي حياتي.

قالت "مريم":

_ولكن هذا خطأ،بتأكيد باقي الاطفال
يشعرون بالغيرة منها أو.....

قطع استرسل حديثها وقال:

_لا ليس هناك أحد يشعر بالغيرة من أحد،وهذا لسبب بسيط للغاية وهو أنهم يعلمون
جميعاً ما هي"رحمة"بنسبة إلى"عدي"،ومن
المستحيل أن يحاول أحد بأن  يزعجها لأنني لا أسمح بهذا.

شعرت"مريم" بتوتر وقالت:

_أنا لم أكن أقصد شيء.

نظر لها "عدي" وقال في هدوء:

_أنظري....أنتِ مازالتِ لا تعلمي شيء عنا،أنا
أحب جميع من في الداخل،والملجأ الذي كنا
به صنعنا به كثير من الذكريات،وما أن شب
الحريق هؤلاء هم فقط الذي ركض عليهم
حتى أخرجهم،وهذا لا ينفي أنني حاولت انقاذ الآخرين ولكنني لم أستطع.

ثم نظر لها وقال:

_واتمنى أن أنتِ أيضاً تعلمي ما هم لدي
وأتمنى أكثر أنك لا تحاولي إبعادهم عني.

نظرت له "مريم" في  صدمه وقالت:

_لا لا لم يكن هذا قصدي،ولم يكن هذا هدفي من البداية،ولكني فقط شعرت أنها......

قطع حديثها وأشار بيده وقال:

_أنا أعلم ما هو قصدك بضبط وأتمنى أن
تكوني فرد من العائلة.

تركها "عدي" وذهب إلى غرفته ووضع "رحمة" على الفراش ونام بجانبها...

نظرت "مريم" إلى "محمدين" وقالت:

لما لم يخرج من لديها؟هل هو ينام بجانب
"رحمة"؟

نظر لها" محمدين "وقال بحده ولكن في 
همس:

_أنظري يا أستاذة"مريم"،"رحمة"لدى"عدي
خط أحمر،لا تفكري بها أو به كثيراً،ونعم هو ينام بجانبها وحين كانت أصغر كان هو الذي يحممها؛وأريد أن أقول لا تحاولي التدخل
بينهم لأن"عدي"لن يقبل بهذا مطلقاً.

تركها"محمدين"؛ نظرت له "مريم" في
استغراب وقالت:

_ ما هذا كلما تحدثت عنهم مع أي شخص
يتحدث معي بطريقة غريبة!

نظرت أمامها ثم أخذت "زياد" و ذهبت إلى
غرفتها حتى تنام.



في غرفة"عدي" و"رحمه"

كان يجلس وهو يمسك بالقلم و الورق وبدأ
في الكتابة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي