الفصل السادس عشر

تحدث "محمد" قائلاً بيدي ترتعد:

_ولكن الصدمه أتت بعد شهر حين علمت أنها تحملكم بين رحمها، كنت تريد أن تتخلص منكم ولكني رفضت، ثم اقترحت أنها سوف تهرب، وهربت بالفعل وأبي أصبح يبحث عنها

في كل مكان تربيتم في كفنها لمدة عام وحين والدي علم عنكم كان يريد الاعتراف بكم ولكنها هربت من جديد، ولكنها في النهاية قالت أنكم قد توفيت أنت واخيك، و بتأكيد سوف يكتشف أنكم ليس أطفاله.


الحديث الذي خرج من "والد محمدين" كان صادم لدرجه كبيره، كان يتوقع أنهم لم يريدونه أو كان يأمل أن يكون تم اختطافه؛ ولكن ما قاله الآن لم يفكر بيه نهائياً وقال بصوت هادئ يوضح صدمته من الذي يقال:


_لا أستطيع تصديق الذي تقوله!أنت...أنت....أنا لا أعلم ماذا أقول لكم؟ولكن كلمة خائن الذي وصفت بها ذاتك أنظف بكثير من أن تضاف إليك.

نظر لهم وقال:

_تنسى أنك لك أبناء لو كنت بينكم وعلمت ذلك لكنت قولت ذات الحديث،كيف تفعل ذلك!؟ كيف استطعت أن تكمل حياتك بهذا الشكل؟! أنا لا أريد أن أرى أسمك امامي من جديد؛وتذكروا أن العذاب والجحيم سوف يكون على يدي أنا لكم.


كان هذا آخر ما قاله "محمدين"، وبعد ما خرج وأقفل الباب خلفه تركهم  في حالة إنهيار تام.


أما في داخل المنزل وقف أمامها"محمد" وقال:


_أنا السبب،أعتذر يا "دينا"،ولكني أحببتك،ربما هذه هي اللعنة التي سوف تلازمن حياتي الباقيه،أكملت حياتي بعدك ولكن ليس كما كنت سوف أكمله معك،وبعد أن كبرت والشعر الابيض قد خطاء فروة راسي أقول لك إحبك.


ثم ابتسم ساخراً:

_ولكنه الحب المستحيل،لا استطيع نسيان أخر حديث بيننا،لا استطيع أخر لمسات بيننا،أحببتك،ولكن للاسف الشديد أنتِ كنت خطيئتي في هذا العالم.



دلفت"ريهام"إلى المستشفي في يوم جديد ولكن هذه المرة تسير بخطوات سريعة والابتسامة تزين وجهها، تذهب إلى حيث يوجد "عز" الرجل الذي تحب، وما أن وصلت إلى غرفته حتي دقت الباب وسمح لها بدخول، كانت تقف أمامه في ارتباك وتوتر عام حل بها حين رأيت ابتسامته.

أقترب منها كان قلبه يدق بصورة غير طبيعية، ولكنها تعلم السبب تمام العلم، أنه الحب الذي يدق له القلوب.

وقف أمامها وقال:


_اشتقت لكِ.

ابتسمت "ريهام"له وقالت:


_انه ذلك الذي أريدك لأجله. :

نظر لها في استفسار، وقال"عز":


_ما الذي تريديه بضبط؟


قالت في هدوء وابتسامه حب تظهر على وجهها:


_موافقة على عرضك.

كانت هذه الإجابة التي ينتظرها وكان يريدها بشده فقال بابتسامه واسعة:

_حسناً،متي أتي حتى أتقدم؟

ضحكت"ريهام"وقالت:

_أنك في عجلة من أمرك.

قال"عز" بصوت عاشق:


_أحبك واموت عليك،لما لا أكون على عجلة من أمري؟



هزت رأسها وعيونها تلمع من الحب والسعاده في آن واحد  وقالت:


_غداً يمكنك خطفي بالفرص الابيض الخاص بك.

ضحك "عز" بقوة وقال:


_يمكن أن تكون سيارتي البيضاء؟ لأن الفرص فكرة قديمه ولا تليق بك.

هزت رأسها في ابتسام وقالت:


_أي شيء أبيض حتى أن كانت سحلية،أنا أريدك أنت ولا أريد غيرك.

( كانت هذه هي  أفعال القلوب حين تتلاقى وتعشق بعضها، تنسى الفرق بين الطبقات وتنسى المال والجاه وأخيراً تنسى العمر الذي يشكل عائقاً،  أو الذي فات من حياتنا، الحب هي ليست كلمة نأخذها ونردد حين نريد بل هي فعل قبل أن تنطق بالسان )



انهيت "سهر" عملها سريعاً اليوم وطلبت من المدير أن يعطيها نصف يوم، ولانها لم تفعلها من قبل وافق على طلبها وذهبت سريعاً إلى
"ناصر".

كانت توجد ابتسامه بلهاء على وجهها، لا تعلم هي من أين مصدرها، ولكنها تعلم شيء واحد فقط أنها تحب الجلوس معه.

فإن"سهر "رغم سنها الذي تعدا الخامسة  والعشرون ولكن تظل طفلة طيبة القلب، يمكن شكلها لا يدل على هذا ولكن الأكيد أن قلبها وتصرفاتها تدل على أنها طفلة رقيقه وخجوله؛  جلست أمام "ناصر" الذي كان يطالعها بنفس الابتسامه البلهاء، فهو العاشق المحب لها منذ زمن نظرت له منتظره أن يتحدث فقال:


_اشتقتك.

توترت "سهر" وأحمر وجهها خجلاً، ولكن سرعان ما كسا عيونها الدموع وهزت رأسها ولكن هذا لم يفت على "ناصر" فهو كان شغوف بكل حركه تصدر منها وبتأكيد راى عيونها الدامعة.

فقال في حزن عليها:


_إلى هذه الدرجة أنتِ أيضاً اشتقت لي؟

نظرت له في استغراب، أشار لها على عيناها فهمت ما يقصد ومسحت بكف يدها دموعها وقال:


_بحثت عنك كثيراً،أين كنتِ،أريدك أن تصبحي بجانبي،ولكني لم استطع الوصول لك،حين شعرت بالياس سفرت خارج البلاد.

ثم أكمل "ناصر"قائلاً:


_وهبط إلى هنا منذ فترة قليلة وفتحت محل صغير،واشتريت شقة صغيرة لي،تعلمين لقد جلست هناك وحدي اكثر من ثلاث سنوات حتى استطيع أن اشتري هذه الأشياء فقط.


فقال حين راها تنظر له تريد جواب على بعض الاسالة فهم من عيناها ما تريد قوله فقال:


_أن كنت تقولي الآن أني فعلت كل ذلك حتى اتزوج،سوف اجيبك عن ذلك السؤال،لقد اختفت فكرة بناء أسرة حين لم اراك.

كانت"سهر " احمر وجهها خجلاً، وهي لا تعلم بماذا تشير له، حتي عقلها لا يساعدها، أنه تلميح أو يمكن أن نقول إنه تصريح غير مباشر بمشاعره اتجاهها، فقررت الصمت إلى أن تستمع له حتي النهاية؛ أكمل هو حديثة وقال:


_كل هذا فعلته لأني أثق في ربي،لأني دائماً كنت أدعو ربي أن كنتِ خير لي يقربك لي وأن كنتِ شر يجعلك خيراً لي ويقربك.

ابتسمت له فهي تعلم أن هذا الدعاء لا يقال هكذا بل يقال اللهم إن كان خير لي قربه وإن كان شر أبعده عني اعطيني خيراً منه.

فكمل "ناصر" قائلاً:


_أعلم أن الدعاء لا يقال بطريقتي هذه،ولكني اقول هذا لأني أحبك، الذي خلق القلوب هب حبك في قلبي لكِ ولن يدع لي سبيل للهروب.

أشارت له "سهر":


_لما؟

فقال"ناصر":

_لقد ماتت والدتي كما أنتِ تعلمي،وأختي الكبيرة تعيش خارج البلاد وأنا في الثانوي وأنتِ الشخص الوحيد الذي كنت قريب منه،شعرت أني أحبك ونحن في الصف الإعدادي.


ابتسم لها"ناصر"قائلاً:

_هناك مقولة تقول أن الحب الأول لا ينسى،وأنتِ كنتِ الحب الأول؛كنت كل يوم أتذكر شكل وتخيل كيف اصبحت.....انظري لقد رسمت شكلك من تخيلي لكِ.

اخرج هاتفه وكان يوجد صورة بها رسمه كانت لفتاة تشبهها بشكل كبير ابتسمت وأشارت له:

_إلى الآن أتذكر لون شعرك.

هز رأسه وهو يضحك ويقول:

_أحب لونه أوي،الأسود على بشرتك البيضاء،وعينك السوداء الواسعة،لا أعتقد أن شاهدهم أحد في يوم سوف يستطيع أن ينساهم.

ابتسمت له فهي دائماً ما تشعر أنها مثلها مثل أي شخص بجانبه.

هذا اليوم مليئ من الأحاديث بينهم كانت"سهر" تخرج صوت ضعيف من بين شفتيها كأنه رنين او نغمه وتدور حول نفسها داخل المنزل تشعر بسعادة غامرة يتخلله بعض الخجل وينبض قلبها ويحدث بيه رجفه حين تتذكر حديثه وهذا هو الحب.

....

أما "ياسمين" وضعت الخروف إلى هذا الكيان الذي يقف أمامها و تركته وذهبت.

لكن من بعيد كان يتابعها أحدهم بقدم تتخبط في بعضها البعض، ورفعت الهاتف وقالت بصوت هامس:


_"عدي"ساعدني "ياسمين"عادت إلى حالتها القديمه من جديد.

أقفلت" ريم" الخط مع "عدي" وذهبت إلى حيث تتوجه "ياسمين" وما أن دخلت إلى المنزل حتي رأت "ياسمين" تقف في ملل واضح على وجهها وقالت:


_أين كنتِ يا "ريم"؟ أنتِ تعلمي أني أشعر بالضجر بدونك؟

هزت" ريم" وجهها وهي شاحبة الوجه وقالت:


_نعم ولكن ظهر لي شيء مهم، آه نعم أنها صديقة لي كانت تريد بعض المال.

هزت "ياسمين" رأسها بعدم اقتناع بل أنها تشعر أنها فعلت مصيبة ما فقالت "ياسمين":


_لما وجهك شاحب بهذا الشكل؟ولما هذا العرق؟ ماذا فعلتي بضبط؟وأين كنتِ.


آتى صوت من خلفها يقول:


_لا السؤال يطرح أين كنتِ أنتِ يا"ياسمين"بضبط؟

نظرت"ياسمين" إلى مصدر الصوت وكان "عدي" فقالت:


_كنت في المنزل أين سوف أذهب؟! انظري أنه أتى من لم يرحم.

هزت رأسها "ريم" في توتر ولاحظت "ياسمين" هذا فقالت:

_ماذا هناك يا "ريم"؟

تحدث" عدي" وقال في صرامة:


_ما هذا الدم التي على ثيابك يا "ياسمين"

نظرت "ياسمين" إلى حيث يشير ولكن شهقت في رعب حين رأت دماء، فقالت بتوتر هستيري:


_ما....ما هذا الدم؟،ما.....هذا الدم يا "عدي"؟!

لم تلبث كثيراً في هذه الحالة حتي فقدت الوعي، وسقطت بين ايدي" عدي" حملها وذهب بها إلى الطبيب.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي