الفصل الثامن والعشرون

سارت "رحمه" إلى غرفتها وهي تفكر خلال سيرها إلى غرفتها ماذا سوف يفعل بها "عدي" هل سوف يمرر ما فعلته مرور الكرام أم أن غضبه سوف يحرقها؛ ولكنها تذكرت جلوسه بجانب "مريم" وحديثهم مع بعضهم البعض وغضبت حين تذكرت أنه لم يعيرها أي اهتمام في وجودها.كانها غير ظاهره بالمرة.


اما بالنسبة إلى "عدي" فكان يقف في غرفتهم يا سير ذاهاباً واياباً كان لا يعتقد أن تفعل ذلك بعد يوم من تحذيره لها ولذلك هو يشعر أنه مصدوم من فعلها.

حاول تمالك اعصابه، ولكن كلما تذكر أنها كانت تجلس بجانبه وتضحك ولا تضع في اعتبارها أن يمكن أن يراها يغضب من جديد.


في تلك الاثناء كانت قد دلفت "رحمه" إلى غرفتهم وبدات هي الحديث اولاً قائلة ببعض السخرية:


_لم أكن أعتقد أنك سوف تلاحظ غيابي، فلقد كنت مشغولاً للغاية في حديثك المضحك مع "مريم".


قلب عيونه في غضب وامسك كف يدها بين يده قائلاً:


_الذي فعلتيه اليوم لن يمر مرور الكرام.


ابتسمت له ابتسامة خفيفة وقالت باستنكار:


_ومن قال أنني انتظر منك أن تمرر هذا الفعل؟ أنت لن تمرر ما فعلت وأنا لن امرر لك ما فعلت.


دفع يدها بعيداً عنها وتلفت معطيا لها ظهره وقال وهو يضحك:


_أنت التي لن تمرري لي ما فعلت، وما الذي فعلته؟


حاولت الصمود كانت تحاول الضغط على اعصابها وأن لا تنفجر امامه وتجعله أن يكون الفائز عليها، وجلست على الفراش واضعه قدم فوق الأخرى وقالت:


_ أعتقد أنك تعلم جيداً ما الذي فعلته، أوه دعني اذكرك بعض الشيء الم تكن تتحدث معها وتتذكرون الماضي، لما نفصلت عنها إذا أن كنت تريد أن تعيش معها في الماضي؟ لربما تكون هي إلى الآن بجانبك.


وضع يده على شعره في غضب مرجعاً إلى الخلف وقال ببعض الضيق وهو يضغط على أسنانه:


_لقد فتحت هي بعض الأشياء عن الماضي وتسيرت معها في الحديث لم أكن اقصد نهائياً أن افتح الماضي في أي شيء.


اندفعت نحوه وهي ترفع اصبعها في وجهه قائلة باندفاع وغضب:


_ لقد رايتك تضحك معها ولم تعطي لي حتى نظره، كنت ارتدي ذلك الفستان حتى الفت نظرك ولكنك بكل سهولة لم تنظر لي وظللت تتحدث معها وتضحك معها بينما أنا كنت في الهامش من كل هذه الاحاديث، كيف لك أن تجرؤ أن تجلب طليقتك في منزلي.


صرخ بها "عدي" قائلاً:


_ طليقتك طليقتك ولم تذكري لو مرة أنها كانت ترعاكي وأنتِ صغيرة وأن الفرق بينكم ليس بالصغير هل هذه طريقتك لرد المعروف الذي فعلته بك؟


وهنا كانت نقطه فصل إلى حديثه فإن "مريم" لم تكن تهتم بأمر "رحمه" مطلقاً في غياب "عدي" قبل زواج "مريم" من "عدي" وبعد زواج "مريم" من "عدي" لم تكن تهتم بها مطلقاً بل وكان الجميع يرى هذا اما "عدي" فلم يكن يلاحظ ذلك والآن يطلب منها بكل سهولة أن ترد المعروف بأن تجعل زوجها يتحدث معها ويتغزل بها امامها دون أي أهتمام إلى مشاعرها.


شعرت بالظلم ولم تقل له ما الذي حدث في غيابه، لم تحاول حتى أن تنفس نفس امامه، بل دلفت بكل سهولة إلى غرفه الثياب اخرجت بعد قطع الثياب واضعه اياها في حقيبة وقالت وهي تسير خارج الغرفة:


_ أعتقد أن ذلك عدلاً بما يكفي، بما أنك لا ترى أنني أفعل شيء مهم في ذلك المنزل فاجعلها هي تفعل ما كانت تفعل لربما الحديث عن الماضي لا يكفي وأن يعيد الماضي أفضل اليك؛ وداعاً.


أغلقت الباب خلفها، بينما هو كان الغضب يشتعل داخله ركض خلفها وامسكها من يدها قائلاً:


_ الذي تفعليه الآن ما هو إلا أفعال أطفال، أنك لن تعقلي أبداً.


لم يختار الكلمات الصحيحة حتى يهدئها تعمد استفزازها معتقداً بذلك أنه سوف يجعلها تظل في منزلها، ولكنها قالت ببعض الغضب وهي تدفع يده بعيداً عنها:


_ بالفعل أنا مازلت طفلة ولكني على الاقل أعلم ماذا أريد.


وهنا تركته بالفعل في منزلها مع طليقته ولم تنظر خلفها ولو لمرة، تعلم أن ذلك خطأ ولكنها ضعيفه، ضعيفه لانها لم تستمر في تلك المعركة أكثر من يومين ليس حبهم قليل وليس أنها ضعيفه فقط بل أنها لم تجرب بعد أن تحارب لأجل شيء؛ بينما "عدي" حارب منذ زمن حارب رغباته بها وهي صغيرة، حارب قربه منها حتى لا يؤذيها، وهي قررت الرحيل في صمت ومن أول معركه.



كانت"ريهام" تسير خارج ذلك النادي الليلي في غضب، ايادي رجال تحاول المساس بها واخرون ينظرون إليها بشهوه، كانت بالفعل في تلك اللحظة تشعر بالخوف، تذكرت "سهر" حين حدث لها ما حدث في مدرستها وهي صغيرة وذلك ما دفعها للخوف بعض الشيء.


كانت تسير بلا هدى وكانت تفكر إلى أين تذهب، فانها كانت تعيش معه في نفس المنزل لانها تحميه وهو نائم كانت تعلم أن تلك حجة هو وضعها؛ ولكنها كانت مجبره على ذلك ورغم النقود التي اجمعتها إلا أنها قررت الاحتفاظ بها إلى حين وقتها، ورغم ذلك هي لا تعلم إلى الآن أين يمكن أن تذهب؟


تشعر أنها ضائعه وليس لها مكان ليس لها وطن حتى يضمها، ذهبت إلى أول فندق قد قابلته وحجزت غرفة ودلفت إليها كانت متعبه منهكه ورغم كل هذه الأشياء إلا أنها حين وضعت جسدها فوق الفراش تذكرت "آدم" ونظرته لها من اليوم الذي دلفت إليه به، كيف قبلها وكيف كان يبتسم لها كيف أنه غار عليها حين كانت تتراقص بين الجميع.


قالت بصوت ضعيف:


_ما الذي يمكن أن يكون أفظع من حبي إلى أبن خطيبي، ومن حبي إلى ذلك السكير الذي لا يفكر إلا في جمع المال والنساء، لا أعتقد أني سليمه العقل.


تنفست بعمق وهي تفكر ما الذي يمكن أن تفعله في حياتها لقد هربت من "ماكس" إلى دوله أخرى حتى تقابل "آدم" الذي أقل ما يقال عنه أنه زير نساء.


اغلقت عيناها في ضعف ولكن في ثواني قد تشتت ذلك الهدوء النفسي الذي حل عليها حين استمعت إلى رنين هاتفها، رفعت الهاتف على اذونها وقالت:


_ من معي؟

اجاب الطرف الآخر في سؤال:


_هل أنت "ريهام"؟


شعرت بالصدمه، دقات قلبها تسارعت حين ادركت لوهله، أنه هو" ماكس" كانت تعلم صوته عن ظهر قلب، لقد كان دائماً يقترب إلى اذونها ويتحدث بهمس إليها حتى لا يستمع اليهم أحد، والان بعد أن هربت منه يكلمها عبر الهاتف الذي حتى لا تعلم كيف وصل إليه.


تساءلت مره أخرى قائلة:


_ من معي؟

أجاب "ماكس" قائلاً:

_"ريهام" لا تنهي المكالمة أعلم أنها أنتِ أعلم أين أنتِ أيضاً.

صمد قليلاً وهي أيضاً كانت لا تعلم ما الذي يمكن أن تجيب عليه به.

قال بعد وقت قصير:

_لقد مات والدي.


وهنا خرجت شهقه منها، لم تكن تتوقع أن يحدث ذلك، ورغم كل شيء حدث في الماضي إلا أنها حزنت عليه.

فاكمل "ماكس" قائلاً:


_ لقد كتب لك بعض الأملاك، يجب عليك أن تعودي، لقد وصلت لك بعد محاولات كثيره، الميراث لا يمكن توزيعه إلا في وجودك، لن اتحدث معك في أي شيء، فقط حلي هذه اللعنه التي حلت علينا واذهبي من حيث اتيتي.


وانتهت المكالمة بأنه اغلقها دون أن ينبس بشيء يريح قلبها، بشيء يجعلها تعلم أنه كان يفكر بها كما كانت تفعل منذ لحظات فقط.


أصبح عقلها مشوش بين أن تعود إلى الماضي الذي قد هربت منه، وإلى أن تستمر في هذا المكان مع مستقبل مبهم لا تعلم عنه شيء.


وضعت جسدها على الفراش من جديد وهي تصرخ بغيظ فإن اللعبة التي كانت تلعبها مع "آدم" تحولت إلى شيء جاد للغاية، وأن الماضي الذي قد توهمت أنها هربت منه عاد حتى يلاحقها من جديد.

لما"عز"يترك لها ميراث، أنها لم تتزوجه بعد وبين كل تلك الأشياء التي تفكر بها غرقت في سبات عميق.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي