الفصل السادس والعشرون

من هنا يمكننا أن نرى أن تغير الكثير في ابطالنا، كان لكل فرد منهم عقده وتم حلها، ويوجد بينهم من تمنى شيء وتم قبوله، لا يجب أن تياس أن الحياة ما هي إلا فرص عليك أن تتحلى بالصبر وهذا كل ما في الأمر.


كان يجلس "عدي" في غرفته يتذكر كل ما مر به، كم كان شغوفاً من أجل الانتقام والآن أصبح يميل إلى الهدوء والسلام، كان يشعر بالغرابه من كونه الآن أصبح يفكر بطريقة غير التي كان عليها، ابتسم حين اشتم رائحة عبير "رحمه" الذي أصبح يعلمه عن ظهر قلب، كان يتمنى هذه الحياة معها، ضمت ظهره وهي تبتسم وقالت بجانب أذنه:


_ لقد تاخرت عليّ للغاية، احببت أن أرى زوجي الوسيم، ماذا يفعل من دوني؟

تلفت لها مبتسماً وقال:

_ كنت اتذكر ملامحك الطفوليه، واتذكر ذكرياتي معك وكيف سوف يكون مستقبلي من دونك، أني اشكر القدر الذي جعلك بين يدي في هذا اليوم.

وضع "عدي" يده على خصرها قائلاً:

_ تخيلي هذه الحياة تصبح بدونك، أنك القمر الذي يضيء الأرض لي، كم اعشقك.

وضعت "رحمه" يدها حول عنقه وقالت:

_ لا استطيع أن اتخيل سوى أني بين يدك، ويدك أنت فقط؛ لقد كبرت على هذا الحضن وهذا الحب الذي بيننا، كنت امنيتي يا "عدي".

اجلسها بجانبه قائلاً:

_ كنت أريد أن احدثك في شيء.

نظرت له قائلة:

_ اصغي اليك تحدث.

شعر" عدي" ببعض التوتر في الاجواء وقال:


_ "مريم" و"زياد" سوف ياتون الينا في خلال 24 ساعه فقط.

وقفت "رحمه" في غضب قائلة:

_ ولم تحاول اخباري قبل سابق لما؟

تحدث "عدي" محاولاً تهدئتها:

_ لم تخبرني قبل ذلك، حين اخبرتني اخبرتك مباشراً.

هزت رأسها والشرار يتطاير من عينيها، هي لا تكره "مريم" ولكنها تغار على "عدي" منها بشدة وهذا لانها تعلم تمام العلم أنها تحبه بل تعشقه.

نظر لها "عدي" قائلاً:

_ تعلمي أني أغار عليك، فلا أريد أن أفقد تركيزي بسبب بعض التفاهات، ولا أريد أن يكون الوضع في المنزل متوتر لاني أحب الهدوء والسكينه.

هزت رأسها بدون تعبير واضحه على وجهها وقالت:


_ أعلم يا حبيبي واتمنى أن تصبح لطيف معي امامهم.

قلب عيناه قائلاً:

_ اتمنى أن لا تكوني تخططين لشيء ما وهذا لأني في هذه الفترة منشغل باكثر شيء مهم بالنسبه لي.

اقتربت منه "رحمه" وضعت يدها على وجهه وقالت:


_ لا تقلق حبيبي كل ما تتمناه سوف يحدث.


رغم أن كل شيء تقوله من المفترض أن يجعله يطمئن، ولكن على عكس ذلك يشعر أنها تنوي على فعل شيء ما.


في يوم جديد استيقظت "رحمه" على ضوضاء في الأسفل نظرت بجانبها كان "عدي" ليس بجانبها، شعرت بتوتر من كون "مريم" عادت إلى المنزل من جديد، تعلم بأن بالتأكيد وجودها في هذه الفترة من الوقت معه أو على الأقل في منزله، به شيء تخطط له.


ارتدت "رحمه" فستان طويل بالون الأبيض عاري الاكتاف؛ قالت وهي تهبط درجات الدرج:


_ مرحبا بالجميع.

نظرت لها "مريم" بابتسامه خبيثه وقالت:


_ مرحبا حبيبتي.

ثم نظرت إلى "عدي" وقالت:


_ تبدو جميلة للغايه بعد الزواج، على ما أعتقد أن وجودها بجانبك يجعلها تنير.

ابتسمت لها "رحمه" وقالت:


_ نعم يا عزيزتي "مريم" فإن "عدي" يحب تدليلي منذ الصغر كما تعلمي.


شعرت "مريم" بالضيق منها، كانت تعتقد "مريم" أن "رحمه" مازالت كما هي لا تستطيع الرد فقد تغضب؛ مازالت "مريم" تحب "عدي" رغم محاولتها المستمره في الإبتعاد عنه ولكن قلبها كان يبي ذلك، شعر "عدي" بتوتر في الاجواء المنزل، فقال:


_ حسناً حسناً سوف أذهب الآن إلى العمل، تعلمي أين هي غرفتك؛ "رحمه" أريد أن اتحدث معك قليلاً.

وقفت "رحمه" بجانبه امام باب المنزل، أمسك يدها بقوه وقال:


_ ما الذي ترتديه؟ وما هذه الطريقه التي تتحدثي بها معها؟

دفعت يده التي كانت تحيط يدها في غضب وقالت:

_ هل اشتقت لها؟ أصبحت تخاف على مشاعرها "عدي"؛ هذه الثياب ارتديها في منزلي أنت من جعلتهم في منزلي عليك أن تتحمل ضريبه غضبي وغيرتي.

لم تنتظر منه حديث أكثر من ذلك، بل ذهبت مبتعد عنه في حالة من الغضب، كانت بالفعل"رحمه" قد تغيرت كثيراً عن زي قبل في النهاية أصبح كل شيء مكشوف لها ورغم ذلك إلا أن "عدي" ذهب غاضباً منها؛ وكان هذا أكثر شيء اسعد "مريم".

وعلى عكسها تماماً كان رغم حبه لها إلى "رحمه" إلا أنه كان دائماً يشعر أنها شيء يخص "عدي" فقط وهذا ليس كره لها بل حب المستميت يعلم أنها تحب "عدي" و"عدي" يحبها لما يحاول تفرقه اثنان يحبون بعضهم البعض، فإن جعل "رحمه" تبتعد عن "عدي" بالقوة بالتأكيد سوف تعاني "رحمه" بشكل السيء والحبيب لا يؤذي حبيبه.



على الجانب الآخر كانت "ريهام" قد أصبحت مثبته في مركزها، ولكن هناك بعض الأشياء التي لا نفهمها، دعونا نراها عن قرب.


يجلس ذلك الرجل صاحب تلك شركة الادويه الطبية خلف مكتب، أنه هو "آدم" والذي تعمل تحت يده "ريهام" نظر لها في خبث قائلاً:

_ آتيتي سريعاً أعتقد أنك أصبحت مطيعه بعض الشيء.

ابتسمت له "ريهام" قائلة وهي تجلس على المقعد الذي أمامه:

_ أرى أنك اصبحت تحلم في اثناء يقظتك.


وقف من مقعده متوجهاً لها، كانت تجلس دون أن يرمش لها جفن، جلس قابلها ناظراً إلى عينيها قائلاً:


_ أتيت إلى هنا قوية الشخصية واصبحت الآن قوية الشخصية أيضاً ولكن وقحه.


ضحكت بصوت عالي وهي تحاول استفزازي ثم قالت بعد انقطعت حديثه بشكل قاسي، ونظرت إلى عيناه مقربة وجهها من وجهه:


_ لا تحاول استفزازي بكلماتك فليس أنا الذي يمكن استفزازها بسهولة ودون عواقب.


ابتسم لها واقفاً من مقعده وقال:

_لا أعلم من منا الذي يعمل  لدى الآخر، وقفت ريهام ثم انحت ظهرها قائلة:


_ بالطبع أنت يا سيدي.

ضحك "آدم" قائلاً:

_هذا بالضبط ما جعلني اخذك وأن تصبحي ذراعي الأيمن، لأن بك كل الطباعه وعكسها ولكن هناك طبع واحد فقط أريد أن اراه، لم اشاهده بك رغم أنه في جميع النساء.


وقف امامها اقترب منها، لم تحاول الفرار بل نظرت إلى تعبير وجهه في هدوء، وضع يده على جنتها واعاد بعض الخصلات من شعرها عن وجهها من ما جعل انفاسه تضرب وجهها وقال:


_ هذا الوجه الملائكي، بالتأكيد ليس فقط بتلك الشراسه.

نظراتها لن تلين ولكن هو نظراته كانت مبتسمه، ولكن "ريهام" داخلياً كانت مهتزه تشعر أن اعاصيف تضرب قلبها، هذا الشعور الذي جعلها تشعر بالتوتر، قررت مدارات هذا التوتر، ودفعت يده قائلة:

_ لا يليق عليك الرومانسية.

ابتسم لها واعطاها ظهره قائلاً:

_أنا لست كذلك أنها وعدد كلمات فقط ليس أكثر؛ تجهزي في الليل سوف أذهب إلى النادي الليلي الذي تعودنا الذهاب اليه.

هزت رأسها قائلة:

_ حسناً إذا سوف أذهب أنا الآن.

قبل أن تفتح باب المكتب اوقفها قائلاً:


_ أرى أن لا يوجد اهميه إلى ذهابك الى المنزل، في النهاية وفي كل الأحوال أنت تشبهين الرجال.

شعرت "ريهام" بالصدمة من حديثه ثم ابتسمت له في خفوت وهي تناظر عيناه قائلة:


_ حسناً إذاً أنا اشبه الرجال وداعاً.

تركت الشركة وابتعدت وذهبت إلى منزلها حتى تتجهز إلى ذهابها معهم الى احدى النوادي الليليه في نيويورك الذي يسمى (Le  Bain).
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي