الفصل الواحد والعشرون

استيقظت"ياسمين" من نومها، وذهبت إلى الطبيب  "أنس"  فهو المعالج الخاص بها جلست معه وبدأت في الحديث عن ما حدث معها فيما ماضى وتم حجز" ياسمين" في المشفى لمدة شهر، ولكن دلفوا  عليها في يوم وشاهدوها تنظر إلى السقف بعيون منفرجة وترفع يدها كأنها تمنع شيء من السقوط عليها، كانت حالة وفاتها عبارة عن فزع وخوف من شيء نحن لا نعلم عنه شيء.

وكانت هذه  هي نهاية "ياسمين".

يجب أن نعلم أن نهاية السحر  جداً سيئة،  ليس كل الأشياء نستطيع  أن نقول أنها سحر،
وليس كل الحالات نستطيع أن نقول عنها مرض، ولكن حصنوا  أنفسكم بذكر ربكم، حتي و لو لم يكن هناك شك بأن هذا سحر أو عين،
يجب أن تتذكروا أن الشفاء بيد الله فا أذهبوا  إليه طائعين.


الجميع كان حزين على فراق"ياسمين"، ولكن الحياة تسير ولن تقف على شخص، ولن يستطيع أحد على منع الواقع، ولكن نستطيع  فقط على أن ندعي لها بالجنة ونعيمها.

استيقظ "عدي" وذهب إلى معشوقته الصغيرة
"رحمة"،وبدأ في أن يجعلها تستيقظ كما أعتاد    في هدوء وحنان مثل ما كانت تفعل معه والدته المتوفى"مها"، شعر بسحر من خلال  ملامحها الرقيقة والجميلة، وشعر أنه يود أن تصبح زوجته وأن يصبح أقرب إليها  وهو لا يشعر بالخجل والخوف من الله، يريد أن يفعل حلال الله بها، وأن يقترب منها كما يشاء أمام الله والناس.

استيقظت "رحمة" ونظرت له في سعادة وقالت:

_هذا الحنان لا أستطيع تحمله.

ابتسم لها بحب، فهو من شدة حبه لها أي شيء تقوله يصبح بنسبه له فكاهي.

قالت هي با درامية وهي تضع يدها علي قلبها:


_آه على هذه الضحكة الخيالية،وقعت في حبك من جديد.

ضحك بصوت عالي وقال:

_سوف أموت من الحرمان،هل تعلمي أنك ذنبي في هذه الحياة؟

قالت في استغراب:

_ما هو هذا الذنب؟!

قال في هدوء وهو يجلس أمامها وهي تفعل المثل كأنها تستعد الي أحد حصص الرياضيات
وقال:

_أستمعي إذاً يا جميلة؛يحكي أن "مالك أبن دينار" كان يسير في السوق،فرأى فاكهة التين، اشتداد رغبته به،فخلع نعله وأعطاه إلى البقال،قال: "أعطيني التين"،فرى البقال النعل وقال:"لا يساوي شيئاً".

فسار"مالك"فقيل للبقال:"اليس تعلم من هذا!؟

فقال البقال:"لا"

قيل:"هو "مالك أبن دينار".

فحمل البقال الطبق على رأس الغلام،وقال له:"أن قابل هذا منك فأنت حر.

فذهب الغلام وقال إلى"أبن دينار":"أقبل هذا مني.

فأبى،فقال:"أقبل فإن فيه تحريري"

فقال "مالك أبن دينار":"حلفت أن لا أبيع الدين التين ولا آكل التين إلا يوم الدين.

ثم نظر"عدي" إلى "رحمه" وقال:

_وأنتِ الشيء الذي أشتهي أن تصبح لي من هذه الحياة،ولاجل أن أحافظ عليكي وأحافظ على ديني طلبتك من ربي حتى يجعلك من نصيبي.

ابتسمت له في اتساع فقالت:

_أنا أحبك للغاية.

هز رأسه ووضع يده على يدها وقال:

_وأنا أيضاً،أنا يجب عليّ أن أذهب الآن،وأنتِ تجهزي حتى نهبط حتى نتناول الفطور.

قالت "رحمة"ببعض الحزن:

_ولكنني أريد أن أستمع إلى قصة آخرى.

نظر لها قليلاً"عدي"وقال:

_حسناً سوف أروي لكِ قصة أخرى؛يحكي أن رجل تعلق قلبه بامرأة،فخرجت تلك المرأة إلى حاجه لها،فذهب الرجل معها فلما خلا بها في البادية ونام الناس،أفشى سره إليها،فقالت له المرأة:"أنظر أنام الناس"؟

فرح الرجل بقولها وظن أنها قد إجابته.

طاف الرجل حول القافلة فإذا بالناس نيام،فعاد إليها وقال لها:"نعم هم نيام."

فقالت:"ما تقول في الله تعالى؟أنام في هذه الساعة؟.

فقال الرجل:"أن الله لا ينام ولا تاخذه سنة ولا نوم.
فقالت المرأة: "أن الذي لم ينم ولا ينام يرانا وإن كأن كل الناس لا يشاهدون؛ فذلك أولى أن يخاف.

فتركها الرجل خوفاً من الخالق، وتاب ورجع إلى وطنه فلما توفى رأوه في المنام، فقيل له:" ما فعل الله بك؟ فقال: "غفر لي بخوفي وتركي ذلك الذنب.

قال"عدي" وهو يمسك جنتها:

_معنى هذا أن يجب أن نعلم أن الله مطلع على كل شيء،وأن من خاف سلم،وأن من صبر على البلاء ذاق حلاة الجنة.

⁦ ....

كانت تجلس "ريهام" في حديقة المنزل وبجانبها "عز" يتحدث معاها بينما هي تفكيرها بعيد عنه قليلاً إلى أن قال:"ريهام"أنتِ وجهك شاحب بهذه الطريقة لما؟

نظرت له "ريهام"، وقالت:

_أنا،لا يمكنك أن تطلب لي العصير.

قال في سعادة:

_سوف اصنع العصير بيدي.

ابتسمت"ريهام"وقالت:

_شكراً لك.

وقفت من مكانها واقتربت من أحد الأزهار وكانت تتلمس بها بيدها، إلى أن لامس يدها يده نظرت خلفها في هدوء وكان هو "ماكس" يقف خلفها ويمسك نفس الزهرة التي تلمسها قال بصوت هادئ:

_أشتقت لكِ.

قلبت عيونها وقالت في ملل:

_هل من الممكن يا "ماكس"أن تبتعد عني قليلاً،لأني بالفعل أنا.....

قطع استرسل حديثها حين وضع يده على فمها ونظر في عيونها التي تكون بها الدموع وقال:

_أنتِ تحبيني،وأنا وأنا أحبك أيضاً.

أبعدت يده وقالت في هدوء:


_أنا بالفعل أصبحت أحبك،ولكنني لست لك.

تركته وجلست مكانها تنتظر"عز"وما أن وقف أمامها حتي قال:

_لقد صنعت لكي عصير البرتقال الذي تحبينه.

نظرت له في حزن وقالت في هدوء:

_ ممكن أن تستمع لي يا "عز"تفهم ما سوف أقوله.

صمت"عز" وصمتت هي أيضاً لم ترد أن تتحدث أو لا تعلم كيف تبدا فهي لها أكثر من اسبوع تريد أن تخبره بما بداخلها، وتريد البوح بيه إليه، رفعت نظرها له وقالت في هدوء:


_نحن يجب أن نترك بعضنا البعض

نظر لها في صدمه؛ فقالت:

_أنا حين قولت إلى "عدي" أنني أريد أن أتزوجك وعلم سنك،قال لي أنني أعيش وبداخل عقلي عقده،وأني لا أريدك كونك زوج ليا بل أريدك أب،أنا أعلم أني سيئة في نظرك ولكن في هذا الوقت أفضل من بعد ذلك.


صمتت قليلاً ثم تنفست بعمق وقالت:


_أنا سوف أعترف لك بشيء،أنا أحب "ماكس"،ولكن فرقي عنك سوف يكون لك ولي وله هو أيضاً،أنا سوف أبتعد عن الجميع،أعتذر.

خلعت هذا الخاتم من بين أصابعها ووضعتها في يد"عز "وذهبت من أمامه سريعا.

كانت تتذكر ما حدث بينها وبين"ماكس"، وكيف شعرت بجاذبية إليه.


كان يقف أمامها ويرفع حاجب وقال:

_تريدي أن تقولي أنك تحبي والدي بالفعل؟

قالت "ريهام" بقوة وثقة:

_ بطبع.

اقترب منها ونظر في عيناها:

_يعني تريدي أن يكون زوج لكي؟


توترت قليلاً وعدلت من هيئة شعرها وقالت:


_بطبع.


قال "ماكس":

_ أنا أحبك وأنتِ لا تحبي"عز".

كانت" ريهام"تتذكر كلماته، وفي كى مرة يراها بها حين قال لها قبل ذلك:

_هذا الطقم يليق بكِ.

أو حين قال:

_هذه أحلى عيون قد رايتها في حياتي.


وقال لها "ماكس" بتهور وجنون:

_نحن ممكن أن نهرب مع بعضنا البعض ونتزوج.


أو حين أمسك يدها بين يده قائلاً ببعض الغضب:

_لما أنتِ مستمرة في هذه اللعبة القذرة، أنا وأنت نحب بعضنا البعض، لما تحاولي الهروب مني؟


كانت اجاباتها على كل هذه المحاولات لا هي لا تحبه هي لا تهتم برأيه هي لا تتأثر بهذا الاطراء هي لا تهرب منه، ولكن الحقيقة هي أحبته وبشده ولكن.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي