الفصل السادس

ذهب لها"عدي"حتى يطمئن عليها ويعلم
ماذا قد فعلت؟ وماذا حدث لها؟

حين ذهب وسأل علم كل شيء، وأن عائلة
الفتاة قد رفعوا قضية على "ريهام"بالاعتداء
وهذا مثبت بسبب جرح في الوجه والرأس.

استطاع"عدي"أن يعلم المكان الذي يسكن
به عائلة الفتاة المصابة، وذهب لهم حتى
يحاول حل هذا الأمر.

دق"عدي"الباب فتحت له سيدة تشبه عمته
"إيمان" ورغم أن الأمر هذا جعله يشعر بتوتر
إلا أنه سيطر على هذه الحالة سريعاً دون أن
يعلم الطرف الآخر بما يشعر؛ تحدث "عدي"
بطريقة لبقة قائلاً:

_مرحباً أنا شقيق الفتاة التي.....

لم يستطيع "عدي" اكمال حديثه بسبب صراخ
تلك المرأة في وجهه، تذكر في تلك اللحظة طريقة صراخ عمته التي تدعي "إيمان" وقال في حيرة من أمره:

_"إيمان"؟

الصمت الذي حل على تلك السيدة، ونظراتها التي تجول عليه، جعلته يشعر أن شكه صحيح من ناحية انها خالته.

كانت تنظر له نظرات بها استغراب، صعب
عليها معرفته بسبب ذلك التشوه الذي في
نصف وجهه وقالت بتسأل:

_من أنت؟

قال "عدي" في هدوء محاولاً ضبط مشاعره:

_هل من الممكن أن ندلف إلى الداخل حتى
أشرح لك الأمر؟

تركت له طريق حتى يدلف، ثم أشارت له عن
طريق غرفة الجلوس، جلس "عدي" وجلست
تلك السيدة، نظر لها "عدي" وتحدث بشكل به شيء من اللوم قائلاً:

_أنني "عدي مازن المحمدي" أبن شقيقك
الذي قد توفى منذ زمن...... أني "عدي" الذي كنتي رافضة أن تاخذي، والذي رفض شقيقك أن أذهب حتى إلى عائلة والدتي.

تنفس بعمق مكملاً حديثه قائلاً:

_تذكرتي؟ على العموم أنا ليس هنا حتى
أتحدث عن ما قد مضى، أني لم أكن أعلم أنني قد أراكي أنتِ، أنني هنا لأجل شقيقتي التي
في الحجز بسبب ابنتك الحمقاء؛ أخرجي
شقيقتي من ذلك الحجز أفضل للجميع.

وقف "عدي" وتقدم من باب المنزل وقبل فتح
الباب، تحدثت تلك السيدة قائلة:

_ياااا أنه ذات طبع أبيك، أن اباك كان يقول
الذي يريده ثم يذهب، طوال حياته كان
متباهي ورغم ذلك كان يفرق الخطأ من
الصواب، وكان إذ أراد أن يفعل الخطأ أقنع
الجميع أنه صواب، ولهذا كنت أحاول ابتعد
عنه.

نظر لها "عدي" بتسأل فقالت:

_أنه كان لا يتعامل معي على أنني الشقيقة
الكبرى وأن حديثي الذي بجب أن يسير على
الجميع.

نظر لها "عدي" نظرة جليدية وقال:

_أنه فعل الصواب، لا يمكن إلى مرأة هي التي تأمر الرجل بما يفعل.

ثم أكمل ساخراً:

_كنت بالفعل أريد أن أكمل هذا الحديث
الممتع ولكن لا استطيع، شقيقتي  اللغي أمر
تلك القضيه وحاولي أبعاد أبنتك عنا.

ثم ابتسم في شر قائلاً:

_وابعثي سلامي إلى عمي العزيز وأبنه"كريم"وقولي إلى "كريم" قريباً سوف نتقابل وسوف
يكون معي مفاجأة جميلة له.

وخرج "عدي" من المنزل؛ بينما "إيمان" في
الداخل كانت تهبط دموعها في خوف على
حياتها وعلى حياة ابنتها التي خرجت بها من هذه الحياه، تذكرت الماضي وكيف قد تزوجت بعد زواجها من "محمد" والذي كان غرضه
الاستغلال فقط.

ولحسن الاحظ بعد علاقتها مع "محمد" تقدم
لها "أسر" أبن عمها والذي كان متزوج من
الثانية، ومن أول يوم لها معه قال لها أنه
تزوجها فقط حتى تصبح أم ألى أطفاله، لأن
زوجته لا تنجب ولديها بعض المشاكل
الصحية؛ حينها سعت "إيمان" في أن تجعل
"أسر" يحبها وهذا حدث بالفعل.

ثم بعد ذلك توالت الأحداث سجن اخيها ثم
موت اخيها بطريقة غريبة واختفاء "مها"
زوجة اخيها الصغير وذهب "عدي" إلى عمه "محسن" وعلمت حينها أن اخيها متزوج
وأنجب منها أيضاً.

إلى أن آتى ذلك اليوم، حين طلب منها "عدي" تاخذه لديها كانت الدموع في عيناه، ولكنها
قررت أن ترفض بسبب زوجها "أسر" لأنه رفض ذلك فهي أيضاً رفضت وبعد عدة سنين حملت في طفل وأنجبت فتاة بعد أن هرب "عدي" من محسن وذهب إلى الملجأ.

هبطت دموعها عليه، وذهبت تلغي ذلك
البلاغ.

وهناك لدى "ريهام" كانت تجلس في الحجز
تنظر أمامها في صمت ألى أن تقدمت منها
سيدة وقالت:

_لما أنت هنا يا فتاة؟ يبدو عليكي صغر السن.

قالت "ريهام" في هدوء:

_لقد تعديت على صديقتي في المدرسة
بالضرب.

شعرت السيدة عليها بالشفقة بأن تجلس في هذا المكان فقالت:

_كيف إلى عائلتك أن يتركك في هذا
المكان؟

كأن أحد قد دعس على قلبها فقالت:

_أنا ليس لدي عائلة، لقد توفو منذ صغري
وذهبت أنا إلى الملجأ.

نظرت لها السيدة بعطف وقالت:

_لا تقلقي إذاً المديرة سوف تفعل ما هو جيد
بنسبة لكِ.

نظرت لها "ريهام" في حزن وقالت:

_لو كانت المديرة متواجده لكانت صنعت لي
محضر إيضافي.

ضحكت ضحكة حزينة وقالت:

_الحمدلله أن الملجأ قد أحترق ورغم ذلك نحن فقط من نجأ، وكان لدينا شخص وأحد خارج
هذا الملجأ وهو "عدي".

قالت السيدة بحنان:

_إذاً لا تقلقي فهو بتأكيد سوف يحاول
أخراجك من هنا،فهو بتأكيد يهتم لامرك.

كان" عدي"و "محمدين" يقفون أمام مركز
الشرطة إلى أن دخلت السيدة "إيمان" وسيدة
آخرى يبدو أنها أصغر منه ورجل.

نظر لهم "عدي" نظرة خاطفة ولم يهتم لهم كثيراً، دلف خلفهم وتنازلت "إيمان" عن هذه
القضية ثم نظرت إلى "عدي" وقالت:

_"عدي"أنني أعلم أن ليس هناك مبرر لما حدث في السابق، ولكن أنا مررت أيضاً بشيء
قاسي في حياتي، لن أطلب منك المغفرة
لانها بتأكيد صعبة عليك.

نظر لها "عدي" بشيء من الاستخفاف، ثم
تقدم منه ذلك الرجل الذي كان يقف معها وضمه له وهو يبكي وقال:

_أين كنت يا "عدي"؟ أين كنت؟ كنت أبحث عنك منذ وقتاً طويل.

نظر له" عدي"قليلاً في استغراب ثم نظر إلى "إيمان" قائلاً بشيء من البرود:

_هل اوصلت الرسالة؟

هزت "إيمان" رأسها بمعنى نعم، واقترب منه
ذلك الرجل من جديد وقال:

_"عدي"أنت لا تعرف من أنا اليس كذلك؟ أنني أنا خالك "عمر" وهذه.... هذه "يارا" خالتك.


شعر "عدي" بالصدمه، بل والاكثر شعر أن
أنفاسه قد توقفت قليلاً داخل جوفه بسبب
مظهر خالته والتي أن دق الوصف فهي تشبه إلى حد كبير والدته الراحلة؛ تقدم منها "عدي" وهو مسحور وضمها اليه وبدأ في البكاء
داخل احضانها.

كان يفتقد والدته بشكل مستمر بال والاكثر
أنه كان يتذكر كل ما حدث له من وقت ما
يتذكر إلى يومه هذا، قال "عدي" دون وعي
منه:


_لما رحلتي يا أمي؟ ماذا فعلت حتى تتركيني
أني أحبك يا أمي لما الرحيل.

وعلى بكاء "عدي" بكى الجميع تأثراً عليه،
ضمته "يارا" إليها وقالت:


_أنها كانت تحبك للغاية، أنا أعتذر منك أنني
لم أكن معك ولكنني كنت أدرس في الخارج، ولم يقل لي أحد ما حدث، حتى أنني هبط إلى مصر بعد موت شقيقتي بعشرة سنوات ولم
أكن أعلم.

مسح دموعه سريعاً حين أستمع إلى صوت
"ريهام" وهي تقول:

_الحب قد أشعل الذرة، كنت في المنزل الرجل الغامض اما هنا الرجل الرومانسي شديد
المرونة واللطف.


ضحك "عدي" في خفوت وقال:

_يجب أن يتم قص لسانك هذا، هل أنتِ بخير؟ ماذا حدث معك والاهم لما فعلتي كل هذا
في تلك الفتاة؟


تجمعت الدموع في زوية داخل عين "ريهام"
وقالت:

_أني كل يوم حين أذهب إلى المدرسة، تبدأ
هذه الفتاة بأن تتنمر عليّ بسبب لون بشرتي.


نظر لها بغضب قائلاً: وما الذي في وجهك؟
أنك مثل القمر، الم تري ذلك الضوء الذي
بشع من وجهك؟


ضحكت "ريهام" قائلة:


_أستمع لي أريد أن أكمل أحزاني.


ضحك لها "عدي" قائلاً:

_أكملي يا صغيرة على الاحزان أنني أستمع
إليكِ.


قالت بصوت مختنق من الحزن:

_كانت تجعل أصدقائي يبتعدوا عني، وهذا
اليوم قالت لي أنني أشبه البقر.


قطع "عدي" حديثها، وحاول التخفيف عنها وقال:

_ماذا بها أن قالت عليكي بقرة، هل تعلمي أن الهند تعبد البقر الذي لا يعجبك أنتِ.

أقترب منها وقرص أذنها قائلاً:

_أحلى بقرة قد رأتها عيني.


ضحكت"ريهام"وضحك الجميع ثم قالت:

_أني لم أشعر بنفسي ألا عندما رأيت الدماء
تملئ يدي وهي مفترشة أرضاً يمتلئ وجهها
بدماء.

نظرت "ريهام" إلى "إيمان" وقالت باسف:

_أعتذر على ما فعلته إلى أبنتك.

بعد وقت قد أخذ كلا الطرفين أرقام هواتف
بعضهم البعض، وعاد"محمدين"ومعه "ريهام" وبطبع"عدي"إلى المنزل.

كان الجميع صامت، شعر"عدي"بشيء بهم غير مفهوم،وقال في هدوء:

_هل هناك شيء سيء قد حدث؟ أم أنني
أتخيل هذا الهدوء فحسب؟


كانت يتحدث مع صنع بعض الاشارات بيده
حتى يعلم الجمع ما يقصده.

نظرت له "رحمة" بابتسامة جميلة قائلة:

_أني أريد أن أخرج، وأنت لا تحب أن تخرجنا إلا في العيد فقط، ولكنك حبيبي "عدويي" وسوف تقبل أن تخرجنا اليوم اليس كذلك؟


نظر لها بابتسامة كبيرة فهي جميلة للغاية،
بالإضافة إلى ذلك أنها هي فقط من تطلق
عليه أسم دلع، ومع ابتسامتها هذه لا يقدر
على رفض شيء لها فقال:


_موافق ولكن يجب أن تكون نزه قريبة لا
تصرف مال كثير إلى الشهر القدم فقط،
سوف نخرج كل يوم لمدة عشرة أيام، وهذا
لشخصين منكم.

قال الجميع في غيرة:

_لما هذان الاثنان بالاخص.

بينما قال "محمدين":

_من هو؟

فقال" عدي"في مزاح:

_أرجوك يا "محمدين" أشغل اعقلك بشيء آخر سواي أنا.

سعد الجميع و قال :

_لما؟


ضحك الجميع.




في مكان آخر كانت تقف"إيمان"أمام "محسن" وزجته"عبير"و اطفالهم "روز" و"كريم".

قالت"إيمان":

_أبن أخيك قد ظهر من جديد.

نظر لها "محسن" في استغراب وقال:

_أبن أخي من؟

قالت "إيمان":

_ابن شقيقك، ظهر من جديد، وأعتقد أنه لا
ينوي خير معك أو مع ابنك.


وقف" كريم"عن مقعده ونظر لها في شر قائلاً:

_أين هو؟

بينما تحدث "محسن" بصدمه قائلاً:

_كيف؟ أنا قد قتلته بيدي؟ كيف لم يمت بعد.



نظرت له "إيمان" بصدمه بسبب ما تسمعه من شقيقها الكبير وقالت:

_ماذا فعلت؟ كنت تريد أن تقتل أبن أخيك؟


نظر لها بكره قائلاً:

_كان يمكن أن يصبح أبني أنا، ولكن هي من
جعلت أخي يتزوجها.


نظرت "إيمان" إليه وقالت:

_فعلت ما فعلته والدتك منذ زمن، والان
اكتشف أنك أنت أيضاً فعلت ذلك؟ ولكن تخيل ما سوف يحدث لك بسبب ما فعلته في طفل
يتيم.


كادت "إيمان" أن تخرج من منزل، ولكن وقف "كريم" أمامها وقال:

_أين هو؟


نظرت له "إيمان" وقالت:

_لا أعلم أين هو؟


هبطت درجات المنزل وركضت خلفها "روز"
دون أن يراها أحد وقالت:

_"عمتي " كنت أريد أن أعلم أي شيء عنه.

نظرت لها "إيمان" في تفكير وقالت:
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي